♧ مِنْ أَرضِ الْمَحَنَّة مِنْ قَلْبِ الْجَزِيْرَةِ.. برْسِل للمسافر أشْواقي الكَتيرَة £

♡تعرف حبيبو كوستاوي يا جميل يا رائع ، لو أن البوست لم يأته أحد سواك
لكفاه شرفاً كباراً و وسام استخقاقٍ و نوط جدارة.كنت أحس أن هذه السياحة و
هذه اللوحة تنقصها لبنةٌ عتيقةً و لمسة قريحةٍ معتقةٍ مصقولةٍ ممهورةٍ بالخبرة
و مسنودةٍ بالفكرةٍ و ممهولةٍ بالفطرة ..مسكونة بحب هذا البلد الحبوب و مأخوذةٍ
بالوَلهِ لدوزنة كل حرفٍ يتيم أخطه هنا بيميني عشماً في نجومٍ بازغاتٍ من هؤلاء
الذين رصعوا سماوات هذا المنتدى ببصماتٍ أصبحن من الخوالدة. كنت أقرأ لواحدٍ
مثل كوستاوي في هذا البورد و أنا التواق إلى كتاباته على قلتهاد، و مدخلاته على
روانتها و استحيائها فأحس بانقباضٍ ينتابني : كيف لا يكون مثلك شريكي في هذا
الشرف الباذخ و هذا الحضور الماتع الباتع ، حتى و لو عابراً إلى حال سبيلگ.

[} مدركٌ تماماً أن هناك أناسٌ تموت في الكلمة الطيبة و العبارة الجذلة. لذلك
أردت بأنانيةٍ معهودةٍ مني أن يكون لي هنا موضع بصمةٍ بينكم لتكتمل متعتي
و ليزداد متاعي كيلَ بعيرٍ من قسمات وجوهٍ تشع إشراقاً و رحابة صدر ٍ

[} أضحى سودانيز الملاذَ للكثيرين كما ترى أخي كوستاوي، إليه نًهرَع كلما
ضاقت بنا نفوسنا الأمَّارة ذرعاً بما رحبت ؛ لنسيح في فضائكم .فكما ترانا قد
تداعينا خفافً لنترقص هنا مع عدن النيل الأزرق ، مدني و نتباهى فخراً مع
أم درمان و (الطابية المقابلة النيل و العافية التشد الحيل)..و نميل طرباً حتى
الثمالة مع كل حفنة من زعفران تراب بلادي .لذا، كان لابد لهذه المتعةأن تكونوا
أنتم حُداة ركابها و في قلبها لنحمل هذا الوطن عالياً خفاقاً رفرافاً في سماوات
عالمٍ خرِفٍ لا يعرف الركون إلى راحةٍ ، أو البقاء على حالٍ . فلعلنا ننتصر به
و له في كل معركة لصراعات بقاء الحضارات و لقاحات الثقافات وندحض
به نعرات التعنصر و الفلتان مننوازع الخير التي فطر الله الناس عليها.

•》كلنا رقصنا مع منقو زمبيري و تغنينا: "أنت سوداني و سوداني
أنا..منقو..لا عاش من يفصلُنا " ثم ها نحن كم بكينا كلنا لمزعة لحم
بتروها من جسدنا . فصار هناك بدل السودان الواحد سودانان.

[} و لعلمي يقينا أنكم أشد مني عشقاً لهذا التراب أردت أن تكون شهادتي
المجروحة كشاهدة شاهد من أهلها ما شافش من الديك إلا رأسه، على طيب
نواياكم. فهي كما السيف أصدق إنباءً من الكتب و أوقع من ملايين التوقيعات .

•》أتعشم فيكم أخوي ابن عروس النيل الأبيض كوستي ، أن تتحفنا بالكثير بكل
ما أوتيتَ من قوة دفعٍ رباعيٍّ و من رباطة جأش الخيل، معقوداً بنواصيها كل خيرٍ.
و لكن أرجوك أن تقف معي لحظةً نتأمل شموخ هذا الوطن الجريح قائماً ممشوق
القامة يمشي رغم تكالب المحن. كيف يصبر على كل هذه الأهوال يربت على كتوف
بنيه أن:《 صبراً آل سودان》يستنهض هممنا و يحثنا لنخلع نعلينا فنخرَّ سجوداً
في محراب الجمال. و ليس هذا سجعاً من نوافل القول؛ بل هي كلمة لا بد منها بحق
هذا الوطن و إنسان هذه الرضاب التي لات حين مناص من هروبنا منها إلا إليها.
لك تجلاي و موتي؛؛؛؛
♡ ود ال ح ي شا ن ال ت ل ا ت ة
مؤذنٌ محجورٌ منزلياً بجزيرة مالطة