♧ مِنْ أَرضِ الْمَحَنَّة مِنْ قَلْبِ الْجَزِيْرَةِ.. برْسِل للمسافر أشْواقي الكَتيرَة £

(67)
[} فالحنين يا صديقي ، كاذبٌ ماهر،يكذب و لا يفتر من
الكذب على نفسه لأنه يفضل يكذب و يتحرى الكذب على
نفسه بكل صدقٍ ، فكذب الحنين مهنةٌ و ليست خسيسةً.

[} و الحنين كذك شاعرٌ مجنون يتبعه الغاوون و محبطٌ
يعيد كتابة القصيدة الواحدة لمئات المرات؛ ذلك لكونه گهلٌ
مزهمر و فاقد الذاكرة بينما لا يزال طفلاً معجزةً يحبو لأنه
نسي حركة الزمان و تحاشي مغبة النظر في المرآة.

[} Yذن ، الحنين هو التزوير البريء للوثائق الثبوتية لحماية
مرجعية المنافي من الصدأ . و هو الكِلس الضروري
لتحنيط و تلميع طلاء النفوس كما البيوت المهجورة. ولكن يُلاحظ
أن أحدا لا يحنُّ إلى وجعٍ أو هلع ٍأو جنازةٍ أو جائحة ألمت به مثل كرون
و التي نحن عاجزون الآن عن الأمساك بخيط شفرتها. لكون الحنين هو
طبيب استشاري لأسرتنا الدولية في جراحة تجميل الذاكرة بروائع ما
احتجب عنها من المشهد؛ تمامن كشأن نجارٍ فاشلٍ راح يرمم بابه
المخلَّع حينما رآه يتهاوى دون أن يرتطم بأرض الوقاع .

[} و الحنين هو لعنةً قَصَاَصِ المنافي من مرتاديها،
في ظل استحياء المنفيّين في الأرض من إبداء إعجابهم
باي شيءٍ ما ف مهما كان رائعاً و ممتعاً في بلاد المنافي .
حيث تظل تندب حظك و تقول يا ليتني لو كنت هناك
لو كنت هناك لكانت ضحكتي أعلى و كلامي أوضح .
فالحنين هو توق لهو الحديث المباح إلى حيز لأول حُنجُرة
انطلق منها و أول لسانٍ نطق به حتى لوكانت غامضاً
باين العُجمةو غريباً عن محيط سامعيه .

[} إذن ، هو ظمأ شهرزاد للبوح المباح في حضرة شهريارعن سيرة
شاهبندر التجار ؛ گحنينالسراب إلى سراب ماءٍ بقيعةٍ يلمع في عتمة
سرادق الأسطورة، و هو أشبه بانقلاب التشبيه على المشب ، و انفلات
الطلقةعلى عرةٍ من فوهتها.بل هو تمويهٌ لمرارة الواقع برونق الصورة ،
و بنعومة يدي الحنين الحريريتين يكون ترويضاً لطول المسافة.