;لا تزال معاناة الناس مستمرة في إستخراج وتجديد هذه الوثائق المهمة ورغم السعادة بإفتتاح مجمعات الشرطة الجديدة لكنها بدأت في التراجع ومع ذلك فالعِلّة ليست في شكل تقديم الخدمات فقط لكن العلة في منهج تقديم الخدمات نفسه فمعظم هذه الخدمات يُفترض تقديمها عبر البريد أو الإنترنت فتوفِّر بذلك الزمن والجهد والمال للمواطن ولمقدم الخدمة معاً علي الحكومة الإنتقالية الإلتفات لهذا الأمر المهم وتخفيف معاناة المواطن التي أصبحت تلاحقه في كل مكان ولعله من المفيد هنا أن نستعرض التجربة البريطانية والغرب عموماً في إستخراج الأوراق الثبوتية ورخص القيادة والمركبات ولا أري مانع من تطبيقها في السودان إن صدقت النوايا واقترنت بالعزيمة. مثلاً الميلاد هنا مثلاً تصدر من مكتب تسجيل المواليد والوفيات وما يقابله في السودان هو مكتب الإحصاء كما كان سابقاً وليس لشهادة الميلاد علاقة بالشرطة من قريب أو بعيد حتي تصبح الجهة التي تصدرها كما هو الحال في السودان اليوم، البطاقة القومية وهذه لا داعي لها وفرضها علي الناس في السودان لا مبرر له سوي جمع المال فهناك رقم وطني وجواز السفر وهي وثائق كافية لإثبات الشخصية ومن عجائب السودان التي لا تنقضي صدور منشور من الهيئة القضائية يفيد بإن جواز السفر لايصلح كوثيقة لإثبات الشخصية في المصارف والمؤسسات الحكومية إنما البطاقة القومية!المفارقة هنا أن جواز السفر معترف به علي مستوي العالم كوثيقة لإثبات الشخصية فكيف لا تعترف به السطات في السودان؟ للحصول علي جواز السفر في بريطانيا يتم ملء طلب الجواز وإرساله مع الصور بالبريد ويتم إستلامه عن طريق البريد كذلك في أيامٍ معدودات الملاحظة أن جواز السفر في كثيرمن دول العالم مدة سريانه عشر سنوات ماعدا جوازات الأطفال التي تسري لمدة خمس سنوات لتغيُّر ملامح الأطفال لكن جواز السفر السوداني يسري لمدة خمس سنوات فقط ليتم تجديده لخمس سنوات أخري والغرض كالعادة جمع المزيد من المال من المواطنين! أما للحصول علي رخصة القيادة هنا فالجهة المسؤولة عن ذلك هي وكالة تتبع إلي وزارةالنقل وهي التي تنظم الإمتحان التحريري والعملي وتمنح رخصة القيادة ولا علاقة لها بالشرطة من قريب أو بعيد نفس الشئ ينبطق علي رخص العربات والمركبات التي تتبع لنفس الوكالة وعندما يحين وقت ترخيص العربة يقوم الشخص صاحب العربة بأخذ عربته لأقرب جراج خاص للفحص وليس مركز الشرطة للفحص الآلي كما هو الحال في السودان وهو سبب الزحمة وتأخير الإجراءات التي قد تأخذ أياماً وبعد تجديد التأمين يذهب صاحب العربة لأقرب مكتب بريد لدفع ضريبة الطريق وتجديد الترخيص في دقائق دون أن يقابل أي شرطي!نفس الشئ ينطبق علي بيع وشراء العربات فيمكنك في اليوم الواحد بيع وشراء عشرات العربات دون الذهاب إلي الشرطة والوقوف في الصفوف لساعات طوال لإستخراج شهادة بحث أو الذهاب إلي محامي لتوثيق عقد البيع فقط كل المطلوب هو التوقيع من البائع والمشتري علي فقرة في أورنيك ملكية العربة وإرساله للوكالة المختصة بالعربات وبذلك ينتهي الموضوع وتكون ملكية العربة إنتقلت تلقائياً إلي المالك الجديدطبعاً ليس هناك تأشيرة خروج لتكون سبباً في الزحمة والصفوف للحصول عليها فإذا كانت الأمور يمكن أن تتم بهذه البساطة والسهولة لماذا الإصرار علي تعذيب المواطنين وتحويل حياتهم إلي جحيم بهذه الإجراءات العقيمة والزحمة والصفوف الطويلة وإهدار الوقت والجهد والمال؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة