ما أظن إنو هناك ماهو أسوأ من أن تصعد أحلام شعب كامل لتعانق السماء ثم تصطدم بواقع قميء وبائس جداً لترتطم بعد ذلك بالأرض إرتطامة يكاد يسمع الأموات صداها. معلوم تماماً أن إصلاح الوطن يحتاج لفترة ليست بالقليلة، لكن أن نتراجع وننحدر بسرعة البرق فهذا غير مقبول إطلاقاً، فجعت للغاية عندما شاهدت الحرب الضروس بين أعضاء تجمع المهنيين السودانيين على إدارة صفحة بالفيس بوك، الإنجاز لدى هؤلاء أصبح online فقط، لاشيء على أرض الواقع، لذلك من المنطقي أن نرى سيوفهم تخرج من أغمادها في سبيل الحفاظ على هذه الصفحة (ذات العلامة الزرقاء). على صعيد الأداء الوزاري والمجلس السيادي بشقية المدني والعسكري نجد تخبط وسلحفائية وفشل وغباء وكل بؤس العالم في أدائهم. لجان تنبثق منها لجان بدون مخرجات (الصفر الكبير هو فقط مانراه). وزراء غالبيتهم اسوأ من السوء، تخبط وعشوائية في كل النواحي، فشل اقتصادي رهيب، أزمات متلاحقة وتردي مرعب في جودة الحياة، ببساطة (عشقنا خلف وعفصنا ابنص صاجة). بئس الحال حالنا وبئس المآل مآلنا. ملف السلام أيضاً أظهر لنا أن الغالبية العظمى لاهم لهم سوى المناصب والمكاسب، هاهي الحركة الشعبية قطاع الشمال تنقسم، فهذا يصف نفسه بأنه on ground ويعيب الآخر بأنه فقط online والجبهة الثورية تتفتت وحركات دارفور تتشتت ونحن بين هؤلاء واولئك ننظر ونتحسر. ثورة رائعة الهمت العالم كلو، ثورة وعي، شباب ضحو بكل شيء، نسوان على رجال كلنا زغردنا لم شفنا حمدوك وحرمه راكبين في الدرجة الإقتصادية وجايين على السودان. يتخيل لي دي كانت اجمل لحظة في حياة اي سوداني عاش فترة الإنقاذ البائسه، لكن وبكل أسف عرفنا لاحقا انو حمدوك براو ماحيصفق، (انجابت الأيام عن كروب ومصائب لم يتوقعها اسوأ المتشائمين، تكالب العسكر والأحزاب على الوطن ولم يظهروا الا البراعه في نيل حصصهم من السودان الذي غدا غنيمة في أنظارهم بعد أن اتخمونا بكواذب الآمال.)
(العنوان والفقره التي جعلتها بالخط السميك bold تم إقتباسهما من كتاب أيام مع الشريف الهندي، الفقرة تصف حال الأحزاب في فترة الديمقراطية والتي وجدتها تتطابق تماماً مع حال اليوم، وكأننا لانقرأ التاريخ أبداً أو ربما نقرأ ولا نعبأ أو نتعظ. أعاننا الله وإياكم وألزمنا وألزمكم الصبر الجميل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة