♧ نَوادِرُ و مَواقِفُ مِنْ أهْلِ الفنِّ£

• ما لبثت أن غادرت الفانية خديجة أحمد كافي زوجة الشاعر عوض أحمد خليفة.. حتى لحق بها.. حيث
لم يهن عليه أن يتركها وحيدة هناك وتلك هي فلسفة (عشرة الأيام.*( نسأل الله لهما الرحمة و ليجعل مثواهما الجنة.

• عوض أحمد خليفة من أجمل من كتبوا (شعر الغنا)، وظل منذ نهاية الخمسينيات يثري الساحة بأجمل
الأغنيات، إلا أن (ربيع الدنيا) كانت جوهرةً مضيئةً و لفتةً وسيمةً في تجربته الشاعرية. خديجة هي من غنى لها
(ربيع الدنيا)،.. رحلت ربيع هذه الدنيا دار الغش أم بناياً جاولص وقش!!.. فمن هي ربيع الدنيا؟.. هي تلك التي
وهبتنا أجمل كلمات الغناء السوداني الطروب، لكم نحن مدينون لتلك الفاتنة التي لا نعرفها والتي ألهمت قرين شارعنا
بالمغنى البديع ، كشأن الكثيرين جملوا حياتنا وكانوا سبباً في إسعادنا ومضوا دون أن جدوا منا لسمة عرفانٍ.

كان اللواء عوض أحمد خليفة أهدى صديقه عبد الكريم الكابلي أولى أغانيه (أغلى من نور عيني) ونور هي شقيقته،
وبعدها كتب لحبيبته التي لم يتزوجها (عشرة الأيام) وأهداها لعثمان حسين، بعدها ومنذ العام 61 حتى بداية سبعينيات
القرن الماضي كانت ملهمته الوحيدة هي خديجة كافي (زوجته)، كتب فيها أجمل إبداعاته (ربيع الدنيا عثمان حسين –
غاية الآمال وعزيز دنياي اللتان أبدع فيهما إبراهيم عوض – بالي مشغول تغنى بها زيدان – ما خلاص نسيتنا غناء
الكابلي – أيام شبابي معاك – كيف يهون- في بعدك يا غالي – لو كنت ناكر للهوى التي تغنى بها أبو عركي- تحرمني
غناها شرحبيل- خاطرك الغالي- خلي قلبك معاي شوية - وصديقيني.). هذا الغناء الجميل الذي ندندن به جلاً
بعد جيلٍ و كابراً عن كابرٍ ولا نزال ألا يستحق أن نُسجل صانعيه و ملهميه ووقفة تجلةٍ

• للواء عوض أحمد خليفة حياةٌ حافلةٌ بالعطاء في القوات المسلحة (أسس فرع التوجيه المعنوي)
ثم قدم خبراته في كثير مرافق الخدمة العامة، ثم رئيس هيئة تحرير جريدة الأيام واشتهر فيها بعموده
(شيء من حتى)، إلا أن عطاءه الفني لم يتوقف لحظة، فأثرى المكتبة السودانية بأكثر من خمسين
أغنية، وكانت كثير من أغنياته من ألحانه أو بتعبيره أنه كان (يدوبي غناه).

* نذكر في ليلة من ليالي مركز راشد دياب العامرة بالثقافة والغناء والتشكيل عقدت ندوة عن
أغنية (ربيع الدنيا)، تحدث فيها السر قدور وكثيرون من ضمنهم الشاعر عوض أحمد خليفة، فقال:
“أما عن نفسي فأنا إنسانٌ بسيطٌ أكتب الشعر وأعتز بأغنياتي، و(ربيع الدنيا) تلك الأغنية التي نُسبت
إلي لم أكتبها وحدي، إنما شاركني في كتابتها الشاعر الفذ مبارك حسن خليفة، وأذكر أنني بدأت
في كتابتها و أنا في القطار متجهاً نحو شندي، سألني مبارك عن آخر الحروف فأعطيته الأبيات،
فاندهش لتوارد الخواطر، لأنه استجمع أبياتاً في ذات صياغ النظم أخذتها فكان هذا المزج البديع.).

* ذاتَ يومٍ في جامع الأدارسة بالموردة، الحي الذي عاش وتربى فيه شاعرنا، تساءل المصلون
عن الخطيب الذي كان يعظ الناس ويتلو القرآن بصوت رخيمٍ ، فقيل : هو/ عوض أحمد خليفة، فكان
منه ذاك الوجدان العامر بذكر الله والصوت الذي يفيض صفاءً وجمالاً. ومن الطرائف التي تروى عن
شاعرنا أنه كان يخطب في المصلين حتى أبكاهم، فقال له أحدهم أبكيتنا يا مولانا.. فقال له (ما من زمان
قاعدين نبكيكم ، لاكين ماكم جايبن خبر ساي )!!.. نعم والله لطالما أبكانا على محبوباتنا المطرشقات
والمتوهمات وعمّر وجداننا بالغناء الجميل. رحمة الله عليه وجعل مثواه الجنة. آمين!