|
Re: نازك الملائكة : يوميات في زمن الكورونا (Re: Gafar Bashir)
|
يومياتي في زمن الكورونا...(2)
الشرنقة...
15أبريل 2020 نازك الملائكة الرشيد
مساء يوم وعند دخولي للمنزل وجدت خلية نحل واقعة أرضاً، ولكن النحل محيط بها ولم يفارقها، ومع الصباح وجدتها وقد أصبحت خالية من كل النحل الطائر، رفعتها من الأرض ووجدت أنها مليئة بالشرانق ،كل شرنقة في خلية منفصلة في عمل إبداعي وقمة في التصميم الدقيق ووفرة من العناية الكاملة ...
سرح فكري للتعمق في حالة هذه الشرنقة من النحل وكل الشرنقات الأخريات من باقي عالم الحشرات، كشرنقة الفراشة مثلاً، بما تمثله الفراشة من جمال ولطف وخفة حركة..
في هذه العزلة والغطاء السميك الذي يكون محيط بشرنقة الفراشة لا يتم إيصال ماء ولا طعام ولا تكون هنالك حركة لها إلا التمدد الطبيعي بعد كل فترة لنموها ،كما أن شكلها يبدو مخيف ومرعب..
من هذا السجن الإنفرادي ومن هذا الجو الكئيب المخيف تخرج منه فراشة رائعة ألوانها ،تتشكل بكل لون حتي تحسبها كأنها كل ما تري لوناً تطلب أن يكون لها نصيب منه و تُصبغ به لتتكون في النهاية لوحة تشكيلية جميلة لعدة ألوان متناسقة ومنسجمة مع بعضها البعض .. من هذه الحبسة والإنعزالية تخرج حياة كاملة تمثلها هذه الفراشة وهي تفرد جناحيها لتحلق عالياً فرحة بهذه الحرية وهذا الجمال الملون الذي كُسيت به لتطير من زهرة جميلة إلي زهرة أخري أجمل منها تأخذ منها رحيق الحياة.. مين علمك يا فراش تعبد عيون القاش؟ على حمرة الوردة وحب الندى الرقاش..
رأيت تفاؤلاً بالحياة من قبل هذه الفراشة كيف كانت وكيف صارت..كأنها تقول لنا أن بعد الضيق الفرج، وأن العسر لا يدوم يجب أن يعقبه يُسر، وأن السجن بعده التحليق عالياً في سماء الحرية، وأن حب الكون هو رحيق الحياة...
ملحوظة:كتبت هذا المقال للصديقة الجميلة شذي جميل صاحبة فكرة المقال، ولها كل الحب.
|
|
|
|
|
|
|
|
|