|
Re: تقرير فض اعتصام الخرطوم.. العسكري يبرئ نفس (Re: زهير عثمان حمد)
|
الأخ الفاضل / زهير عثمان حمد التحيات لكم
الكل يعرف من هو ذلك الفاعل .. والكل يعرف من هم هؤلاء الذين اشتركوا في تلك الجريمة البشعة ,, والمؤسف في الأمر حقاً أن كافة تلك الأطراف التي كانت تتفاوض لنقل السلطة من النظام البائد إلى المرحلة الجديدة كانوا يعرفون جيداُ مائة في المائة بأنه سوف يتم فض الاعتصام بالقوة في تلك الساعة وفي تلك اللحظة .. وقد اتفقت كافة الأطراف على ذلك الأمر خوفاً من تعطل المفاوضات وتمادي النظام البائد في عملية التسويف وعدم تسليم السلطة للعهد الجديد .. وخاصة وأن الجانب العسكري في تلك المفاوضات كان يشترط فض الاعتصام من أمام القيادة العامة ( لاعتبارات تمس كرامة الجيش السوداني ) .. وكان الجانب العسكري يضع ذلك الشرط حتمياً إذا أرادت الأطراف الأخرى أن يتم الاتفاق بالقدر السلس الذي يرضي كافة الأطراف .. وقد وافقوا جميعاً على ذلك الشرط دون استثناء : ( الأصدقاء ) منهم والمسيطرون على زمام الأمور .. وكانوا جميعاُ يريدون التوصل إلى صيغة توافقية تمنع تلك ( الانتكاسة ) المتوقعة في حال عدم التوصل للاتفاق النهائي !! .
تلك هي القصة الكاملة من الألف للياء حسب تكهنات العقلاء العارفين من الناس .. ولكن هنالك تلك الحلقة ( المفقودة ) المجهولة .. وهي تلك الحلقة المبهمة الغامضة التي لا تفصح بصراحة عن تلك ( الجهة ) التي قامت بعملية التنفيذ والمذبحة !!!! . وقبل أن نأتي لمعرفة تلك الجهة المجرمة التي قامت بتنفيذ تلك الجريمة البشعة لابد من كلمات عميقة جارحة لهؤلاء ( الأصدقاء ) الذين كانوا يتفاوضون باسم الشعب السوداني .. فهؤلاء بحق وحقيقة قد خانوا الشعب السوداني وخانوا الأمانة .. ولم يفكروا حتى بمجرد الإشارات والتلميحات بأن يحذروا وينذروا هؤلاء الشباب الثوار الأبرياء الذين كانوا يتواجدون في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة !.. وكانوا يعرفون جيداُ ساعة الصفر .. ورغم ذلك لم يجتهدوا لينقذوا تلك الأرواح الطاهرة .. بل أكثر من ذلك يقال بأن البعض منهم كان يريد أن تقع تلك المجزرة فعلاً حتى تشتعل الانتفاضة بطريقة تزلزل الأقدام وتشعل الحراك في كافة أرجاء السودان !! .. وإذا صدقت تلك المقولة فتلك جريمة أخلاقية لا مثيل لها !. ثم نأتي مرة أخرى للحديث عن تلك الجهة العسكرية التي قامت بتنفيذ المجزرة الكبيرة .. فكما تقول أنت هنالك تلميحات مبطنة من لجنة التحقيق بأن ضباط وجنود قد خالفوا الأوامر وقاموا بتنفيذ تلك العملية دون أوامر صدرت لهم من الجهات العليا .. وتلك النغمة كانت متوقعة من قبل العارفين بأسرار التحقيقات مع الجهات العسكرية في أي بلد من البلاد .. والخلاصة في مثل تلك التحقيقات التي تدين الجهات العليا لابد من إيجاد تلك الجهات التي تمثل ( كباش الفداء ) .. وإن كانت تلك الجهات بريئة مائة في المائة .. ولكن في أغلب الأحوال فإن تلك الجهات التي تمثل ( كباش الفداء ) من الضباط والعساكر هي محمية من الجهات العليا في نهاية المطاف بطريقة أو بأخرى .. ولن تلاحقها الأذية الكبرى مهما تكون شدة الإدانات .. وتلك الصورة يجدها الشعب السوداني في هؤلاء الجماعة المقربين الذين قاموا بقتل ذلك الصحفي خاشقجي .. حيث قيل أنهم قاموا بتنفيذ الجريمة دون علم تلك الجهات العليا في البلاد !,, فتلك فرية تحمي الجهات العليا للضرورة .. ولابد من ( أكباش الفداء ) عند اللزوم والضرورة القصوى لإسكات الأفواه !
ثم نأتي لنقدم حقيقة مؤلمة للشعب السوداني ،، ونقول له أن كافة الحيثيات تؤكد أن قضية القصاص لشهداء فض الاعتصام هي قضية خاسرة من كل الجهات .. وخاصة في هذه الأيام وفي هذه الظروف العجيبة .. حيث أن تلك الجريمة مشترك فيها الصديق والعدو .. ومشترك فيها معظم الأطراف والجهات !.. بل أكثر من ذلك مشترك فيها الدولة الحالية بطريقة أو بأخرى !! .. وتخيلوا أن يقف الشعب السوداني يوماُ في قاعة المحكمة ليشير بأصابعه ويقول : ( أنت القاتل يا ذلك القاضي ،، أو أن يقول : أنت القاتل يا ذلك القائد !!! ) .. فتلك كلمة بالتأكيد سوف تدين الشعب السوداني ويعاقب عليها بحجة إهانة العدالة والسلطات مهما يملك من الأدلة والبراهين !.. فكم وكم من تلك القضايا التي خسرها الشعب السوداني !
وفي الختام لكم خالص التحيات
|
|
|
|
|
|
|
|
|