♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

حدثني أحد أصدقائي ذات مرة حديثا ذا شجن
عميق عن مهدر ثرواتنا الأدبية، الثقافية و التراثية الإبداعية
و قال في ما قال (( نحن لا نجيد الاحتفاء ببعضنا)) .
هل كان الدكتور طه حسين أكثر الكتاب العرب جودة
و إنتاجا حتى يتوج عميدا للأدب العربي أم هل كان
أحمد شوقي أميراً للشعراء العرب والأمثلة كثيرة.
∆تعالوا معي نفتح صفحة من صفحات ثروتنا الأدبية
المهدرة نقرأ فيها شاعراً سودانيا أسمر اللون و الكلمات
الشاعر / صلاح أحمد إبراهيم
تعالوا نتعرف إليه ببعض كلماته
🎶 يا ماريا
ليت لي أزميل فدياس وروحا عبقرية
وأمامي تل مرمر
لنحت الفتنة الهوجاء في نفس مقايسك
تمثالا مكبر
وجعلت الشعر كالشلال
بعض يلزم الكتف
وبعض يتبعثر 🎶
∆ولد الشاعر صلاح أحمد إبراهيم عام ١٩٣٣ بمدينة أم درمان.
تخرج في جامعة الخرطوم كلية الأداب. ينتمي صلاح احمد إبراهيم
إلى أسرة ذات باع طويل في السياسة حيث كانت أخته فاطمة أحمد
إبراهيم أول أمراة منتخبة برلمانيآ في إفريقيا والشرق الأوسط، انتمي
صلاح احمد إبراهيم في بداياته الفكرية إلى الحزب الشيوعي السوداني
ثم فصل بعدها على خلفية صراع بينه وبين سكرتير الحزب وقتها
عبد الخالق محجوب.
∆يعد صلاح أحمد إبراهيم واحدا من الأدباء السودانيين والعرب
الذين قاموا بتوظيف الرموز الأسطورية في بناء القصيدة للتعبير
عن افكار ومعان ورؤى بطريقة غير مألوفة في الأدب العربي .
ما لعشرينين باتت في سعير تتقلب

ترتدى ثوب عزوف

وهي في الخفية ترغب

وبصدرينا بروميثيوس في الصخرة مشدوداً يعذب

فبجسم الف نار وبجسم الف عقرب

وغداً تنفخُ في أشرِعتي أنفاسُ فُرْقة

وأنا أزدادُ نأياً مثْل يوليس وفي الأعماق حرقة
......................................
و لعمري هذا إستخدام للميثولوجيا الاغريقية
غير مسبوق في الشعر العربي حديثه و قديمه .

و قد نعود النواصل حين مسيرة.......