♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

[} حيَّ الله شيخي. و أريتك زين. أما وقد دار محور
سؤالك عني فأبشرك بأني أرفل وسط جمهرةٍ من نِعمٍ إذا
قمت أعدُّها لا أكاد أحصيها و كمان أسألني: وين؟ أقول ليك
حتجة، إنني عُدتُ سيرة طفولتي الباكرة : درويشاً هائماً على
وجهي و فاقداً لملامح ظلي و بائعاً متجولاً بين حواري
وأزقة و نفافيج بحري، تلكم الساحرة التي أحببتُ من
أملااكها إلى سعد قشرتها فختميتها نواحي زاوية
محمود بكري، تجيني بحمد أطلع ليك بخوجلي.
[} و بين الفينة و الفينة يجيني زمن أمتع نفسي
بالدهشة مع شَذَرَاْتٍ نَدِيةٍ مِنْ حِيَاضٍ ثَقافيةٍ!!

[} مع كل ما تقدم سرده، فإنه لا أصدَق و لا أبلغ
مما قيل في حق الأدباء و بخاصة منهم الشعراء :
و لعلنا نستدعي شريحةً مخبريةً منهم لهذه الجزئية
عنهم، إنه يتبعهم الغاوون.أ وَ لا تراهم في كل وادٍ
يهيمون ، و كثيراً ما يقولون مالا يفعلون.
[} فلو أن الدنيا حيزت بحذافيرها لشاعرٍ لوجدته
تواقاً يندب حظه و يلعن يوم ولدته أمه حراً طليقاً
يهمهم باكياً على أطلال فردوسٍ أعلى آخر مفقودٍ .
[} و لعله ليس من نافلة القول إنه لا يجوز ذكر الشعر
و الأدباء و لا يُذكر أبو الطيب المتنبي (من النبوة والتفَلُّت،
و ليس ادعاءً للنبوءة و تلقي وحي السماء) ذاك المتربع على
عرش أمارةٍ متوهمةٍ لا وجود لها، هي من صنع خصب خياله
الجامح الوثاب؛ كيف لا، و هو القائل: أنا الذي نظر الأعمى إلى
أدبي و أسمعت كلماتي من به صممٌ! لكن تُرى من قصد ب(أنا)
و أي أدب كان يريد ذاك الذي أورده قرين شعره مهالك الخُيَلاء؟
[} ربما لسبب كهذا ربما آثرت أن أتلمس أهداب هويتي على
الهيام بشاعريتي الفضفاضة، إن وُجدت أصلن، و أن أظل
في قراراة نفسي هاوياً لا أن أغدو شاعراً بأية حالٍ.