♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

لاشك عندي أن قضاء جماع حياته منفرداً دون زواج
كراهبٍ مهوزاٍ في محراب صومعته، وما ناله من اكتئاب،
و ماعرف عنه من حساسيةٍ مفرطةٍ و تأدب لا محدود في
كل تصرفاته، مع هذا الشعر المنغمس في الحسرة قد قاد
بعض الناس إلى الظن - الأقرب إلي اليقين- بأن الرجل
هو ناظم أبيات القصيد الأشهر و الأكثر تشاؤماً:

~ إن حظي كدقيقّ فوق شوكٍ نثروه
~ ثم قالوا لحفاة.ٍ يوم ريح اجمعوه
~ صعب الأمر عليهم ثمّ قالوا اتركوه
~إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه

● هذا علاً بأن الأبيات أعلاه ليست مثبتة في
ديوان شعره "لحظاتٌ باقيةٌ" في كافة طباعته.
وذلم مع ملاحظةٍ هامةٍ بأت دراسة جماع و ضلعوه
في شوارد بنت عدنان و امتلاكه لناصية البيان تعيب
عليه أن يأتي بالمضارع مرفوعاً بحذف النون.فالصواب
( تسعدونه) بثبوت النون لا ( تسعدوه) بحذفها.
● صحيح أن دراسات جرت عن جماع ، من أشهرها :
جماع قيثارة الإنسانية) لمحمد حجاز مدثر، لكن تحقيق
أشعار جماع وتوثيقها علي نهجٍ علميٍّ مدروسٍ لا يزال
شيئاً غير منظورٍ في الأفق القريب، بل ربما أراح الناس
ما تناقلوه حتي صدقوه ، و هو في تقديرهم يصنع
من شاعرهم الذي عشقوع شخصيةً أسطوريةً.