♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

▪》و على طريقة خروج الثعلب في ثياب الواعظين و واهمٌ من ظن يوماً أن للزواحف ديناً
يستطرد الكوز الني قائلاً : لنزار قباني الدبلوماسي المحنك ملحظٌ جدُّ خطيرٌ في هذا الصدد ؛
فقد رأى أن الفرنجة الذين صاغوا فلسفة الدبلوماسية المعاصرة و التي هي في حقيقتها خليةُ
دبابيرَ مستترةٌ و ملتقى أحبةٍ رسميٍّ للجواسيس و العملاء مزدوجي الهوية و الانتماء و الطوابير
الخوامس يكثرون في عواصمنا - و لا يزالون - من حفلات الكوكتيل بمناسبةٍ و في غيرما مناسبةٍ.
و سوقوا هذه العادة لسفاراتنا. فالسفير و زوجته الغيداء الحسناء يقضون عمرهم ما بين حفلة
كوكتيل تلوَ أخرى. و بالمثل يقدمون في سفارات عالمنا المحافظ، كل أصناف النبيذ المعتق و
الشراب المحرم ؛ باعتباره إتيكيتاً دبلوماسيّاً مقدسٌاً لا يجوز لأحدٍ الخروج عنه و لا ينبغي له .

▪》و لعل مما شدّ إنتباه الشاعر فأثار فضوله حٍرص بعض السفراء الأجانب على تدريب
النوادل على طقوس تقديم الخمور ، فيما يعمل مصور فتوغرافي و تلفزيوني حاذقٍ على
رصد حركات و سكنات الشاربين ، و توثيق سيقان عقيلات و كريمات رجالات السلك اللا-
دبلوماسي يترنحن بتنوراتٍ مشحتفةٍ قصيرة و صدور ناهداتٍ مثيرة " كاسياتٍ عارياتٍ
مائلاتٍ مُميلاتٍ كأن رؤوسهن أسنمة الُبُخْتٍ"و يخضعن بسواقط متاع القول ليطمع الذي
في قلبه مرضً ، فيفقعن الضحكات ، و لا يخشَين لومةَ لائمٍ بمحاككة أجساد الأغراب من
علوج الفرنجة. و يرقصن بالخطو البطيء (Slow-Dance) و قد ارتمين في أحضانهم
حين تمهس الموسيقى الكلاسيكي الهادئة و تذبل الأضواء الخافتة ، و بعد نهاية كل
احتفالية صائدو الغافلين ينهمكون في فرز لقطات السيلفي الفاضحة لسفراء عرباً
أتراباً و قد عبُّوا و شرِبوا شرابَ مودعين من قنينة ( الوايت ليبل ) حتى الثمالة .

♧ تقبيتة لا بد في المية منها£
▪ إذا جاز لمثل هذا الدعي نبذ أي سلوكٍ من صميم دبلوماسية (تتحرك).
فأنَّى له تبرير سلوك زواحفهم في إطار دلدماسية (تتحرش) بالدقارات .