لن يعود كما كان ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2020, 06:35 PM

وائل الكردي
<aوائل الكردي
تاريخ التسجيل: 12-08-2019
مجموع المشاركات: 15

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لن يعود كما كان ..

    06:35 PM May, 13 2020

    سودانيز اون لاين
    وائل الكردي-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    لن يعود كما كان ..

    وائل الكردي
    [email protected]
    هل لانزال نستهين بالموت ولا نعبأ به ؟
    كم كان هذا الوداع الأخير معبراً ومؤثراً .. (سيكون على مقربة مني أناس ، وأن يكون الشخص إنساناً بين البشر ويبقى إنساناً أبداً ، مهما كانت المصائب ، ولا يكتئب ولا يسقط ، ذلك هو مغذى الحياة ومهمتها . لقد ادركت ذلك . فهذه الفكرة تسربت في مسامات كياني ، في دمي ، فالدماغ الذي كان يبدع ويحيا حياة الفن الراقية ، والذي أبدع وتعود على احتياجات الروح السامية ، دماغي ذلك قطع من العنق . وبقيت الذاكرة والصور المرسومة وغير المتجسدة من قبلي في واقع الحال. صحيح أنها قروح في داخلي ، لكن القلب باق لدي ونفس الدم ونفس النطفة التي تستطيع أن تحب وتتألم وتتوق وتتذكر . وهذا كله حياة على أي حال . السجين أيضاً يرى الشمس . وداعاً إذن يا أخي ، ولا تحزن علي .) (من رسائل ديستويفسكي) ..
    يقولون .. أن العالم لن يعود كما كان بعد هذه الجائحة .. فعلاَ لن يعود .. ولكن ليست هذه هي أول مرة ، فالعالم دائما لم يعد كما كان بعد الحروب العظمى ومجازر الابادة الشاملة مثلما لم يعد كما كان بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية .. بل وبصورة أكبر أن العالم لم يعد كما كان بعد الثورة الفرنسية ..
    اذن دائرة التاريخ تفرض في كل منقلب لها وقفات حتمية ، يقفها البشر ليس باليأس جراء ما كسبت أيديهم من خراب ودمار وفساد في البر والبحر وليس لأجل أن يجتروا مشاعر الندم على ما فات .. فما قد فات قد فات ، وإنما هي وقفات من أجل تجديد الحياة للمستقبل ولصنع نقلة عمرانية حضارية جديدة .. وقفات يقفها الناس في كل الأرض طوعاً أو جبراً من أجل الإستمرار في الحياة التي سلطتها على قلب ابن آدم شيء كبير ولو كان ابن آدم هذا في سجن مؤبد .. والدليل على هذا المد البشري الطاغي نحو التمسك بالحياة والبقاء مهما كان ضعيفاً هو أن العامل المشترك الأعظم في كل تلك الوقفات للإنسان في أعقاب الحروب والجوائح والأوبئة الجسيمة كان هو (الموت) .. بأن الموت هو الباعث الحقيقي على الحياة .. فكم كان الموت وكم كان الضحايا والرقاب التي قطعت على المقاصل في الثورة الفرنسية ، إلا أن غريزة الحياة فيها غيرت أوروبا كلها بعدها وليس فرنسا فقط تغييراً إلى غير رجعة .. وكيف احصيت جثث القتلى بالملايين غداة الحرب العالمية وتفجيرات اليابان وتحول مدناً بكاملها حطاماً ، ثم كانت الحياة بعد ذلك أقوى واعنف وصار النزوع نحو البقاء محموماً عاصفاً فخلق حضارة تقنية جديدة صارت هي اليوم ولا تقاس بسابقاتها .. ولعل هذا بدوره اظهر عيباً جديداً في البشرية المعاصرة أن الجنوح الكبير نحو التقنية والاتمتة Automation والتحول إلى العالم الرقمي ربما هو في حقيقته نوع من الهروب بإقامة جدار فاصل يكسر ارتباط الإنسان اللصيق بأخيه الإنسان في إدارة شؤون المجتمعات لأجل أن يحد ذلك من فرص الحرب التي يحدثها البشر بتقاربهم مع تعارض المصالح في ذات الوقت ..ولكن بقدر ما يتباعد البشر ، في لحظة ما يشاء الله أن تحدث حرباً من نوع آخر تجبرهم على العودة بعدها إلى اجتماع انساني جديد .. ولذلك بقدر ما تكون الابادة بالموت مصيبة كبيرة بقدر ما تكون محطة للتوقف والبدء من جديد في تصحيح الحياة الإنسانية واستمرارها اشد قوة من المصيبة .. وهنا قول الله تعالى (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) .. وهذا البدء من جديد ليس فقط في استمرارية الحياة وإنما بمراجعة كل القيم والعادات الاجتماعية السابقة والتي ساهمت في تفشي الشقاق والعنف والاضطهاد والجريمة وأيضاً أمراض العزلة وفقدان الثقة والقسوة والتمزق العائلي ..
    واليوم ، تحصد جائحة (كورونا) أرواح الآلاف في جميع الأرض فالتزم الناس ديارهم ، فلربما أراد الله من ذلك أن يعيد الإنسان صياغة المجتمع الكبير بأن تكون البداية بلحم نسيج العائلة الصغيرة ، وهي البداية الطبيعية .. ومن لم يلتزم بداره تحت أي سبب يكون عليه أن يصبح أكثر يقيناً وثباتاً أمام الموت والتطلع إلى الآخرة .. لقد اتسم العالم قبيل جائحة )كورونا) في كل شيء بعدم الرضا ، لم يكن الناس راضون عن أحوالهم ومعاشهم واخلاقهم ، وتلك الحالة من عدم الرضا العام هي ما ينذر بالثورة على ما كان .. وفي بلادنا تحديداً ، سبق أن قامت الثورة السياسية بقوة فبدلت منظومة الظلم والفساد ، ولكنها ستظل ناقصة ما لم تتحول من بعد ذاك إلى ثورة اجتماعية تعيد الثقة وتؤكد الهوية وتعلي قيم ومعنى أن نكون ونحيا في وطن ، وهذا أوانها .. وأوان أن يكشف لنا الطاعون المعاصر الذي حصد ارواحاً كثيرة في وقت قصير كيف هي حالة الوعي الشعبي هنا ، وما الذي ينبغي أن يبقى وما الذي ينبغي أن تقوم عليه الثورة .. لقد آن الأوان لأن نعيد للموت هيبته في نفوسنا قبل أن تأخذنا اللامبالاة به حتى نراه في احبائنا أو نراه في أنفسنا بغتة فنصدم ونندم من دون فائدة .







                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de