وكشفت عن ساقى ظنونها

▪


▪ ترِبت يداي و يسلم يراعك أبا جهينةَ أيها الغارق
إلى شوشتك في شبر ماء بحرٍ لجيٍّ. إذ تعيدني القهقرَى
إلى قصاصةٍ قديمة كنت شخبطتُها و نسيتُها على ورقة
توتٍ يابسةٍ :《 لمن تودُّ عبثاً تفخيم ناهديها 》

[} و الآن دعيني أبث في روعك أيتها الفاتنة شذراً
من خواطرَ مبعثرةٍ و معكوسةٍ ، كنت زفرتُها بالأمس
هنا دافئة بهواءٍ هوًى ساخنٍ غلابٍ و كالعادة ، لم يَرْعِها
أحدٌ بالاً، و لم تلقَ منهم عيناً واعيةً و لا أذناً صاغيةً.

[} فلِمَ كُلما أبْحَرْتُ في مقلتيك هاتين عبثـاً تَجْتَاحُـــنِي وَعْثَـاءُ
السفر إلى ما خلف الرموش ركوباً على ظهر حصانطروادةٍ خشييٍّ
بلا فارس، تشدني أوتارُ الحنين.. حنينطفلٍ قريرٍ رضيع إلى ثديِ أمه؟

[} رغم ما يُفترضُ أنَّك مهرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَ لَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ
و عذراءُ فلم يَمْسَسْكِ بَشَـرٌ و لم تدنُ منك بعدُ يدُ حالبٍ و لا شاربٍ ولم
يصبكِ سهم لا حابلٍ و لا نابلٍ. و لداولا أنني ناذرٌ للرحمنصوماً لقلتُ :
إني أرى في المنام أنّي ألمَسُك ؛ فتطمحين لِيبصدركِ عالياً كشموخ ضمير
نونِ النسوة ، و تشرئبين بأنفك أشماً كما الخنساءُ تنعي اخاها صخراً
الندى : طويلَ النجاد رفيعَ العِمادِ كثيرَ الرمادِ إذا ما شتى.

[} و تؤكدين لي في كلِّ نَوْبَةٍ عضويتك الدائمة في حزب
الثديات من نفس ذوات دمِنا الحار حد التوهج و الغليان .
مودتي / ود الحيشان التلاتة

● كلَّا أبا جُهَينةَ ، و حاشَ لعيني أن تعلُوَ فوقَ حاجبِها.
و إذا جازفتُ البوحَ بأبعدَ من ذلك لاحتقرقُ و أنت اخترقتَ
و لا بد أن بكنانتكالكثير من القنا . لذا فقد آثرتُ حجزَ مكاني
بالكنبة القدامية، الكتف بالكتف مع صديقي اللدود الودود/
ود مهدي؛ فقط مستمتِعَين بطلاوة بوحك الشيِّق. فتفضل.