♧ ورطَتي مع الكورونا £

《الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ》

●جزيتم خيراً أحبتنا العُزاز ، و لا رأى الله لكم بأساً .
و ربَّ ضارة نافعة.و يكفيها نفعاً أنها جابت لينا أبو الريش
و أبو جهينة و جلالدونا يا سلام. و الباقيين الفيهم انعرفت .
● عمومن ، أمس القريبة حصلت لي درامة "تجربة خطيرة
جدّْ و اجتزتهاااا". كنت فاطر مع صاحبنا ، كوز زاحف لسة
مرطِّب من الجماعة الكان بسافرو (الصين)؛ الله لا طراهم
و لا جاب باقيهم. عندو (كرونا) آاي والله صحي؛ كرونا
الواحدة دي بس"ماكنت عارف يا ريت..و يا ريتني
كنتا عارف"و هو غتيت و حاقد أصلو ما ورَّاني.

♡ مشيت ليه من ضو في البيت. و بكل محبة.. هاك
يا سلام بالأحضان ..و الشوق بحر.. و الشمارات كمِّيَّات.

◇ و يلا مع وقعة الشمش كدا جهزوا الفطور و جكاكت العصائر
الميها خمج و مستنين الآذان داب وردة بفارغ الصبر يفتح خشمو
يقول لينا: صلوووا في بيوتكم ، و نحن مركزين بحواسنا الخمس
على: "افطروا في رحالكم"
▪ و حتى اللحظة أنا ماني ناقش إنو الزول دا عندو الما تتسماش.
أتاريه كان ناصب لي فخ جقور يرميني حتف أنفي، في شر أفعالي.

● يلا ، من قولت تيت و الله أكبر بس ختفناها من خشمو كبَّرنا ( هي لله) و هجمنا على العدة خشينا المعمعة لهمقة شديدة. و زولي يشيل في البلح الغُلاد و يجدع لي في وشي..و يكب في العصاير و الحلو مر يجغم منها شفطة طويييلة لامن يشفقني حتين يقول لي: هاك ، عارفك ما بتشرب بارد شديد لكن دا ما بطال. و لا النشاية بالمحريب و روس النال دي براكم عارفني بموت فيها أكطع وراها شنبي عديل . و العبد لله على اللهفة و الشلاقة العلي واقع أعمى و أطرش ..بس كالنار في الهشيم عامل شغل الجنجويد: (الأرض المحروقة)

●الشاهد : قضينا على اللخدر و اليابس وصلينا المغرب سريع،
في أمان الله ؛ و قال كدي ولَّع ليه سيجارة شفط منها نفس عمييق
جدن و مدَّ لي قال لي هاك (خمِّس) . مسكت السجارة دي بالخرمة
شربتها في نفسين بس ؛ لامن شعرت لي بدوخة . و دا كولو و يا مؤمن
يا مصدِّق ماني جايب خبر انو الراجل(مِكْروِن) دي طبعن موش مِكَرٍ
مِفَرٍ بتاعت امرؤ القيس ؛ لا لا ياخوي دي يعني عندو( كرونا عديل).

ممتن ليكم جدن أخواني حمودي و في نفس الوقت ممتن لتوءم روحي زهير ،
و ياها دي المحرية في مثل صدق تفاعلك الذي أعي تمامن و سهرك رافعاً أكف
ضراعتك لأجلي و لا بد أن رهطاً من ملائكة الرحمة رافقوك داعين لك بمثلها آمين.
● عمومن بعد دشوة كاربة كدا أتمغَّيت و قلت لزولي : خلاص أنا بعد كدا بمشي
أخد تعسيلة عشان أهضم الفطور الاستثنائي ؛ دي "عضة ما منظور مسيلا".. قال
لي: أوكي ، بس انتظر نوصِّلك.. في اللحظة دي اسمع ليك بنتو شافعة مدت
رويسا بالحيطة تناديه : يا بوي إنتا ماك عارف ( كرونتك ) دي مولعة!!¿.

☆ يلا أخوك من سمعتها عينك ما تشوف إلا النور ؛ فعلن عرفت ليك
اللي طفى النور منو. خلاس الكلام دخل الحوش و بقيت أمش سبعة
تمانية خطوة لقدام و تلاتة لورا ورا. في اللحظة ديك ساعة المسا..فرد
الجناح و الليل لملم مصاببح النهار"و فجأتن كول اللي لهمقناه هسة و
معاه سفاسف من عمنول كول اللغاويس دي اتكومت و نزلت لي جاني
في قعر لهاتي:《هي ياخوانا الليلة عاد أمانة ما كِتِل راجِلن مو ساهل》
شكلها يا ربي دي تكون زاتا (ثالثة الأثافي) اابسمع بيها .

♤ لولا أنو قام أخونا شاف حالتي و جرى فللي يُنقذ الموقف و فعلن زي ما قالو:
( الرجال مواغف ).. دوَّر العربية جزاه الله خير، و قال لي اركب يا جبان يا رعديد،
دحين ما قلتو نوبة¿!. حتبن تنفست الصُّعَداء و استغفرت و رجعت لصوابي..

○والله أنا ما عارف أنو المعفن عندو كرونا لقيتا ليك كرونا قرمبعة كلاسيكي
موديل التمانينات ؛ لاكن بصراحة يا واطة احفظي ما عليكي، عروووسة نضيفة
شديد. ياخي أنا كنت مفتكر عندو كريسيدا و لا كراون ديلوكس سوبر صالون؛
و لا كارينا ما تبارينا. الليلة بس اكتشفت غيَّر عربيتو ل(كرونا) ما عارف متل
العفاريت ديل متين فكوهم لينا من الأصفاد في نص رمضان!¿
😂😂

● أما هذه الدراما و قد حصلت لي فعلن ،و أنا في كامل قِوايَ
العقلية المعتبرة شرعاً و قانوناً. فلا بأس أن نُحدِّث عنها و لا حرحَ.

● يومتا في الشغل على وشك نهاية دوام بدأت عصافيرُ بطنِ الصيامِ
(تصَوصِو) ، و النُّعاسُ يرخي أجفاني كما تُسدَل أستار ُ مرسحٍ إغريقيٍّ
على نهاية عرضِ لمشهدٍ رتيبٍ و مملٍّّّ لمأساة {أسطورة سيزيف}.

▪و على شفا خفرةٍ من الدخول في تعسيلةٍ قسريةٍ لرجلٍ أشعثَ أغبرَ
متسولٍ هفتانَ هائمٍ على وجهه بخفَي حُنَينٍ ، و يدافع الأهبثينبين أزقة
و نفافيج حي بن يقظان.أو إن شئت تقريب الصورة و توسيع بؤرة
البانوراما قلت : كنومة ديك البطانة ( مُدلدلاً ) فوق حبل غسيلٍ .

▪ فلم ينقطع سلسبيل أضغاث أحلام ظَلَوطٍ في عز تلك الغفوة العصرية الحالمة
إلا على وقع رنةٍ مزعجةٍ لهذا الهاتف الذي يلازمني كما يلازم ُ(ظلُّ دليبةٍ) عودها.

● ~ألو ، و عليكم السلام( الرقم دا غريب و الصوت
خميير و أجش) مين معاي ياخي لو سمحتَ ؛ ما عرفتك معليش؟!!

~ ألووو يا دفع الله ، معاك دكتور ياسر .

~ مرحبنبك و مسهلنبك، دكتورنا (قلتها متوجساً خيفةً من حكاية
دكتور دي كبدتي مابياها ساي . جني و جن تركيب الألقاب (المهجنة)
دي ؛ فيا إمتن ديك و يا إمتن تور .أيوة ، موش قالو : "ركاب سرجين
وِقِّيع..و مسَّاك دربين ضِهِّيب}. يلا ما علينا؛ أهلن يا أخ ياسر اتفضل؛
مالك و من وين ضارب إتا (بقلبي: أوعة السايب يكون من كرنتينة
في البلد المتل الفتيل دي) وحجم أصاباتا غير مكافئٍ لحجمها؟!

~ ياخ أنا من الطب الشرعي . و أنت وين هسة موش في المشرحة
(خُد ،بول : يا لطيف ؛ يلا من هنا حيبدن يتلخبتن علينا اللختساسات)

~ (الليلة عاد يبِلَّنا البلَّ حَلَّة ؛ هي بسم الله قصدي: يحلنا الحلَّ بلَّة من
القيد و المذلَّة). يا زول هوي أتكلم زي الناس ياخ و ما تسيِّح ركبينا..
نحنا طب شرعي هدي متعارضة لينا في البلاعيم كمان تردف لينا الكية
بمشرحة .شكلنا بعد كدي يانا المتحمدين أبو هامور راسنا عدييييل.

▪و بصراحة من هنا حصل لي انفصال في الشبكية بقيت اشوف زوالي
{أصبحت رغم البين.. روح واحدة في جسدين) و شبه تليُّف بفسيفساء
كيماء الدماغ، طار على إثره عقلاي ظاهر على باطنٍ من برجيهما تاركين
باقي حواسيَ الخمسَ تتطاقش كخبط عشواء.فلم أعد أشعر بأيتها حاجةّ
سوى اللهم طفران حرارة جسمي إلى درجة ما دون التوهج و فوق الغليان
على صفيح مقياس ريختر؛ مع سيلان قطرات العرق طبعن ، بي سداغاتي
كهطل المُزنِ هتوناً على جذع تبلديةٍ صماءَ أو حرازةٍ حمقاءَ عاشت طوال
عمرها في جفوةٍ و حرابةٍ ضروسٍ شعواءَ مع ريحة دعاش المطر.

● و الزول بهناك سامع الصنة فاكرني في حالة إصغاءٍ تامِّ له. و هو سادرٌ
كالكلب في قييِّه ليأتيني طشاشاً، سيلً عَرِمّ منحدرٌ من بالغِ سلاماتِه و رقائقِ
تحيَّاتِه و لطائفِ تمنِّياتِه و كثائفِ أكفِّ ضراعاتِه بصادق دعواتِه من القلب للقلب
لي بشفاءٍّ عاجلٍ غير آجلٍ و تامٍّ لا يُغادر سقماً؛ و مشفوعة باعتذاراته لامتتاعه
(مكرهاً أخاك لا بطل)، نظراً لعينِه البصيرة و يدِه أو الأصح رجلِه القصيرة عن الجية لمواساتي في خضم وعكتي المخيفة و ترا المؤمن مصاب .. و باب الجرح فاتح.

~ لامن جاي لجاي قدرت أخيرن جدن أستجمع له آخر ما بقي لي من قوَّةٍ و من
رباطة جأش خيلي : اسمع يا بني آدم ياخ رفعت كثافتنا براها مولعة.فرجاء ممكن
تبطل هترشة و توريني برواقة كدا إنت ياسر مين و عاوز دفع الله الزفت دا مين؟!

~ ياخ إنت موش دكتور دفع الله ، مناوب في المشرحة و جانا خبرك
سمعنا قالو لاقط العدوى من واحد من ضحايا هذا الوباء اللعين!؟
أنا متأكد و هدا رقم تلفونك نفس المعاي.

~ و كمان مُصر ، ياخ إنعل أبوك لأبو اللي خلَّفو دفع الله بتاعك و جابو
يتخصص مشرحة. طيب ، عرفناكم دين ما عنكم ؛ كمان دكاترة لابسين
أبرولات الجيش الأبيض؛ و لكن وفاضكم خالية من أبسط أبجديات الطِّبابة.
ياخ موش درسوكم إنو فايرس الما يتسماش كورونا دا يبقى أحادي الخلية
شبه الميتة، و محتاج لخلية حيَّة كعائلٍ (Host) لكي يعيشَ عليها. و بالتالي
ضحاياه أوَّل ما يموتوا كخلايا هو بيموت معاهم .يعنى الميت بكرونة عشان
ينقل ليك عدوى إلا يصحى بفجة الموت فيُبعث من مرقده و يرفع راسو
يقوم بخراق الروح يحضنك و يبوسك حتين يفك ليك عطسة في
مناخيرك ثم يعود إلى برزخه لتابوته يواصل موتاً على راحتِه.