|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
الظاهرة السرورية أو القطبية حالة واحدة وهي عبارة عن لونية أو مدرسة دعوية جديدة أو ظاهرة (مركبة) أوخليط جمع وزاوج ومازج بين السمت السلفي من حيث المظهر والتدين الشكلي العام عطفا علي جرعة عقائدية وبين الحركية الاخوانية وسرعة الايقاع ودقة التنظيم والإهتمام بالحلقات الأمنية الثلاثة (الجيش / الشرطة والأمن) علاوة علي اهتمامها بمجريات التطورات السياسية ويستفزها التحدي الأمني (الوجود الأجنبي بمستوياته المدنية (منظمات إغاثة وجمعيات العمل الانساني الخ / وجود السفارات والبعثات الدبلوماسي) ومستوياته العسكرية (التدخل العسكري / الاحتلال الخارجي / الحضور الاممي الخ) بينما السلفية يستفزها التحدي العقائدي (الاشراك بالله / البعد عن التوحيد / مخالفة السنة النبوية الخ) فهي عبارة عن نقطة وسط بين السلفية والاخوانية مع جرعة تكفيرية مع التركيز علي محور (الحاكمية) أو قاعدة (التشريع) حيث تعتبر السرورية أن أقسام التوحيد أربعة وليست ثلاثة كما يطلق ذلك السلفيون الذين يحصرون التوحيد في (الأولوهية - الاسماء والصفات والربوبية) بينما تدرج السرورية الحاكمية كقسم رابع من أقسام التوحيد باعتباره أمرا عقائديا لا يقل أهمية عن توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات .. سأفصل لاحقا حول الفروقات بين (المدرسة السرورية) و(المدرسة السلفية) والخلافات الفكرية والمنهجية والمواقف بين المدرستين نظرا لأهمية هذه الجزئية فالسلفيون يطلقون علي السرورية خوارج العصر بينما يرد السروريون بان السلفيين هم المرجئة أو الجامية وهذه حرب قديمة متجددة يغذيها الصراع الديني والسياسي والتنافس حول المصالح فيمكن أن نقول أن السرورية ليسوا أخوان مسلمين فمن الاخوان خرجوا - رغم انهم مشدودون نحوهم ومتأثرون بهم بحكم النشأة والارتباط - وليسوا بسلفيين أو أنصار سنة لأنهم لم يدخلوا بالكلية في الدعوة السلفية - رغم أنهم يرون أن السلفية تبزهم بالألتزام العقائدي والشعائري - فهم باختصار تعذية إخوانية بمنشطات سلفية - ومحطة وسطي أو طريق ثالث في المسار او الخارطة الدعوية .. هذا بشكل عام وتعود التسمية أو النسبة إلي القيادي الاخواني المنشق من التنظيم السوري محمد سرور نايف زين العابدين فهذه سرورية سورية ارتبطت بقطبية مصرية ممثلة في سيد قطب ومحمد قطب وتلاقت السرورية السورية مع القطبية المصرية في السعودية التي شكلت النواة الاولي لنشأة التيار السروري فهو تيار عريض ممتد أفقيا وليس حزب ولا جماعة وتطورت هذه المدرسة يشكل أكبر في حالة تفاعلية أثناء مرحلة الجهاد الافغاني من خلال تجميع الافغان العرب الذين توافدوا وتدافعوا عبر ما كان يسمي وقتها (مأسدة العرب) وهو النداء الذي أطلقه عبد الله عزام لمقاومة قوات الإتحاد السوفيتي بافغانستان ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: Biraima M Adam)
|
يا هلا بالأخ الهادي بالفعل انت أفضل من يكتب عن ظاهرة السلفية الجهادية بصفة خاصة ومن ثم الظاهرة الإسلامية في عمومها لأنك أحد من عاشوا قريباً من قلبها وعانوا الكثير أثناء حركة المد والجذر وكم كنت أتمنى لو يستثمر إعلامنا المرئي معرفتك ولكن لا تيأس فمصيرهم إدراك أهمية ما تحمله من معلومات وتملكه من أدوات معرفية. سأحاول لاحقاً الإضافة ولي أسئلة عن أبنائنا الذين دهبوا بالمئات للتدرب والجهاد مع جماعة الشباب في الصومال لأني كنت أظن أن رجوعهم سيشكل أنوية خطر لمزيد من الإستقطاب. لاحظت أيضاً هجرة لغرب إفريقيا نيجيريا، مالي، النيجر قبل التوجه الداعشي الأخير. ألاحظ أن شيوخهم ومساجدهم لا زالوا يستمتعون بحرية كاملة في العاصمة رغم الإعتقالات غير الجادة وإطلاق السراح بواسطة أمن النظام السابق ضمن مناخ الزواج غير الشرعي بينهما والمراقبة غير الجادة لأنشطتهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: Sinnary)
|
وأعمال القمة الاسلامية المصغرة التي استضافتها العاصمة الماليزية كوالامبور واحتضن مستوعبا غالبية حركات الإسلام السياسي القديمة وفي ثوبها الجديد مما يعني أن الحركات الأصولية والراديكالية والتجمعات العقائدية تمهد أو تعد نفسها للعب دور جديد أو تحاول رسم خارطة طريق أو بصمة جديدة بالعودة إلي جو المباراة وقيادة الحملات المنظمة عالية التنسيق بصورة ممرحلة من (المعارضة المساندة ثم المطالبة باسقاط الحكومة الانتقالية) وربما الدخول الي حالات (المقاومة فالمواجهة والصدام)
===========================
الحبيب الهادي .. شكرا يا سلام يا الهادي ده كلام في الصميم ليت هذا الموضوع كان في بث تلفزيوني حاول نشر هذا البحث على نطاق واسع
كنت مستغرب من المؤتمر الذي تم عقده في ماليزيا وأذكر ان رئيس الباكستان انسحب في آخر لحظة بضغط من السعودية والآن من خلال مقالك ظهر الأمر جليا
أرجوك ان تحاول التواصل مع القنوات الفضائية
بوست بهذا العمق ونحن في وادي آخر
واصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: والانتقال من خندق (الدفاع) إلي خط (الهجوم) ومن معركة (البقاء والوجود والحضور) إلي معركة (فرض النفوذ) وحجز مقاعد ومواقع متقدمة في الميدان بعد حالات الإحماء والتسخين. * ومن بين هذه الأسباب والمخاطر قدرة هذا التيار علي التخندق والتعايش مع الأزمات التي يتخذها ويستغلها لفرض نفوذه ووجوده فالتطرف الديني ينشط ويتحرك في فضاءات واسعة فيما يعرف ب(البيئات المتأزمة) - المراحل الحرجة ودائرة الخطورة - وهي تمثل أجواء وظروف المناخ الانتقالي مثل الواقع الذي نعايشه حاليا بتقلباته واضطراباته وتناقضاته وتباين مكوناته وهشاشة قاعدته لأن البلاد تجلس علي رمال متحركة وليست علي أرضية فيها قوة وصلابة والأخطر من ذلك أن هذه التيارات تحتفظ بشبكة علاقات مع نافذين في الحكم ونقصد به هنا (الشق او المكون العسكري) عطفا علي الامتدادات الخارجية التي تشكل حماية أوظهيرا وسندا لهذا التيار مثل قطر وتركيا |
سلام يا الهادى
الآن انا اقرأ المقتبس اعلاه مع الوضع فى هذه اللحظة فى ليبيا وانهيار قوات حفتر واطلاق روسيا تحذيرات للمجتمع الدولى بخصوص الوضع فى ليبيا - انتصار تركيا فى هذا الوقت فى ليبيا سيكون انتصارا للتنظيم العالمى للاخوان المسلمين والطوائف الاسلامية الارهابية التابعة لهم ونقطة انطلاق للدول الاخرى واخشى ما اخشى ان يكون السودان محطتهم الاولى لذلك على الجميع مدنيين وعسكريين اخذ الحيطة والحذر لان الوضع مأزوم وغير مطمئن ابدا ,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: Yasir Elsharif)
|
ياسر الشريف بالنسبة لمداخلتك بخصوص مجموعة محمد مصطفي عبد القادر ومزمل فقير وأبو بكر آداب اتفق معك انهم ثلاثي ابرز الوجه القبيح للخطاب الدعوي لكن في نهاية الأمر لا يمكن مقارنتهم بالتيار السروري وذلك لعدة أسباب - ولو انتظرتني ممكن لمن اتناول الفروقات بين السلفية والسرورية أقدم ليك افادات وإضاءات في هذه الجزئية - شلة محمد مصطفي عبد القادر وحوارييه مزمل وآداب هم بشكلوا حركة مجتمع بينما التيار السروري بشكل حركة شارع فحركة المجتمع هي جماعة دعوة مختصة بالحراك المجتمعي ولا علاقة لها بحراك الشارع المرتبط بالتظاهرات والاعتصامات وتسيير المواكب ومعارضة الحكومات ومحاولة السيطرة علي الرأي العام بوسائل كحركات رفض وجماعات الضغط لتحقيق أهداف ومطالب سياسية متعلقة بالحكم والسلطة فالامر مرتبط بالاجندات السياسية وهو أمر غير وارد في حسابات وجدول أعمال الثلاثي محمد مصطفي عبد القادر ومزمل فقير وأبو بكر آداب كما ان هذا الثلاثي ليست لديه رغبة في الوصول للسلطة ولا تطلع للجلوس علي كراسي الحكم كما الحال بالنسبة للسرورية وكذلك ترفض مجموعة محمد مصطفي عبد القادر وتلامذته - السابقين - مزمل وآداب مبدأ المعارضة وكذلك عمل الاجنحة السرية والاجهزة الخاصة والعمل المسلح وهو اتجاه يقع ضمن أولويات التيار السروري ومن المهم الاشارة إلي ان مجموعة محمد مصطفي عبد القادر تعمل ضمن المشروعية الحاكمة ولا تخرج عليها لا عصيانا ولا تمردا ولا مواجهة وصدام ومفاومة فهي مجموعة مسالمة تلتزم بالقانون وتعترف به رغم وجود تجاوزات هنا وهناك ورغم التفلتات والهنات لكنها في نهاية الامر لا تخرج بالكلية عن مقتضيات الشرعية القائمة فجماعة الدعوة لو اختلفت معك ممكن تشكل ازعاجا لكنها لا تشكل خطورة أو مهدد مخيف لدرجة تنفيذ اعمال ارهابية او تفجير أو تفخيخ خلافا للتيار السروري والجهادية والاهم من ذلك ان الثلاثي محمد مصطفي عبد القادر ومزمل فقير وأبو بكر آداب ليست لديهم إمكانيات التيار السروري الذي يتمتع ويمتلك قدرات هائلة للغاية ويحتفظ بمراكز ومنشآت وواجهات قد لا تتوفر لدول فضلا عن أفراد بجانب الحركية وانجاز التحالفات والشراكات (فلمن تكون في حضرة الثلاثي محمد مصطفي ومزمل وآداب بتشعر أنك راكب في دفار يمشي بسرعة علي دقداق) و (لمن تكون مع السرورية انت بجيك احساس انك ماشي في أرض مليئة بالأفاعي أو تسير علي حفول ألغام) عموما جماعة محمد مصطفي نقدور عليها وممكن عادي الدخول معها في تسوية فلديها القابلية فهم يصنفون ضمن المجموعات المهادنة والموادعة أما السرورية فمن الصعب إنجاز تسوية معهم مهما قدمت من تنازلات ومهما أبديت من مرونة ستصل لطريق مسدود معهم لأنهم جماعات مصادمة وتيار مقاومة ومواجهة لكن هذه قطعا لا يعني التقليل من تحركاتهم وتأثيراتها ومضاعفاتها فالطريقة والوسائل وما يقدمونه قطعا يظل محلا للرفض لأنه لا يمثل أصالة وجزالة الدعوة .. سأتطرق بالتفصيل حينما آتي لتناول أوجه الخلافات بين السلفية والسرورية لكن أحببت أن أقدم لك بعض التوضيح .. مع تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
تحياتي أخ الهادي محمد الأمين شكرا علي التنوير والإضاءات الكاشفة والحقيقة لدي عدة ملاحظات وإستفسارات عن رموز هذه التيارات وتحديدا : السلفية المتكوزنة والكوزنة المتسلفنة- وظاهرة التقية والتخفي وسط بعض المشائخ بحيث يظهر بعضهم سمتالسلفية ويبطن حقيقة أخونته وكوزنته .. دونك عبد الحي يوسف بايع البشير وناصر بن لادنواليوم تجده إنضم لواجهات التنظيم العالمي للأخوان المسلميين -الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأصبح يحضر مؤتمراتهم مع أردوغان وتميم بن حمد في ماليزيا -وولي وجهه شطر إستانبولوالدوحة - فما هي حقيقة هذا الرجل وماهي أجندته وخلفيته الفكرية ومن يوالي وماهي مصادر تمويله؟2- من هو السيد محمد الجزولي وماهي خلفيته وإرتباطته الفكرية والسياسية؟3- ماذا عن محمد عبد لكريم أين هو مما يجري ؟4- علاقات هذه التيارات بتنظيمات الكيزان تحالف أم تنافس؟5- هل رموز ومشائخ هذه التيارات ( جميعا) أم قلوبهم شتي؟ مالذي يجمعهم ومالذي يفرقهم-وحدة الهدف أم المطامع وحب الزعامة والتنافس والخلاف الفكري؟ وأخيرا عودة لمحمد الجزولي من حيث التأهيل الفكري والأكاديميهل الشخص بحجم الدرجات العلمية والفكرية التي يدعيها أم مجرد ظاهرة صوتية وخطابةعكاظية؟في حواره مع صحيفة فجاج الإلكترونية ذكر الجزوليجاء الآتيQuote: من هو الجزولي ؟محمد علي الجزولي من مواليد الحسينات – الولاية الشمالية – محلية الدبة – ترعرعت في مدينة كوستي ودرست الابتدائي في مدرسة المرابيع النموذجية و المتوسطة في مدرسة كوستي الاهلية والثانوية في مدرسة كوستي الجديدة الشعبية وانقطعت لمدة سبع سنوات عن الدراسة واتجهت لدراسة اللغة العربية و العقيدة الاسلامية والسيرة النبوية واصول الدين والتفقه في الشريعة الاسلامية ثم واصلت المسيرة التعليمة بعد الزواج والتحقت بجامعة النيلين كلية التجارة قسم الاقتصاد والعلوم السياسية و بعد التخرج قمت بتحضير الماجستير في الهندسة النفسية والان اعمل في تحضير ماجستير ودكتوراه في الاقتصاد . والان اعمل مديرا لمركز المعالي لتطوير القدرات والامين العام لتيار نصرة الشريعة ودولة القانون -------- في هذا لا يذكر شئيا عن حصوله علي الدكتوراة في الهندسة النفسية علي الرغم منإنه قد ذكر هذا في مواضع أخري !المحير قوله(والان اعمل في تحضير ماجستير ودكتوراه في الاقتصاد . )يحضر في رسالة ماجستير ودكتوراة في الإقتصا -في مجال واحد د في ذات الوقت ! تزامنا لاتعاقباوبكلاريوسه الذي أعقبه ماجستير الهندسة النفسية كان الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعةالنيليين !أين ومتي حصل السيد محمد الجزولي علي ماجستير الهندسة النفسية؟أين ومتي حصل السيد محمد الجزولي علي درجة الدكتوراة في الهندسة النفسية؟ ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
(عدل بواسطة كمال عباس on 05-04-2020, 03:39 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: Yasir Elsharif)
|
التيار السروري غير .. السرورية ليست هي السلفية ممثلة في أنصار السنة - علي سبيل المثال - السرورية اقرب للظاهرة أو الحالة أو عبارة عن صيحة وموضة لو صحت العبارات لأنها خليط من عدة مدراس دينية ودعوية فهي لونية تجمع ما بين الأخوان المسلمين والسلفيين (تسليف الاخوان أو أخونة السلفيين) فهذه بهذه الصيغة والشكلية منحسرة وتجارب كثيرة أنضربت مثل تجربة حزب النور السلفي في مصر وحزب الرشاد اليمني وحزب ائتلاف الاصالة الليبي وكذلك التجربة السعودية إما قياداتها في السجون مثل سلمان العودة وصحبه أو تماهوا مع السلطة الحاكمة مثل محمد العريفي وعائض القرني وآخر نسخة للسرورية هي النسخة السودانية التي خصصت لها هذا الشريط بغرض التشخيص والتشريح والتحليل وعرفة اتجاهاتها .. لكن السلفية ممكن نقول انها تحولن لمكون دعوي اجتماعي موجود وقد يتفاعل مع التغييرات - سلبا وإيجابا - فانصار السنة في السودان أصبحوا مكون اجتماعي بظلال دينية مثلهم مثل الختمية والأنصار والأقباط يعني موجودين وحاجزين مقاعد في المشهد فليسوا ظاهرة أو حالة قد تندثر في يوم من الايام .. سأطلع علي المقال المشار إليه وأفيدك بانطباعاتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: 4) وفي الواقع التاريخي تآزر فلاسفة عهد التنوير للانتصار للسكيولارزم (الدهرية أو العلمانية). ولكن تكررت ظاهرة وهي أنه حيثما طردت التوجهات الدينية حدث رد فعل مضاد أنعش الأصولية الدينية. العولمة وقد صارت علماً لانتصار العلمانية أحدثت ردة فعل مضادة ما جعل النصف الثاني من القرن العشرين يشهد انتعاشاً في أصوليات كل الأديان. في أمريكا انتعشت الأصولية الإنجيلية وصارت من روافد دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي روسيا انتعشت الأرثوذكسية وصارت من روافد دعم الرئيس فلاديمير بوتين. وكذلك في الهند حتى صار الانتعاش الهندوسي سنداً للحكومة الحالية، وهلم جراً. في التاريخ الإسلامي القديم أدى تحكم النهج التقليدي الذي تبنته “جوهرة التوحيد” إلى رد فعل المعتزلة الذي تبناه المأمون حتى جعله مذهب الدولة. هذا بدوره أحدث ردة فعل مضادة تقليدية في عهد المتوكل قادها الحنابلة. وفي تركيا انتصرت حركة الرئيس مصطفى كمال للسكيولارزم، وألغت الخلافة العثمانية وأقامت نظاماً بديلاً معادياً للدين. هذا الفعل الكمالي في تركيا أحدث ردة فعل في الاتجاه المضاد. وبعد 50 عاماً من تحكم الدهرية (العلمانية) في عام 1970م كون نجم الدين أربكان حزباً إسلامياً: حزب الاستقلال. هذا الحزب اكتسب شعبية كبيرة وصار كلما فاز بأغلبية الأصوات قام العسكريون الأوصياء على تركة مصطفى كمال بحله. أمام هذه المساجلة قام أحد قادة حزب أربكان، وهو رجب طيب أردوغان، بتكوين حزب راعى فيه توفيقاً مع العلمانية باسم حزب العدالة والتنمية. صار هذا الحزب منذ عام 2002م يخوض ويكسب انتخابات عامة في تركيا. كان أكثر مقلدي مصطفى كمال في العالم العربي الحبيب بورقيبة. وكان بورقيبة في عهده والعهد الذي تلاه بقيادة زين العابدين بن علي يعاملون أصحاب الأجندة الإسلامية كمجرمين. والنتيجة أنه بعد الثورة الشعبية في تونس، وفي ظل نظام انتخابي حر استطاع حزب النهضة الذي عقد مصالحات مع الآخر العلماني هو الحزب السياسي الأكثر شعبية. الدرس المستفاد من كل هذه التجارب هو أن بين التأصيل الديني والمطلب العلماني سجال، والميل في اتجاه أحدهما وتهميش الآخر يقود لردة فعل مضادة، وأن الاستقرار يتطلب توفيقاً. هذه النظرة التوفيقية صار يطرقها فلاسفة السكيولارزم على الصعيد النظري. قال بيتر بيرقر أحد قادة الفكر “العلماني” لقد أخطأنا إذ اعتبرنا العلمانية شرطاً للديمقراطية. ولكن تحت عنوان علماني مورست أقبح النظم فاشية كما في عهد هتلر وستالين. الصحيح هو أن التعددية هي شرط الديمقراطية. وقال زعيم “علماني” آخر، شارلس تيلور: اتضح لنا أن الدين ليس شأناً فردياً فحسب، وله وزنه في الشأن الفردي والعام. لذلك ينبغي أن يكون للمفهوم السياسي ذي المرجعية الدينية الحق في التنافس السياسي ما دام لا يقول بالثيوقراطية ويقبل التعددية. فاللبرالية تهزم نفسها إذ أبعدت المتدينين بالقوة من الحياة العامة.
والحقيقة في الواقع أن البلاد التي اتخذت دساتير علمانية بفهم إلغاء دور الدين في الحياة العامة كما في أمريكا، وبريطانيا، وألمانيا وغيرها تمارس تعايشاً بين الدستورية العلمانية والدور الملموس للمؤسسات الدينية في الحياة العامة. إذن الدرس المستفاد من تاريخ الإنسانية هو أن النظام الثيوقراطي الذي يحتكر الحقيقة لمفاهيم غيبية يحرك ضده فكراً وتحركاً ناسوتياً، وهكذا دواليك. 5) التدين لزم كل ثقافات البشرية. والتدين يضاعف القدرات البشرية لوجود مثل أعلى يعطي الحياة معنى ويدفع صاحبه إلى مزيد من العطاء. كارل يونق، أهم تلاميذ سجموند فرويد، خالف مادية أستاذه وتحدث عن العقل الباطن الجماعي، واعتبره مصدراً لمعارف غير مادية. وفي الحقيقة حتى في العلم الوضعي فهنالك معارف الباراسيكولوجي. وتحدث بعض علماء النفس عما يمكن أن يتعلمه العلم الطبيعي من الدين حول الطباع البشرية. قال دافيد استنو إن بحثه العلمي أثبت أن الاعتقاد الديني يجعل صاحبه أكثر صموداً في وجه الصعاب، وأن الشعائر تؤثر على العقول بما يحقق قدرة أكبر لضبط النفس، بل تحدث عن مجموعة من القدرات سماها التكنولوجيا الروحية. وفي تاريخنا الإسلامي لا شك أن الإيمان قلب كل الموازين لصالح المؤمنين. كما أن بعض الصحابة اتصفوا بالزهد أمثال أهل الصفة، وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وغيرهما. هذه النزعة كانت نواة التصوف في الإسلام. التصوف الذي اتسم بالنشاط الروحي وحقق للإسلام فتوحات هائلة فصلتها في محاضرتي عن “التصوف الراشد ودوره في بناء الحضارة الإنسانية” بتاريخ سبتمبر 2019م. وفي كتابه الضخم عن التاريخ عدد ارنولد توينبي ثماني حضارات عالمية صنفها جميعاً انتماؤها الديني. 6) عدد المسلمين في عالم اليوم 1.7 مليار نفس، ومع أن عددهم ليس الأكثر بين الأديان، فإن الإحصاءات تدل على أنهم الأكثر تزايداً. بسبب التوالد والتحول للإسلام. |
* أخونا الهادي - سلام واحترام ..
الجزء المكوت السابق من مقال للامام الصادق المهدي - فتاريخيا - كان السجال باينا وقائما بين - الدهرية العلمانية وحاكمية الدين - وكلما تسلط العلمانيون انتعشت وقوية شوكة الدين- ففي تونس توصل الاسلاميون (النهضة) والعلمانيون الى قواسم مشتركة في الحكم ، بعد ان كانت الغلبة في الانتخابات الحرة للاسلاميين، وفي تركيا مثل هذا التفاهم بين حزب العدالة والتنمية والكماليين وال قوميين.
أ لا ترى أنه قد آن الاوان الى الوصول لقواسم مشتركة وتوافق في الحكم بين اطراف الساحة السياسية في السودان، حتى نتعافى وتبحر سفينة الوطن الى مراسي الامن والامان والسسلام ونماء الوطن والمواطن، بدلا من ازكاء البغضاء وشحن النفوس باجندة الكراهية والبغض ومقاتلة بعضنا البعض، أ لا ترى ان الخاسر اولا واخيرا هو السودان؟ وتحول مصادره الوفيرة في باطن الارض وخاجرها الى بطون دول اقليمية وغربية ، لها اجندتها، همها ومقصدها الانسان السوداني عقيدة وارضا ومقدرات..؟
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
أشرت سابقا للمنهج والأصول الفكرية للتيار السروري ثم استعراض النشأة وظروف التأسيس وسأتناول هنا أهداف التيار السروري واستراتيجيته وبرنامجه أو مشروعه الذي يقاتل من أجله وهذه قضية مهمة نظرا لأن التجربة السرورية انهارت وتلاشت في غالبية البلدان التي نشأت فيها وتحولت بعد فشلها في تحقيق أهدافها لرصيد و (روّاب) لصالح القاعدة وداعش وهنا مكمن الخطورة لأن السرورية تتطور في اتجاهاتها السالبة وليست الموجبة. * يهدف التيار السروري ضمن مخططاته علي امتلاك وسائل التمكين والسيطرة علي أدوات التأثير فمن جهة فإن السروريين يتجهون ل: رسملة العضوية ل(إيجاد طبقات من الاثرياء) وامتلاك كلمة سر الإقتصاد ودخول دنيا السوق وتشييد المصانع والبنوك والشركات وأيضا لخلق شراكات إقتصادية مع السلطات ومراكز النفوذ واللوبيهات الإقتصادية والمالية . * ولأن السرورية تعتبر حركة شارع فهي تعتمد علي جذب القوي الحية والشرائح الضاربة والفاعلة وإغراء الكوادر الجاهزة والمؤهلة وسط حركة الاخوان المسلمين وكذلك بين السلفيين عبر عمليات الاصطياد والتجنيد لضمهم لصفوفها وقد كسبت الكثيرين واستمالتهم إلي جانبها . * ومن ناحية ثالثة تهتم السرورية بالقطاع الإعلامي ووسائل تشكيل الرأي العام مثل الإذاعات والقنوات الفضائية وبث اليوتيوب عبر استخدام التقانة الحديثة وكذلك الانتشار في الفضاء الاسفيري من خلال مواقع التواصل الاجتماعي .. * ثم بناء المؤسسات والواجهات الإجتماعية والتوسع في مشروعات العمل الخيري بتأسيس البني التحتية مثل المنظمات الطوعية مع اتجاهها لمجالات الإستثمار والبزنس مستفيدة من الإعفاءات والتسهيلات و(التمييز الايجابي) وكذلك تشييد المجمعات الإسلامية والمساجد عبر خارطة انتشار وتوزيع جغرافي يستهدف الأحياء والمجمعات السكنية الراقية لاستقطاب ابناء التجار والأثرياء والرأسمالية ليكونوا ضمن تشكيلة العضوية . * تهتم السرورية علي وجه خاص بالحلقات الأمنية الثلاثة (الجيش / الشرطة والأمن) وتعمل بتركيز علي التغلغل واختراق هذه المؤسسات بهدف توفير الحماية وإيجاد الظهيروتأمين تنظيماتها من الضربات وتفادي الملاحقات الأمنية . * الزحف نحو مؤسسات التعليم العالي وإيلاء الجامعات اهتمام خاص وزرع عضويتها في إدارات الجامعات وعمادات الكليات وكذلك الحرص علي أن يكون لطلاب السرورية وجود في الكليات العلمية والتطبيقية كالطب / الصيدلة / المختبرات الطبية / الهندسة / تقانة المعلومات ونادرا ما يكون لهم وجود في الكليات النظرية . وفي كل الدول التي نشأ فيها التيار السروري تم الاعتماد علي هذه الوسائل والاهداف سواء في بلدان الخليج العربي أو في بعض دول القارة الإفريقية كما سيأتي ذلك تفصيلا خلال الإشارة للحالة السودانية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
من المهم الإشارة إلي أن وجود التيار السروري بتوليفته الحالية وتحالفه مع المؤتمر الوطني وبقايا النظام الساقط والفلول – يشكل تهديدا من الدرجة الأولي أو عالي الخطورة علي البلاد التي تجلس علي أرضية هشة وهذا الوجود والحراك المصاحب له خطورة محتملة وواقعية (الحالة الحرجة) وليست متوهمة ولهذا لا بد من إكمال الشريط التوثيقي الخاص بدراسة وفحص السرورية وأهدافها ومشروعها ذلك لأن البلاد ومن الواضح ستنتقل خلال الفترة المقبلة وعلي ضوء الوجود الاممي وحضور البعثة استجابة لطلب من الحكومة – ستنتقل من عنف وإرهاب الدولة إلي عنف وارهاب المعارضة بعد تحول الفلول إلي منظومات تقف ضد الاوضاع الراهنة وفي مواجهة الحكم الانتقالي .. وهنا يجدر بنا كتابة توضيحات وإضاءات تتعلق بالتيار السروري / النسخة السودانية بعد مرورنا العام علي نشأة وتطور هذه المنظومات حيث كانت البداية الحقيقية لتأسيس التيار السروري ونواته أو وضع لبنته الاولي بعد قيام التغيير العسكري الذي قادته الجبهة الاسلامية تحت حكم الانقاذ في ال30 من يونيو 1989 وبعد عام واحد وعلي إثر وصول الشيخين (عبد الحي يوسف) من الامارات و (محمد عبد الكريم) من السعوديةعلاوة علي صهره (مدثر أحمد اسماعيل) للإستقرار بالخرطوم لينضم إليهم لاحقا علاء الدين الزاكي الخارج من عباءة الإتجاه الإسلامي بجانب عماد الدين بكري اسماعيل أبو حراز المحسوب علي السلفيين مع حضور الداعية السوري حسين خالد عشيش القادم من الاردن تكونت أول خلية للسرورية بعد رعاية سعودية تولاها سفر ين عبد الرحمن الحوالي الذي أنشأ جمعية تأليف القلوب بالخرطوم ووجد هذا التيار أرضية خصبة للنمو وصعود نشاطه خاصة بعد الترحيب الذي وجده من ثلاثة أقطاب كانوا يتبعون للأخوان المسلمين وهم (جعفر شيخ أدريس / الأمين الحاج محمد أحمد وسليمان عثمان أبو نارو) ومؤخرا عمر عبد الخالق ثم باهتمام خاص من محمد سرور نايف زين العابدين الذي أسس مركز السنة ببيرمنجهام وكذلك منظمة المنتدي الاسلامي بلندن واستفاد هذا التيار من المناخ وسط المشهد الديني وتناقضات الخارطة الدعوية نظرا لوجود الانشقاقات داخل حركة الاخوان المسلمين وانخراط كوادر شبابية في التيار السروري وكذلك تشظي جماعة انصار السنة وانقساماتها أسهمت في توسع دائرة نشاط السروريين وزاد من حركة استقطابهم لبعض قياداتها وجذبها للعمل داخل منظومات السرورية مثل مهران ماهر عثمان وكذلك فخر الدين عثمان وسعيد نصر ومع هؤلاء ظهرت أفواج الأفغان العرب الذي زادوا الجرعة التكفيرية بالعنف فاختلط التكفير مع استخدام السلاح لتكون أحداث كمبو 10 بالقرب من ود مدني أولي مضاعفات التطرف الديني والتشدد ويزداد العنف الديني بوقوع مجزرة مسجد الشيخ أبو زيد بالثورة الحارة الاولي أو ما اطلق عليها وقتها بمذبحة الخليفي وجاءت هذه الاحداث كإنعكاسات لنهاية مرحلة الجهاد الافغاني والتداعيات التي خلفتها حرب الخليج الثانية ليشكل السودان الارضية الخصبة لهذه التفاعلات خاصة بعد فتح حدوده وأبوابه للإسلاميين الراديكاليين والأصوليين المطلوبين لدي حكومات بلدانهم ومطاريد الانظمة العربية ومرافيت الاخوان المسلمين بعدد من الأقطار .. ويتواصل السرد لاحقا بإذن الله ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: ABUHUSSEIN)
|
تحياتي لك الأخ الهادي محمد الأمين
Quote: كما ان هذا الثلاثي ليست لديه رغبة في الوصول للسلطة ولا تطلع للجلوس علي كراسي الحكم كما الحال بالنسبة للسرورية وكذلك ترفض مجموعة محمد مصطفي عبد القادر وتلامذته - السابقين - مزمل وآداب مبدأ المعارضة |
نعم صحيح ولكن هم لا محالة يخدمون الأخوان والسروريين وهم الذي ينتجون سوريون في المستقبل هناك ثوابت تجمع السروريون بالوهابيين كمحمد المصطفى ومزمل وآداب وهي العقيدة الوهابية التي يربون عليها تلامذتهم وهم يسوغ عندهم الخلاف فيما دون هذا المشترك فشيخ تباً وتلامذته يخدمون السروريون من حيث لا يدرون في تربية نشء وهابي وهذه عتبة أولى ليتحول تلامذهم في المستقبل لسروريين ومن يظل على الوهابية المحافظة سيحقق للأخوانجية مصلحة أنهم سيكونون خصوم لكل الأحزاب التي هي خصم للأخونجية فالسوري لا ينتج سروري لأن السروريون لا يتحدثون كثيراً في العقيدة الوهابية إلا القليل جدا الذي لا يكفي للتأصيل للعقيدة التي تؤسس للسرورية بخلاف شيوخ الوهابية المحافظين كمحمد المصطفى وآداب وفقيري فهذه هي الخدمة التي دفعت على عثمان طه في أن يدعم الوهابية بكل تياراتهم بما فيهم شيخ تبا ومعه تلامذته كفقيري وآداب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
وصلا لما ذكرته آنفا ولأغراض توجيه وفتح المناقشات وربط ما سبق بما يلحق للإحاطة بالموضوع فإنه من المهم التعرف علي تضاريس المشهد الديني في السودان قبل الانقاذ والذي كان يتمثل في : الطرق لصوفية كالسمانية / التيجانية / القادرية / البرهانية الخ والطوائف الدينية كطائفتي الأنصار والختمية والبيوتات الدينية وهي طرق معروفة ومشهورة لا تحتاج لتعريف وهناك الإسلام الحركي ممثلا في حركة الاخوان المسلمين (الأصل أو الام) قيادة شيخ صادق عبد الله عبد الماجد / الحبر يوسف نور الدائم ويتولي قيادتها الآن عوض الله حسن سيد أحمد كمراقب عام / الاخوان المسلمين جناح علي جاويش وهي صاحبة امتياز الذراع السياسي أو الحزب (حزب الاخوان المسلمين) المسجل لدي مجلس شئون الاحزاب وبعد وفاة علي جاويش تم انتخاب عادل علي الله أميرا للجماعة / الاخوان المسلمين جناح سليمان عثمان ابو نارو الذي غيّر مسمي جماعة الاخوان المسلمين إلي جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة وفارقت الاخوان منهجا وتنظيما وغادرت محطة الرعاية المصرية إلي الرعاية الخليجية وتحولت فيما بعد إلي مجموعات منها من دعم وناصر القاعدة ومنها من انخرط في صفوف داعش وبايعها وقاتل تحت لوائها ومنها من انضم للتيار السروري القطبي واستلم راية الامارة بعد رحيل سليمان عثمان أبو نارو داعية أخواني سروري كان مقيما بالسعودية يدعي عمر عبد الخالق وهو رفيق مساعد السديرة الأب الروحي لدواعش السودان وكذلك حركة الاخوان المسلمين التي خرجت من رخم جماعة أبو نارو وتسمت بالاخوان المسلمين (الإصلاح) وكان أميرها جمال الطيب ثم ياسر عثمان جاد الله وبعده صديق علي البشير قبل ان تنخرط مجددا وتلتحم مع جماعة شيخ صادق (الجماعة الأم) لكن خرجت عليها بعد موافقة الجماعة الأم علي المشاركة للمرة الثانية في حكومة احزاب الحوار الأخيرة (الوثبة) .. أضف لذلك وكما هو معروف توجد الحركة الاسلامية التي كان يقف علي قيادتها الدكتور الترابي بعد مفارقتها للجماعة الأم يغد الخلاف الشهير الذي وقع في أعقاب المصالحة الوطنية التي جرت بين نظام النميري والمعارضة في 1977 وأطلق علي الواجهة الطلابية (حركة الاتجاه الإسلامي) ثم حركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين - حطين- وتولدت منها الحركة الاسلامية الكيان الخاص الذي كان يقف علي أمانته العام علي عثمان محمد طه ثم الزبير أحمد الحسن في مقابل المجموعة الأخري التي تخندقت علي ضفة المؤتمر الشعبي بعد حادثة المفاصلة في العام 1999 فظهر المؤتمر الوطني كحزب حاكم والشعبي كحزب معارض ثم برزت جماعات أخري تطالب بتصحيح المسار والإصلاح كالسائحون (منصة نداء الاصلاح والنهضة) وحسم والاصلاح الآن بجانب خروج أحزاب أخري كمنبر السلام العادل وغيره .. وهناك الجماعات السلفية بأجنحتها المختلفة (المركز العام) بالسجانة الذي كان يقوده شيخ الهدية ثم ميرغني عمر عثمان وأخيرا اسماعيل عثمان وكانت حليفا أو مشاركة للمؤتمر الوطني علي المستويات التشريعية والتنفيذية بالمركز والولايات ثم أنصار السنة جناح الاصلاح بزعامة الشيخ أبو زيد محمد حمزه ويقودها الان عبد الكريم محمد عبد الكريم ثم جماعة الكتاب والسنة تحت قيادة عثمان عبد الله الحبوب وقد خرجت في وقت مبكر من الجماعة الأم هذا إلي جانب جماعة اللاجماعة التي شعارها ان من السياسة ترك السياسة وتسمي بالصفوجية أي جماعة الصافية - مسجد المسرة بحي الصافية بالخرطوم بحري - ويقف عليها مختار بدري وخلال حكم الانقاذ حدث تناسل أميبي لهذه المجموعات ووقعت داخلها انشقاقات داخلية عنيفة أدت لتوليد وتخليق التيار السروري الذي ظهر مع قيام حكم الجبهة الاسلامية كأحد مضاعفات تلك الفترة فكل هذه التفاعلات هي التي أوجدت السرورية وهي محل الفحص والتمحيص والتشريح في هذا الشريط ومن أبرز قياداتها : ((عبد الحي يوسف)) - أخطر قطعة في رقعة الشطرنج - والذي يعد أحد أهم أعمدة هذا التيار وقد سعت جهات عديدة لتنصيبه وتسويقه كمرجعية دينية ورمزية إسلامية خاصة في مجالات (الخطابة) من خلال تقدمه للإمامة والخطابة في مجمع خاتم المرسلين بحي الدروحة بجبرة وخطيبا لمساجد أخري بحسب المناسبات والاحداث الدينية كمسجد الشهيد بالمقرن / مجمع النور بكافوري / مسجد الجامعة هذا إلي جانب تسويقه كمفتي بعد إجلاسه في كرسي الرجل الثاني في هيئة علماء السودان ومسئول إدارة الفتيا بمجمع الفقه الإسلامي وظهوره في القنوات الفضائية للرد علي فتاوي السائلين واستفساراتهم وكذلك تسويقه كأكاديمي مهتم بالجوانب العلمية ذات الصلة بالدراسات الاسلامية في مؤسسات التعليم العالي والجامعات حيث اسندت له إدارة قسم الثقافة الاسلامية بجامعة الخرطوم لعدة سنوات قبل ان يخلفه علاء الدين الزاكي ثم محمد عبد الكريم هذا بالاضافة إلي شبكة العلاقات الخارجية حيث ارتبط بالتيار السروري بالخليج العربي واحتفظ بعلاقة خاصة وشخصية برموزه أمثال عائض القرني / سلمان العودة / ناصر العمر / عادل الماجد / طارق الحبيب / محمد العريفي / سفر الحوالي / عبد الله الفقيه / محمد حسن عقبل موسي الشريف وأحمد عبد الرحمن الصويان وأدي هذا الارتباط لاهتمام دعاة السرورية حول العالم بأوضاع السودان وكذلك خلق علاقات خاصة بقيادات التيار السورري وحزب النور السلفي بمصر كعماد الدين عبد الغفور وكذلك بقيادات حزب الرشاد اليمني أمثال حسين شبالة ومحمد موسي العامري وعبد الوهاب الديلمي علاوة علي علاقات مع الصادق الغرياني الليبي وحزب إئتلاف الاصالة وكذلك بعبد الإله بن كيران المغربي ومحمد الحسن الددو الموريتاني ومحمود صيام الفلسطيني ثم ارتباط عبد الحي يوسف بقطر وتركيا من خلال الزيارات المتكررة لحضور اجتماعات الاتحاد العالمي علماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين ولجنة دعم ومناصرة القضية السورية وعلي الصعيد الداخلي ظل عبد الحي يوسف أكثر الدعاة قربا من البشير لدرجة (الحظوة) الامر الذي أتاح له فرصا كبيرة استثمرها واهتبلها لتمرير أجنداته وتوسيع دائرة نشاطه عبر مبادراته المتعلقة بالعمل الدعوي المفتوح كتأسيس قناة طيبة الفضائية ومنظمة المشكاة الخيرية وكذلك رعاية القصر الجمهوري لأنشطة وفعاليات ومؤتمرات عبد الحي يوسف التي عادت ما تعقد بقاعة الصداقة بحضور إقليمي ودولي مشهود كل ذلك جعله في وضعية وميزة تفضيلية لم تتوفر لداعية سوداني آخر ولعل هذه من أهم الأسباب التي جعلت عبد الحي يوسف كرأس الرمح يقف حاليا في خندق المعارضة للفترة الإنتقالية وتحوله من داعية إلي معارض سياسي يتخذ من الدوحة واستانبول مقرا لانطلاقة نشاطه المعارض ومن قناتي الجزيرة وطيبة منبرا للهجوم بروح عدوانية علي جملة الاوضاع الراهنة بالبلاد بعد خروجه من البلاد قبل عدة أشهر ليصبح أحد اللعيبة في المشهد العام فمواقف الرجل تبقي مهمة لوضعها في دائرة الضوء وبحثها وتقليبها لمعرفة إتجاهاتها ومسقبل عبد الحي يوسف ومنهجه وأفكاره في ظل الواقع الراهن الذي انتهي علي نحو تم فيه تجريد السروريين من كافة اوراق وكروت اللعب فهل من اللمكن خروجهم من الميدان بهذه السهولة أم في الأمر وصفحاته مقاومة ومعارضة ومقاتلة ؟ وما هو شكلها وأدواتها وآلياتها ؟ وهل هناك مفاجآت قادمة علي المدي القريب ؟ ونواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
إلحاقا لما سبق أحاول مواصلة السرد عن السرورية ووقفت في آخر محطة عن آراء ومواقف عبد الحي يوسف باعتباره أهم لاعب في تشكيلة فريق السرورية فإذا اعتبرنا ان عبد الحي يوسف يشكل حاليا معارضة الخارج من خلال تنقله وتوزيع حركة معارضته ما بين كوالمبور والدوحة واستانبول فإن محمد عبد الكريم يعتبر معارضة الداخل من خلال وقوفه علي راس قيادة تيار نصرة الشريعة ودولة والقانون ومن فوق منبره بالمجمع الإسلامي بالجريف غرب .. فمن ساحات وصجون (مجمع خاتم المرسلين) بحي الدوحة بجبرة و (المجمع الإسلامي) بالجريف غرب خرجت أفواج المتطرفين والشباب الذين كانوا لبنة أو أنوية وخلايا التنظيمات الجهادية (القاعدة) بأفرعها وداعش بإماراتها بدءا من تفجيرات خلية السلمة في العام 2007 ومرورا بحادثة إغتيال الدبلوماسي الامريكي جون غرانفيل وسائقه عباس عبد الرحمن في مطلع العام 2008 ثم حادثة خلية الدندر في العام 2011 وانتهاء بخروج الشباب وطلاب الجامعات للإلتحاق بصفوف القاعدة في أفغانستان ومناطق القوقاز وبلاد البلقان فحركة شباب المجاهدين بالصومال وبوكو حرام بنيجيريا وشمال وغرب افريقيا (القاعدة بلاد المغرب الاسلامي) وكذلك الإنضمام لقوات داعش في العراق وسوريا وليبيا ومالي وجنوب الجزائر ضمن الجماعات المقاتلة في الساحل والصحراء بدءا من جماعة أنصار الدين / التوحيد والجهاد + الملثمون (المرابطون) / الموقعون بالدماء / سرايا الصحراء .. وقبل ذلك ظهرت بصمات الشيخين (عبد الحي يوسف / محمد عبد الكريم) في تكفير الترابي أكثر من ثلاثة مرات في أزمان متفاوتة وبحسب الظروف السياسية وتلقلباتها / تكفير قيادات الحزب الشيوعي ورميهم بالزندقة والإلحاد والمطالبة بحل الحزب الشيوعي والتفريق بين الازواج والزوجات وإقامة حد الردة عليهم / تكفير الصادق المهدي واتهامه بالخروج من الملة الإسلامية والمطالبة باستتابته / تكفير محمد طه محمد أحمد واتهامه بالزندقة وحرق نعشه في ساحة مجمع المحاكم بالخرطوم جنوب - علي خلفية قضة المقريزي - خلال فترة محاكمته بتهمة الردة أمام القضاء السوداني الذي حكم لصالح محمد طه محمد أحمد / التهديد باستهداف القوات الأممية والقوات المشتركة وحفظ السلام حال دخلولها للبلاد الخ وسأواصل لاحقا متحدثا عن أدوار محمد عبد الكريم واتجاهات فكره المتطرف والانعكاسات السالبة علي مجمل المشهد العام بالبلاد ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
يعتبر الشيخ محمد عبد الكريم الرجل الثاني في جبهة وواجهة التيار السروري بالسودان من حيث الترتيب والفاعلية والنشاط فإذا كان التيار السروري سعي لتقديم وتسويق عبد الحي يوسف كمرجعية دينية ورجل فتوي وواجهة علمية فإنه عمل علي تسويق محمد عبد الكريم كمقرئ وخطيب فالاثنان – رغم أن الاول يعارض من الخارج والثاني يعارض من الداخل – إلا أن الامر في ذاته يعد تقسم وتوزيع أدوار في كيفية التعاطي مع الحكم الانتقالي بالتنسيق مع (أحزاب الفلول) و رموز (النظام البائد) للعودة لواجهة الاحداث من جديد رغم ان الثورة السودانية اقتلعتهم من سدة الحكم وأجهزة السلطة . يمثل محمد عبد الكريم منذ التسعينات تيار الرفض في مواجهة عبد الحي يوسف الذي يمثل تيار الموالاة والتماهي مع الانقاذ فمحمد عبد الكريم كان يقود خط أقرب للمواجهة أو الصدام - علي الأقل - في ظاهره وفي المقابل كان عبد الحي يوسف يقود خط المهادنة الامر الذي جعل عبد الحي يوسف بعيدا الي حد كبير من وصوله للمعتقلات والسجون كما في حاله نديده محمد عبد الكريم الذي كان ضيفا لزنازين الانقاذ ونزيلا بسجونها لأكثر من مرة نظرا لتكفيره للترابي ورميه بالزندقة والخروج عن ملة الاسلام منذ بداية عقد التسعينات حينما أصدر تسجيله الصوتي (شريط إعدام زنديق) وهو أمر لم يصدر من عبد الحي يوسف إلا بعد وقوع مفاصلة الإسلاميين في العام 1999 حيث بدأ عبد الحي يوسف قيادة توجه عدائي ضد الترابي لمزيد من التقارب لنظام البشير .. فبعد ابتعاد أو إبعاد الترابي وحزبه المؤتمر الشعبي من مفاصل ومفاتح الحكم حدث تقارب كبير بين الجبهات السلفية بالاضافة للتيارات السرورية والاخونجية ونظام البشير وظهر ذلك من خلال تشكيل أول حكومة (الوفاق الوطني) كمنظومة أو اصطفاف جديد يجمع جميع تيارات العمل الاسلامي علي صعيد واحد وتم إشراك هذه الكيانات أو المكونات في جميع الحكومات بمراحلها المختلفة حتي لحظة سقوط نظام البشير العام الماضي وشهدت هذه الفترات في جدول زمني موحد (2004) : قيام الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة ب(قاعة الشارقة) بالخرطوم ثم انطلاقة مداولات المؤتمر العالمي للعمل الاسلامي بين الاتفاق والافتراق ب(قاعة الصداقة) بحضور وشهود إقليمي ودولي تحت رعاية رئاسة جمهورية (الإنقاذ) وتشريف البشير كأول فعالية إسلامية أممية تضم جميع التيارات الدينية داخل وخارج السودان وظهور كثيف للشيخين (عبد الحي يوسف) و (محمد عبد الكريم) علي مسرح الاحداث ك(نجمي شباك) عطفا علي بروز مدثر احمد اسماعيل وعماد الدين بكري ابو حراز وعلاء الدين الزاكي ثم ظهور محمد علي الجزولي الذي استفاد من قيام المؤتمر ليظهر كأحد منفذي توصياته التي نادت بقيام جبهة إسلامية جديدة تحت مظلة (مجلس تنسيق الجماعات الإسلامية) بقيادة العميد وقتها يوسف عبد الفتاح .. وأواصل لاحقا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
التحالفات أو الاصطفاف الذي جمع نظام الانقاذ مع القوي السلفية والتيارات السرورية والجماعات الأخوانية ك(تجمع للأصولية وأو الراكادليين يمكن ترتيبها علي هذا النحو : أول التحالفات كانت عبر ما يسمي بالمؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي ضم كل المكونات الأخوانية ومطاريد الاخوان المسلمين حول العالم ورموز من الشيعة وحزب الله علاوة علي حركة حماس والجهاد الفلسطينية بجانب الجماعات المصرية والليبية هذا بالاضافة إلي المقاتلين الأفغان العرب القادمين من مسرح العلمليات بأفغانستان في أعقاب نهاية حقبة الجهاد الافغاني ضد السوفيت وكان يقف علي قيادة هذه التحالفات حسن الترابي وثاني اصطفاف أصولي تم تشكيله بعد المفاصلة التي وقعت بين الحاكمين وأدت للانقسام الشهير الذي أسهم في (تجنيح) الحركة الاسلامية إلي (جناحين) مؤتمر وطني وشعبي حيث انحازت الجماعات الإسلامية والتيارات السرورية إلي جانب البشير في مواجهة الترابي الذي تم تكفيره وإصدار فتاوي أخرجته من الملة واتهمته بالزندقة ثالث أصطفاف له امتدادات أقليمية وودلية ظهر في الساحة السودانية كان بعد اندلاع ثورات الربيع العربي ويعتبر الاقوي وجاء لصالح حركات الاخوان المسلمين بعد يروز أقطاب إقليمية ودولية جديدة ( قطر - تركيا) تماهت مع النشاط الحركي للتنظيم العالمي للأخوان المسلمين وتنظيمات الاخوان حول العالم حيث كانت طهران في السابق هي التي تقود وتنسق مثل هذه التحالفات بالتعاون مع الانقاذيين .. وكان من ثمرات هذه التجمعات التي أعقبت حدوث ثورات الربيع العربي وقوع حدثين هامين بالخرطوم : الاول انعقاد فعاليات المؤتمر العام الثامن للحركة الاسلامية السودانية بعد نهاية فترة علي عثمان محمد طه وتكليف الزبير أحمد الحسن بالامانة العامة خلفا لطه وشهد هذا المؤتمر حضورا إقليميا ودوليا - علي الصعيدين الرسمي والشعبي - كان لافتا للأنظار الحدث الثاني تمثل في انعقاد مجلس الارشاد العالمي للأخوان المسلمين الذي يضم جميع مراقبي الاخوان بدول العالم بالخرطوم التي استضافت هذا الاجتماع الذي ينعقد لأول مرة خارج مصر ووقع الاختيار علي السودان لاحتضان أعمال هذا الحدث الذي رسم خارطة انتشار جديدة للتنظيمات الحركية والسرورية عبر تشكيل طوق أو شريط يضم ويخترق شمال القارة الافريقية (ليبيا - تونس - الجزائر والمغرب) مع مروره علي مالي وموريتانيا ثم يستوعب نيجيريا والنيجر ويمتد شرقا ليضم الصومال هذا بجانب مصر التي جلس عليها محمد مرسي وحزبه وحركته العالمية وتم التأكيد علي أن تكون الخرطوم مقرا ومركزا لانطلاقة هذا النشاط (الأممي) مع وجود قوة دفع خارجية تمثلت في كل من (كوالالمبور -الدوحة - استانبول وطهران) إلا أن التحولات التي أدت لإسقاط حكم الاخوان المسلمين بمصر والاضطربات بليبيا ومالي وكان التيار السروري هو الاقوي حضورا خلال هذه المرحلة حيث تمدد نشاطه في جميع الاتجاهات وظهر (سروريو السودان) مقادة ورموز لهذه التحركات التي اخترقت بلدان العلام العربي والافريقي وامتدت حتي الدول الاروبية كحضور دعوي عبر لونية أو واجهة ومدرسة دينية جديدة وضعت بصمات علي جملة المشهد الديني بالبلاد منجبا داعش وأخواتها .. وسأواصل في هذه القضية ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
الإشارات السابقة في السرد تناولت شكل وطبيعة العلاقة بين السروريين والحاكمين في عهد الانقاذ طيلة الثلاثين عاما الماضية وحتي لحظة سقوط النظام وهي علاقة استراتيجية ومرتبطة بالحفاظ علي المصالح بين طرفي العلاقة فمن جهة الحكومة وفرت للسروريين الحماية بحيث أنها أصبحت لهم (ظهيرا) و (سندا) خاصة وأن التيار السروري تعرض للعديد من الضربات في عدد من الدول وتلاشي في بلدان أخري وتحول قادته إلي نزلاء في السجون وضيوفا علي الزنازين وهي حالة غير موجودة في السودان نظرا لأن السروريين تمتعوا بتأمين كامل من قبل نظام البشير وكذلك قدم لهم التسهيلات وفتح لهم المنابر وتبنت الدولة كثيرا من أهداف وبرامج السروريين لدرجة أن الحكومة البائدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع ايران وحظرت نشاط الشيعة وأوقفت البرامج التي تنفذها المراكز الثقافية التابعة للسفارة الايرانية بالخرطوم وطردت البعثة الدبلوماسية الإيرانية بالخرطوم وجاء كل ذلك رضوخا لمطالب السروريين ومن ورائهم بعض البلدان الخارجية ولأول مرة تتلاقي أجندات السروريين مع أجندات النظام البائد مع أجندات دول خليجية كالامارات والسعودية علاوة علي مصر وتتلاقي عند محور واحد وهو الموقف من الشيعة وطهران وحزب الله للدرجة التي وصل فيها الامر لحرق كتب ورسائل شيعية كانت معروضة في الجناح الإيراني بمعرض الخرطوم الدولي . ما يهمنا في هذا الامر ان السروريين من جانبهم شكلوا رأس الرمح في الإستماتة للدفاع عن نظام البشير وأصبحوا حلفاء أسند لهم خط الهجوم المركّز علي أعداء وخصوم الانقاذ خاصة الحركة الشعبية وبعض الاحزاب والقوي السياسية المعارضة وكذلك مكونات الجبهة الثورية بمباركة من الحاكمين ووصل النفوذ إلي حد أن شيوخ السرورية قادوا هجوما منظما وحملة تم تحت ضغطها فرملة إتفاق (نافع – عقار) الذي تمت المشاورات فيه بأديس أبابا إلا أنه لم ير النور بسبب الهجوم الكاسح من جانب دعاة السرورية من منابر المساجد وبعض المنصات الأخري كقناة طيبة وتحت مظلة (جبهة الدستور الإسلامي) ولهذا لم يكن غريبا علي أن يقوم النظام البائد بدعم السرورية من جهة وحمايتهم من جهة ثانية. هذا الحلف أو (الشراكة) يمكن ان نقول أنها شراكة ما قبل الثورة أو خلال حكم وسني الانقاذ التي وضعت وأسست ل(عنف وإرهاب الدولة) سواء كان عنفا وارهابا لفظيا وتخويفا للمعارضين للإنقاذ أو عنفا وإرهابا عمليا بظهور المتطرفين والمتشددين الذين خططوا لنسف استقرار الساحة السودانية أكثر من مرة فضلا عن محاولات جرت لاستهداف الأجانب المقيمين بالسودان سواء كان هذا الوجود علي صعيده العسكري كقوات اليوناميد واليوناميس أو علي صعيده المدني ممثلا مقار السفارات الغربية والمنظمات الأجنبية ووكالات الغوث العالمي العاملة في الحقل الانساني . الآن انتهت شراكة ما قبل الثورة أو شراكة الإنقاذ بالسروريين لننتقل إلي شراكات ما بعد الثورة وأول شراكة بعد نجاح الثورة السودانية هي شراكة (الفلول) ممثلة في المؤتمر الوطني + الحركة الإسلامية والأخونجية / الشعبي / منبر السلام العادل / الإصلاح الآن / السروريين + تيار الأمة الواحدة وحزب دولة القانون وتشكيل تيار نصرة الشريعة كواجهة أو منظومة جبهوية مفتوحة لمناهضة ومعارضة الحكم الانتقالي والتصريح والإعلان رسميا بتخطيطهم لإسقاط الحكومة الانتقالية (الإسقاط الثاني) وتمزيق الوثيقة الدستورية التي وصفوها ب(اللقيطة) عبر عدة سينايوهات ومخططات من بينها : الخط السياسي الجماهيري المفتوح من خلال تنظيم وتسيير المواكب والتظاهرات للسيطرة علي الشارع العام وخلق رأي عام مناهض للحكم الانتقالي (الزحف الأخضر) والتنسيق مع كل من له عداء أو غبينة مع الحكومة الانتقالية لتوسيع دائرة وماعون المعارضة ليكونوا أحد أضلاع وأطراف المعادلة في المشهد السوداني كحضور سياسي + النشاط الاعلامي أو الحملات ممثلة في عقد المؤتمرات الصحفية والعمل والتدوين الإلكتروني والبيانات في خط موازي عبر قناة طيبة التي عاودت البث من تركيا بالاضافة إلي قناة الجزيرة القطرية كحضور إعلامي وعدم تسجيل غياب في الساحة السودانية ليظل الفلول في واجهة الاحداث ويكونوا محورا للإهتمام ثم النشاط الهدام عبر إشاعة الفوضي وخلق القلاقل والاضطربات وعدم الاستقرار وكذلك إثارة الفتن القبلية والنعرات العنصرية بالمركز والولايات بجانب خنق الحكومة اقتصاديا عبر استمرارية الازمات الاقتصادية بهدف إنهاك واستنزاف الدولة والإحتفاظ بعدد من الكروت للإمساك بمفاتح اللعب والأوراق وهذا سيؤسس ل(عنف وإرهاب المعارضة) فانتقلنا من (عنف وإرهاب الدولة) - سابقا - إلي (عنف وإرهاب المعارضة) في الوقت الراهن وفي المستقبل القريب وأول مظهر من مظاهر (عنف وارهاب المعارضة) حادثة المحاولة الفاشلة لإغتيال حمدوك ... وأواصل لاحقا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
بعد نجاح الثورة السودانية ظهرت العديد من الاطراف والشراكات من بينها قوي الحرية والتغيير مع العسكر كطرفين في معادلة السلطة كونا هياكل الحكم الانتقالي بصورتها المعروفة (المجلس السيادي) و (مجلس الوزراء) أما الطرف الآخر أو المقابل فتمثل في تحالفات الفلول وأنصار النظام البائد الذين ظهروا كأحد المعادلات في المشهد السوداني وبروزهم أو جلوسهم كأول منظومة معارضة للحكم الانتقالي وقفوا في خندق المواجهة والصدام بعد تخليهم عن خيار (المعارضة المساندة) ورفعوا شعار سقوط الحكومة الانتقالية وجاء ظهورهم في الساحة السودانية بعد تجاوزهم لحالة الصدمة والاستفاقة منها وانتقالهم من مرحلة (التفكير الذاتي) إلي مرحلة (التفكير الجماعي) ومحاولات التنسيق وترتيب صفوفهم بغية عودتهم ل(جو المباراة) واستعادة قوتهم وانطلاقة إدارتهم لمواجهة السلطة ومن بين أهم هذه المكونات تيار نصرة الشريعة الذي استوعب غالبية تنظيمات العمل الاسلامي والكيانات المرتبطة بالمؤتمر الوطني ولها سابق تواصل مع النظام البائد وتحولوا لأكبر معوق للإنتقال من الواقع السابق و (التركة وحمولة الانقاذ) إلي واقع جديد يطوي المراحل السابقة كما انهم أصبحوا مهددا لاستقرار البلاد من خلال الحراك السلبي - النشاط التخريبي والهدام - الذي انطلق بعد بروزهم في المشهد السوداني مستفيدين من حالة السيولة والتراخي والتهاون من جانب (المجلس العسكري) واستغلالهم لهشاشة الاوضاع ثم سد الفراغات بعد حالة الاستقطاب والتجاذب والعداء بين العسكر وقوي الحرية والتغيير . وخلال الفترة السابقة اتخذت أجهزة الحكومة الانتقالية حزمة من الاجراءات في مواجهة هذه التحديات ومحاولة قصقصة أجنحة وتقليم أظافر عددا من الدوائر والشخصيات المؤثرة أو الفاعلة والمؤسسات التي اتخذت موقفا مناهضا للحكم الانتقالي ومن بين هذه الاجراءات : الجوانب أو التحركات القانونية ضد عبد الحي يوسف الذي تحول من داعية إلي سياسي معارض في حالة وسابقة نادرة وأصبح مطلوبا لدي السلطات (العدلية) سواء من جانب النيابة العامة أو القضاء في عدد من الاتهامات وفتحت ضده بلاغات وتحرير أوامر قبض الامر الذي جعله مقيما خارج السودان مفضلا خيار العمل المعارض من الخارج .. الجوانب المتعلقة بحظر الأنشطة حيث تم إلغاء تصاديق المنظمات التابعة للتيار السروري مثل : (المشكاة- ذي النورين - المنتدي الاسلامي التي تحولت لمنظمة تنميات) وتجميد أرصدتها وحساباتها لدي البنوك ومصادرة ممتلكاتها .. وكذلك حظر وإيقاف البث الأرضي والفضائي للمؤسسات الإعلامية كإذاعة طيبة وقناة طيبة وباقة قنوات إفريقيا وبالتالي يمكن أن نشير إلي أن الوضع أو شكل العلاقة بين التيار السروري والحكومة الانتقالية أصبح أشبه بشكل وطبيعة العلاقة بين النظام في السعودية والجماعات السرورية أو العلاقة بين انظمة الحكم المصرية والجماعات الإسلامية فخلال السنوات لماضية وفي عهد الإنقاذ بمراحله المختلفة كانت العلاقة بين نظام البشير ممثلة في المؤتمر الوطني والتنظيمات الاسلامية محكومة بالولاء والتحالفات أما اليوم فتحولت العلاقة من حالة الموالاة إلي حالة العداء في وضع يصعب معه حاليا إنجاز أي تسوية بين طرفي المعادلة علي الأقل في الوقت الراهن وكل طرف يمتلك أوراق ضغط وكروت للمساومة بجانب وجود الظهير والسند لكل جانب كما ان كل طرف لديه نقاط قوة وضعف الأمر الذي يطيل أمد الصراع والحرب بين الطرفين ذلك لأن لمعركة في جوهرها هي معركة (لي الذراع وكسر العظم) .. وللحديث بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
بدا واضحا ان شكل العلاقة بين اجهزة الحكم الانتقالي وتنظيمات العمل الاسلامي التي كانت موالية للنظام البائد يحكمها العداء خاصة (السرورية) ومع ذلك احتفظت بتواصل خاص مع الشق العسكري ومن الواضح أن هذه العلاقة لن تقود في الوقت الراهن والمستقبل القريب لتوافق أو إنجاز تسوية أو فتح أبواب وقنوات اتصال بين الحكومة الانتقالية ومظلتها السياسية ممثلة في قوي الحرية والتغيير من جهة والتيار السروري من جهة ثانية مما يعني ان طبيعة العلاقة من طرف السرورية هي (المقاومة / المواجهة) أو خيار الصدام وهو الموقف ا لذي ظل ثابتا منذ تحرير الوثيقة الدستورية ومرورا بالإتفاق السياسي وحتي تكوين حكومة الشراكة التي ضمت العسكر مع قوي الحرية والتغيير وبداية تكوين هياكل الحكم الانتقالي .. هذا الطريق وبهذه الحيثيات الماثلة اليوم - علاوة علي الأزمات المزمنة التي خلفها نظام البشير - من الممكن أن تقود أو تفتح السيناريوهات السوداء والمظلمة والدخول في الدائرة الحمراء وهذه المواقف العدائية لا تقف عند التيار السروري فحسب بل تتلاقي معه العديد من المكونات الدينية والاجتماعية والسياسية علاوة علي أنصار النظام الساقط من خلال الاصطفاف أو التحالف الواسع والعريض ممثلا في تيار نصرة الشريعة بل ان الظروف الراهنة تبقي محفزة ومغرية للسير في الطريق المظلم والمفخخ خاصة بعد ظهور أو تحويل وتصوير الصراع الحالي إلي صراع ديني وكأنه بين الدين واللادين أو اليمين واليسار والدعوة للعلمانية في مقابلة الدولة الدينية وبالتالي فإن احتمالات اندلاع صراع ديني طائفي يبقي أمرا واردا بقدر كبير بجانب الصراع القبلي والحروب العشائرية وتسخين الاطراف وتأسيسا علي ذلك فان بدايات تفكك البلاد وتفتيتها ستبدأ عبر بوابة الفتن الدينية والقبلية والنعرات العنصرية كمدخل لحالة (السودنة السوداء) في ظل وضعية التراخي وهشاشة الاوضاع وحالة الضعف العام والاضطرابات السياسية والأمنية وعدم التوافق وهي عوامل تفتح شهية التنظيمات المتطرفة لوضع منطقها من خلال العنف والقوة وإثارة الفوضي المفتوحة وللحديث صلة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
حاليا بلادنا تتهيأ لاستقبال مرحلة تعتبر من أخطر الحقب لكونها تمر بما يطلق عليه (البيئات المتأزمة) و(ظروف الانتقال من واقع الانقاذ إلي واقع مجهول) والدخول في (الدائرة الخطرة أو الحرجة) و(الإنزلاق الغضروفي) في ظل واقع (معلول) وحالة (إختناق وانسداد أفق) ومن أبرز مظاهر ومعالم هذه الفترة أو المرحلة : هشاشة الاوضاع وعدم صلابتها فضلا عن ضعف الدولة وعدم اكتمال هياكل السلطة الإنتقالية حتي الآن ووجود الفراغات كمنافذ تتسلل عبرها (الدولة العميقة) و (الثورة المضادة) .. الاضطرابات السياسية والأمنية مع وجود حالات الإستقطاب والتجاذب والاحتقان السياسي الأزمات الاقتصادية أو لو أردنا الدقة الإنهيار الاقتصادي بتشوهاته واختلالاته مع صوعوبة حل المشكل الاقتصادي حاليا أو في المستقبل القريب . تفشي الفساد واستحكامه في أجهزة الحكم والسلطة كواحد من مخلفات الحكم البائد وتوابع وأمراض الفساد من انتشار الرشوة والمحسوبية والمحاباة وظهور الشلليات واللوبيهات ومراكز القوي المتصارعة حالة التآكل الداخلي والتشظي والانقسامات وسط القوي السياسية والاحزاب سواء الموالية للحكم الانتقالي وداعمة له أو تلك التي تقف في خندق المعارضة . انعدام المشاريع القومية أو الوطنية (الممسكات) التي يمكن ان يلتف حولها الشعب وتشكل حالة اصطفاف جماهيري وتعمق الوحدة الوطنية الجامعة له تستوعب طاقته ومناصرته كترباق مضاد لمخطط التفكيك والتفتيت فالشعب السوداني هبّ عن بكرة أبيه لاقتلاع الانقاذ في وحدة نادرة لكن ما أعقب الثورة كان مختلفا كحال السودانيين سابقا حينما توحدوا ضد المستعمر وأنجزوا التحرير ونالوا الاستقلال لكنهم تفرقوا كأيدي سبأ عقب إنجازهم للإستقلال فضاعت المكاسب والمنجزات وبرزت الانتكاسات والعثرات وبعض جوانب الاخفاق . محاولات (الفلول) خلق الازمات مع الحرص علي استمراريتها والاستثمار فيها لصالح عملية إضعاف الحكم الانتقالي ومحاولة خنق الحكومة وأجهزة الدولة ثم القفز أو الانتقال من الدفاع إلي الهجوم بعد تجاوزهم لمرحلة (معركة البقاء والوجود) إلي مرحلة (التأثير والنقوذ) وفرض حضورهم في المشهد بالعديد من الادوات والآليات .. وفي الجانب الأمني والجنائي الذي يغري المتطرفين ويشكل حالة جذب لهم : انتشار الجريمة المنظمة واتساع دائرتها علي مستوي المركز والولايات وكذلك ارتباطها بدول الجوار باعتبار ان السودان له حدود مفتوحة وواسعة ومترامية الاطراف يصعب معها المراقبة والرصد مما يجعل البلاد عرضة للإختراقات من خلال نشاط التشكيلات العصابية .. وقوع السودان في الطوق والشريط الذي جعله (دولة ممر – عبور – ودولة مقر) لتجارة المخدرات والممنوعات بمختلف أنواعها وأصنافها / التهريب سواء كان تهريبا للسلع والمنتجات والبضائع أو تهريب البشر وتجارة البشر والهجرة غير المشروعة / تجارة السلاح وانتشاره تحول بعض أطراف ومناطق البلاد البعيدة عن المركز كأسواق سلاح / التطرف الديني غسل وتبييض الاموال والإرهاب / التزييف والتزوير / ظاهرة قطاع الطرق والنهب المسلح هذا بالإضافة إلي النزاعات والحروب الاهلية وعدم وجود سلام مستدام في مناطق الصراع كدارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ويضاف لذلك (اللجوء والنزوح) كظاهرتين انسانيتين ملازمتين للحروب .. ومما هو معروف هناك الكثير من المشهيات التي تغري المنظمات الارهابية مثل التدخلات الأجنبية (مدنية وعسكرية) تشكل تحدي أمني والتحديات الأمنية من خلال البوابة الاجنبية تشكل عامل استفزاز للمتطرفين خاصة لو ارتبطت بالتحولات السياسية خلال مراحل الانتقال فبجانب وجود اليوناميد واليوناميس بدأت تظهر بعثة أممية جديدة من مجلس الامن وفق طلب حكومة السودان وهذا الحراك من شأنه خلق أجواء تحضيرية ومناخات مواتية لتنفيذ لمخططات واعمال العنف الديني والأنشطة التخريبية وستكون هذه المواقع هدفا للمتطرفين كحال العدبد من الدول التي تشهد نشاطا للإرهابيين . كذلك من المهم التنبيه والإشارة إلي وجود (المليشيات) والقوات شبه النظامية (الرديفة أو المساندة والاحتياطي) التي لم يتم توفيق أوضاعها حتي الان مثل قوات الدفاع الشعبي / الدبابين / المجاهدين / المرابطين / القوات الخاصة هذا علاوة علي المسرحين من القوات النظامية الأخري كهيئة العمليات فهذه تشكل قنابل موقوتة إنفجارها خاضعة للتقلبات والتحولات كل هذه الظروف وغيرها من (العوامل الكامنة) تشكل مهددات ومخاطر يعمل التيار السروري لالتقاطها وتوظيفها لصالح أجنداته وإبقاء البلاد نقطة ملتهبة) Keep it hot ك(ساحة ساخنة) و(محطة صراع) والإنزلاق في أتون الفوضي وحالة (العبث) فالسودان وبحسب تقارير صادرة من العديد من الجهات المهتمة بالنزاعات مرشح لأن يكون ميدانا مفتوحا لنشاط المجموعات الراديكالية والتنظيمات الأصولية والفصائل المقاتلة إذا سارت الاوضاع بهذه الوتيرة المتصاعدة علاوة علي تدهور الاوضاع في بعض البلدان المجاورة كليبيا وتشاد ومحاولات الارهابيين فتح جبهة جديدة في إثيوبيا .. وللموضوع بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (التيار السروري) النسخة السودانية .. العود� (Re: الهادي محمد الامين)
|
واستكمالا لما سبق وبعد تناول التفاعلات والتحولات المحلية لا بد من التطرق لارتباط العوامل الداخلية ومدي تداخلها مع التطورات والظروف الخارجية علي المستويين الاقليمي والدولي وتأثير دول الجوار علي جملة الأوضاع بالبلاد بدءا بوجود بعض من انتقلوا لخندق المعارضة بالخارج وعلاقتهم بكل من قطر وتركيا والجماعات المقاتلة في ليبيا علاوة علي وجودهم في عدد من المؤسسات الإقليمية والدولية كالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين وكذلك التنظيم العالمي للأخوان المسلمين هذا من جانب ومن جانب آخر تاثيرات وتسارع تطورات الاوضاع في كل من افريقيا الوسطي وليبيا خاصة وأن السودان أصبح بعيدا عن هذين الملفين رغم مضاعفات ذلك علي جملة الاوضاع بالبلاد خاصة وأن مصر قد أغلقت حدودها تماما مع ليبيا ومن الصعب تسلل أي متفلتين للأراضي المصرية وكذا الحال بالنسبة لحدود ليبيا مع تونس لتبقي الحدود بين السودان وليبيا مفتوحة وكذلك الحدود بين تشاد وليبيا وبين تشاد والسودان مما يسهل عملية حركة الخروج والدخول وتسلل العناصر المتطرفة للبلاد وكذلك مغادرة متطرفين سودوانيين للقتال إلي جانب الفصائل الإرهابية في ليبيا / النيجر / نيجيريا / مالي فالسودان بدأ مؤخرا في مضاعفة اهتمامه بمفاوضات ملف سد النهضة فيما لم يبد أي اهتمام ضمن جدول أعماله بتطورات الاوضاع في كل من إفريقيا الوسطي وليبيا باعتبار أن الجبهة الغربية تعد من أكبر المهددات لاستقرار البلاد . فمنذ العام 2014 وحتي العام 2019 فإن أعداد المقاتلين السودانيين المنخرطين في صفوف التنظيمات المتطرفة التي تنشط في كل من ليبيا / النيجر / مالي / نيجيريا ضمن سرايا الصحراء ودول الساحل وبلدان غرب إفريقيا - وصل لقرابة ال600 مقاتل هذا غير المقاتلين الموجودين في ليبيا وكانوا مع عائلاتهم كمقيمين والتحقوا بالجماعات الارهابية بل خلال شهر واحد تم القبض على اثنين من السودانيين مصنفان كأخطر كوادر داعش فرع ليبيا بعد نجاتهما من الضربات الجوية التي نفذها سلاح طيران الأفريكوم وهما عمر فضل السيد ورفيقه سعيد كامل سعيد بجانب مقتل المتحدث باسم (المرابطون) أبو عاصم السوداني محمد أحمد علي بيلو وهذا إن دل فإنما يدل علي خطورة الاوضاع في حال تطورها بالجبهة الغربية - في إتجاهاتها السالبة - فهذه الظروف ستلقي بذيول وظلال علي الواقع السوداني بتناقضاته الراهنة خاصة وأن الواقع الراهن يحمل عدة مؤشرات من بينها : = أن العبور الآمن في ظل هذه الظروف وبتعقيداتها المختلفة أصبح غير ممكن = وكذلك عملية بناء الدولة وإقامة (الحكم المدني) تواجهه العديد من المعوقات والصعوبات والتحديات ك(قيود ومكبلات)تمثل (إشكاليات الانتقال السياسي) = وأن الفترة الانتقالية تسير في رمال متحركة ودقداق مع قاعدة غير صلبة مما يجعل بلادنا تسير في طريق ملغوم ومفخخ وتجلس علي برميل بارود وليس علي وضع مريح وللحديث صلة
| |
|
|
|
|
|
|
|