في طفولتي وصباي كنت أمتع النفس بالإنصات لعدد من خؤولتي وعمومتي وهم يتآنسون في عطلاتهم الدراسية السنوية عائدين من الإتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وأمريكا يحكون أشياء ساحرة ، بالضبط كما جاء في أغنية فرقة ABBA السويديه الشهيرة ( Eagle)
They came flying from far away, now I'm under their spell I love hearing the stories that they tell They've seen places beyond my land and they've found new horizons They speak strangely but I understand
ولكني كنت أميل للإنصات لواحد منهم كان كيوسف بين إخوته متفردا في حديثه وكان قرر أن يعيش في منطقة نائية بدارفور خارج مدينة نيالا تسمى (تِنقِلاني) بعد أن زارها مرة واحدة كانت كفيلة بتغيير مسار حياته كلها وحتى وفاته. ترك العاصمة وامتلك في (تنقلاني) ضيعة كبيرة وماشية وخيول وكنت أتساءل كيف يتسنى له، وهو المولود في الحي النووي (حي العرب)، أكروس ذا رود من المسالمه، ترك الأهل في امدر وحسانها وحفلاتها وأسواقها ومجتمعها وإبراهيم عوضها وجابريها وعبداللطيف خدرها وأبروفها وجندولها وغزلان مسالمتها والطريق الشاقي الترام للعيش في (تنقلاني)!!، لكن زالت دهشتي، فقد سئل مارك توين، ماهي أمنيتك في الحياة؟ فأجاب: جزيرة جميلة فيها مكتبة الكونغرس، وحسناء تدير المكتبة. زالت دهشتي بعد أن سافرت إليه وجَدتي وقضينا شهرا في تلك الضيعة جارة الفردوس بأشجارها وماشيتها وصفاء أوكسجينها ومكتبة ضخمة نقلها إليها وراديو بجيب لندن وعوض عمر يتلو مع لقيمات الصباح قصة يوسف وزوجة العزيز ونحن نرتل ما تيسر من صور الغواية والبهاء، لا أخفيكم كم أعجبت بكيدها لامن أعدت لهن متكأ وقالت مع ودالباديه عشان حبيت انا لاموني ثم قالت ليهو أطلع ليهن عشان يعرفن حاجه (الواقفات قنا) وفقا لقاموس البرهان.
الذين لم تتح لهم فرصة العيش في كردفان أو دارفور ربما يظنون أن هناك مغالاة في الحماسة المتدفقة التي تميز أغنية كالتي في الفيديو المرفق. مكتول هواك يا كردفان . عشت سنينا في كافة اتجاهاتها لكن تطاولت إقامتي في أحضان النهود الجميلة (أعني المدينة) ، فموسم الخريف هناك، في ظني، بروفة شبه نهائية لجنان رضوان . الأشياء هناك كلها ترتبط بالسحر الذي حكى عنه ماركيز في رائعته (مائة عام من العزلة) بما في ذلك صورة الغجري ملكياديس بثلجه ومغناطيسه لكن مع تسامح لم تشهده (ماكوندو) وكرم لم يخطر ببال خوسيه أركاديو بويندا، وبنات يقولن لأورسولا والقمر والأنجم السواري زحوا نقعد مطرحكم، فالذي لم يمضِ ليلته في (قطية) ورذاذ المطر المتبقي من (صبّة) العصرية يُوقِّع حروف نوتته الموسيقية على سقفها والقصب وبجواره كباية شاي ، لزوم تلحين قصيدة عصيدة دخن في قدح بحليب وعسل وسهرة إنسان رقيق ونّاس، لاشك يحتاج مراجعة سودانويته وأوراقه الثبوتية جيدا حفاظا على حقه في التصويت وانتخاب الجمال. الصبّه هناك في (نبطشيتها) الليليه تسمى السَرّايه، يا سلام عليها طق طق طق ياخ. كنت أتبسم وأنا أنصت للشباب في ميدان الإعتصام وهم يرددون خلف دسيس مان: الصبه هي الصبه ، كانوا، لثوريتهم الجميلة، يقصدون الأسمنت ونحن نسمعها غيثا هطولا..
أتيح لي زيارة كافة القارات وأجمل البلدان لكن الذي لم يتناول وجبة بسيطة في (الخوي) في ضوء فانوس والمطر يدلي بآخر أقواله لتدونها حسناء كردفانية لم يسمع بها Gucci بدفتر الجمال هذا غير بعيد عن استراحة ذلك اللوري ودخالة الذي شحدته البنيّه: عليك الرسول بوري، عليه أن ينسى أي مينيو مر به في مطاعم روما ولندن وطوكيو أو ماسواها من مدن البلاستك والكهارب فادحة الجفاء.
سبق وكتبت في منبر عام عن كيف تعد البنات الشاي وكيف تطهو النساء في كردفان ودارفور الدجاج وغيره وهي تجربة كفيلة بأن تكشف لك بأن KFC وهارديز وجماعة ال franchise وبعض الجنك العابر للقارات ما ناقشين حاجه ويعوزهم تدريبا وكورسات في المعهد الدولي للدجاج المحمر وأقسام أم جِنقِر المنافس التاريخي لباسكن روبنز في أم صِميمة وخمّاس السعاته أو ودبنده وفقا لإفادة إبراهيم موسى أبّا ، ومن الثابت علميا أيضا أن الذي فاته الركوب في التَندة في لوري السفنجه أو الأوستن ابيض ضميرك أو الهينو الزد واي وغداء حَلّة المساعد في خريف تلك الربوع عليه أن يصمت إجلالا إن كان من جماعة البزنس كلاس في ال 787 دريملاينر.
أكد العلماء في ألمانيا وفرنسا والمجرات المجاورة كالأندروميدا ، أن الذي لم يشهد حفلا ليليا ل (ودباره) على رمال سقاها الغيث مبكرا أو بعد مطر الرُشاش الرشَه، كما جاء في شهادة ودعباس، فقد ظلم نفسه ، فقد أكدوا بالإجماع أنه ستبقى رويحة الهاويه يا مجافية وجاني بريدو طاير يحمل لي بشاير وسائل خالدة في الخاطر وناجعة للتخاطر والتلبثة رغم أنف الإيميل والأرامكس والطرود الجافه ومؤلفات آرثر فيندلي في عالم الأرواح، وأن اللهيجا سُكر الضامر قواما ست الفريق الطاعم كلاما حسمت مسابقات مِس وورلد في فنزويلا قبل أن تبدأ. هل سمعتم بزول يغني لضابط السجن؟ لعمري إنها أغرب معارضة لأطلال ناجي القائل: اعطني حريتي أطلق يديا ولطلب ريتشارلس الخالد إلى المعشوقة قِدريشنّه الحلاتا قدريشنه Unchain my heart, set me free
هم الكرادفة وربوعم وبقاعهم ، رغم الضنى وهجر الحبيب، ناس اندريه القيافه وحكاماتهم ناس فاطنه الباتيل ، تحزم حقائبك ناويا الرحيل فيصدروا قرارا إداريا يلغي قرارك بسؤال في مقطع واحد (شقيقش قولي يا مروِّح) ؟؟
صدقوني ، عشق تلك البطاح لا علاج له ولا لقاح؟.
04-13-2020, 11:09 PM
محمد على طه الملك محمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624
سلام ابو اكرم و ضيفك و ضيوفك القادمين لم تكتب بتمتع نفسك و بتمتع كل من يقرأ كلماتك ياخ دي كتابة ترد الروح و تزيل عنا آثار الكورونا و سيرة الكورونا الم الحبسة و عذاب السجنة كولو راح لي كلماتك اكتب ياخ اكتب ياخ عليك دينك اكتب
يديك العافية ياخ 🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
04-14-2020, 01:53 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
(بعضهم يقول لي "الزول" دا بيكتب زيك وأقول "بختي!! بختي!!" بخ!! بخ!! وألم بخمسة اصابعي، علي طريقة جليسة الوداعية😷)
أديبنا عبدالله عثمان، دع عنك تواضعك يا رجل، أنا يا سيدي لا أكتب عن كردفان ودارفور ، (المديريتان) هم (الكتبوني) ، أيوا ، الكتابه الواحده دي، مش زمان في الثانوي العام بنترجم بمزاجنا الأمثلة والغنا وفق هوانا ونقول فلان has been written بواسطة فلانه ؟ أها هسه شوف الخيره يا رمالي.. خالي الحبيب إلى نفسي رجل لا يعرف التسويات كلو كلو ، صريح حد النزف وكريم يتوارى في حضرته حاتم سيد الإسم، كان يحبه كل إخوته وأهله وكان يحبهم ، عندما زار تلك المنطقة وعاد بقراره بكى بعض الأهل - كما قيل لي - لأنهم (فقدوا) أحد إخوته الذي تزوج في ألمانيا وما زال فيها وزرته في 1996 وهو في أسعد حال لكنه باق على زيارته لأمدرمان بانتظام، أها زول (تنقلاني) دا تزوج من نساء تلك المنطقة ، إمرأة فاضلة وجميلة كانت تدبر كل شيء بهدوء ، عندها قطيه ضخمه ما رأيت أجمل وأنظف منها ، لم أذق طعاما ولا شايا ولا قهوة مثل ما تصنعه يدها. ولا أخفيك أني عندما عدت من زيارتي له زاد إعجابي في خياره ذاك رغم أني قبل زيارته كنت أعيش في جبال النوبة الجميلة مع أمي وأبي في ترحالهم مع التربية والتعليم وهما من منسوبيها، وما كان ينبغي أن تدهشني (تنقلاني) لكنها سحرتني، لذا عندما قرأت موسم الهجرة إلى الشمال وأنا بعد تلميذا في الثانوية العامة ، سفيه من بدري مش؟ أول ما حضر في خاطري كان خالي الخيالي..
زي ما قلت يا عبدالله ، أي واحد فينا جواهو مصطفى سعيد سغمبوتي..
برضي ليك المولى الموالي..
04-15-2020, 09:43 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
(ياخ دي كتابة ترد الروح و تزيل عنا آثار الكورونا و سيرة الكورونا الم الحبسة و عذاب السجنة كولو راح لي كلماتك)
أبو حسين،
ما عارف الحبسه بتعمل شنو مع إني جربتها كذا مره في المرض لأنه هنا شغالين مكاتب وحكومه ، بس على خفيف وما عندنا حظر في أي ساعه يا بركه والحمد لله ، رغم ذلك السلطات تحس الناس على البقاء في البيوت وعدم الخروج إلا للضروره، وأصو نحن في الظروف العاديه ما بنطلع إلا للضروره، لاقاك زول بيطلع ساااااي كدا؟ بس يا عادل الزول لامن يشوف الحاصل للمرضى وتصبح أعلى أمانيهم يكونوا في بيوتم وبيتنفسوا عادي ، يقول ياخ أنا في بيتي وبتنفس عادي ، المارق ليها شنو؟
يخال إلي أن الإنسان إذا أجبر على شئ مزاجه يمكن يخرب ،عشان كدا ما بتفرج في أي مسلسل كي ألتزم بالبقاء بالمنزل في ساعة محددة كل يوم، هو بالله المسلسلات العايشنها مع المجلس السيادي والحكومه ومفاوضات السلام والحركات بتاعت الحركات المن زمن المحاصصات دي مش بتقرفك من المسلسلات زاتا؟
04-14-2020, 12:11 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
مولانا الملك.. يطول عمرك مع العافية يطول.. ذكريات الصبا الإنتركونتننتال ، وأيام كنا لاشايلين هم لا عارفين بكرا الجايينا، تبقى الأعلى في أرفف النظافة والطهر والجمال.. كردفان في رمالها وجبال النوبة الجنة المؤجلة ودارفور الملمَعة أسِرَة وسرائر ، ستبقى سنواتهما في الخلايا حتى نوارى الثرى،
أرقد عافية..
04-14-2020, 02:04 AM
جمال ود القوز جمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925
"واطاتي اصبحت" لكن زي ما بقولو اهلنا "السعيد الصبح على همو القديم" فقد شغلتني هموم عن اامتابعة كما وعدت — وصلتني عديد الرسايل عن هذا العزف المممتع ومن حق مولانا علينا، كما من حق كاتبيها أن اعرضها هنا (وإن أغرقت البوست)😷😷😷 — أولها من الأخ د. النور حمد (الذي يبرني دايما بأشياء من بيت الكلاوي ففرحت أن أجد شيئا ارد به عليه) كتب د. النور:
محمد المرتضى صديق قديم تعارفنا في مسقط في نهاية الثمانينات وأنا وأسماء نعرف أسرتهم قبل أن أذهب إلى مسقط. لم أكن أعرف أن بينكما صداقة. قرأتها بالأمس وأعجبتني كثيرا ولم أستغرب فأنا أعرف مرتضى قانوني بقلب فنان وشاعر. يضاف إلى ذلك أنني اقاسمه حب كردفان التي أمضيت فيها خمس سنوات تجولت فيهن في سائر ربوعها الساحرة. كتابة ساحرة تحبس الأنفاس وترتفع بذبذبة الروح. —- د. النور محمد حمد من حلة حمد بالجزيرة تربوي، رسام، موسيقار وشاعر وكاتب من مؤلفاته "قضايا في السياسة السودانية" و "مهارب المبدعين" يقيم بين واشنطون والخرطوم —- سأواصل
04-14-2020, 02:42 PM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
سلام أخي عبدالله ..محمد المرتضى حامد.تعرفت عليه في مسقط غداة وجودي هناك..هذا تصوير بديع ورسالة جمال إلى الذين تبهرهم المدينة وفات عليهم ألق الحياة في مثل تلك البقاع.. يا ليتنا عدنا أو عادت الأيام الحبوبة بخيتية /// العوض مصطفى العوض ابوسن شاعر ومعلم فنون وقاص العوض من جزاير الرباطاب الساحرة
—- كتب عنه د. حسن موسى
و الله لا تتصور مدى فرحتي بقراءة اسم العوض في عنوان خيطك، فالعوض عندي مثل مغارة الكنوز، كلما خطوت فيها خطوة وقعت فيها على كنز أجمل من سابقه. ثم أن فرحتي اتصلت بمتعة سرد العوض فكأنني اسمع صوته وراء السطور. و سماع صوت الكاتب وراء الكلمة المكتوبة حظوة لا تتاح إلا للكتاب من أهل الحضور الأدبي المميز..ثم من غير العوض يملك القدرة على التأني عند تفاصيل حيوات الناس المزعومين "عاديين"،بينما هم في الحقيقة اشخاص خارقون للعادة التي يتذرع بها ذلك النفر الذي لا يطيق مواجهة اسئلة الحياة[ و الموت].أقول هذا و في خاطري أكثر من مشروع مؤجل لسرد سيرة بعض أهلي الأميين الذين أثثوا وجداني ببلاغة حكمتهم و أدبهم العظيم. كم هو بخيت هذا العوض الذي حبته العناية بهذه الحبوبة البخيتة، و بخيتين انحنا لأن العوض اكرمنا بهذه السيرة الجليلة. فيا العوض ياخي اقعد و كمّل سيرة حبوبة بخيتة لأنني استشعرت من كلامك أنها ، لا بد ، تفيض عن سعة الصفحات المضغوطات في حيز بمثل هذا الضيق.شكرا لكما.
سأعود
04-14-2020, 02:59 PM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
تعرفديا مولانا في نفس كل منا، خاصة نحن الذين تغربتا، في نفس كل منا "مصطفى سعيد" سغمبوتي كدا
دايما أحدث صديقي الفاتح محمد محمد نور بأني بحلم بي بقيرات في طرف مزرعة وفرن بلدي (مرة مرة تدخل فيهو عبدالجليل😷😷😷)
كتب لي من وحي ذلك معلقا على "مكتول هواك"
ياخى والله مقال رائع اتذكرت كلامك عن الرجعة والبقيرات رسم لوحة من حروف ضيعنا عمرنا فى الحياة المصنوعة لعنة تغشى الكيزان أينما حلو جابوا واحد من الغرب عمره فوق للمية وشويه مع صحه تعجبك وعنده نية الزواج
—- الفاتح محمد محمد نور من كوستي اقتصادي درس بجامعة الحزيرة وجامعة الخرطوم (جمع بين الأختين) خدم بين الخليج وجنوب شرق آسيا ثم عاد لشاطئ النيل الخصيب على ضفاف القطينة، مصطفى سعيد سغمبوتي🙂
محمد المرتضى يسلم يراعك يا ملك ،،فقد اسرتنا الكلمات المموسقة،،،وشكرا،،،. ..مولانا محمد علي طه الملك موسيقى اوسكار جعلتنا ننسى كل همومنا وكل خوفنا من الكرونا ،، ،بالله مين هو هذا الموسيقار الفنان الرائع،،،،!!؟ تحياتنا النواضر له من هذا المنبر ،،،وشكرا ،،،
تعقيب الشاعر السر عثمان الطيب على مقال محمد المرتضى مكتول هواك ==================== ما الذي أطار النوم من عيني وجعلني (أولع النور)،، وافتح هذا الجهاز السحري والف (على طول) الى (خريجو التربية) ،، لتقع عيني (الما بين نايمي وصاحي )،، على هذا الجمال اللغوي والاندياح الولهان؟؟ يا سلااام على كردفان... وعلى كل ما فيها وكل من فيها... ذات عام من التسعينات وضمن قافلة ثفافية مع طلاب مروي بالجامعات،،، زرت غربنا الحبيب.. تحديداً ام روابة... وكان ذلك في فصل الخريف... يا لطيف... من جو ام روابة. يا لطيف من طيبة وجمال اهل ام روابة... يا لوعة (سوق الروب) في ام روابة.. فيه وجدنا الحاجة عاشة الشايقية.. أمامها قدور مليئة باللبن.. الحليب منه والرائب.. حكت لنا انها من الحجير(قصاد القرير بالشرق)... قالت انها لم تر الشمال طيلة حياتها... سألتها : نان الشلوم اللاورا ديل مي شلوخنا... ضحكت وقالت: قالو بعد ولدوني،، حبوبتي جات ام روابة من الحجير وشلختني ورجعت... يا لطيف... غنينا وطنبرنا لجماهير ام روابة الحنينة وتحت رذاذ المطر صفقنا ورقصنا... فصفقوا لنا ورقصوا مثلنا... قضينا ثلاث ليال هناك... مرت كأنها ثلاث ثواني... اين يا ترى الان (زهرة ) وشقيقتها المريضة تلك...؟؟؟ في البص ظلن يغنن مع المسجل غناء محمد جبارة (الحنين وداني جيت بالساقي سادر)... كيف وصل اليهن غناؤنا من القرير وحفظنه عن ظهر قلب... قفزت (زهرة) مندهشة عندما قال لها احد بطان مروي : يا شابة... شايفي الزول الراكب ورا داك؟؟ دا سيد الغنية دي.. هزت زهرة راسها وتمتمت: ما شاء الله.. وابتسمت ثم خلدت الى مقعدها في البص... ثم... سلطانة... يا لها من سلطانة بحق وحقيقة... كنا قد التقيناها في سوق الروب...برفقة شقيقها الصغير.. كانت كما قالت في طريقها الى (الزريبة) قاصدة اولياء الله الصالحين ليدلوها على مكان (دهباية) سطا عليها (ود حرام... الله لا عوضو).. اصابني جمالها ورقتها وبراءتها في مقتل... اين انت الان يا سلطانة؟؟ لعل الرايحي اتلقت... عدت الى الخرطوم ثم جدة... كتبت وكتبت في صحيفة الخرطوم التي كانت تصدر في المهجر.. كتبت عن ام روابة... ام روابة يا بلد.. من ريدنا ليها ومن معزتا في قلوبنا.. نحضنا ونقلد ترابا.. من محبتا بين ضلوعنا.. يوم نسافر نحن باكر.. نترك ارواحنا وقلوبنا امانة لي ناسا وهشابا... اما (سلطانة) الباحثة عن (دهيباتها) المفقودة فقد قلت لها : سلطانة... يا بت الغرب.. دهبايي... الله اداني ياك.. صدفة درب.. يوم جينا من مروي الشمال.. نيل شوقي كان كاتلو الظما.. فات خلاّ واديهو ونزح... رهدك.. على قوزو ارتمى.. لاقاهو.. من محلو استجار.. بي حضنو في الصيف احتمى.. عينيهو جفف دمعتن.. شال من عيون ريدك شرب.. سلطانة... يا بت الغرب.. يا غيمة لاقتني الضِّحَي... منشري فوق الناس مطر حجبت تباريح الأسى السكنت مسارب الروح وكر.. ************** اعذروني على البوح... لم يبقى من العمر وقت للدسديس والغتغتة..
04-14-2020, 05:14 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48787
أتيح لي زيارة كافة القارات وأجمل البلدان لكن الذي لم يتناول وجبة بسيطة في (الخوي) في ضوء فانوس والمطر يدلي بآخر أقواله لتدونها حسناء كردفانية لم يسمع بها Gucci بدفتر الجمال هذا غير بعيد عن استراحة ذلك اللوري ودخالة الذي شحدته البنيّه: عليك الرسول بوري، عليه أن ينسى أي مينيو مر به في مطاعم روما ولندن وطوكيو أو ماسواها من مدن البلاستك والكهارب فادحة الجفاء.
***
لا فض فوك
فقد جعلت ذاكرتي تنتقل ما بين اسفاري في بقاع السودان، وخصوصا (ابوجبيهة) ثم زملائي في التدريس الذين كان شملنا يلتئم وسرعان ما نفترق بالتنقلات شرقا وغربا وشمالا ثم عرجت الى سنوات التسكع في امريكا ودول اوروبا
فعلا: مكتول هواك
04-23-2020, 09:25 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: قد جعلت ذاكرتي تنتقل ما بين اسفاري في بقاع السودان، وخصوصا (ابوجبيهة) ثم زملائي في التدريس الذين كان شملنا يلتئم وسرعان ما نفترق بالتنقلات شرقا وغربا وشمالا ثم عرجت الى سنوات التسكع في امريكا ودول اوروبا
أديبنا أبوجهينة، الله يجبر خاطرك، رمضان يرفع إندكس الشوق لتلك البقاع في السما والله، أنت من الذين يعرفون آذان المغرب في ديار كردفان ودارفور والبروش المفروشه والصواني المغطاة بالأطباق التي أبدعوا في صنعها، مرات تقول الطبق دا مفروض يكون معلق في اللوفر، الناس ديل عندهم عصيدة وتقلية إنت وأنا ، وكل مشتهي لوضعية مصطفى سعيد، مستعدين ندفع أي شئ عشان نكتفي بها وحدها في هذا الرمضان، نعم مافي ملاعق (معالق) ، لكن كل مشاركة بسيطة هناك لها معنى، الصلاة زاتا هناك بيقين ومقبوله ومضمونه ومبرشمه والإمام بديك ليها carte blanche ، الشاي في البرش تحت القمرا ورقده تعاين للنجوم وطيبة الأهالي العابرين ، هييييا ناس سلام، ترفع الأجر وتصرف بعدها السكينة والإطمئنان كاش داون. يا أبا جهينة ، هل من عوده هل؟
04-23-2020, 01:30 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: أني من عيال كردفان. زولا سرب سربة وخلى الجبال غربه ،،، أدوني لي شربة خلوني النقص دربه
الليموني.. د. ياسر سلامات ، دا ماش البحر ، ناس الغرب ديل لامن يخلوا الديار غربهم ، وبمجرد اللوري يتحرك، ينثال الحنين والغنا ويتدفق حتى ليجدوه في استقبالهم في الديستينيشن وفي ريحة لساتك الإسكانيا وكوز النيسان، زي أخوانا الشايقيه، معطونين في الحنان والنوستالجيا ولولاها ما سمعنا طيف محمد كرم الله، له الجنة، ولا محمد جباره يستمطر دمع كل مستمع أنى حل،
الجميل في كردفان يا ياسر أنها ظلت ممثلة للسودان وتجمعت فيها كافة الأجناس والأقوام والأعراق ، مش كدا كمان، تنظر إلى الفسيفساء الإجتماعية ، إن جاز التعبير، في أي مدينة فتجد ، إلى جانب القبائل السودانية، أهل فدياس وباخوس من الهيلينيين والطليان ناس إي سي ميلان ونابولي وصقليه أهل الباتشينو الشِفِت ، وتجد ذوي الأصول المصرية والتركية والأفريقية والأرمنيه سركسيان إخوان وكلهم عايشين أهل يتقاسمون الأفراح والأتراح وكشف العزاء والزواج والنفير.
سمحين ياخ.
04-14-2020, 05:21 PM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25073
إذا كان السرد عملية إنتاج انت فيها المنتج ونحن المستهلكين بحسب حفريات الناقدة سارة حسان في سفرها الثمين " ما هو السرد" فهنيئا لنا بـ "بضاعتك" الثمينة التي جاءتنا ك " دليفري فاخر" حتى عتبة الباب في زمن الحظر "العزلة الكورونية". -- ستمر الخيل .. وتبتسم الجميلة
04-24-2020, 02:44 AM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
(إذا كان السرد عملية إنتاج انت فيها المنتج ونحن المستهلكين بحسب حفريات الناقدة سارة حسان في سفرها الثمين " ما هو السرد" فهنيئا لنا بـ "بضاعتك" الثمينة التي جاءتنا ك " دليفري فاخر" حتى عتبة الباب في زمن الحظر "العزلة الكورونية". -- ستمر الخيل .. وتبتسم الجميلة ) شكرا الصديق القديم حيدر، دوما تمنحني فوق ما أستحق وهذا من لطفك وكرمك.. غبت كثيرا يا رجل في البلاد الآسيوية وعساك مرتاح هناك، أنت لست مستهلكا بل منتجا فاعلا ومحرضا في أحايين كثيرة على الكتابة.. بعضهم يختزل زي هذيان الحمى الفوق دا بالنوستالجيا المصحوبه بالخدر وربما يكونوا محقين في وصفهم، لكن والله كنا هناك وكان ذات الحب. ما أحببناها لبعدنا الجغرافي عنها ، وزي ما تغنى المحسي ود توتي (جمبك ومشتهيك).. رمضان كريم عليك يا حيدر..
04-14-2020, 05:26 PM
محمد على طه الملك محمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624
سلامات بنتنا امتثال .. انا زول داخل باضاني بس .. الموسيقى حروف تعزف على آلات .. أو حروف تنقش من خلال رسمها على الورق كما يفعل مولانا هنا .. كلمة كتابة أو خط تقابلها بالنوبية ( باج ) .. ومنها اشتق اسم كرباج ( السوط ) .. لأنه يترك خطوط على ظهر متلقي في غمرة النشوة الوجدانية .. شبيه بالخطوط التي تتركها مثل هذه الكتابات على وجدان القارئ .. الموسيقار الاستاذ حافظ عبد الرحمن من اصحاب الموهبة والتخصص في هذا المجال .. وله مقطوعات عديدة رائعة .. باقي الكلام يا ريت ترهاقا او واحد من أهل التخصص يمر من هنا ويملكك معلومات اوسع وأكثر مهنية.
شكرا على المعلومة يا ملك،، غايتو حافظ عبد الرحمن ده مبالغة ،،،،موسيقار بحق وحقيقة،،، ويا ريت يكون عنده شرائط CD في السوق بهذا العزف الرائع عشان يرسلوها لي من السودان،،.وكان عندنا النية نسافر السودان شهر يونيو القادم ولكن الالمان بيقولوا ان الكرونا حتستمر اقل حاجة سنة او سنتين اذا الدول ما طبقت اجراءت صارمة لفرض حظر التجول،،، والله يحفظكم من هذا الوباء والبلاء،،،،
04-14-2020, 07:09 PM
Osman Musa Osman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082
الحبيب المرتضى يا مبدع .. تحياتي اذكر ثلاث مناطق في السودان قدموا نموذج رائع ووقر جمالهم في اللاشعور السوداني بأنهم أهل فن وجمال كسلا مع مجموعة التاج مكي والحلنقي وابراهيم حسين أهلنا الشايقية بجمال شعرائهم فكانت موجة يا يمة ، كرم الله وجبارة وصديق احمد اخوانه
ثم كان الغزو كردفان الناعم لعموم الوطن بكل أدوات الجمال فأصبح رمزا للجمال
في ذاكرة كل الوطن على ما اعتقد كان في السبعينات ( عبدالقادر سالم ، عبدالرحمن عبدالله ، ابراهيم موسى ابا وصديق عباس باقي العقد الفريد ) أذكر أننا في اقاصي الشمال وقفنا حائرين أمام العبارات التي دخلت علينا من باب الطرب الكردفاني ( شقيش .. قدريشنا .. وغيرها )
هكذا اصبح اسم كردفان مرتبط بإسم الفن والابداع والجمال
تحياتي الحبيب الاديب المرتضى
04-16-2020, 04:55 PM
Osman Musa Osman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082
محمد المرتضى... الله بطريقة كرومة ما اجمل اللوحة التي رسمتها لنا ...جد يخوننا التعبير والتعليق من هذا الجملل المتدفق احساس يخليك تردد مع عبدالقادر سالم طير بينا يا ابو رنة. ..دار الاهل جنة و ابورنة دا هو لوري التيمس وهو يشق عنان قيزان الكثبان الرملية وصوت المكنة يهز الصمت
04-16-2020, 10:33 PM
احمد عمر محمد احمد عمر محمد
تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1273
Quote: ما ناقشين حاجه ويعوزهم تدريبا وكورسات في المعهد الدولي للدجاج المحمر وأقسام أم جِنقِر المنافس التاريخي لباسكن روبنز في أم صِميمة
كنت كلما حطت رحالي بالخرطوم وخلال جولتي للسوق الافرنجي والمتاجر المنتشرة حوله كنت ابدأ رحلة يوميا لاجل ان احصل على كورة من ام جنقر فكنت اعبر احياء الديم والسجانة مشياً على الاقدام ثم اعرج على الناحية الغربية من الخرطوم 2 بعد ان اتجاوز حديقة القرشي ثم حديقة عبدالمنعم على يميني لاعبر جوار سينما الخرطوم 2 والتي كانت واحدة من محطات الرمتلة ايام الجامعة ثم اصل الى شارع الحرية بعد ان اكون تركت الحديقة خلفي تماما حتى اذا وصلت التقاطع الذي ترى على يدك اليمبن عيادة دكتور لويس عبده انحرف يمينا حتى ابلغ مقابر اليهود كانني قادماً من اتجاه الكوبري وليس كمن قدم من داخل الحي فأنحرف يمينا والمقبرة على يساري حتى يكون على يمني ويساري الورش واصوات الضرب على الحديد والعجل واصوات صبيان المكينيكا التي لا تقل عن اصوات الضرب على الحديد فاصل وجهتي التي اقطع لها هذه المسافة بصورة شبه يوميا خلال ايام تواجدي بالخرطوم حيث تجلس احداهن وامامها جردلان مليان بأم جنقر حار كانه على ناره وترى اثر الندي على الجردلين الملونين بالوان زاهية والمصنوعان من الطلس الحافظ للحرارة فاطلب كورية من الحجم الكبير فالمشوار الذي قطعته ليس بالهين وما زال امامي مشوار العربي والافرنجي والوقت ما زال ظهراً وتقوم بحشو الكورية بالطحنية المدروشة وكانك تأكل اجمل وجبة تطهوها امراة فتقوم بلحس باقي ام الجنقر من على الكورة بيديك وكانها اخر وجبة تتناولها. فعلا لام جنقر طعم آخر اذا كانت صانعته قامت بصناعته بحب وإتقان.
كتابة اكثر من رائع و سرد يرد للروح بعض من الحرية وهي في حبسها الاختياري شكرا لك استاذ محمد المرتضى على هذ الإسترسال الجميل.
تحياتي
04-26-2020, 07:28 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: و ابورنة دا هو لوري التيمس وهو يشق عنان قيزان الكثبان الرملية وصوت المكنة يهز الصمت
عارف يا أبوحميد، في وجودي في كردفان ودارفور لحظت اهتمام الناس هناك باللواري وهذا شيء طبيعي لأنه الوسيلة الوحيدة تقريبا للنقل في الفترة التي كنت فيها هناك وهو الذي يحمل البشر والبريد والبضائع ، لحظت مدى اهتمام السائق باللوري وأما (المساعد) فاهتمامه أعلى من السائق نفسه وفي ذلك يتنافس المتنافسون ، وقد كتبت عن ذلك في هذا المنبر ، اللوري لازم يكون مغسول وملمع وقربة المويه بالجمبات مليانه والواجهة (مكشبه) بالأنوار الملونه والخطرات واللوحات بالمناظر الطبيعية، لحظت ذات الشئ في باكستان وسألت مرافقنا في الطريق من لاهور إلى إسلام أباد عن الزينه التي تصل حد إختفاء معالم اللوري بتاعت المصنع زاتو، قال لي هنا ممكن تكلفة الزينه وال (كشب) بلغتنا، تصل لآلاف الدولارات . طبعا قصة تركيب (الكوز) لإضفاء صوت مائز دا موضوع براهو أتمنى أكتب عنه مرة أخرى، لكن ما لايمكن أن تصدقه أن أولئك الناس يعرفون اللوري وصاحبه قبل أن يدخل البلد من صوت (الكوز) وبالطبع يميزون صوت ماكينة التيمس من النيسان من البدفورد (السفنجه) والفارقو والزد واي والإسكانيا. أما تنغيم (البوري) والعزف به فهذا اشتهر به الوسط لكنه انتشر في الغرب أيضا ، وتحديات عبور الوديان دي قصتها براها.. ياخ دا عالم رائع.. تسلم يا رجل يا فنان ..
04-26-2020, 06:44 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: هكذا اصبح اسم كردفان مرتبط بإسم الفن والابداع والجمال
في البدء سلام واحترام أستاذنا وعزيزنا علي عبدالوهاب ، ناس كردفان يجمعهم بناسكم في الشمالية الكلمة اللطيفة التي تدخل القلوب مباشرة، هم بطبعهم أهل فن ولهم إيقاعات وموسيقى محببة إلى النفس، فكل الفنانين الذين ذكرتهم لهم أغنيات ممعنة في (الحنية) ، ورغم أن الكردافة فيهم جماعات كبيرة جاءت من الوسط والشمال لكن فنهم وموسيقاهم وإيقاعاتهم واضحة مائزة هم وأهلنا في دارفور. بالله شوف شحنة السماحه الفي كلمة ( سجيلي ) و (تومي) و (ولضمي) ديل .. تسلم يا حبيب..
04-25-2020, 11:19 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: والقومة للصديق الشاعر الجميل السر عثمان الطيب
عثمان بروكلين كيفك وكيف سوق ليبيا ، رمضان كريم ياخ ، واحد من أصحابنا الفقريين في السعوديه قال لي أنا السر عثمان دا ومعاهو إتنين تلاته أتجنب أشعارهم وغناويهم لأنو كم مره قررت ألغي إقامتي وامشي البلد..بس ربنا ستر ،
04-24-2020, 07:42 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
الملك مولانا.. لك الشكر على كرمك.. أعجبتني كلمة (باج) و (كرباج) وتأصيلها. قبل أيام مررت على قائمة طويلة من أصول كلمات في الدارجة السودانية ما كنت أعرفها قبلا حتى أن الواحد فينا يتبسم سرا مرددا بينه وبينه ( بالله هي كدا؟). والله الكلام الكتبتوه هنا وعمليات (الجلب والإستيراد ) التي يقوم بها أستاذي عبدالله عثمان لا أملك إلا القول أنها تفوقت على كلامي المتواضع. أيوا يا مولانا، كلامكم سمح.
04-22-2020, 09:11 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
(زرت غربنا الحبيب.. تحديداً ام روابة... وكان ذلك في فصل الخريف... يا لطيف... من جو ام روابة. يا لطيف من طيبة وجمال اهل ام روابة... يا لوعة (سوق الروب) في ام روابة.. فيه وجدنا الحاجة عاشة الشايقية.. أمامها قدور مليئة باللبن.. الحليب منه والرائب.. حكت لنا انها من الحجير(قصاد القرير بالشرق)... قالت انها لم تر الشمال طيلة حياتها... سألتها : نان الشلوم اللاورا ديل مي شلوخنا... ضحكت وقالت: قالو بعد ولدوني،، حبوبتي جات ام روابة من الحجير وشلختني ورجعت...)
سلامات قباني، بالله شوف (حكي) السر دا !! بيكتب بالكمنجه، شكرا لإيرادك كلام شاعرنا المجيد السر عثمان الطيب ، قضيت أياما جميلة في أم روابة حيث كان والدي هناك كمفتش بالتربية والتعليم والتي جاءها منقولا من النهود السمحه، لاشك أن السر كان ضيفا على حي الشايقيه وهو حي كان منزلنا الحكومي يجاوره قريبا من محطة الأقمار الصناعية، من أغرب الصدف ( وأنا لا أومن بالصدف فالكون مدبر بدقة) دعيت لعشاء في حي الشايقية وكان معأحد الأصدقاء (مهندس بحري النذير مكي النذير) وعند وصولنا مكان الدعوة ، وكان الحضور فيها ناس وجيهين جد، فوجئت أن الفنان هو ددفعة المدرسة الأهلية الثانوية العامة والحي الأمدرماني ودنوباوي وهو الأخ العزيز عاصم أحمد عمر ، ياخ دي كانت مفاجأة هندية ينقصها الجري بين الزهور والتخبي خلف الأشجار يا دردقه في تلج كشمير.
السودان عجيب، قبائله كلهم أهل ، عاصم الأمدرماني ود السروراب في بيت شايقيه وضيوفه من أبناء حمر والدناقله..
04-22-2020, 06:53 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
Quote: سلام أخي عبدالله ..محمد المرتضى حامد.تعرفت عليه في مسقط غداة وجودي هناك..هذا تصوير بديع ورسالة
جمال إلى الذين تبهرهم المدينة وفات عليهم ألق الحياة في مثل تلك البقاع.. يا ليتنا عدنا أو عادت الأيام الحبوبة بخيتية
العوض صاحبي يا عبدالله، خليك من الفنون والرسم، الزول دا معظم مؤانسيه، إن لم يكن كلهم، مبسوطين منه ومن طريقة سرده للحكاوي الماهلة الماتعة التنسيك مواعيد الخميس بكل سهولة ويسر.. العوض الرسام لامن جا مسافر من مسقط أنا كنت في إجازه في بلد بعيده تموت من بردها الحيتان كما قال سيدنا الطيب صالح، تخيل عمل حاجه ما عملا غيرو إلا بادي محمد الطيب، عمل شنو قول لي، قام بتسليم إحدى لوحاته العزيزة على نفسه لزول في مسقط وقال ليهو تسلِم الأمانه دي لمحمد المرتضى لامن يرجع مسقط. الزول كلمني بالأمانه لكن قابض اللوحة كرهن لامن أسدد محمول صحبتي ليهو وألتزم بالحضور للنادي، من الله خلقك وسواك وعدلك سمعت برهن أو security زي دا؟ بادي محمد الطيب ، وهو في الفردوس عند مليك مقتدر، يعرف حبي لأغنيتين بعينهما وكل ما نلتقي يبرني بهما ، ضيافة نادرة، حتى ف بيته بالعباسية ضيفني بها قبل الشاي. بأغلى ما يبدعون.
الكلام الذي كتبه النور عقب زيارته ثمريت وحكاوي الأوليه دا برجع ليهو في رمضان الدخل في العضم..
04-20-2020, 10:08 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
(أسير غزال ...) والله يا هندسة، وما طالبني حليفه، أيام كردفان ودارفور حقيقة أيام آسرة، ياخ أنا قبل كده سمعت إنه اليابانيين عملوا أبلكيشن ممكن تشم معه العطر الذي تختاره في البيع أونلاين ، هسه لو الأبلكيشن دا لقيتو كنت حا أوريك العطر الإسمو الدعاش رغم إنك ربما تكون عندك فكره من أيام الجزيرة، لكن دعاش الرمال غير ياخ وغزال القويز غير ومطر هناك لا بغلط عليك لا بيوسخ رجليك.. يا يحيى لو مشيت (رحله) في الخريف ، إنت بالذات ، ما حاترجع وحاتندم على زياراتك ل لاس فيجاس ولاس بالماس أو لاس بالفضه..
شئ عجيب.
04-20-2020, 09:08 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
سلام مولانا محمد المرتضى لا ادري ماذا أكتب عقب الأخوة فطاحلة البيان، ولا أدري ماذا يمكن أن أكتب تعليقاً على هذا الروعة، و لكن من كم يوم و أنا أبحث عن هذا البوست بعد أن وقعت هذه ال masterpiece في يدي في وطس آب، و قلت لابد و أن تكون قد عرضت في صالات سودانيزاونلاين، و لمدة يومين لم اعتر بها. صدقني يا مولانا لم اكن محظوظة لزيارة الغرب الحبيب وتمنيت ولكن هُنا!! أحسست وشممت ريحة المطر لحظات قبل النزول وبرودة الجو عقب النزول. تسلم ايدك وبس.
04-21-2020, 09:24 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
من الغرب الأوسط الأمريكي كتبت الأميرة تقوى إدريس فضل الله* (بتصرف لا يخل)
كتابة عجيبة ..الزول دا أنا متابعة كتابته في سودانيزاونلاين...كتابة زي ريحة الدعاش... أنا طبعا مكتولة هوى كردفان وبحب جدا عبدالرحمن عبدالله...صوته فيه روح عجيبة... بس رغم كدا ماكوندي التي ساتقاعد فيها هي أم غنيم* هههه --- الأميرة تقوى من آل ابوقرجة العظام ... درست الإقتصاد في جامعة الخرطوم طالبة دراسات عليا (دكتوراة) بجامعة أوهايو * أم غنيم قرية وادعة على ضفاف النيل الأبيض شمال كوستي
اهلا بالاميرة تقوى حفيدة الامير محمد عثمان ابو قرجة ،من اشهر قواد جيش المهدي والذي له صولات وجولات في المعارك التي خاضها جيوش المهدي ضد الاستعمار. ،، والمعروف ان الامير ابو قرجه اصله من شمال السودان،من قرية حفير مشو ،غير بعيد من دنقلا وكرمة،وقد هاجر اهله من هناك واقاموا في القطينة ومن ثم الى ام غنيم ،،، وبالمناسبة انا زرت ام غنيم والفشاشوية ، وهي فعلا مدينة وادعة وجميلة وذات طبيعة خلابة ،، فمرحبا بالاميرة بت الامير ويا ليتها تنضم الينا في المنبر العام وتصبح عضوة هنا لننهل من كتاباتها ،،
("واطاتي اصبحت" لكن زي ما بقولو اهلنا "السعيد الصبح على همو القديم" فقد شغلتني هموم عن اامتابعة كما وعدت — وصلتني عديد الرسايل عن هذا العزف المممتع ومن حق مولانا علينا، كما من حق كاتبيها أن اعرضها هنا (وإن أغرقت البوست)😷😷😷 — أولها من الأخ د. النور حمد)
عبدالله، هههه، قت الروب؟ شوف يا سيدي، د. النور دا كان معي في حيواتي السابقه ذاتا، وكما قال لك لم تجمعنا مسقط فهناك بيادر لاتحصى جمعتنا قبل مسقط.. كان يجمل ليالينا قبل أن يرحل بهدوء إلى بلاد بنعرفا لكن هي ما معروفه كيف، ضاع مني في الغرب لكن رجع، مره قرر يشيل العود ويجينا في إجازة عيد طويلة التيلة وقعدنا في البيت نغني حتى الصباح مع ناس سمحين زي الملائكة ، لامن تقول تسألهم: إنتو ناس الدنيا ول حور في جنان، مرات تقول ديل من ال Arrivals إياهم، أنا بتكيف من أصدقائي البيكونوا معاي وفي الشارع وفي بيوتهم ياهم زاتهم، متصالحين مع الحياة لامن يحرجوك ، علم وثقافه وفن وكلما يخطر على بالك.. متواصلين بوسائلنا الخاصة لكن عبرك أرسل إليه (حين ينام الناس سلامي) وشكر من بحر الوافر كما يقول عزيزنا د. بشرى الفاضل.
أها نجي للأميرة تقوى بت ناس ابوقرجه صاحبة إمتثال، ولا شك أنها قريبة صديقتي د. مريم أبوقرجه لكن لا أشك أيضا أنها قريبة عمي ود خال ابوي د. خالد حسن إدريس وأمه بت أبوقرجه برضو، شايف السودان دا خطر كيف؟ عندي خالي قال لي يا محمد، نصيحه ليك ولزمانك، في أي لمة بتاعت سودانيين ما تجيب سيرة زول بشين ، لأنو السودانيين ديل كلهم أهل ونسابه somehow.
04-21-2020, 10:09 PM
محمد محمد قاضي محمد محمد قاضي
تاريخ التسجيل: 12-23-2014
مجموع المشاركات: 1605
Quote: لأنو السودانيين ديل كلهم أهل ونسابه somehow.
خالك صادق يا محمد هسع شوف الأميرة تقوي طلعت من أندينا وجدها الأمير ود أبو قرجة عنده حي كامل بي إسمه في قريتنا (حي قرجة) بس فيضانات 88 شالت كل قصور قرجة وآثارها التاريخية. ... (الأميرة إمتثال الله يذيدك من علمه)
Quote: د. النور دا كان معي في حيواتي السابقه ذاتا، وكما قال لك لم تجمعنا مسقط فهناك بيادر لاتحصى جمعتنا قبل مسقط..
بمناسبة مسقط هذه، وعمان الجميلة، قضيت وزوجتي فترة في صلالة درة السلطنة سعدنا فيها بزيارات كثير من الأخوان. زيارة صديقكم "من ألست" د. النور كان لها طعم خاص... قضينا ثلاثة ليال، مثلكم، لم نكد نذوف فيها طعم النوم، بل كنا فرحين اذ أبدل الله ميم نومنا راء من "الوزن الثقيل" أبرّكم، مولانا، ورواد خيطكم البهي هذا، ببعض ما كتب النور عن تلك الإلمامة "النورانية" ---- أولا لا بد أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى الأخ والصديق، عبد الله عثمان وزوجته الأخت نزيهة محمد الحسن، التي يحلو لي أن أسميها "القديسة"، لإتاحتهما لي فرصة لقاء خدن الروح، وصديق الطفولة والصبا والشباب الباكر، ورفيق الطريق، شيخ علي أحمد إبراهيم، بمنزلهم العامر بمدينة "ثمريت" بمحافظة ظفار العمانية.
"ثمريت"، وما أدراك ما "ثمريت"! "المدينة/القرية"، التي تسبي فؤادك منذ النظرة الأولى، وإلى ذلك عودةٌ لاحقة في هذه السلسلة.
أمضيت بين ظهراني عبد الله ونزيهة، وشيخ علي ثلاثة أيامٍ نضرات، مررن كالحلم، كن بالنسبة لي، زنة الدهر الدهير، من حيث فيض الروح الذي غمرنني به. وهذه الكتابة التي أكتبها اليوم إنما هي تعبيرٌ عن بعض ما غشيني من ذلك الفيض السخي. ولا غرابة، فلقد اجتمعنا، نحن الجمهوريين، بميراثنا الروحاني، المتجذر في التراث الإبراهيمي الإسماعيلي، الأحمدي، الثر، في بقعةٍ قديمةٍ مروحنة، هي جزء مما أسميه، "الحزام الروحاني الجنوبي" الذي يمتد من ظفار مرورا بحضرموت وسائر اليمن، عبورا بالهضبة الحبشية، وانتهاء بوادي النيل الأوسط في السودان، وتمددًا جهة الغرب في الحزام الإفريقي الكبير جنوبي الصحراء الكبرى.
منطقة ظفار، التي تمثل بداية هذا الحزام "اليماني الجنوبي"، "السوداني"، المروحن منذ عهود كوش الغابرة، أرضٌ مزروعٌ ثراها بأجساد عددٍ من أنبياء العهد القديم. ولا يهم هنا الجدل القائم ما إذا كان هؤلاء الأنبياء قد كانوا حقيقة هناك، أو لم يكونوا. ففي ظفار من الناس المستظلين بظلال الروحانية الإبراهيمية، من آمن بأنهم قد كانوا هناك، فأقاموا لهم الأضرحة، وواصلوا زيارتها على مدار الساعة، حتى اليوم. ولقد شعرنا نحن بوجودهم، وأحسسنا مددهم، وهذا هو الأهم. سمعت الأستاذ مرّةً يقول: إن أيَّ ما "بيانٍ" نصبه رجل، أو امرأة للسيد الحسن، في أي مكانٍ، أو زمانٍ، فإن السيد الحسن يملأه في التو والحين. ولعله قال أيضًا، إن الأولياء كالماء ينسربون في مسارات في باطن الأرض، وينبعون هنا وهناك. خلاصة الأمر، أنبياء العهد القديم، من بني إسرائيل يرقدون هناك، في أرض ظفار، وقد أفاضوا علينا.
منذ أن عرفت من الأخ عبد الله عثمان، أن شيخ علي سيزور صلالة، أضمرت السفر إلى هناك لألتقيه. وقلت لعبد الله: لا تقل لأحدٍ أنني قادم، لأنني غير واثق تمامًا من إمكانية قدومي، فظروف عملي ضاغطة الآن، وإقامتي في قطر تبقى عليها بضع إيام لتفقد الصلاحية، ولم يتم تجديدها بعد، والمكاتب الحكومية تتهيأ لعطلة العيد، وربما لا أستطيع تجديدها قبل العيد. كما أن كل خطوط الطيران مقاعدها محجوزة نسبة للعيد، ونسبة لعادة عرب الخليج زيارة صلالة في خريفها البديع، خاصة وأن إجازة العيد الطويلة طابقت هذه المرة خريف صلالة. وكما هو معروف لدينا في أدبياتنا التوحيدية أن "علامة الإذن التيسير"، فقط تيسر كل شيء، ووجدت نفسي بين الإخوان في صلالة ظهر يوم العيد نفسه؛ فجأةً وجدت نفسي أمام شيخ على، وعبد الله عثمان، ونزيهة، وعبد القيوم وأبنائه، وأحمد المصطفى الصديق، وكريمات الأخ حسين محمد عيسى. ونسبةً لأن العيد العُماني جاء متأخرًا يومًا عن بقية الخليج، فقد عيّدت مرتين؛ مرة في الدوحة، ومرة في صلالة. بل كانت أعيادي كانت ثلاثًا دُمجت ليٍ في عيدٍ واحد، استنادا على مشهد الصوفي الذي قال:
يومٌ أراك به فلستُ أصومه، فالعيدُ عندي ثابتٌ تحريمُه ودجىً أُميط لنا سوادُ لثامِه، ببياضِ وصلٍ منك، كيف أقومه؟!
وأيضًا استنادا على مشهد عاشق مدينة ود مدني الأكبر، شاعر الحقيبة، الذي لا يشبه شعره شعر أي شاعر آخر من شعراء الحقيبة، "على المساح"، الذي قال في "غصن الرياض المايد":
باختصار، كان عيدي الثالث، هو عيدي الأكبر من بين تلك الأعياد، وكان متمثلاً في "الشوفة"؛ "شوفة" شيخ علي، و"شوفة" الإخوان.
جملة اعتراضية: استمعوا إلى أغنية المساح في "اليوتيوب" بصوت رمضان زائد، وأنصتوا، يغمركم فيضٌ من الروح عميم.
ربما لا يعرف كثيرٌ من الإخوان والأخوات أن علاقةً خاصة جدًا تربطني بالأخ علي أحمد إبراهيم، ترجع إلى أيام الطفولة. لا أزال أذكر ذلك اليوم في مدرسة حلة حمد الصغرى، وتلكم الأيام التي نجلس فيها داخل حجرات الدراسة ذات الأرضية الترابية التي حفرت فيها أرجلنا الصغيرة القلقة حفراً عميقةً تحت الكنبات. جو الغرفة خليط من الرائحة العتيقة لمبنى المدرسة شبه المهجور؛ فالطلاب يعمرونه في الفترة الصباحية فقط، ثم يبقى مغلقا لبقية اليوم. وحين ندخل حجرات الدراسة في الصباح تكون تلك الروائح المختلفة قد تكثفت. من تلك الروائح التي حفرت لنفسها مكانة في الذاكرة، رائحة الكنب الخشبي المطلي بطلاء أخضر غامق، ورائحة الكتب المدرسية، ورائحة الحبر المدرسي السائل الذي كان يوزع بإبريق صغير على المحابر الموضوعة في حفر صغيرة على سطح الكنبة، ثم رائحة الطباشير المستهلك التي اختلطت بتراب الحجرة. ورائحة السقف البلدي القديم. كانت يومياتنا بين جدران المدرسة كئيبة، لم تعرف مرح الطفولة، وإنما عرفت الهموم المبكرة. كنا نعيش في ظل خوف لا ينقطع من معلمين معتكري المزاج، سريعي الغضب، قليلي الصبر، سريعي اللجوء للسوط والعصا، لا يرون بأسا في الإيذاء اللفظي، وإطلاق النعوت، والسخرية والتشهير. وما في هذا شكوى، فقد وسّعوا آنيتنا، وجعلونا نعرف اللّجأ المبكر إلى الله، والالتصاق به. كانت أيامنا بين جدران المدرسة مليئة بالخوف. كما كانت مليئة بالسأم الذي ينتج من الحبس الطويل، والحرمان من الحركة، رغم أن طبيعة الأطفال هي الحركة، وليس السكون. كنا نقسم وعينا بين متابعة ما يقوله المدرس حينا، وبين متابعة حركة الناس حول المدرسة عبر النوافذ المشرعة، حينًا آخر. هو ذاك حاج محمد ود حمد على ظهر حماره عائد من الضحوة. وهو ذاك حاج شعيب، أحد رجال حلة الفلاتة المجاورة، عاد يحمل حزمة قش من الحواشات. وتلك هي عربة المفتش الـ "موريس ماينر" تخرج من بين حواشات نمرة اثنين ونمرة ثلاثة لتدلف إلى حرم القرية عابرةً ميدان كرة القدم. ويجول في الخاطر "لا بد أن المفتش متوجه إلى منزل شيخ القرية ليبلغه أمرا ما". كنت أحسد كل أولئك الذاهبين والعائدين من الحقول على حريتهم وعدم حبسهم في مكان واحد، وكنت أحسد النسوة المتجمهرات حول منصة البيارة ليحملن الماء على رؤوسهن إلى المنازل. يصلنا صوت ثرثرتهن الصاخبة، وفقًا لاتجاه هبوب ريح الضحى. كان كل أولئك القوم أحرارًا في نظري، وكنت أتمنى حريتهم. وكما هو الحال في اللطف الإلهي، فإن كل تلك المشاعر المنقصة كانت تصحبها مشاعر مفرحة. فالنوافذ المشرعة جعلتنا نعب من جمال شمس الضحى وهي تنسكب على حقول القطن والذرة التي تبدو من بعيد، وأصوات الحياة المختلطة التي تطرق آذاننا حين تحملها هبات الريح. ثم روح الغيط الذي يفرد أجنحته بلا كيفية فوق تلك الربوع ولا ينفك يلج الدواخل ويعمل على تنغيمها. أيضا، كنا ننعم بالصداقات التي ننشئها مع أولاد القرى المجاورة، الذين يأتون على ظهور الحمير إلى حلة حمد؛ أولاد حلة مكركا، أولاد حلة أبوروس، أولاد حلة ملكال، أولاد ري الترابي وما يجاوره. في تلكم الأيام، وفي أحد أيامه المتشابهة التحق محمد عثمان أحمد إبراهيم، وعلي أحمد إبراهيم، والأمين أحمد إبراهيم "الباسم"، بمدرسة حلة حمد الصغرى. جاء أحد المعلمين بالأخ علي ليقدمه إلينا بوصفه طالب جديد، وما كنت أعلم أن علاقتي بالطالب علي أحمد إبراهيم الذي تم إدخاله لصفنا في ذلك اليوم البعيد، سوف تصبح أخوة وصداقة عمرٍ، أسأل الله أن يمتد بكلينا. أصبحنا أصدقاء وأصبحت أزورهم في قريتهم وأبقى لديهم اليوم واليومين واصبح علي يزورنا في بيتنا في حلى حمد الترابي. ووطد الصلة أن حواشة أبي كانت قريبة جدًا من قريتهم. كما أن حواشة خالي تكاد تكون ملتصقةً ببيتهم، إذ لا يفصلها عن بيتهم سوى شارع. انتقلنا سويا من حلة حمد الصغرى، إلى المعيلق الأولية ذات الرأسين، إلى أبو عشر الوسطى. أما في الثانوية فقد افترقنا، ذهبت أنا إلى حنتوب وذهب عليٌّ إلى مدني الثانوية ليلتقي بالطالبين الجمهوريين بمدني الثانوية حينها: جاه النبي يوسف، وحسن عثمان، وليصبح واحدًا من جمهوريي ود مدني. وما لبث عليٌّ حتى زارني في حنتوب ليبشرني بالفكرة الجمهورية، فقد عرف خير الفكرة الجمهورية واراد لصديقه نصيبًا في ذلك الخير. وحين زارني ليبشرني كنت غارقًا في لجة اليسار، و"رطاناته". غير أن مسعاه لم يخب، فبعد ثلاثة أعوامٍ، من زيارته التبشيرية تلك، أصبحت جمهوريًا، وأنا في عامي الثاني في كلية الفنون. وحين جاءني علي في حنتوب وجلسنا في مقهى الطلاب الواقع بين داخلية "دقنة" و"ود عدلان" ذات ضحىً رائقٍ، "رقيقِ النسيم طويلِ العمر" في واحد من أيام الجمع، جادلته برطاناتي تلك، ولربما صدمته بنفوري من الدين، ورغم ذلك طلب مني زيارة الإخوان في ود مدني، فلبيت رغبته. وسيرد تفصيل ذلك. (يتواصل)
04-23-2020, 02:49 PM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
الله، من الروائح التي شممتها من هذه الرحلة الطيبة،.
حروف كرذاذ المطر، عشت في روح هذه الامكنة الفطرية، دوما احس بان خلق الله اكمل، من تدخلنا لا محال، قبل نضوجنا، او (به)، وان كنّا نحن، في صنع المدن والألحان والاكل، والروائح،..
اصغيت بحب لهذه المعزوفة، التي تجاري وتبذ حنية الحان الغرب الغريبة، عبدالرحمن عبدالله وأقرانه الحنان، هنا كل شي اسمر، العراقي والوجه والفول واللحن والطعام، حتى البيض اسمر، ...
شعرت بالطبيعة رحم أم، قطعته قابلة الحضارة، للاسف بحسن ظن، وجهل لا اكثر، هنا الكسل الخلاق فن، ويقين، والله خلقكم وما تعملون،...
—- غني من العسيلات جنوب غربي الخرطوم يقول لي انه خرج في قريته من طفولته ليلتحق بشقيقه الأكبر في بورتسودان تعلم خلالها الرسم وحب الناس
درس بالعراق ثم خدم لفترة في قطر ولكن مصطفى سعيده آثر باكرا أن يعود لـ "نعماه" يقضي الآن وقته في مرسمه يكتب ويرسم ويحكي للأطفال ويحلم بـ "عالم خال من الشر"*
—- نحو عالم خال من الشر كتابة للأستاذ محمود محمد طه ساقت القاص عبدالغني لتلك السوح العامرة
04-23-2020, 07:57 PM
يحي قباني يحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708
مولانا .. محمد المرتضى ود حامد .. (يا اخي شفت الزول الفي سودانير اونلاين داك .. الزول الكتاب داك .. يا اخي الزول دا لو كتب عن سجن كوبر .. او غوانتانامو تتمنى انك تشيل شنطتك و تقول ليهم احشروني في الحتة دي) ....... عندما نقرأ لك كل سطر خطه كيبوردك هنا .. نصاب "بهاء بشرى الفاضل" .. و لكن كيف يكون الحال و نحن نقرأ عن ذات التفاصيل التي عشناها .. كما انت .. و لكنك تستطيع صنع الدهشة .. ليس لي وحدي .. و لكن أكاد اجزم بان كتابتك هذه عن كردفان عامة و النهود خاصة لم بسبق لمقال تم تداوله في الوسائط مثله .. تلك المدينة .. يا مولانا .. تبادلك ذات الحب .. لانك صرت اسم يتداوله كل من رماه القدر في تلك المدينة .. في احازتك القادمة .. "اخطف رجلك" و المسافة لم تعد مسيرة يومين كما كانت في السابق .. الان صارت "سربة" .. و ستكون جبال حيدوب في استقبالك مرتدية ثوبها الأخضر .. فرحة بابنها العائد الذي لم ينساها . . و سوف ترمي عليك "شبال" العز .. "محمد المرتضى حامد" لا يحتاج لتعريف .. لان ما كتبته عن تلك المدينة هو مفتاح لقلوب اهلها .. سوف تستقبلك جناين "ود الحليو" .. و "المزلقان" .. هناك "كياية فرنساوي" في انتظارك في نادي السلام .. بعد ان تكون قطعت زقاقات و طرق حي القاضي و بيوت الناظر و حي البرياب و البخيت و ابو جلوف شمال .. حيث تكون قد تناولت وجبة الغداء عند اهلك آل النزير و صليت العصر في جامع مكي الخليفة. اسماء كثيرة سوف تعود الى ذاكرت .. ابو الروس .. النمر .. صلاح ابضلف .. الصافي و احمد عمباج .. دقرشم .. خليفة ابقيد و صراع هلال حيدوب .. سؤال يا مولانا: ما هو السر في هذه المدينة؟ .. إذا وصلت لإجابة .. "اكشحها" و ينالك ثواب .. هل ما زال لديك الحنين للذهاب لاستديو ابو خليل او اشراقة .. و تأخذ تلك الصورة مع مجموعة الاصحاب قبل ان تدخل السينما؟ الله غالب يا مولانا .. رمضان كريم و التحية للزول الجميل .. دكتور ود القرشي
احمد يوسف (خور جهنم) انت ذاتك كتابتك هنا اوسكار ولغة مزينة بالازاهير والورود،،،لغة تشهي القراية ،،، تراكا حافظ مدينتكم شارع شارع ،،،ام انك ما زلت مقيم بذات المدينة ،،، وما سر لقبك البين قوسين (خور جهنم)،،لانه لقب بيخوف ،،،هل اسم حي من احياء المدينة ههههههه ...وكل سنة وانت طيب ،،،قمنا للسحور وتصوم وتفطر على خير ،،،وما تغيب كتير نحن في الحبسة دي بنحتاج لمثل هذه الكتابات البتجذبنا للقراية ،،،واليوم طويل في رمضان ،،،
04-24-2020, 09:08 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
هما من نخلة واحدة (وهل ينبت الخطي الا وشيجه وهل تغرس الا في منابتها النخل؟)
حكى لي صديقي الموسوعي عادل صديق بابكر لطيفة عن الفنان الراحل بادي محمد الطيب: قال واحد معجب بغناء بادي سمع بأن والدة بادي توفيت فسافر لحلة عباس ليعزي بادي... قال لما وصل وبادي عرف انو الزول دا جاهو من سفر ليعزيهو قال ليهو ها زول على الطلاق الا أغني ليك وعاااادي جرّ الرق وهاك يا "يـالقـوم العـهودا وفيّة اهـل الخـرقة الصـوفية آمـنة الـريدا راسخ فيّ تـتعافـي وتـكون معفية .... ....ناديتهم رجال الهمة ... يا الخلفاء الكرام الستة... يا الفي دنيا صيتكم شتى ... حيل أمونة ما ينبت ... قولو الحمى عادمة الحتة" —- الأستاذ عادل صديق بابكر اصلا من الشهيناب شمال ام درمان وسكونو الصبابي بحري تخرٌج في آداب الخرطوم سنة حفرو البحر وبعد ميري الحكومة من سغافة😷 واعلام وسونا وهلمجرا هاجر للحجاز ثم خليج آل نهيان ترجم كتاب الاسلام والفنون للاستاذ محمود محمد طه منسي للطيب صالح وترجم لليلى ابوالعلاء وبركة ساكن والكثير من شعراء السودان
04-25-2020, 05:52 AM
احمد يوسف (خور جهنم) احمد يوسف (خور جهنم)
تاريخ التسجيل: 02-21-2020
مجموع المشاركات: 42
الزعيم عبد الله عثمان .. و النيويوركية المنادمة امتثال .. حبابكم يا الزينة و يا الزين . بعد الاستئذان من مولانا محمد المرتضى .. و الذي اعشم في سماحته و ان يجد لي العذر في اقتحام "البوست الماستر بيس هذا". هههههه أرى ان كلمة "جهنم" قد استوقفتكم .. كما سأل عنها من قبل حبيبنا "ود الصائم" و انشغلت عن الرد عليه ليس استهوانا و لكن أتمنى يسامحني. صفة "جهنم" و التي ارتبطت بتلك المنطقة الصغيرة .. في الربع الأول "حي ابو جلوف" .. حيث ينعطف "خور دقرشم" في "خور جهنم" الأكثر اتساعاً قبل ان يليئم الثاني مع الخور الأكبر "خور الزريبة/ام دفسو" .. ليأخذ طريقه الى "فولة الناظر منعم و فولة الحيكومة" شمالًا او يتجه جنوباً من السوق الى "فولة تاما/ الحداحيد" .. تلك المفردة ليست لها علاقة بالشر او الروح العدائية .. و ان استمدت من مفهوم "to deter” المطاميس في رحلة إيابهم الليلة من أقاصي غرب المدينة .. بحثاً عن الفرح الموزع في كؤوس القرع .. و لتفادي تلك "العلقة الساخنة" و هم في تلك الحالة .. عليهم ان make a long detour .. هذا المربوع يا عبد الله و امتثال .. عالم بحاله .. مجتمع فريد في تركيبته .. و تفرده .. و انا ابنه و الذي ولدت و ترعرعت فيه .. ليس لي علم كيف تم ذلك .. و هو لا يختلف عن المدينة كلها .. تلك المدينة و التي كلما ابتعدت عنها جغرافياً .. زاد ارتباطك بها وجدانياً .. تفاصيل تلك المدينة .. لمن عاش فيها .. تصبح مثل "اللعنة الجميلة" .. و القدر الأجمل .. ذات التفاصيل و التي تبدو لك و كأنها فيلم تشاهده مرة اخري قبل ان يسدل الستار للمرة الاخيرة في تلك الأمسية الكارثة .. لم يتبق شئ .. فقط عليك ان تترك ما يدل على هويتك و يفصح عن شخصك .. عندما تأتيهم الإشارة بان هناك سيارة مهجورة في احدي الطرق الزراعية المهجورة .. خارج مدينة مونتريال .. في تلك الأمسية التي وصلت فيها درجة البرودة الى الأربعين تحت الصفر .. و سرعة و قوة الرياح لم يسبق ان خبرها الناس هنا. عندما تتعطل السيارة و يتوقف جهاز التدفئة خاصتها .. و عندما يبدأ أمل الحياة في التلاشي .. و عندما تمضي الدقائق ولا اثر لحياة من حولك .. و لا تسمع الا صوت الأشجار و هي تسقط بفعل الرياح "و نشافها" .. هناك تتحول السيارة الى قطعة من حديد باااااااردة .. و تبدأ في التجمد و انت داخلها .. و يصبح لا فرق بين داخلها و خارجها حيث لا حامي من "الأربعين تحت الصفر" .. و تبدأ الأطراف في التجمد. في تلك اللحظة يكون همك الأول .. ان تترك اثر يدل عليك .. و يكفي فقط رقم صديقك و ان تضع محفظتك في مكان واضح .. و تترك الباب فاتحاً .. حتى لا يتجمد عليك و انت بالداخل و يصعب "عليهم" مهمة إخراجك . في تلك اللحظات لم يتبق الا "الشئ المفترض ان يقوم به كل مؤمن" و قد كان .. عندما يدفع الجسم بكل ما تبقى من حرارة ظاناً بانه سوف يقاوم الأربعين تحت الصفر .. يبدأ الجسم في العرق و تدريجياً تبدأ مرحلة التجمد الأبدي .. و قد كان. و في اخر الفلم و قبل إسدال الستار .. يتكرر فيلم "خور جهنم" و كانك تشاهده للمرة الأولى .. ذات الأعمام و العمات و الخالات و رفقاء الطفولة و مشاوير سينما كركاب و الاقاشي و سوق البطيخ ووووووووو. فقط "خور جهنم" و لا غير. و لكن عندما يكتب إليك عمر جديد .. و انت على سرير المستشفى .. تحمد الله بان الفيلم لم ينتهي بعد و ما زالت هناك "مساحة" للكتابة عن "بخيت ود الحمرية" .. ............... مولانا ود المرتضى .. العشم كبير في صفحك ..
I’ve been carried away in drifted in my memories
04-25-2020, 09:45 PM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
حقو ناس السياحة يتبنوا كتابتك دي ويعملوها في بروشور للترويج للسياحة هناك
—- واضح أن لتلك المناطق سحر وأي سحر؟!
ابوعبيدة ولد حدى الطرابيل ودومات النبي عذير عند منحنى النيل ولكنه نشأ في أب قبة فخل الديوم كتب لي بعد أن قرأ ما ورد هنا
اكاد اكون عشت فيها بصورة دائمة ، ولعلك تعلم ان أسلوب حياة الفرد منا يظل الي حد كبير متأثرا بسنين حياته الأولي فقد امضيت فيها العقدين الأولين من عمري بصورة دائمة اها بعد داك باقيلك الصور الأولي دي بتمحي من الذاكرة بي هين ! كل الاسماء والأمكنة التي ذكرت بعرفا من قريب ... امران ساحران في كردفان ليس بعدهما سحر لساحر ، الإنسان والخريف !
—— الباشمهندس أبوعبيدة محمد السعيد ولد بنوري ونشأ بالأبيض ... درس الهندسة وعمل بمعهد بحوث البناء والطرق ثم أنشأ سركة مقاولات خاصة يقيم حاليا في ضاحية ود البخيت أم درمان
انت يا محمد المرتضى بتكتب تعليقك وين !!؟لاني بقرأ في العنوان انك آخر واحد عنده التعليق ولكن لمن ادخل البوست القى أنه عبد الله عثمان هو آخر من كتب تعليقه ... ولا انت بتكتب بحبر سري بتاع الجواسيس وما بنقرأ تعليقاتك ...لان تعليقك مهم لأنك صاحب البوست الاوسكار وكل سنة وانت طيب ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد المرتضى حامد
محمد على طه الملك
ABUHUSSEIN
عبدالله عثمان
جمال ود القوز
يحي قباني
Yasir Elsharif
ابو جهينة
حيدر حسن ميرغني
Osman Musa
علي عبدالوهاب عثمان
Ahmed Yassin
احمد عمر محمد
Kabar
Fatima Alhaj
محمد محمد قاضي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست