♧ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ《 3》

《2》
● ذكروا أن سليمان عليه السلام كان جالساً على شاطيء بحر , فبصر بنملةً
تحمل بفمها حبة قمحٍ و تذهب بها نحو البحر , فجعل سليمان عليه السلام ينظر
إليها حتى بلغت الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء ففتحت فمها , فدخلت
النملة و غاصت الضفدعة في البحر ساعةً طويلةً و سليمان يتفكر في ذلك المشهد
متعجباً. ثم أنها خرجت من الماء وفتحت فمها فخرجت النملة و لم يكن معها الحبة.

● فدعاها سليمان عليه السلاموسألها وشأنها وأين كانت ؟ فقالت : يا نبي الله،
إن في قعر البحر الذي تراه صخرة مجوفة وفي جوفها دودة عمياء وقد خلقها
الله تعالى هنالك , فلا تقدر تخرج منها لطلب معاشها , وقد وكلني الله برزقها فأنا
أحمل رزقها و سخر الله تعالى هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فمها ,
وتضع فمها على ثقب الصخرة وأدخلها , ثم إذا أوصلت رزقها إليها و خرجت من
ثقب الصخرة إلى فمها فتخرجني من البحر.

فقال سليمان عليه السلام : و هل سمعتِ لها من تسبيحة ؟
قالت النملة: أجل , لقد سمعتها تدعو و تقول : ( يا من لا تنساني
في جوف هذه الصخرة الصماء في زلمة الليل الظلماء و تحت هذه
لجة هذا الماء ، برزقك ، لا تنس عبادك المؤمنين بواسع رحمتك).

● إن من لا ينسى دودة عمياء في جوف صخرة صمّاء، تحت مياه ظلماء، كيف ينسى
الإنسان؟ فعلى الإنسان أن لا يتثاقل عن طلب رزقه أو يتذمر من تأخر حصوله فالله
الذيخلق الانسان أدرى بما هو أصلح لحاله وكفيل برزقه من عنده سبحانه. لمن يقرأها
ا"سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى" و "الذي أعطى كلَّ شيءٍ خلقَه ثم هدى"