♧ جنونُ العَظَمَةِ تاجٌ فَوْقَ رؤوسِنا..لا يَراه عاقِلٌ£

{1}
♧ الحب كسيحٌ على ظهر جنونٍ فاخرٍ £

[} يحكى أنه قبل ظهور آدم كانت صفات الخلقلطيفها و كثيفها
و فضيلها و رذيلها تجوب فضاء الكون الفسيح جيئة و ذهاباً عبر
ضبابات الأثير ، دون أن تجد بشراً لتؤنس به وحشتها و تتعلق به
أو يتصف بها أحست جميعها بالنعاس يطبق أجفانه على رموشها
و الرتابة و الملل يداهمانها، فيسدلان عليها ليلاُ مظلماً و جهولاً.

[} فعمد الأبداع إلى اختراع لُعبةٍ و إن بدت صبيانية سخيفة و لكنها
على أية حال تبدو مسليةً و كاسرةً لروتين الحياة اليومية.ثم دعا جميع
أخواته الصفات الإنسانية للانخراط فيها و هي عبارةٌ عن لعبة التخفي
و البحث، على غرار ناس(شليل وين راح ، ختفو التمساح أو سجارة
مين جازاك و هييييي لبلب و شد و اركب و كدا).
● سارعت الصفات للتحلق حول مائدةٍ مستديرةٍ لمؤتمر قمة طارئ جامع ،
لمناقشة حيثيات الأمر و قد خرجت منه ببيانٍ ختاميٍّ أجمعت فيه بالتزكية
على الإعجاب حد الاندهاش بحلاوة الفكرة و جدوى العبث بها.
[} في تلك الأثناء كان الجنون منزوياً بركنٍ قصيٍّ و يقتات على(مقرشة)
كسرة خبزٍ يابسةٍ منزوعة من كَتِف الهشاشة. هنا تصدى الجنون لخطف
قصبة السبق و اعتلى قمة الطربيزة التي كاد يقلبها رأساً على عقب فيجعل
عاليها سافلها و صرخ فيهم : أنا أبدؤها لكم ، أنا أفرعها. أنا من سيغمض
عينيه و يبدأ العدّ التنازلي ؛ و أنتم جميعاً ، عليكم مباشرة الأختفاء.