♧ جنونُ العَظَمَةِ تاجٌ فَوْقَ رؤوسِنا..لا يَراه عاقِلٌ£

بطريق العودة إلى المحور الأشد حساسي
《 خَطَوَاتُ قرين تجلي الهَوَى الغلَّابِ》
: دفع الله ود الأصيل)

(16)
● بل ويحدّدون تفاصيل أكثر دقةً عن أجساد النساء،
منها ما يتعلق بالفخذين ، فيقول: "فإذا ضاق ملتقى فخذيها
لكثرة لحم و شحم أردافها، فهي (أي المرأة) اللَفّاء" و عكسها
بطبيعة الحال ( الكملتنة من احم اادني) هي العجفاء. و يذكر أن
العرب تتعرض لأدق التفاصيل الخاصة بجسد النساء، و لم يتركوا
أي جزء فيه بدون استثناء ، و منه ما لا يمكن نقله ويعتذر القلم عن
عدم إيراده . و مما يمكن نقله ، أيضاً الأسنان من تفضيلات العرب ،
فالأسنان لها ما تضفيه من رونقٍ وبهاءٍ خصوصاً إذا كانت مفلّجة.
فالتفليج هو "تفرّج ما بينها" أي تلك المسافات الصغيرة التي تظهر
في أسنان النساء والتي تمنحهن أنوثة، ويعتبرها الثعالبي منمحاسن
الأسنان حتى "الشتيت" منها وهو "تفرق من غير تباعد".

ولم يقف كتاب الثعالبي و هو بمنزلة لسان العرب في وصف النساء
الذي قيل عنه إنه "إمام المؤلفات في زمانه"و ورد فيه عن مفاتن الحسان
ما لم يُفتِ به الإمام مالك و لم يورده أبو نواس في الخمر المعتق و لا الجاحظ
في زمانه عن الحيوان فهو سِفْرٌ فريد دهره و نسيج وحده و بديع زمانه عند ذك
ر المحاسن ، إذ يفرد كثر من باب لدمامة الخلقة لبعض الأشكال في الجسد، كقبح
الأنف أو قبح الفمو لا سيما الأسنان ، و سواها. و يظهر مما جمعه أن للعرب باعاً
طويلاً في معرفة الجسد وأجزائه و جمالياته و أوصافه، حتى إن الثعالبي نفسه
قد مسّهد هذا العَرَض و قرض الشعر و نظم أاً في نسيب العشق و الغزل.