♧ جنونُ العَظَمَةِ تاجٌ فَوْقَ رؤوسِنا..لا يَراه عاقِلٌ£

● كون كلامنا أمانة عظمى في أعناقنا قال الله تعالى في محكم
كتابه الكريم :إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ
عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ. و المرء مخبوء وراء لسانه
و هو بلا شك كادح إلى ربه كدحاً في ركاب ما يقول و ما يقال عنه.
كم. نتحدث ونستمع لكلام يسعدنا بعضه و يشقينا معظمه..
وما أكثر ما يحزننا و يشعل قلوبنا بنار الالم .
● رب كلم طيب به إحسان لنا و لمن حولنا و يزرع في
نفوسنا قناديل الأمل ..و رب آخر يحبطنا و يكدر صفو حياتنا
فيهوي بنا سحيقاً الى ظلمات اليأس والوحشة والضياع .
●يس كل ما يعرف صالحاً لأن يقالَ ولا كل ما يقال صالحاً للاستماع.
و كم من حديث يُقال هنا و هناك ..نجده كلوحات فنية …تفجر فينا فيضاً
من الأحاسيس والخواطر فإما اعجاباً وتجاوباً ..فنعيش معها و بها حالات
من الفرح والرضا والانسجام وإما إعراضاً ونفوراً واشمئزازاً فنعيشها حالات
من المعاناة والقلق والتعاسة. بنات أفكارنا وما يجيش بنفوسنا ملكنا و
لكن تعابيرنا إن هي أنطلقت تصير ملكاً لغيرنا ممن سيطلع عليها …

● فلنحرص على ما نقول .كلماتنا أحبتي كالزرع إن أحسنا غرسه وكالولد
نتخير لنطفه ليخرج نباته حسناً و ننعم بجني سنابله، و إلا فليس هو بخارج
إلا نكداً. قال تعالى(الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء *تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها و يضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون *ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ).

● فيا صانع الكلام حاذرِ قبل أن تطلق رصاصةً فالبعض منها قاتلٌ و بعضٌ آخرُ
جارحٌ لا يلتئم جرحه و لن ينجح أمهر عطارٍ في محو ما أفسده و لو كان بأنجع مستحضرات التجميل ، بينما قد يلتئم طعن النصال و النبال. فلنجعل لوقع كلامنا
وبوحنا دوماً أثراً لطيفاً كبلسمٍ لكل روحٍ و ترياقٍ لكل داءٍ . لنحفرهبأحرفٍ من
غبار النورٍ تزين جدران القلوب و تلامس أوتار الحنين في شغاف النفوس.
ود الحيشان التلاتة
مؤذن بجزبرة مالطة.