الصادق المهدي متناقض وكذاب ورجل مأساوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 05:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-21-2020, 07:42 PM

عبدالقادر محمد
<aعبدالقادر محمد
تاريخ التسجيل: 07-09-2018
مجموع المشاركات: 2780

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصادق المهدي متناقض وكذاب ورجل مأساوي






                  

05-21-2020, 07:46 PM

عبدالقادر محمد
<aعبدالقادر محمد
تاريخ التسجيل: 07-09-2018
مجموع المشاركات: 2780

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي متناقض وكذاب ورجل مأساوي (Re: عبدالقادر محمد)

    https://sudanjem.com/2018/02/هل-الصادق-المهدي-كذاب-كما-يتهمه-الدكت/https://sudanjem.com/2018/02/هل-الصادق-المهدي-كذاب-كما-يتهمه-الدكت/
    1- الدكاترة منصور خالد ؟
    في يوم ، وصف الطيب صالح السيد الامام ، وعن حق ، بانه ( آخر العمالقة ) ، وبدورنا نوصف الدكتور منصور خالد بانه في زمرة العمالقة ، لمعارفه الموسوعية ، وكتاباته التي تقطر شهداً وقمحاً ووعداً وتمني .
    نسجل ادناه سبعة من كتب الدكتور منصور ، التي ندعو القارئ الكريم لمراجعتها لأهميتها :

    كتاب ( حوار مع الصفوة ) ، كتاب ( لا خير فينا إن لم نقلها) ، كتاب ( السودان والن

    فق المظلم) ، كتاب ( الفجر الكاذب ) ، كتاب ( جنوب السودان في المخيلة العربية) ، كتاب ( النخبة السودانية وإدمان الفشل) ، كتاب ( قصة بلدين ) ، كتاب ( الثلاثية الماجدية: صور من أدب التصوف في السودان) … غيض من فيض كتب واوراق ومقالات وبحوث الدكتور منصور خالد .وكل كتاب ايقونة في موضوعه .

    ايقونات الدكتور منصور المذكورة اعلاه مثال من بين عشرات يؤكد موسوعية ووساع بحور الدكتور منصور الفكرية .

    2- حوار الساعة ؟

    في يوم الخميس 22 والاثنين 26 فبراير 2018 ، نشر الاستاذ عثمان ميرغني في صحيفة التيار الغراء ( حوار الساعة ) ، الذي اجراه مع العالم العلامة الحبر الفهامة الدكتور منصور خالد .

    سوف نحاول قراءة سطور حوار الدكتور منصور ، متجنبين ما تحت وما فوق السطور ، وقطعاً ما يحسبه البعض معان كامنة ، أو ظلالاً خفية بين السطور . ونحسب ان هذا الحوار التاريخي قد هز بعض الثوابت المستقرة ، وايقظ بعض العقول الخدرة ، في زمن كثرت فيه الزعازع ، وقلت فيه الأوتاد .

    تناول الدكتور منصور في حواره المفيد والممتع في آن كثيراً من المواضيع التي تستحق وقفات طويلات مع تدبر وتأمل وتمحيص . ولكننا سوف نكتفي في هذه الحلقة الاولى من المقالة بمناقشة إتهام الدكتور منصور للسيد الامام بالكذب .

    3- الدكتور منصور خالد والصادق المهدي ؟

    في حواره ، إتهم الدكتور منصور خالد السيد الامام بالكذب ، في مسألة الفيدرالية ، وقال نصاً :

    ( … كيف يجرؤ ان يقول مثل هذا الكلام ؟ وهو ( الصادق المهدي ) رجل متعلم . هو ليس جاهلاً . لكنه يكذب على الناس . )

    ونحن تلامذة الدكتور منصور خالد ، نقول :

    اولاً :

    الكذب يكون بتزييف الحقائق ، بان تنكر وقوع واقعة انت تعلم انها قد وقعت فعلاً ، او تؤكد وقوع واقعة انت تعلم إنها لم تقع اصلاً .

    في المقابل ، قد يوصف الرأي في مسألة عامة ، كالفيدرالية ، بأنه خاطئ أو فاسد . لكن لا يوصف بأنه كاذب . ولا يوصف معتنقه وقائله بأنه كاذب … إنا إذاً لظالمون .

    قد يرى السيد الامام الفيدرالية غير ملائمة للسودان ، ولكن هذا لا يجعل رأي السيد الامام كاذباً ، ولا يجعل السيد الامام كاذباً … هذا ربما يجعل راي السيد الامام حول الفيدرالية فاسداً أو خاطئاً ولكن ليس كاذباً .

    ثم والحق نقول ، فالوزن يؤمئذن الحق ، إن السيد الامام لم يرفض الفيدرالية ، بل نادى بها في كتابه الذي نشره في ابريل 1964 ، والذي كان القداحة التي اشعلت نيران اكتوبر 21 .

    ولهذا السبب ، ضمن اسباب اخرى ، خرجت الجماهير في يوم الخميس 22 اكتوبر 1964 ، تهتف بأعلى الاصوات :

    الصادق أمل الامة .

    وفي نفس يوم الخميس 22 اكتوبر 1964 ، ام ( امل الامة ) المصلين في ميدان عبدالمنعم على جنازة ابي الشهداء القرشي العظيم . وبعدها قاد ( امل الامة ) ، مع آخرين ، المفاوضات مع الرئيس عبود ومساعديه ، على اساس مانفستو اكتوبر 21 ، الذي كتبه ( امل الامة ) بيديه اللتين لم يمض عليهما في الحياة الدنيا 30 حولاً .

    هل هذه سلوكيات رائد يكذب على اهله ؟

    ( افتوني في امري ، ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ) ؟

    هذا الاتهام غير المؤسس يدمر صدقية المؤرخ منصور خالد ، ولم ( يفش غبينة ) السياسي منصور خالد ؟ بل حاكى البومرانق الاسترالي الذي يرتد لصدر مطلقه .

    ثانياً :

    الرجل الذي يكذب ، هو الرجل الذي يخاف ويرتجف ويرتعش ، فيتوارى خلف ستارة الكذب ، بتزييف الحقائق والنفاق … فكل كذاب منافق ، فآية الكذاب النفاق .

    فهل السيد الامام منافق كذاب ؟

    دعنا نرى :

    في عام 1987 ، وهو رئيس وزراء ، زار السيد الامام الرئيس صدام حسين في بغداد ، والحرب العراقية – الايرانية على اشدها . وقتها كان صدام الطفل المدلل للامريكان وللعرب والعاربة والمستعربة .

    إستنكر السيد الامام عدوان صدام على الثورة الاسلامية الوليدة في ايران ، التي تدعم القضية الفلسطينية النبيلة وكل قضايا المهمشين والمساكين … وطالب بوقف فوري للحرب .

    شيطن صدام ومعه الاعراب والامريكان السيد الامام ، وسمعنا بعدها براجمات الكرمك التي اهداها صدام للسيد الميرغني … كيتن في الصادق وعشان تاني .

    هل هذه سلوكيات رجل يكذب في مواضيع عامة ، ومسموح بالإختلاف حولها ؟

    قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ.

    ثالثاً :

    الكذب من علامات الساعة وهو محرم ، كما قالت به 28 غافر :

    ( إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب . (.

    يقذف الدكتور منصور بهذه التهمة ، التي هي من الكبائر ، وبدون بينة ، وفي حق رمز من رموز الوطن ، مما يستوجب منه الإعتذار للسيد الإمام .

    … ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .

    ولكن السيد الامام جمل شيل .

    ستّار العروض .. الراكـز الضــــرغام

    قضّاي الغروض .. مطر السما الجمّام

    أبوك يا المنصورة .. جمــــل الشيـل.

    يصبر السيد الامام على اتهامات الدكتور عمر القراي له بالخيانة ، ويصبر على إتهامات الدكتور منصور خالد له بالكذب ، كما صبر شاعره المفضل أبي الطيب على أشباههم .

    أفاضلُ الناس أغراضٌ لذي الزمن

    يخلو من الهم أخلاهم من الفِطن

    يستخبرون فلا أعطيهم خبرى

    وما يطيش لهم سهم من الِظنن

    قد هون الصبر عندي كل نازلة

    ولين العزمُ حد المركب الخَشن .

    رابعاً :

    في حواره ، طالب الدكتور منصور خالد بطائفية مودرن حديثة ، حيث قال نصاً :

    ( … أن تبحث الطائفية عن طائفية مودرن ، حديثة . لكن ما حصل عكس ذلك . ) .

    دعنا نرى ، يا حبيب ، إن كان ( ما حصل عكس ذلك ) ، حسب ما يدعي الدكتور منصور ؟

    ربما تذكر الدكتور منصور بانه ، وبمبادرة خيرة من السيد الامام ، كان كيان الانصار الكيان الديني الوحيد في التاريخ الاسلامي الذي انتخب امامه ومؤوسساته في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة شاركت فيها القواعد والكوادار والقيادات في مؤتمر عام تم عقده في السقاي في يوم الخميس 19 ديسمبر 2002 .

    في المؤتمر العام ، تم إنتخاب :

    + السيد الإمام .

    + هيئة شؤون الانصار .

    + مجلس الشورى .

    + المكتب التنفيذي .

    + المجلس الاستشاري .

    تعمل هذه المؤوسسات على هدي الآية 251 في سورة البقرة :

    ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض …

    دفع الله الناس = الفصل بين سلطات مؤوسسات الكيان الخمسة في تدافع ايجابي ، وعلى مبدأ المراقبة والمحاسبة .

    أين نحن من مقولة الدكتور منصور : ( الطائفية غير المودرن ) ، ياحبيب ، ونحن نرى راي العين افعال وممارسات كيان الانصار ، الذي يعقد الندوات ، والورش التخصصية ، والسمنارات ليشرح للناس امور دنياهم ودينهم ، ويحثهم على تجنب العادات الضارة كخفض وزواج الطفلات .

    نجح السيد الامام في نقل كيان الأنصار إلى مرحلة الحداثة ، مرحلة المؤوسسات المنتخبة ، مرحلة الشفافية والمراقبة والمحاسبة ، مرحلة التجديد المُستدام ، مرحلة الإحتكام للقانون … مرحلة ( إختفاء الفكي الاكبر بتاع الطائفة والحزب ) ، التي يتحسر على عدمها الدكتور منصور خالد .

    إذا إقتبست الحركات الأسلامية الراديكالية نموذج كيان الأنصار ، وإعتمدت صندوق الإنتخابات بدلاً من صندوق الذخيرة ، كمرجعية سياسية ودينية وثقافية ، لقضت على دابر الأرهاب والظلم والغبائن وحمامات الدم .

    يجاهد السيد الإمام في نقل خبرة كيان الأنصار في هذا الموضوع الحيوي إلى هذه الحركات الراديكالية المتشددة التي يمزقها الاستقطاب والجهل .

    وهذا الامر وحده ، من بين أمور اُخر ، كفيل بأن يساعد في فوز السيد الامام بجائزة نوبل للسلام في عام 2018 .

    ومن سن سنة حسنة كما في الحديث ، فله أجرها وأجر من عمل بها.

    وإن هذا صراطي مستقيماً فإتبعوه ، ولا تتبعوا السبل ، فتفرق بكم عن سبيله

    (عدل بواسطة عبدالقادر محمد on 05-21-2020, 07:48 PM)

                  

05-21-2020, 07:50 PM

عبدالقادر محمد
<aعبدالقادر محمد
تاريخ التسجيل: 07-09-2018
مجموع المشاركات: 2780

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي متناقض وكذاب ورجل مأساوي (Re: عبدالقادر محمد)

    وانا اضيف عليه متملق اناني وانتهازي كريه ولا كينونة له الا وسط السذج البسطاء المغيبين بكيان ما يسمي بالانصار
                  

05-21-2020, 07:52 PM

عبدالقادر محمد
<aعبدالقادر محمد
تاريخ التسجيل: 07-09-2018
مجموع المشاركات: 2780

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي متناقض وكذاب ورجل مأساوي (Re: عبدالقادر محمد)

    بكري الصائغ
    مقدمة:
    صبر الناس (٥٣) عام علي خطب وتصريحات وفتاوي الصادق المهدي ، وطوال نصف قرن والصادق يصول ويجول في الساحة السياسية والدينية والحزبية بلا ضابط او رابط، او من نصحه بالاعتدال في خطبه وتصريحاته والتي كانت اغلبها مليئة بالتناقضات احرجت اسرته كثيرآ، وتسبتت تصرفاته في شق روابط اسر آل المهدي، وبسبب تصرفاته ايضآ انقسم الحزب الاصلي الي خمسة احزاب.
    ١-
    منذ عام ١٩٦٦ والصادق لا يكف عن الكلام، تكلم في كل شيء تقريبآ، ما ترك علم من العلوم الثقافية او العملية او الدينية او الاجتماعية الا وكان عنده رأي مخالف او نقد غريب لما هو موجود في كتب هذه العلوم!!
    ٢-
    اشتهر الصادق في خطبه وتصريحاته وفتاويه، باستعمال كلمات غريبة لم نسمع بها من قبل، وادخلها في كثير من تصريحاته، فهناك مثلآ استعماله لكلمة (السنديكالية)!! (تهتدون)!!(الميثاق السوداني)!!، (الجرتق )!!،(‫المظاهرات دي بوخة دخان بتاعت نسوان)!!،(دُخان المَرَقة)!!،(دخانا ما دخان مرقة نحن بنتدخن من زمان وبوختنا شغالة طوالي)!!،(دخان المرقة ده بتعملو الست المابتدخن في بيتها طوالي بتدخن لمن تكون مارقة، لكن نحنا بوختنا مستمرة)!!،(السودان عنقاء الزمان)!!،(القراي طعان لعان وتعيينه خطأ)!!،((أنا عندي طواقي كتيرة)!!،(انني اسلامي … اريد ان اندغم مع البشير بدون مظلة اخوانية)!!،(عبد الرحمن تم تعينه مساعد لرئيس الجمهورية بسبب الاسم لان جده المهدي)!!،((أبني عبد الرحمن اختار أن يكون مساعداً للبشير هو رأيه أنه في موقعه هذا استطاع أن يصد عنا أذى النظام)!!
    ٣-
    منذ عام ١٩٦٦ ما سلم احد السياسيين الوطنيين او رؤساء واحزاب اجنبية من لسان الصادق، ماترك سياسي صغير او كبير الا وشنع به اشد تشنيع، منذ ذلك العام في الستينات وحتي اليوم ما ترك الصادق عادة القاء الخطب والفتاوي الغريبة!!
    ٤-
    كتب الصحفي محمد جميل احمد، مقال بتاريخ/ الأحد 2 يونيو 2019، تحت عنوان (الصادق المهدي… حين يكون التنظيرعبئا)، وجاء فيه:
    (منذ إصراره، في ستينيات القرن الماضي على حيازة منصب رئيس الوزراء بعد ثورة أكتوبر على حساب انشقاق حزبه (حزب الأمة) والتحالف مع حزب غريم لإسقاط رئيس وزراء حزب الأمة المنتخب آنذاك (محمد أحمد محجوب)، لم يكف الصادق المهدي عن كشف حالات “غرائبية” في شخصه، إذ كان الصادق منذ النصف الأول من ستينيات القرن الماضي “يرى نفسه زعيماً فريداً من نوعه، ليس فقط في السودان، ولكن أيضاً، في الدول المجاورة، العربية والإسلامية”، (بحسب وثائق الخارجية الأميركية عن مرحلة الديمقراطية الثانية في السودان ما بعد ثورة أكتوبر 1964.) وهي حالات بدا فيها أكثر شبهاً بندّه وصهره الراحل د. حسن الترابي، وكان الرجلان يتنافسان على أرضية فكرية وسياسية جعلت منهما الثنائي الأكثر شهرةً في مسرح السياسة السودانية. ظل المهدي يكشف عن مواقف غير مفهومة سياسياً، أمام قاعدة حزبه (حزب الأمة) المعارض حين رفض المشاركة في تظاهرات الثورة بحجج وفذلكات غريبة ومستفزة، فأدى موقفه ذلك إلى ردود فعل غاضبة في أوساط الثوار، لا اسيما شباب الحزب، الذين فاجأهم بحديث عن الاحتباس الحراري في عنوان أول ندوة سياسية له عقب مجيئه إلى السودان قبيل الثورة بأيام، وهي مواقف يحار المرء في تأويلها، فلا يجد لها من وجاهة إلا في أسباب ذاتية غامضة للرجل لا تعبأ بخيارات الآخرين وتوافقاتهم. لقد عمم الصادق المهدي طوال تاريخه السياسي، مساراً ذاتياً متجاوزاً في مقاربة قضايا السياسة بطريقة لا يمكن القول فيها سوى أنها تجسيد لحالة “ما ورائية” يظنها الرجل في نفسه، مهما كانت نتائج الواقع مخالفة لصوابه السياسي واليقيني ذاك، وهو بهذا المعنى ربما كان آخر شخصية سياسية غرائبية، بعد محمود محمد طه وصهره حسن الترابي في تاريخ السياسة السودانية. وللأسف، في كل منعطف تاريخي يتاح فيه للصادق المهدي تسجيل موقف وطني مسؤول، يقف الرجل على الجانب الخطأ من التاريخ.). – انتهي –
    ٥-
    كل ماسبق ذكره (اعلاه)، هو مدخل للحالة الجديدة الفريدة التي فاجأنا بها الصادق المهدي وكشف عن معجزة يتمتع بها يندر ان تكون عند احد غيره.
    ٦-
    جاء خبر اليوم السبت /٧ ديسمبر ونشر في جريدة “الجريدة” تحت عنوان: (المهدي : ثلاث محاولات لاغتيالي ..كشف عن رؤية غيبية بشأن سقوط نظام الإنقاذ)، وجاء فيه:
    (كشف رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي عن رؤية غيبية جاءته بشأن سقوط النظام عبر انفجار من داخله، وقال الصادق المهدي في خطاب أمام الآلاف من أنصاره في الجزيرة أبا بولاية النيل الأبيض عن “رؤية غيبية” جاءته بشأن سقوط نظام الإنقاذ بانفجار في داخله، مضيفا أن ذلك قد كان، مشيرا إلى رؤية سابقة جاءته بأن نظام مايو سوف يسقط يوم كذا وكذا.)!!
    ٧-
    لقد تحملنا الكثير من عذاب الصادق المهدي طوال نص قرن الذي عذبنا بخطبه وفتاويه وتصريحاته التي ما توقفت من زمن (بيعة الشجرة) عام ١٩٦٥، وهي “البيعة” التي ادمت آل بيت المهدي وحزب الامة حتي اليوم !!، تحملنا بسببه ضياع السودان وحكم العسكر، ولكن اخر ما كنا توقعه ان يقول الصادق عن نفسه ما لا يقبله العقل، وانه فريد زمانه يتمتع برؤية غيبية، ويعرف مسبقآ من خلال هذه “الرؤية الغيبية” ما سيقع لاحقآ!!
    ٨-
    عينة من شطحات الاسلاميين:
    (أ)-
    الرسول الكريم اجتمع بالبشير ونافع
    وعلي عثمان ومسح شعر كمال عمر!!
    (قال كمال عمر”عندما تدمرت عندي قدرة مركز الكلام؛ وجئت المدينة المنورة؛ جاني حسن الترابي في المنام ومعه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ومسح على رأسي؛ وقعدوا جنبي في السرير مدة من الزمن؛ وتاني يوم تكلمت في ندوة بالمدينة المنورة لمدة ساعة ونصف كأبرع ما يكون”.)!!
    (ب)-
    النائب في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم كمال حمدنا الله، استغل مداخلته في جلسة البرلمان المخصصة لمناقشة تقرير لوزارة الصحة، كي يوجه الكلام إلى وزير الصحة في ولاية الخرطوم، بروفيسورمأمون حميدة، ويقول له: “عندما ذهبت إلى الحج قبل عامين التقيت أحد الأطباء وذكر لي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وطلب منه أن يبلغ مأمون حميدة السلام بالنيابة عن أمته”!!!، وعوضاً عن تأنيب النائب لحرف انتباه النواب عن أجندة الجلسة بأموره الخاصة، تعالت أصوات النواب بالتكبير والتهليل، وأجازوا تقرير الوزير بالاجماع ، لا بل سارع بعضهم للمطالبة بمنح حميدة وسام رئاسة الجهمورية لانجازاته في الحقل الصحي.).
    (ج)-
    في إحدى المناسبات الجماهيرية، خرج أحد أعضاء الدفاع الشعبي، الذراع العسكرية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، ليقول للناس إنه رأى النبي في الحلم بمعية الرئيس السوداني عمر البشير، وإثنين من كبار قادة الحزب هما علي عثمان طه، ومساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع. وقال عضو الدفاع الشعبي، إن الرسول أمسك بيد د. نافع، وتلا قول الله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْض أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ}. وكانت ردة فعل الحاضرين، تكبيراً، وتهليلاً، واستبشاراً بأحاديث “المجاهد”، اللفظة المتدوالة بين أفراد مليشيا الدفاع الشعبي لوصف أنفسهم، لكون ذلك تأكيداً على أن قادتهم يمثلون ظل الله على الأرض!!
    (د)-
    للسودانيين تاريخ مع المنامات. قديماً، تم فصل المحاضر في جامعة جوبا السودانية، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، الأستاذ فاروق كدودة، وقيل إن السبب حلمٌ راود مدير الجامعة إبان فترة تمكين الإسلاميين من مفاصل السلطة في السودان. حينذاك، جاء المدير حاملاً خطاب فصل كدودة ، وقال له بكل برودة أعصاب إن القرار صدر لكونه رأى في المنام أن عليه فصله. فما كان من كدودة إلا أن جمع أوراقه وبدأ بإخلاء المكتب. وقال قولة شهيرة حمد الله فيها ثم أخبر المدير أنه سينفذ القرار الصادر بحقه خوفاً من أن يأتيه في اليوم التالي ويقول له: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}.
    ٩-
    واخيرآ:
    بعد (١٨) يوم من الان، وتحديدآ في يوم الاربعاء ٢٥/ديسمبر الجاري تجي الذكري (٨٤) عام علي ميلاد الصادق المهدي، وقد تعودنا منه دائمآ في اعياد ميلاده، ان يفاجئنا ب(كارثة) في شكل تصريح او كلام طويل، فهل ياتري ستكون مفاجأة الصادق القادمة بانه قد تخطي مرحلة “الرؤية الغيبية”، واصبح هو الوحيد الذي يعلم بما لا يعلمه احد غيره ما في الكون من امور ستاتي لاحقآ؟!!
    بكري الصائغ
                  

05-21-2020, 07:53 PM

عبدالقادر محمد
<aعبدالقادر محمد
تاريخ التسجيل: 07-09-2018
مجموع المشاركات: 2780

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي متناقض وكذاب ورجل مأساوي (Re: عبدالقادر محمد)

    كذب الصادق على الشعب

    في مؤتمره الصحفي وهو ضمن سلسلة حلقات كذبه قال الصادق المهدي: ابدا لم نشارك مع النظام، مع ان رموز حزبه اول من شاركوا مع النظام. في حين حزبه تقسّم لصالح النظام للمشاركة معه بحجة الانقسام والنتيجة واحدة بل المشاركون هو الاقرب اليه وهم المقتنعون بطرحه لذلك ارسلهم للمشاركة مع النظام الى حين اقناع الاخرين الرافضين للمشاركة، ومن رموز حزبه المشاركين: عبدالله علي مسار وله جناح اسموه حزب الامة الوطني وهناك الامة الاصلاح والتنمية ، وحزب الامة المتحد وخرج منه حزب الامة الموحد، ومنه الفاضل ادم اسماعيل. واما ابن الصادق اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد لرئيس الجمهورية، ومن حزب الامة دكتور الصادق الهادي وزيراً لوزارة تنمية الموارد البشرية، ووزير العمل والاصلاح الاداري احمد بابكر نهار من حزب الامة، واخرين وكلهم شاركوا مع النظام في حكومة النفاق الوطني. وابراهيم موسى مادبو من انصار الصادق بل ومخابراته كان يزعم المعارض ثم لحق بهم، فهل يصدق الصادق نفسه ان الشعب يصدقه؟ ولا يدرك ذلك، ان الاخف من كذبه لو قال اشارك في الحكومة فهذه قناعته، لكن يكذب فيفقد مصادقيته عند الشعب اكثر، والخطا الاكبر من كذب الصادق هو تصديق البعض للكاذب ممن ادمنوا الانقياد والتسليم.

    وكان من حديث الصادق يتضح انه يحاول تحسين صورة وتخاذل قيادة الحزب بعد ان وقف مواقف مخذية فكان الصادق يتحدث عن تاريخه وانهم فعلوا كذا كذا اغلبه تدليس وينسب له مواقف الوطنيين اسماعيل الازهري وزروق ويحي الفضل. مع ان سلفه ورئيس الوزراء سابقا من حزبه عبد الله خليل سلم السلطة للفريق عبود ثم تباكوا عليها كما سلم هو السلطة لانقلاب الترابي والبشير ثم زعم معارضته، وكلما راى فئة جدت في المعارضة لحق بها او تزعمها ثم عاد لحليفه النظام ويشارك برموزه ويقول لم نشارك، فانه ادمن الكذب ولن يترك عادته ولكن موضوعنا ان يترك الاخرين تصديقه فيما يكذب وان يتابعوا عامة الشعب ويتخيروا من يصدق فان الصدق يهدي الى البر، وان القوى الحديثة زاخرة بالكفاءات، وادارة اليوم هي التكنوقراط والمهنيين والمستقلين الذين لا تسيطر عليهم تكتلات النفعيين في الاحزاب واما الوطنيين من كل حزب وحدب وصوب هم من ضحوا وخرجوا لاجل الوطن والشعب الا من ابى وآثر الدفاع عن النخب فلا تصغوا لمن ادمن الكذب.
                  

05-21-2020, 07:55 PM

عبدالقادر محمد
<aعبدالقادر محمد
تاريخ التسجيل: 07-09-2018
مجموع المشاركات: 2780

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي متناقض وكذاب ورجل مأساوي (Re: عبدالقادر محمد)

    عبد العظيم سر الختم البشير
    الأربعاء 3 تموز 2019

    لا نستطيع فهم مواقف الصادق السياسية والفكرية دون حفر معرفي يقودنا إلى الجذور. الصادق ببساطة أسير! أسير سياسي وأسير تاريخي معرفي! وكل تاريخه السياسي عبارة عن مراوحة غير منتجة في مساحة محكومة تماماً بقيود هذين الأسرَين ولذلك هو في الحقيقة ضحية وظالم في آن واحد!

    - في الجغرافيا التطبيقية ثمّة ظاهرة معروفة تُسمّى «الأسر النهري» تحدث من اشتباك نهر رافد يجري الهوينا بأرض منخفضة بمجرى نهر انحداري يجري في أرض أعلى، فيسلب الأول ماء الثاني ويأخذه (يأسره) بمجراه. من دلالة هذه الظاهرة وقياساً على مفاعيلها، عرفت علوم الاجتماع ظاهرة (الأسر) الثقافي، حيث تنتصر الحضارة الأقوى ولو كانت مهزومة عسكرياً على حضارة الغازي البربرية فتأسرها فيتمثل المنتصر البدائي ثقافة المهزوم. (انظر كتابات المفكّر والمؤرّخ البريطاني أرنولد توينبي وغيرها). حالة الصادق المهدي تمثّل ظاهرة نموذجية لحالة الوقوع في الأسر ولسلوك الأسير. سياسياً لطالما كان الصادق أسيراً لابتزاز حركة الإخوان المسلمين، ومعرفيّاً لطالما كان (وسيظلّ حتماً) أسيراً للأكذوبة التاريخية المتعلقة بحقيقة «مهدية» المهدي جدّه.

    في الأسر السياسي الإخواني
    إن المتتبع الحصيف للتاريخ السياسي للصادق سيكتشف خلف كلّ موقف من مواقفه ابتزازاً إخوانياً ما، ورُعباً مرضياً من استحواذ إخواني وشيك على قواعد الحزبَين الطائفيين الكبيرين «الأمة» و«الاتحادي». فمنذ أن أفسد «الإخوان» الحركة الوطنية السودانية غداة الاستقلال بنجاحهم في جرّ السجالات السياسية والاجتماعية حول بناء الوطن إلى صراع ديني تضليلي مفتعَل حول «الدستور الإسلامي» مروراً بتشرين الأول/ أكتوبر ٦٤، ثم مسألة حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه من البرلمان ومذبحة القضاء وعصيان السلطة التنفيذية لقرار قضائي واجب التنفيذ، ما أدى إلى ضرب النظام الديمقراطي وإصابته بمقتل في أقدس أقداسه. بعدها وصف الصادق ما حدث ببساطة عجيبة بأنه «انفعال يمكن أن يتكرر»! ثم مروراً بالمطلب الأول لثورة آذار/ مارس ٨٥ المتمثّل في إلغاء قوانين أيلول/سبتمبر والتي وصفها الصادق نفسه بأنها «لا تساوي الحبر الذي كُتبت به»، لكنه تحت ضغط «الإخوان» وابتزازهم وخوفه التاريخي المزمن من استحواذهم على قاعدته (الدينية) أبقى عليها برغم تمتّع حكومته بأغلبية برلمانية، ورأي عام خارج البرلمان يكاد يجمع على أن إلغاء قوانين أيلول/ سبتمبر كان شرطاً جوهرياً لإمكانية بناء دولة المواطنة التي بشّرت بها ثورة آذار/ مارس - نيسان/ أبريل ٨٥. ثم كانت الطامة الكبرى في موقفه من اتفاقية الميرغني قرنق الذي أدى لإجهاضها ولكلّ ما خلفه هذا الإجهاض من كوارث أوصلتنا في النهاية إلى انقلاب حزيران/ يونيو وانفصال الجنوب. استمرّ تردّد الصادق بين ما يقوله وبين ما يخشاه من استحواذ الكيزان يشكل كلّ مواقفه من النشاط المعارض وعلاقته بكل أشكال التحالفات المعارضة طوال حقبتَي الإنقاذ وأيار/ مايو. الآن وطيلة مسار ثورة كانون الأول/ ديسمبر المجيدة لم ينفك الصادق عن ضلاله القديم وواقع الأسر الذي يطوقه. فقد أراد الصادق دوماً إسقاط نظام الإنقاذ بدون أن يُسقط حزب «الإخوان» وأراد دوماً ديمقراطية بأسنان ديكتاتورية!
    لكن الأهم والأخطر في حقيقة شخصية الصادق أنه أخ مسلم، يخرج فكره الديني والسياسي من ذات المعين وإن اختلفت العناوين والرايات. هذه الحقيقة هي التي جعلت الصادق يتماهى ويخضع لظاهرة الأسر الإخواني إلى هذا الحدّ الذي فاق تأثيره ما يُعرف بمتلازمة استوكهولم.

    الأسر التاريخي المعرفي: المهدية وما أدراك ما المهدية
    في غمرة انشغالنا بثورة كانون الأول/ ديسمبر خطب الصادق يوم ٢٦ كانون الثاني/ يناير فعلّقت حينها «بعيداً عن السياسة ثمة مغالطة فكرية مهولة وردت بخطبة الصادق المهدي أثبتها هنا لأعود إليها لاحقاً.. قال في وصفه المهدية إنها ملتزمة بقطيعة «معرفية» من اجتهادات التراث على أساس لكلّ وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال».

    أزمة الصادق أنه يعرف أن عرشه من قش وأن حقيقة مهدية المهدي قد سقطت

    فهل كانت المهدية كذلك؟ بل هل كان هناك ثمة «مهدي» من أصله؟! وهل كانت قطيعة «معرفية» أم قطيعة سياسية لضرورات سياسية؟! وإن كانت كما ادّعى الصادق قطيعة معرفية فأين ذلك الإنتاج المعرفي المغاير؟
    واليوم وبسبب تصريحات الصادق وابنته وبعض سدنته وحاملي ختمه كصلاح جلال فلقد أصبحنا في حلّ من وعد انتظار سقوط النظام، بل صار الحديث المفتوح واجباً من أجل أن تصل الثورة إلى غاياتها ولا تُختطف.
    بدون خوض لا داعي له حول قضية المهدي والمهدية في الفقه الإسلامي، فإن واقعة ادّعاء محمد أحمد للمهدية قد حكم التاريخ عليها، فلم نعد بحاجة لأقوال السلف لبحث أسانيد صحة الادعاء من عدمه. والغريب أنه برغم هذه البديهية إلا أنه محظور علينا كسودانيين أن نتجرأ حتى بمجرد السؤال المعرفي عن حقيقة مهدية المهدي. وظلت مناهجنا تُكرس الخرافة والدجل وسخف التفسير الميتافيزيقي للتاريخ.
    إن حظر العقل النقدي والقراءة المنهجية النقدية للتاريخ قد حرمنا من وضع الثورة المهدية في سياقها التاريخي الإنساني والوطني الصحيح، كحركة تحرر وطني قادها بشر عاديون في ظروف تاريخية معينة وانطلقت من بيئة حضارية وثقافية واقتصادية محددة (غرب السودان)، فمنحتها هذه البيئة ملامحها العامة وفرضت توجّهاتها في الإعلام والدعوة وفي طبيعة المنطلقات والأساليب والغايات، ثم ربطتها بالسماء ففارقت حقائق الأرض فراق الطريفي لجمله، وكان طبيعياً أن تنتهي على يد الخليفة التعايشي بأكثر مراحلنا التاريخية ظلاماً وتوحشاً ومفارقة كليّة للعقل والضمير ومسلمات الدين وحقائق الجغرافية والتاريخ.
    السيد الصادق يتعامى بشكل قصدي وممنهج عن كلّ ذلك، وتواطأت مع هذا التعامي مناهجنا الدراسية وثقافتنا وأشعارنا وأغانينا، حتى بتنا نجترّ تاريخنا ونتباهى به باستدعائه تلقائياً من أعمق مصادر الوعي الزائف بؤساً وظلامية. وحتى تغنّى شاعر ثائر في أنصع لحظاتنا الثورية الحداثية «بأسياف العشر» فطربنا بها واحتفينا دون أن يخطر ببال أيّ منا سؤال عن حقيقة «أسياف العشر»***
    فلماذا يصرّون على الإبقاء على الوعي الزائف ليمتدّ ظلامه إلى المستقبل؟ الإجابة ببساطة لأن هذا الوعي الزائف وحده، وأكرّر وحده، هو الذي يمنح أسرة كأسرة المهدي كل هذه الهالة التي تصنع بها مجدها التالد في السياسة وفي الاقتصاد وفي الاجتماع.
    أزمة الصادق المهدي الحقيقية وإشكاله الوجودي أنه يعرف أن عرشه من قش. وأن حقيقة مهدية المهدي قد سقطت. بل إنها كانت ساقطة منذ بدايتها بكل مراكز الوعي النسبي (الشمال والوسط النيلي)، ويمكن للجميع مراجعة مراسلات المهدي مع شيوخ الطرق الصوفية والفقهاء وإنكارهم لمهديته، ولذلك كما كتب محمد أبو القاسم حاج حمد في سفره العظيم «السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل» كتب عن مبايعة الشمال والوسط النيلي للثائر محمد أحمد باعتباره المهدي «المنتصر» وليس المهدي «المنتظر»!
    إنكار الصادق المهدي لأكذوبة المهدي هو «إنكار إبليسي» إنه إنكار الاستكبار لا إنكار من جهل. تماماً كإنكار إبليس لتقديم الإنسي على الملائكي لأن الإنسان هو المختص دون خلق الله بالعقل والإرادة فاستحق تبعاً لذلك أن يتصف وحده دون سائر الخلق بمن فيهم الملائكة بالحرية. لذلك عصى ربه استكباراً وليس جهلاً فرفض السجود لآدم برغم كونه أعلم الملائكة. هذا الإنكار المرضي القسري هو الذي ظلّ يطارد الصادق في كل حياته السياسية والفكرية حتى انطبعت بطابع الإنكار المرضي، فصار بهذه الحالة التي نراه عليها اليوم. رجل مجبر على العيش بكذبة. والكذبة المعرفية القسرية بالنسبة له، لأنه يستمد وجوده منها، ستجعل الكذب طابع حياته، فيبدو هكذا متردداً عند كل منعطف.
    لا أمل إذن .. لا أمل البتة في هذا الصادق برغم أن الهتاف المفضل لديه والذي يدغدغ مشاعره ويصحي أحلامه الدفينة هو، ويا للمفارقة المذهلة، «الصادق أمل الأمة».
    عند دراسة الفترة المهدية علينا أن نتجاوز المحرمات الغبية والتمييز جيداً: بين رمزيتها الوطنية التي تشكل في الوجدان السوداني قيم البطولة والاستقلال والكرامة الوطنية؛ وبين القداسة الزائفة التي تكرّس الوعي الزائف وتنتج ثقافة الخضوع والإذعان للطبقات المستغلة وتجار الدين.
    تثبت الوثائق التاريخية ومراسلات المهدي أنه لم يعلن عن مهديته قبل عام ١٨٨١ ولم يعلنها إلا بعد التقائه بالتعايشي. والتعايشي كان مسكوناً بوهم المهدية ويبدو أن أسباباً ما تتعلق بتقديره الشخصي لذاته هي التي جعلته يعرضها على الغير؛ فعرضها أولاً على الزبير باشا رحمة، لكنه وبّخه وهدّده بالسيف إن عاد لمثلها - ثم وجد الخليفة عبدالله ضالته في الإمام المهدي، وهنا ثمة حكاية تستحق أن تُروى.
    للإمام علي بن طالب قول حكيم بليغ في النفاق والمنافقين لعله أبلغ وأحكم وأجمع وأجمل ما قيل لفظاً ومعنى، يقول: «إنهم يتقارضون الثناء ويتراقبون الجزاء». ويشرحها الباحث حسن المالكي «أي أن كلّ واحد يثني على الآخر قرضاً ليثني عليه قضاء». وهذا بالضبط ما حدث في حكاية التواطؤ بين الخليفة والمهدي:
    -دخل الخليفة عبدالله التعايشي على مجلس المهدي، نظر إليه، ثم ارتجف جسده وارتج حتى خرّ مغشياً عليه! لأنه رأى في المهدي سراً وتجلياً روحياً لم يحتمله جسد فخرّ صعقاً! أدرك المهدي مضمون الرسالة، فالخليفة يقول إن المهدي شخص غير عادي، لكنه في ذات اللحظة يُثبت لنفسه درجة أقل من «غير العادي» هذه، لكنها كافية ليبصر في المهدي ما استخفى على الجميع، فإذن هو أيضاً «فيه سر» وإن قل عن سر المهدية. الرجل إذن «أقرض» محمد أحمد مقام المهدي فجازاه المهدي بمقام الخليفة! هذه ببساطة حقيقة مهدية المهدية التي استطالت بها أسرة الصادق على رقاب الناس ومسكوا بها ذمام أمرهم. هي حقيقة أخفى إنكارها أو تزييفها ملايين الحقائق في تاريخنا السياسي المعاصر (وقد يكون من بينها سر الموت المفاجئ للمهدي بعد فتح الخرطوم مباشرة وتولي الخليفة عبدالله بعده). وهي الحقيقة التي لا يمكن لأحد تفسير شخصية الصادق معرفياً وسياسياً إلا من خلال الكشف عن محنة من بنى كل حياته السلطوية والمالية والفكرية وحتى الوجودية على (إنكار) حقيقة بديهية.

    * عنوان المقال مستوحى من عنوان كتاب للصادق المهدي «ويسألونك عن المهدية»

    ** باحث وكاتب سوداني

    *** العشر: نبات طفيلي معروف في السودان وتمتاز سيقانه بدرجة عالية من الهشاشة وتقول أسطورة المهدية إن سيقان العشر هذه قد تحولت لسيوف في يد أنصاره وهم يقاتلون المستعمر التركي
                  

05-21-2020, 08:02 PM

عبدالقادر محمد
<aعبدالقادر محمد
تاريخ التسجيل: 07-09-2018
مجموع المشاركات: 2780

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي متناقض وكذاب ورجل مأساوي (Re: عبدالقادر محمد)

    قلم عثمان نواي
    في لقاءات مطولة نشرت مؤخرا علي صفحة الصادق المهدي علي الفيس بوك إضافة الي مواقع إلكترونية عدة، صرح الإمام بقدر هائل من التصريحات التي لا يمكن وصفها سوي بأنها تدليس كامل للحقائق السياسية التاريخية والراهنة في المشهد السوداني المأزوم. كما أن إجابات الرجل علي الأسئلة الصريحة للمحاورة التي أجادت طرح مسائل هامة عديدة، إجاباته كانت تنضح بخيلاء وتعالي وعنصرية فجة مستترة ومعلنة إضافة إلي قدر هائل من التوهم وتضخيم الذات. في ما يلي ساعرض لبعض النقاط الأكثر أهمية التي وردت في مانشر من الحوار حتي الآن.

    حيث ان الصادق المهدي في إجابة سوال حول دوره في تسليح المليشيات العربية أو تكوين قوات الجنحويد قال : ( حكومة سوار الدهب قررت أن تعطي حرس العمده سلاح ليدافعوا به عن أنفسهم و قراهم من هجوم الحركة الشعبية فكانت عبارة عن عملية دفاع عن النفس و في حدود صد الهجوم القادم من الحركة الشعبية لعمل تطهير عرقي للوجود العربي في الجبال لذلك أعطي حرس العمد سلاح للتمكين و الدفاع عن النفس فقط و عندما جاءت حكومتنا أبقت على سياسة حرس العمد هذه.) أن هذه الإجابة لهي نموذج فاضح علي تدليس الحقائق وعلي العنصرية الحقيقية وعدم الاعتراف بالحق بينما الرجل يحتفل بأعياد ميلاده التي تشارف علي إطفاء 90 شمعة، ولكنه لا يزال مصرا علي الكذب حتي يكتب عند الله كذابا، هذا في أضعف الوصف. يوثق المؤرخ البريطاني روبرت كولينز في كتابه القيم تاريخ السودان الحديث لفترة حكم الصادق المهدي والصراع مع الحركة الشعبية والأوضاع في الجنوب بدقة. وفي وصفه لفترة حكم الصادق في نهاية الثمانينات قال كولينز : وإزاء الفوضي التي حلت بالجيش ومواجهة شبح الهزيمة اتخذ الصادق المهدي قراره الخطير بإطلاق مليشيا المراحيل لاحتواء الحركة الشعبية في بحر الغزال واعالي النيل وهو القرار الذي تزامن بشكل مأساوي مع المجاعة الناجمة عن جفاف الثمانينات. عن نفس الفترة أيضا كتبت تقارير منظمات دولية عدة من أهمها منظمة هيومن رايتس ووتش عن هجوم المراحيل علي سكان جنوب السودان وجبال النوبة واصفة هذه المليشيات بأنها صناعة كاملة لحزب الأمة في أثناء فترة حكمه ما بعد الانتخابات في الديمقراطية الثانية. حيث ان تقرير هيومن رايتس ووتش حول المجاعة في السودان والمخصص لدورمليشيات المراحيل في تلك المجاعة يقول : (أن هجمات مليشيات الرجال علي الاحصنة كان لها الدور الأساسي في صناعة مجاعتي 1988و1998..) أن هذا التقرير يحلل ويلقي اللائمة بشكل مباشر علي حزب الأمة وحكومته في الفترة من 1986 حتي 1989 في صناعة مليشيات المراحيل التي هددت أمن وشردت مئات الآلاف من الجنوبيين وأهل جبال النوبةوتسببت في حرق الأراضي ونهب الماشية واسترقاق النساء كما يذكر التقرير، الأمر الذي أدى إلي نزوح عشرات الآلاف وفي النهاية الي مجاعة قاتلة مات خلالها عشرات الآلاف أيضا
    يحلل تقرير هيومن رايتس ووتش أسباب تشكيل مليشيات المراحيل من قبل حزب الأمة في تلك الفترة ويذهب الي أن الحزب الذي كان يحكم نتيجة لانتخابات وصفتها هيومن رايتس ووتش في ذات التقرير بأنها غير شاملة لأنها استثنت الجنوب وقطاعات من جبال النوبة، عزي التقرير تشكيل المليشيات من قبل الأمة الي خوف الحزب من اختراق الجبهة الإسلامية لقاعدة مناصريه الطبيعيين ضمن قبائل العرب في دارفور وجنوب كردفان مما حدي بالحزب الي تسليح هذه القبائل والسماح لها بالقيام بهجوم علي الجنوب وجبال النوبة والحصول علي الغنائم وذلك مع ضمان كامل الحصانة ضد أي محاسبة علي تلك الجرائم. (تقرير هيومن رايتس ووتش : المجاعة في السودان 1998)


    في ذات الإطار يقول كولينز حول دور المراحيل والمهدي في مجاعة 1988و المعاناة الإنسانية التي جرت في الجنوب وجبال النوبة تلك الفترة قائلا : خلال شتاء 1986 و 1987 قام المراحيل في شمال بحر الغزال بتدمير عشرات قرى الدينكا وإحراق محاصيلهم واستولوا علي مئات الألوف من رؤوس الماشية واضطر ربع مليون من الدينكا الي الفرار الي مناطق الحركة الشعبية طلبا للأمن.. والحماية حيث اندفع مقاتلو الحركة لانقاذهم وطردوا المراحيل الي ما وراء بحر العرب بل تتبعوهم في يناير 1987 الي ما وراء حتي جنوب كردفان حيث اوقعوا بفصيل كبير منهم. ويواصل كولينز سرد الأحداث بقوله : عندما فشل الجيش السوداني في إيقاف هجوم الشتاء هذا للحركة الشعبية، عين الصادق المهدي اللواء فضل الله برمة ناصر وزير دولة للدفاع وأعطاه الأوامر بصد قوات الحركة الشعبية. فاقترح تسليح شباب القبائل العربية بأسلحة آلية كلاشنيكوف السوفيتية وإطلاق أيديهم في نهب وقتل الدينكا الذين ستشل الحركة الشعبية إذا خسرت دعمهم ويعلق كولينز علي هذه الخطوة بقوله وهكذا في واحد من أخطر القرارات السياسية للصادق المهدي قرر في فبراير 1987، تحويل المراعي الخضراء في بحر الغزال الي حقول للقتل.
    وبعد كل هذه الحقائق التاريخية الموثقة لدي المؤرخين العالميين والمنظمات الحقوقية الدولية يأتي الصادق المهدي بكل تعالي وعنصرية وكذب فج ليقول : حكومة سوار الدهب قررت أن تعطي حرس العمده سلاح ليدافعوا به عن أنفسهم و قراهم من هجوم الحركة الشعبية فكانت عبارة عن عملية دفاع عن النفس و في حدود صد الهجوم القادم من الحركة الشعبية لعمل تطهير عرقي للوجود العربي في الجبال لذلك أعطي حرس العمد سلاح للتمكين و الدفاع عن النفس فقط و عندما جاءت حكومتنا أبقت على سياسة حرس العمد هذه. اي ضحك علي العقول واي وهم يعتقد هذا الرجل المنتفخ الذات يظن أنه سيزرعه في عقول السودانيين وأبناء الهامش خاصة؟ هل يظن اننا لا زلنا في سنة 1882حيث يستطيع أن يحلم كجده ويروي أحلاما وروايات ثم يصدقه الناس فقط لأنه له لحية مصبوغة متشبها بالرسول كما يدعي؟ اننا في القرن الواحد والعشرين حيث أن المعلومة والحقيقة أصبحت تحت أصابع كل إنسان. ولا تنتج توهمات وتلفيق الحقائق الا ممن يريدون بكامل الوعي تزوير التاريخ لكي ينجوا من جرائمهم في الماضي التي يعلمون جيدا انهم ارتكبوها.


    والرجل يضع نفسه كما يقول موضع المصلح الداعي الي المحاسبة في الوقت الذي لا يعتمد سوي علي أوهام قداسة يعتقد أنها ستمنع عنه مساءلات موثقة سيأتي وقتها لا محالة. حيث يقول الصادق مصرا علي التدليس والتزوير :(موضوع تجنيد القبائل العربية أو الأفريقية في الماضي و الحاضر هي مسائل فيها documentary و أي شخص يتهمنا بأي تهمة في هذه المسائل عليه أن يثبت بالدليل الدليل موجود في صفحات تقارير المنظمات الدولية وفي الكتب التاريخية في ذاكرة الضحايا، ولكن الصادق بكل عنجهية يعتقد أن عمامته التي تقيه الشمس هي ذات عمامة القداسة التي ستمنحه حصانة أبدية. فهو يرى البعض ما زالو يضعونه موضع القائد لهم، لكن الرجل لا يعلم أن هناك تاريخ يسجل وهناك عقول واعية توثق كما أن هناك شعوب تعي جيدا أن حقها لا يسقطه التقادم. خاصة جرائم الحرب التي لا ينتهي حق المطالبة بها.
    يقول روبرت كولينز : كان الصادق المهدي قد أطلق منفردا المراحيل علي المدنيين الدينكا ما أثار كثير من اشمئزاز الضباط المحترفين في الجيش. وكانت اغلب غارات المراحيل علي نمط واحد وهو ذاته الذي اتبعه الجنجويد في دارفور بعد 15 عاما.ويصف كولينز هذه الغارات قائلا : عند الفجر تتم مهاجمة قرية الدينكا ويقتل جميع الذكور البالغين الذين لم يتمكنوا من الفرار وتُغتصب النساء ويُستعبد الأطفال. ثم تُحرق القرية وتطمر الآبار بجثث الدينكا ويتم تدمير المدارس والمستشفيات وأما قطعان الماشية فتؤخذ كغنيمة.وهذا مطابق لسيناريوهات هجمات الجنجويد التي وثقتها محكمة الجنايات الدولية وأدانت من خلالها البشير. وهذا السيناريو كان ينفذ أيضا في قرى جبال النوبة في تلك الفترة. ولكن يأتي المهدي ليحاول تدليس الحقائق ويقول إن جون قرنق و الحركة الشعبية قرروا مهاجمة الوجود العربي في جبال النوبة وعملوا تطهير عرقي للقبائل العربية في الجبال، وان يوسف كوه كان يهاجم بالتحديد القبائل العربية في جبال النوبة و النيل الأزرق و يعتدي على قراهم و مناطقهم لذلك سلحوا حتى يدافعوا عن أنفسهم من حملة التطهير العرقي للوجود العربي في الجبال يبدو أن الرجل يستخدم ما يسمي في علم النفس بعملية إسقاط للذات في ما ورد في هذا الحوار . فهو في الحقيقة من قام بعمليات الأبادة الممنهجة ضد شعوب جبال النوبة وجنوب السودان، حيث انه من المعروف أن هجوما مستمرا لقوات المراحيل كانت سببا في نزوح آلاف مواطني جبال نوبة وانضمام الكثير من الشباب الي الحركة الشعبية. نتيجة للعدوان والتنكيل المستمر علي مناطق مختلفة في الجبال . كما أن الأبادة كانت في يد المهدي وهو رئيس الدولة وفي قدرته إصدار القرارات التي قام فعليا كما وثق كولينز وتقرير هيومن رايتس ووتش باتخاذها كما ان نتائجها الكارثية أدت إلي أن تقوم الحركة الشعبية في جبال النوبة وجنوب السودان باتخاذ إجراءات لحماية المدنيين الفارين إلي مناطقها وحمايتهم من هجمات المراحيل أو الجنجويد في نسختهم الأولي كما أكد كولينز فيما اوردنا اعلاه.

    ان الصادق المهدي الذي في جزء آخر من الحوار معه وضع نفسه مكان القديس والمصلح متوهما انه في مصاف رجال كمانديلا قائلا إنه مهموم بالوساطة بين الهامش والمركز وأنه يريد حلا وطنيا سلميا للسودان. في حين إنما هو رمز اساسي لازمات السودان واحد مصادرها الرئيسية ليس فقط بسبب جرائمه التاريخية فقط ولكن بسبب ممارسته التدليس والتزوير في التاريخ والواقع. ورغم محاولته استغلال الواقع السياسي المضطرب لكي يركب علي ألموجة مرة أخرى إلا أنه يجب أن لا ينسي أن المستقبل لا يحمل له سوي ما يحاول الهروب منه الان بمثل هذا التدليس والكذب، وهو المحاسبة. المحاسبة ليس فقط علي صفحات الانترنيت و كتب التاريخ التي سترسم صورته الحقيقية البعيدة كل البعد عن هذه القداسة المتوهمة. بل أيضا أن ظل حيا ستكون المحاسبة له ولكل من ساهم معه في جرائمه ومن يغطي عليها الآن. فشعوب الهامش لا تحتاج الي واسطة لتصنع سلامها وحوارها. حيث ان هناك عمل جاد من أجل فتح ملفات المحاسبة والتعامل مع الهاربين منها لن يكون بالمطايبة ولن تقي اثواب القداسة الزائفة أصحابها شر الحساب. ان الوعي الذي نضج تماما تحت نيران المحارق التي التهمت الهامش، جعلت العدالة والمحاسبة علي الجرائم البشعة التي جرت هي أولوية قصوى لاجندة التغيير الحقيقي الذي يرسي مبادئ مواطنة تختلف عن الدخول في جلابيب الآباء والأجداد المرقعة بأفكار نصفها اضغاث احلام ما لها في الواقع من أثر. والمهدي الذي مازال يظن أن له جماهير في جبال النوبة ودارفور عليه أن يقف ويراجع وان يقوم بعملية reality check لأن الواقع يتجاوز هذه الافتراضات. فالثورة المهدية التي يستند إليها المهدي موجودة داخل المحمول اللغوي الثقافي في كثير من المجموعات في الهامش ومنها جبال النوبة بذاكرة مليئة بالالام والمرارات. حيث أن تاريخ المهدية ما كان سوي تاريخا من الحروب والمجاعات والاستغلال، وكانت روية وطنية قاصرة حولت أهالي هذه المناطق لجنود وأدوات لخوض الحروب لا أكثر ولا أقل. والمهدي يعلم جيدا أن ما يتحدث عنه من قاعدة جماهيرية في كثير من مناطق الهامش لم يعد موجودا. لأن الكذبة التي صدقها البسطاء قبل مائتين عاما لم يعد يصدقها احد الان. فالمهدي نفسه الذي حكم ثلاث مرات لم يتمكن سوي من صناعة الكوارث ولم يقدم أي مشروع وطني سياسي أو اقتصادي ينقذ البلاد وهذا امتدادا للكوارث التي صنعتها المهدية التي ابادت ثلثي سكان السودان بالحروب والمجاعات والاسترقاق دون أن تكون اي دولة وطنية جامعة لكل السودانيين، ووريثها المهدي الصغير سار علي ذات الدرب.
    وما وجود الصادق سوى حائل يمنع فتح الملفات الحقيقية لازمات السودان. فالرجل لا يجيد سوي التدليس واحتقار الآخر وربما يكون عدم وجوده في أي عمل حقيقي نحو التغيير هو بداية طريق المحاسبة وأيضا بداية لفتح الباب نحو مكاشفات حقيقية وتغيير جذري لا يبدأ فقط بالنظام بل يبدأ بالأسباب والجذور التي أدت إلي وجود النظام واستمراره وفشل إسقاطه والمهدي يقع في مركز كل هذه القضايا. ولذلك فإن مواجهة هؤلاء القديسين المزيفين وإسقاط اقنعتهم هي بداية التغيير الحقيقي في السودان.

                  

05-21-2020, 08:12 PM

السنجك عثمان
<aالسنجك عثمان
تاريخ التسجيل: 11-28-2015
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي متناقض وكذاب ورجل مأساوي (Re: عبدالقادر محمد)

    كل ما قيل عنه من هؤلاء لعمالقة عين الحقيقه والتى ظهرت للملاء الان بتحالفه مع اخوة الشيطان واهرت عداءه السافر للشعب السودانى

    (عدل بواسطة السنجك عثمان on 05-21-2020, 08:13 PM)

                  

05-21-2020, 08:25 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي متناقض وكذاب ورجل مأساوي (Re: السنجك عثمان)

    يا عبد القادر انت أخرجت كلام منصور خالد عن إطاره.
    الرجل محاوره قال ان الصادق ذكر انك تدعم الدكتاتوريين و الطغاة.. منصور قال له هذا كذب و لم يكن صادقا.. فماذا تتوقع ان يقول. لا اريد مقارنة دعم الصادق للنميرى و موالاته للإتحاد الاشتراكى.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de