والذين يمسكون بالكتاب....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-18-2024, 04:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-27-2020, 01:49 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
والذين يمسكون بالكتاب....

    01:49 AM March, 26 2020

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    من الآيات التي تحدد منهج المسلم في هذه الحياة، وترسم طريقه إلى الآخرة ما جاء في قوله سبحانه: {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين} (الأعراف:170) نقف مع هذه الآية إحدى عشرة وقفة، نستجلي ما فيها من إرشادات وإفادات:

    الوقفة الأولى: قوله سبحانه: {يمسكون} يقال: مَسَك بالشيء، وتمسك به، واستمسك به، وامتسك به، كلها بمعنى واحد، بيد أن (مَسَّكَ) -بتشديد السين- فيه قوة في التمسك، ليست في (مَسَكَ) به، بل أكثر من (استمسك) لأنها تتضمن الأخذ به، والعمل بما فيه، والإذعان لأحكامه من غير إهمال ولا نسيان، ودعوة إلى مسكه، والعمل به من دون غيره، واستنكار لمن لا يمسك به.

    ومعنى (التمسك) به: الإذعان لأحكامه، والدعوة لهذا الإذعان، والعمل به مخلصين غير متحايلين لتركه، وإلقاء المعاذير عند ترك العمل به. قال السعدي: "يتمسكون به علماً وعملاً؛ فيعلمون ما فيه من الأحكام والأخبار، التي عِلْمها أشرف العلوم، ويعملون بما فيها من الأوامر، التي هي قرة العيون، وسرور القلوب، وأفراح الأرواح، وصلاح الدنيا والآخرة. ومن أعظم ما يجب التمسك به من المأمورات، إقامة الصلاة، ظاهراً وباطناً، ولهذا خصها الله بالذكر لفضلها، وشرفها، وكونها ميزان الإيمان، وإقامتها داعية لإقامة غيرها من العبادات".

    الوقفة الثانية: قوله عز وجل: {بالكتاب} (الكتاب) هنا هو الكتاب الموروث، والمقصود به التوراة، وهي التي درست بنوا إسرائيل ما فيها، وقد أخذ الله فيها الميثاق عليهم ألا يقولوا على الله إلا الحق. والمراد هنا عموم اللفظ، لا خصوص السبب، كما سيتضح قريباً.

    الوقفة الثالثة: ذكر عز وجل أعظم أعمال الطاعة بعد التمسك بالكتاب، فقال: {وأقاموا الصلاة} أي: أتوا بها مقومة على وجهها الأكمل، وتكون الصلاة على الوجه الأكمل إذا كان ذكر الله، واستشعار خشيته في كل ركن من أركانها، واختصها الله تعالى بالذكر؛ لأنها ركن الدين، ولبه، ولا دين من غير صلاة، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولأنها سبيل للابتعاد عن المنكرات، وقد قال تعالى في كتابه الحكيم: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} (العنكبوت:45).

    الوقفة الرابعة: ذكر سبحانه جزاء الممسكين بالكتاب، والمقيمين الصلاة بطريق الاقتضاء، فوصف ذاته العلية بأنه لا يضيع أجر المصلحين، وقد أصلحوا فاستحقوا أجره الذي لا يضيعه أبداً، فهو إعطاء مع ذكر داعيه.

    الوقفة الخامسة: في الآية إظهار في موضع الإضمار، مصرح بقوله: {المصلحين} بدل قوله: (لا يضيع أجرهم) وذلك لأمرين؛ أولهما: للدلالة على أن ذلك شأن من شؤون الله العلي الأعلى. ثانيهما: الإظهار للإشارة إلى السبب في الجزاء، وهو الإصلاح، أي: كونهم مصلحين.

    الوقفة السادسة: في التعبير بقوله سبحانه: {المصلحين} إشارة إلى أن تمسكهم للكتاب يتجاوز الإمساك به إلى الدعوة إليه، والدلالة عليه.

    الوقفة السابعة: هذه الآية وما أشبهها دلت على أن الله بعث رسله عليهم الصلاة والسلام بالصلاح لا بالفساد، وبالمنافع لا بالمضار، وأنهم بُعثوا بصلاح الدارين، فكل من كان أصلح، كان أقرب إلى اتباعهم، والاقتداء بهديهم، والاستمساك بنهجهم.

    الوقفة الثامنة: أفادت الآية أن من ينفذ منهج القرآن لا يلقى الهوان أبداً {فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} (البقرة:256) ومن وجَّه نيته في أن يفعل الخير والصلاح يعطيه الله العون والسداد والثبات.

    الوقفة التاسعة: قوله سبحانه: {إنا لا نضيع أجرالمصلحين} بعد قوله: {يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة} دليل على أن أي إصلاح في المجتمع يعتمد على من يمسكون بالكتاب، ويقيمون الصلاة؛ لأن المجتمع لا يصلح إلا إذا كانت علاقة أهله بخالقهم وفق المنهج الرباني.

    الوقفة العاشرة: قال صاحب "الظلال": "إن الصيغة اللفظية: {يمسكون} تصور مدلولاً يكاد يُحَسُّ ويُرَى، إنها صورة القبض على الكتاب بقوة وجد وصرامة...الصورة التي يحب الله أن يؤخذ بها كتابه وما فيه...في غير تعنت، ولا تنطع، ولا تزمت؛ فالجِدُّ، والقوة، والصرامة شيء، والتعنت، والتنطع، والتزمت شيء آخر...إن الجِدَّ، والقوة، والصرامة لا تنافي اليسر، ولكنها تنافي التميع، ولا تنافي سعة الأفق، ولكنها تنافي الاستهتار، ولا تنافي مراعاة الواقع، ولكنها تنافي أن يكون الواقع هو الحكم في شريعة الله، فهو الذي يجب أن يظل محكوماً بشريعة الله. والتمسك بالكتاب في جِدٍّ، وقوة، وصرامة، وإقامة الصلاة -أي شعائر العبادة- هما طرفا المنهج الرباني لصلاح الحياة. والتمسك بالكتاب في هذه العبارة مقروناً إلى الشعائر، يعني مدلولاً معيناً؛ إذ يعني تحكيم هذا الكتاب في حياة الناس لإصلاح هذه الحياة، مع إقامة شعائر العبادة لإصلاح قلوب الناس. فهما طرفا المنهج الذي تصلح به الحياة والنفوس. وما تفسد الحياة كلها إلا بترك طرفي المنهج الرباني؛ ترك الاستمساك الجاد بالكتاب، وتحكيمه في حياة الناس، وترك العبادة التي تصلح القلوب، فتطبق الشرائع دون احتيال على النصوص، كالذي يصنعه أهل الكتاب، وكالذي يصنعه أهل كل كتاب حين تفتر القلوب عن العبادة، فتفتر عن تقوى الله. إنه منهج متكامل. يقيم الحكم على أساس الكتاب، ويقيم القلب على أساس العبادة، ومن ثم تتوافى القلوب مع الكتاب، فتصلح القلوب، وتصلح الحياة. إنه منهج الله، لا يَعدل عنه، ولا يَستبدل به منهجاً آخر، إلا الذين كُتبت عليهم الشقاوة، وحق عليهم العذاب".

    الوقفة الحادية عشرة: دلت الآية الكريمة على وعيد المعرض عن الكتاب، ووعد من تمسك به؛ تنبيهاً للمسلم وتحذيراً عن سلوك طريقتهم. كما دلت أيضاً على أن الاستغفار باللسان، وتمني المغفرة لا ينفع حتى يكون معهما التوبة والعمل.
    -------------------------------------------------------
    الاستغفار هو طلب الغفران من الله باللسان والقلب، وهو من الأذكار التي يعظم ثوابها لما يترتب عليه من محو الذنوب وغفرانها، قال الله تعالى:{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا}(النساء:110). وهو ـ الاستغفار ـ سبب لجلب النعم ودفع النقم, وتحصيل الرحمة والأرزاق، كما قال الله تعالى عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}(نوح:10-12). وقال تعالى فيما قصَّه عن هود عليه السلام أنه قال: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}(هود:52)، وقال سبحانه: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}(هود:3)، وقال: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}(النمل:46).

    ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان كثير الاستغفار، لا يَدَع وقتاً يمر عليه دون ذكره لله عز وجل واستغفاره، ومع أنه قد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو العبد الشكور، والنبي الشاكر، والرسول الحامد، قال الله تعالى له: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}(الفتح:2)، قال ابن كثير: ".. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} مرجعه من الحديبية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد أنزلت علي آية أحب إلي مما على الأرض، ثم قرأها عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هنيئاً مريئاً يا نبي الله، لقد بين الله عز وجل ماذا يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فنزلت عليه: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} حتى بلغ: {فَوْزًا عَظِيمًا}(الفتح: 5) أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين". وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه. قالت عائشة : يا رسول الله! أتصنع هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال صلى الله عليه وسلم:يا عائشة أفلا أكون عبْداً شكورا) رواه مسلم.
    ومن المشهور والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ في سيرته وسنته ـ أن لسانه كان لا يفتر من ذكر الله عز وجل وكثرة استغفاره، والأحاديث الصحيحة الواردة في كثرة وكيفية استغفاره صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها: ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والله إنِّي لَأستَغفرُ اللَّهَ وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم) رواه أبو داود وصححه الألباني. وعن الزبير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر فيها من الاستغفار) رواه الطبراني وصححه الألباني.

    صيغة الاستغفار :

    الاستغفار يحصل بكل صيغة تدل على طلب المغفرة من الله عز وجل، والأفضل هو الصيغ المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: ما رواه مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان إذا انصرف من صلاته قال: أستغفر الله ثلاثاً). وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من آخرِ ما يقولُ بين التشهُّدِ والتَّسليمِ (اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفتُ، وما أنت أعلمُ به مِنِّي، أنت المُقدِّمُ وأنت المُؤخِّر، لا إله إلا أنتَ) رواه مسلم. وعن زيد بن حارثة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غُفِرَ له وإن كان فرَّ من الزحف) رواه الترمذي وصححه الألباني.
    وأما أفضل وسيد الاستغفار فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) رواه البخاري. والأحاديث الصحيحة الواردة في كيفية وصيغ استغفار النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة .

    فائدة :

    ربما يتساءل أحد فيقول: لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر مع أنه صلوات الله وسلامه عليه معصوم من الخطأ؟ ويستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ اغفرْ لي خطيئَتي وجَهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به مني. اللهمَّ اغفِرْ لي جَدِّي وهَزْلي، وخَطئي وعمْدي، وكلُّ ذلك عندي. اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به مني، أنت المُقَدِّمُ وأنت المُؤخِّر، وأنت على كلِّ شيءٍ قدير) رواه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إنه ليُغان (يغطى) على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) رواه مسلم.
    والجواب : في شرح سنن ابن ماجه: "والاستغفار منه صلى الله عليه وسلم مع أنه قد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ليس لمغفرة الذنوب، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والتسليمات معصومون من الكبيرة والصغيرة على الأصح". وقال النووي في شرحه لقول النبي صلى الله علي وسلم: (وإنه ليغان على قلبي): "قال القاضي عياض: قيل: المراد الفترات والغفلات عن الِذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عدَّ ذلك ذنباً، واستغفر منه، قال: وقيل هو همه بسبب أمته، وما اطلع عليه من أحوالها بعده، فيستغفر لهم، وقيل: سببه اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم، ومحاربة العدو ومداراته، وتأليف المؤلفة، ونحو ذلك، فيشتغل بذلك من عظيم مقامه، فيراه ذنباً بالنسبة إلى عظيم منزلته، وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات، وأفضل الأعمال، فهي نزول عن عالي درجته، ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى، ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه، فيستغفر لذلك".
    وقال القرطبي في تفسيره لقول الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}(غافر:55). "قيل: لذنب أمتك حُذِفَ المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وقيل: لذنب نفسك على من يُجَوِّزُ الصغائرَ على الأنبياء. ومن قال لا تجوز قال: هذا تعبد للنبي عليه الصلاة والسلام بالدعاء، كما قال تعالى: {وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا}(آل عمران:194)، والفائدة زيادة الدرجات وأن يصير الدعاء سنة لمن بعده". وقال ابن حجر في فتح الباري: "وقال عياض: يحتمل أن يكون قوله: (اغفر لي خطيئتي)، وقوله: (اغفر لي ما قدمتُ وما أخَّرْتُ) على سبيل التواضع والاستكانة والخضوع والشكر لربه لما علم أنه قد غُفِرَ له".

    الاستغفار دعاء وقربة إلى الله تعالى، وكثرة استغفاره صلى الله عليه وسلم التي وردت في أحاديث كثيرة صحيحة وهو مغفور ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إنما ذلك من أجل العبادة والزيادة في درجاته، والتعليم لأمته ليقتدوا به في كثرة استغفاره، قال النووي: "وَاسْتِغْفَارُه لإِظْهَار الْعُبُوديَّة والافْتقار ومُلازمة الخشوع وشُكْراً لِمَا أَوْلاه"، وقال القسطلاني في "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري": "كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك الاستغفار إظهاراً للعبودية، وافتقاراً لكرم الربوبية، أو تعليماً منه لأمته، أو مِن ترك الأولى، أو قاله تواضعاً، أو أنه صلى الله عليه وسلم لمّا كان دائم الترقي في معارج القرب، كان كلما ارتقى درجة ورأى ما قبلها دونها استغفر منها".
    -------------------------------------------
    تحارُ العقولُ البشرية هذه الأيام، من جراء الأسقام الفتاكة، والأوبئة المنتشرة، والتي حصَدت بلا حسبان، وأهلكت بلا مقدمات، ومن ذلك "مرض كورونا" المرعب هذه اللحظات ، حتى تعطلت مصالح، وعُلقت شؤون، وارتعدت دول، وخاف الناس، واختلطت الأمور.

    • هزَّ النفوسَ وهزَّ هذا الكوكبا .."كورونا" أوغلَ في البقاع وأرهبا
    وتعــاضــــدُ الثقلان في تقــليلهِ .. لكــنه يســري وصــــار مُشـــعّبا
    كالحتفِ كالطاعون والسقَم الذي.. قـــد هام في تلك السدود وأعطبا
    يا أيها الإنســانُ هل مــن عبرةٍ... ومــواعظٌ سيــقت فكـــن متأهبًا
    • واهتزت عقائدُ بعض المسلمين، ولاذَ كثيرونَ بالجانب المادي، وتغافلوا عن الجانب الروحي، وفقه الشريعة الغراء، وسنن الله في الخليقة، وسخرت بعض الأعادي من الخطاب الديني، وعولوا على المادة وأخواتها .
    فناسب التذكير بتحصينات قرآنية، ومعالم نورانية، تقوم مقام التوعية والتنبيه - لا سيما وصفته كالطواعين التاريخية- مع الأخذ بالأسباب المادية، واتباع إرشادات التوقي والسلامة ، فنذكّر أنفسنا وإخواننا بموعظة القرآن، تجاه تلك الأمراض والبلايا العامة، وإننا لفي أمس الحاجة إلى إحياء هذه المعاني لترسخ رسوخًا بلا زحزحة، وتتعمق في الوجدان بلا تذبذب، وكتاب الله أجل موعظة، وأحكم ذكرى، وأصدق عقيدة ونصيحة،[قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور]
    وحريٌّ بأهل الإيمان حفظه والإقبال عليه، وتعليمُ الصغار، وبث ذلك لعوام المسلمين، حتى يثبتوا في الشدائد، ويتصدوا للمخاطر، وهم في أتم إيمان، وأصفى عقيدة، مع العناية بالأسباب الأخرى ،ومن ذلك ما يلي:

    1- كلُّ شيء مقدَّرٌ مكتوب [قل لن يُصيبنا إلا ما كتبَ اللهُ لنا هو مولانا] أي: نحن تحت مشيئة الله وقدره "هو مولانا" أي: سيدنا وملجؤنا [وعلى الله فليتوكل المؤمنون] أي: ونحن متوكلون عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وهذه عقيدة راسخة في وجدان كل مؤمن، أن هذه الأحداث وكل الأمور مقدرة مكتوبة، قد كتبها الله وأحاط بها، فلِم الخوفُ والتضعضع، ولم الهلع والانهزام ؟!

    2- تنوع البلاء الكوني: [وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ]
    فيها بيان تنوع بلاءات أهل الدنيا، ما بين الخوف والجوع والتناقص والوفيات.
    قال البغوي رحمه الله:" أي ولنختبرنكم يا أمة محمد، واللام لجواب القسم تقديره : والله ليبلونكم والابتلاء من الله لإظهار المطيع من العاصي لا ليعلم شيئاً لم يكن عالماً به.{بشيء من الخوف} قال ابن عباس: "يعني خوف العدو". {والجوع} يعني القحط. {ونقص من الأموال } بالخسران والهلاك. {والأنفس} يعني بالقتل والموت ..{والثمرات} يعني الجوائح في الثمار.." .

    3- الشافي هو الله تعالى :[وإذا مرضتُ فهو يشفين].
    كما ابتلى فقد عافى، وقد أمرض وشافى، سبحانه وتعالى، فهو الشافي كما في الحديث الصحيح (اشفِ أنت الشافي) . وأسند إبراهيم عليه السلام المرض إلى نفسه من باب الأدب ، وإذا اعتقد العبد ذلك، هانت عليه أدوية البشر، وكان استعمالها من باب السبب، (عباد الله تداووا).

    4- المصائب من كسب بني آدم: [وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير] .
    أي تلك البلايا النازلة بكم، والمصائب الواقعة، إنما هي من جراء خطاياكم، ومع ذلك يعفو عنكم ويتجاوز كثيرا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : (ما يُصيب المسلم من نَصَب ولا وصب ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يشاكها إلا كَفَّر الله بها مــن خطايـاه). فإذا شهد العبد أن جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه، اشتعل بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلطهم عليه بسببها عن ذنبهم ولومهم، والوقيعة فيه، وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار، فاعلم أن مصيبته مصيبة حققية، وإذا تاب واستغفر، وقال: هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة، قال علي رضي الله عنه كلمة من جواهر الكلام: "لا يرجونّ عبدٌ إلا ربه ولا يخافن عبد إلا ذنبه"، وروي عنه وعن غيره: "ما نزل بلاءٌ إلا بذنب ولا رُفع إلا بتوبة" .
    وهذا معنى ظاهر في حياة الصالحين، يقول العلامة محمد بن سيرينَ رحمه الله: " إني لأعرفُ الذنبَ الذي حُمِّلَ عليَّ به الدَّينُ مَا هوَ؟! ، قلتُ لرجلٍ من أربعينَ سنةٍ: يا مُفْلس! ".

    5- التأسي بالصابرين قبلنا :[إنا وجدناه صابرا، نعم العبد إنه أواب] . أنبياء صدقوا، وعباد أخبتوا، وصالحين خشعوا، مرت بهم بلاءات، وخاضوا محنا، وتجرعوا مرارات، ومن أشهرهم المذكورين في القرآن على وجه الثناء والقدوة أيوب عليه السلام، الذي التهمه البلاء نحو ثماني عشرة سنة، فصبر وجاهد، واحتسب وصابر [نِعم العبد إنه أواب] .

    6- التشافي بالقرآن العظيم :[ونُنزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين].
    ففي كتاب الله من القوة الشفائية ما لا يخطر ببال، يُصلح قلبا، ويبرئ جسدًا، وهذا في حق أهله المؤمنين العاملين.

    7- التداوي بالعسل:[يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس]
    وهو من أعظم ما خلق الله من الطعام والشراب والدواء ، وأفلح وأنجح في أدواء مستعصية ، وأسقام قاسية، بفضل الله ومنته.
    ونظائر العسل في السنة الصحيحة : زمزم وزيت الزيتون والحبة السوداء وغيرها ، وقد أثبت الطب الحديث جدواها وقوة تأثيرها .

    8- الضراعة عند البلاء :[فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا]
    أي : فهلا إذ ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا وتمسكنوا إلينا، ولا يصح ركونهم الدنيوي، ولا سلوكهم العصياني، وقد جاءتهم النذر، وعمَّتهم البأساء والضراء. ومثل أزمنة المخاطر والأوبئة فرصة سانحة للتوبة، وتجديد الميثاق مع الله، وإشاعة التسامح، ورد المظالم لأصحابها، والخروج من كل مأثمة وملهاة .
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله : " فاللهُ يبتلي عبدَه ليسمعَ تضرعه ودعاءه والشكوى إليه، ولا يحب التجلد عليه، وأحب ما إليه انكسار قلب عبده بين يديه، وتذلله له وإظهار ضعفه وفاقته وعجزه وقلة صبره، فاحذر كل الحذر من إظهار التجلد عليه، وعليك بالتضرع والتمسكن وإبداء العجز والفاقة والذل والضعف، فرحمته أقربُ إلى هذا القلب من اليد للفم".

    9- إجابةُ دعاء المضطرين : [أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ]
    وفي ذلك تسليةٌ لهم وبشارة، بأن الله لا يعجزه شيء، ولا يحول دون مشيئته واقع، والمضطر هو الذي قطع العلائق، وذبلت أسبابه، وهانَ جهده، وانقطع أمله، إلا من الواحد الأحد، فيفيض دعوات صادقات، وكلمات مشعات، قد فاحَ خضابُها، وطاب إخلاصُها ، فيأتيه الجواب وهو لا يشعر.

    10- كاشف الضر سبحانه وتعالى : [وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ]
    حينما تعيشُ هذا المعتقد في قلبك، وتتوكل على ربك، ستحيا بعده في أنسٌ وارتياح، وسيعظمُ التعلق، ويشتد التوسل، فهو الخالق المدبر المتصرف سبحانه وتعالى، فلن يحولَ دون ذلك إنسانٌ، أو تمنعه قوة. وفي الوصية الذهبية لابن عباس رضي الله عنهما :(واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف).

    والمهم المعتمد هنا قوة الإيمان والتوكل، وقوة الذكر والاستعصام، ومن أحسنِ الأذكار هنا حديث أبان أنه قال : سَمِعْتُ عُثْمَانَ - يَعْنِي ابْنَ عَفَّانَ - يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ ". قَالَ : فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ ؟ فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ، وَلَا كَذَبَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي فِيهِ مَا أَصَابَنِي غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا. رواه أبو داود بإسناد حسن .

    ونعتقد أن وعي هذه التحصينات والعمل بها، كافٍ في ضبط سلوك المرء واتزانه، وجعله في ارتياح وهدوء، مع الأخذ في عين الاعتبار بالتدابير الأخرى المادية، والله يتولانا ويحفظنا وبلادنا وسائر بلاد المسلمين، إنه نعم المولى ونعم النصير.
    ______________
    المقال: مختصر، وبتصرف قليل.
    -------------------------------------------------------
    حسن الظن بالله من العبادات الجليلة التي يبنغي أن يملأ المؤمن بها قلبه في جميع أحواله ويستصحبها في حياته، في هدايته، في رزقه، في صلاح ذريته، في إجابة دعائه، في مغفرة ذنبه ، في كل شيء.

    يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير في يده " رواه ابن ابي الدنيا".

    ما أروع حسن الظن بالله حين يوقن المؤمن أن بعد الكسر جبرا، وأن بعد العسر يسرا، وأن بعد التعب راحة، وبعد الدمع بسمة، وبعد المرض شفاء، وبعد الدنيا جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
    قل للذي ملأ التشــاؤم قلــبه .. ومضى يضيق حولنا الآفاقا
    سر السعادة حسن ظنك بالذي .. خلق الحياة وقسم الأرزاقا

    يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: [أنا عند ظن عبدي بي].
    من ظن بالله خيرا أفاض عليه جزيل خيراته وجميل كراماته، ومن عامل الله باليقين أدهشه الله من عطائه بما يفوق خياله، فالله جل جلاله يعامل عباده على حسب ظنونهم به، ويفعل بهم ما يتوقعونه منه وفوقه.

    إذا دعوت فظن بالله خيرا أنه سيستجيب دعاءك، وإذا أنفقت في سبيل الله فظن بالله خيرا أنه سيخلف عليك، وإذا تركت شيئا لله فظن بالله خيرا أنه سيعوضك خيرا مما تركت، وإذا استغفرت فظن بالله خيرا أنه سيغفر لك وسيبدل سيئاتك حسنات.
    إذا ضــاقت فــباب الله رحــب .. ومـا خــاب الــذي لله آبــا
    متى ما استحكمت قل يارحيما .. يفرجـها ويمنــحك الثوابـا
    وأحسن بالكريم الظنَّ دوما .. تجد من لطفه العجب العجابا

    قال المأمون لمحمد بن عباد: "بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلا أضفته؟
    فقال: منْعُ الجودِ سوءُ ظنٍّ بالمعبود. وفي رواية "من له مولى غني لم يفتقر".

    المواطن التي يتأكد فيها حسن الظن بالله تعالى:
    أولا: عند الأزمات، والملمات، والتضحيات، وكثرة الفتن، وتقلب الأمور، وغلبة الديون، وضيق العيش ومثل ذلك
    ففي الحديث: [من نزلت به فاقة فأنزلها بالله يوشك الله له برزق عاجل أو آجل](رواه أبو داود والترمذي والحاكم).

    ذكر القرآن حال الأنبياء في حال الشدائد العصيبة من حسن ظنهم بربهم ويقينهم وثقتهم بوعده، عقيدة راسخة وليست خواطر عابرة.. قال موسى لقومه لما قالوا: {إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين فأوحينا إلي موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم}سورة الشعراء.
    وقال محمد صلى الله عليه وسلم للصديق يوم جاء أعداؤه إلى الغار {لا تحزن إن الله معنا}سورة التوبة ، وقال: [ياأبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما]؟
    توقع صنع ربك سوف يأتي .. بمــا تهــواه مـن فــرج قــريـب
    ولا تيأس إذا ما ناب خطب .. فكم في الغيب من عجب عجيب

    ثانيا: عند الدعاء
    من كانت علاقته بالدعاء قوية هانت عليه المصائب، وتيسرت له السبل، وبورك له في كل شيء يسلكه، ففي الحديث الشريف "لن يهلك مع الدعاء أحد" أخرجه الحاكم في المستدرك وفي الحديث الآخر "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" رواه الترمذي.
    قال عمر: "إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا أُلهِمت الدعاء فإن الإجابة معه".

    ثالثا: عند التوبة:
    يوقن المسلم بسعة رحمة الله، وأنه يقبل التوبة عن عباده وأنه يعفو عن السيئات.
    جاء الفضيل إلى سفيان الثوري في يوم عرفة وقال له: من أسوأ الناس حالا في هذا اليوم؟ قال: من ظن أن الله لا يغفر لهم.
    لأن هذا من سوء الظن بالغفار الذي وسعت رحمته كل شيء.

    رابعا: عند الاحتضار
    ففي الحديث: [لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل] رواه مسلم.

    قال إبراهيم النخعي: "كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي يحسن الظن بربه".

    مرض أعرابي فقال له الطبيب: إنك ستموت. فقال: ثم إلى أين سأذهب؟ قال إلى الله. فقال: ما كراهتي أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه؟

    واحتضر رجل فقالوا له: ما ترى الله فاعلا بك؟
    فقال: لقد أكرمني وأنا في داري، فلن يكون أقل كرما وأنا في داره.

    قال أعرابي لابن عباس: من يحاسب الناس يوم القيامة؟ قال الله.
    قال نجوت ورب الكعبة؛ لأن الكريم إذا ملك رحم، وإذا قدر عفا.

    يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى محذرا ومبينا الفرق بين حسن الظن والغرور:
    "إن قوما ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا ومالهم حسنة يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي.. وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل".

    تأمل في الحياة ترى أمورا .. ستعجب إن بدا لك كيف كانت
    فكــم من كربة أبكت عيونا .. فهونــها الكــريم لنــا فـهانــت
    وكم من حاجة كانت سرابا .. أراد الله لــقيــاهـــا فــحانـــت
    وكم ذقنا المرارة من ظروف .. برغــم قســاوة الأيـام لانت
    هي الدنـيــا لنــا فيــها شؤون .. فإن زينـتها بالصـبر زانـت

    اللهم ارزقنا حسن الظن بك، وصدق التوكل عليك، ولذة الافتقار لك.
    copied






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de