*قرأة في ما وراء زيارة نائب مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو الي القاهرة*
هل يعود العسكر للحكم و يعود عهد بيع مصالح السودان لمصر بابخث الأثمان
*أرى شجرا يتحرك .... ومؤامرة خبيثة تنسج خيوطها !!* ** استبعاد (قحت) وحمدوك من التفاهمات تهدف للتنصل عن اتفاقيات الوثيقة الدستورية بافشال الحكومة المدنية وإجراء انتخابات مبكرة ! ** هل يلعب الميرغني في نهاية عمره دور حصان طروادة لصالح مصر بالتآمر على الثورة المجيدة ؟!
زيارة مدير عام الاستخبارات المصرية للخرطوم قبل يومين والتقى خلالها رئيس المجلس السيادي الفريق البرهان، ونائبه محمد حمدان حميدتي، مع تجاهل رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك، زيارة غامضة تثير مجموعة أسئلة عما دار في تلك الزيارة، ولماذا مدير الاستخبارات وليس رئيس وزراء مصر، أو حتى وزير الخارجية سامح شكري؟ وبما أن الأنباء التي رشحت بعد الزيارة انها ناقشت مجمل العلاقات بين البلدين، دون الدخول في تفاصيل ما دار في اللقاءين، فإن الزيارة التي قام بها نائب رئيس المجلس السيادي حميدتي للقاهرة بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونقلت بعض وسائل الإعلام انها ناقشت قضية الخلاف المصري الإثيوبي على خلفية أزمة سد النهضة الإثيوبي، أوضحت أن هناك تحركا مصريا مؤكدا للضغط على السودان لتغيير موقفه المعلن في اجتماع دول الجامعة العربية قبل أسبوعين، والذي آثار لغطا وغضبا لدى الدول التي أعلنت وقوفها إلى جانب مصر، ودعمها في خلافها مع إثيوبيا، فيما تخفظ السودان على قرار المجموعة العربية موضحا أنه طرف في المفاوضات بخصوص سد النهضة، ولا ينبغي أن يكون طرفا ضد طرف، وهو موقف متوافق مع مصالح السودان ويعبر على استقلال القرار السوداني فيما يختص بمصالح كل دولة من الدول الثلاث. وبعد حملة شرسة قادتها أجهزة الإعلام المصرية، كالت فيها من الانتقادات والسباب للسودان دولة وشعبا وتاريخا، لمجرد أن رؤية بلادنا اختلفت واستقلت لأول مرة عن الانحياز لرؤية مصر والتبعية العمياء التي انتهجتها حكومة الإنقاذ طيلة فترة حكمهم، وبعد أن فشلت الضغوط الأمريكية في أثناء إثيوبيا على تغيير موقفها المعلن وتمسكها بحرية قرارها، وان قضية سد النهضة هو شأن إثيوبي وليس قابلا للابتزاز المصري، واملاء ما تريده بشأن بناء السد أو مياه النيل ... لجأت الرئاسة المصرية للعب الكرت الأخير المتبقي في يدها، وهنا وضحت حقيقة وأسباب زيارة رئيس جهاز المخابرات المصرية للخرطوم، وسر لقائه بالفريق البرهان ونائب رئيس المجلس السيادي حميدتي، دون الجلوس أو مقابلة رئيس الوزراء حمدوك، ثم دعوة عبد الفتاح السيسي للفريق حميدتي للقائه بالقاهرة، والذي يهدف دون أدنى شك في الضغط على المكون العسكري في التركيبة الحاكمة في السودان، بلى يد الجميع (إغراء أو ارغاما) واجبارهم على تبديل موقف الفريق السوداني المفاوض في قضية سد النهضة الإثيوبي، والوقوف مع رؤية مصر في هذا الشأن. ويمكن تفسير هذا الموقف المرفوض شعبيا لدى السودانيين، بأنه (تدخل سافر) في الشأن السوداني، وإملاء صريح لتغيير القرار السوداني لتوافق مع الموقف المصري، وهو ما يتعارض ويتقاطع مع مصالح دولة السودان وشعبه. وتأكيدا لما نقول، نشير إلى اجتماع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق حميدتي مع رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، زعيم طائفة الختمية محمد عثمان الميرغني المقيم منذ سنوات في مصر متنقلا بين القاهرة والمدينة المنورة وجدة ولندن، وتم اللقاء بحضور كل أبناء الميرغني وعدد قليل من اعضاء حزبه واتباع طائفته، وهو ما يشي بأن مصر الدولة قد (لعبت) ورقتها الأخيرة، برعاية اتفاق بين الميرغني والمكون العسكري في التشكيلة الحاكمة في السودان، مع تعمد استبعاد الحكومة المدنية التي يترأسها دكتور عبد الله حمدوك، وكذلك إزاحة الطرف الرئيسي الآخر وهو قوي الحرية والتغيير (قحت) من الطريق عن طريق تحالف جديد يتشكل بدعم ورعاية وقرار مصري، يجمع المكون العسكري في التشكيل الحاكم، وألاحزاب الطائفية الممثلة في الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الميرغني، وحزب الأمة الذي يطالب رئيسه الصادق المهدي بانتخابات مبكرة دون إكمال الفترة الانتقالية التي حددتها الوثيقة الدستورية التي تعاهد عليها الطرفان العسكري والمدني. وبهذا، فإن سيناريو ما يجري وجرى في القاهرة بعد زيارة رئيس جهاز المخابرات المصرية للخرطوم، وزيارة حميدتي للقاهرة، ولقائه السيسي والمرغني، يهدف بكل وضوح لسرقة الثورة السودانية، والتجهيز لانتخابات مبكرة تعيد الحزبين الطائفيين إلى الواجهة السياسة ولحكم السودان دون رغبة شعبه، ودون تقدير لدماء الشهداء وتضحيات أبناء الشعب السودانى، كل ذلك بتدخل مصري واضح ومفضوح، وهو ما سيعتبر نهاية لأية علاقات مستقبلية ببن السودان ومصر، وطعنة غادرة ومسمومة على ظهورنا جميعا، ولن يمر مرور الكرام.، فالشعب السوداني الذي انتفض ضد نظام الإنقاذ واسقطه، ودفع ثمنا غاليا لاقتلاع ذلك النظام، أرواحا غالية ودماءا زكية لن يسمح بتمرير هذا المخطط الخبيث الذي يضم أضلاع مثلث يمثله حميدتي الذي لا تخوله الوثيقة الدستورية ما هو مقدم عليه، وليس من مهام منصبه المحددة في تلك الوثيقة، وبين الضلع الآخر، وهو الميرغني الذي هو غائب عن الوطن لثلاثة عقود، ويريد أن يعود على ظهر كرسي مصري وبقرار منها، أما الضلع الثالث، فهو القيادة المصرية التي تلهث وراء مصالح بلده فقط، ويريد أن يسوقنا مثل قطيع من الغنم في مغامرة غير محسوبة العواقب ستعاني من نتائجها الكارثية مصر على المدى القصر والطويل.
الانسان الوطني يجب ان يسحق في ظل وجود الجارة مصر وعسكر يتأمرون بأمرها
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
احمد حمودى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست