عندما يحاول البعض في السودان ايهام انفسهم والشعب بامكانية تطبيق التجربة التركية والماليزية في نظام الحكم و استبشارهم بالنجاح الاقتصادي للنموذجين نقول لهم ان النجاح في النموذج يتطلب التزام بالمنهج. اردوغان ومهاتير لم يحدثا كل هذه النجاحات الا لالتزام احزبهما بمنهجهما.وقبل ذلك احترامهما للدستور القائم والذي عبد لهم الطريق للحكم . اردوغان صعد بحزب العدالة والتنمية علي مرتكزات شعبية في القواعدعلي مستوي البلديات والمحافظات والاقاليم و بدعم كثير من الاحزاب العلمانية الصغيرة وصولا لقمة هرم السلطة في المركز ما اعطاه اغلبية ساحقة لكن نفس الاحزاب سحبت دعمها عنه حين نوي تغيير الدستور . معروف ان الشعب التركي شعب له موروث اجتماعي اسلامي ولكن هذبته تجربة الدولة القائمة علي اسس علمانية .تعلم المسلمون الاتراك بفضل الثورة العلمانية معني الديمقراطية وحرية الاعتقاد والعدالة وحق الغير في ثمار المواطنة القائمة علي منهج اتاتورك في فصل الدين عن الدولة ومساواة جميع الاتراك في الحقوق والواجبات واحترام الدستور والقانون فارتقي الانسان التركي في حياته الاجتماعية وفهم معني التناغم. صار المسلم التركي من افضل النماذج الاخلاقية الاجتماعية قبل وصول اردوغان للسلطة بعشرات السنين.كان معروف ان الشعب التركي يمارس رقي في المعاملات بداية بالنزاهة والامانة والالتزام بصفوف الخدمة بالمتاجر والمواصلات العامة ونظافة المرافق واحترام حق الغير في الاماكن العامة وحتي في الحج كان الاتراك من اكثر الحجاج تنظيما اثناء المناسك يسيرون في صفوف معتدلة ويلتزمون بتعليمات القيادة والجهات المنظمة للتفوبج .كان الاتراك قبل اردوغان يتبعون نظاما اسلاميا للتكافل يضمن للفقراء الاتراك فرصة الحياة الكريمة عن طريق التشارك في بنك الخبز. قبل صعود اردوغان كان المجتمع التركي متسامحا ومتعايشا ويحترم كل الاديان ويحترم القانون والقضاء والدستور. عندما ترتقي الشعوب وتعرف قيمة الحرية وتنعتق من سلطة الفرد المطلقة وتتعود علي حرية الفرد والتعبير واختيار الحكام،لن تحن للسجون والظلم والفساد والشمولية البغيضة.لن تحن الشعوب الحرة للاضطهاد والظلم والتكميم وفقدان الارادة. لذلك لم يجد الاسلاميون في تركيا وماليزيا بدا من الارتقاء بتنظيماتهم السياسية والالتزام بمبداء سلمية تداول السلطة. الشعوب المسلمة من اوعي الشعوب واكثرها فهما للقيمة الايجابية لصلاح الفرد ودوره في صلاح المجتمع لذلك كلما يحيد التنظيم عن المنهج ويدفع بافكار واشخاص اضعف مما يجب تجد الشعب يرفض الانقياد ويخلق المتاريس لان المستبد سيجعل نفوذه يقوي ويفرض حكمه مهما كلفه الامر. اردوغان يا سادة اجبره المطروح من خيارات الحكم الجيدة ان يخرج افضل ما في جعبته وان يلتزم بالمنهج ليضمن البقاء في السلطة. هل علمتم الان لماذا كنا ندعوا الاسلاميين في السودان لبسط النموذج الديمقراطي وترقية سلوك افرادهم قبل التمكين وفرض المشروع الحضاري الذي ولد غريبا في سبتمبر ايام نميري فاعادوا استنساخه في يونيو علي يد الترابي البشير.ولد غريبا واستنسخ غريبا فمات قبل ان يولد مسخا ،لان تغيير المجتمع كان يتطلب اختيار النماذج الفردية المثالية بالتنظيم وكان يتطلب تدرجا هرميا في التطبيق وفهما اعمق لمعطيات معادلة الدولة القائمة واحترام مكوناتها الدينية والعرقية والاثنية .كان يتطلب تضحيات من التنظيم وكاريزما قيادية تضمن رؤية اشمل وكلية للوحة الدولة ككل. كانت تتطلب تركيزا علي القواعد واستيعاب اهمية حرية الاختيار والتعدد ويعرف كيف يعيش كمجتمع مواطنة يلتزم بالشوري لتوفير حلول لقضاياه اليومية. حينما ترتقي الشعوب تصبح ارض صالحة لبذر اي مشروع حكم صالح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة