سودافاكس- الخرطوم : سودافاكس- الخرطوم : (1) لم يجد د. محمد علي الجزولي بكل مرجعياته التاريخية، وقراءاته المتعددة، ومع تشدده الديني الذي صنفه في بعض الاحيان من (الدواعش) ، غير ابيات لشاعر الشعب محجوب شريف ليجعلها شعاراً لصفحته على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وهو يجعلها عنواناً لصورة الغلاف الخاصة بصفحته حينما كتب عليها كلمات محجوب شريف (حنبنيهو وطن شامخ وطن عادل) لتكون تلك الكلمات من بعد شعار لحزبه (حزب دولة القانون والتنمية). وان حاول الجزولي التدخل في المقطع الشعري والتعديل فيه لأن الاصل عند محجوب شريف اقوى واجمل واشمل (حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي وطن شامخ وطن عاتي وطن حدادي مدادي). محمد علي الجزولي يفعل ذلك ويقر ويعترف بذلك الشعار اعجاباً به وإيماناً، رغم خصومته الشديدة لاهل اليسار الذين جاء منهم محجوب شريف وكانت اشعار محجوب شريف تمثل شعاراتهم وإيقوناتهم، لما فيها من وطنية ونبل وقيم ومثل وأخلاق. هذا الامر لا نقصد به التقليل من محمد علي الجزولي ولا نهدف عبره اظهار تناقضاته، حيث يحسب ذلك لصالح محمد علي الجزولي لأن رفعه لشعار بهذه المضامين شيء يحسب له، ولا يخصم منه، حتى وان كان السياق سياق تناقض. قصائد محجوب شريف ومحمد الحسن سالم حميد والكثير من شعراء اليسار ،تأتي في سياق انساني وأخلاقي وتكافلي وتضامني– لا نجده عند غلاة الاسلاميين الذين شوهوا في اوقات كثيرة سماحة الاسلام عندما رفعوا شعارات من فصيل (فلترق كل الدماء) وقد قال الله سبحانه تعالى لرسوله الكريم عليه افضل الصلوات (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ). (2) ساقني الى ذلك المنحى الاجتهادات الكثيرة والتأويلات والتفسيرات المختلفة التى شغلت الاسلاميين بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك. هذا الاهتمام الكبير بالحدث– لم اشهده حتى عند قوى الحرية والتغيير ولا اظنه يوجد عند الاجهزة الامنية نفسها. حتى زوجة حمدوك اكتفت بعد الحادثة بكلمات على صفحتها تؤكد فيها استمرار الثورة، ومضت بعد ذلك في حال سبيلها. اما الاسلاميون فان الرهق الذي اصابهم من الحادثة كان اكثر مما اصاب حمدوك نفسه. د. محمد علي الجزولي نشطت صفحته على (الفيس بوك) تفسيراً وتحليلاً لمحاولة اغتيال حمدوك. لم يترك الجزولي شاردة او واردة في محاولة الاغتيال– وكان الجزولي في كل اخباره وتفسيراته التى ينشرها على صفحته يجتهد ان يجعل الشيوعيين في مرمى الاتهام– رغم الشعار الذي يضعه لهم اعلى صفحته عن (البناء والعدل)- هذا تناقض اخر لرئيس حزب القانون والتنمية. (3) امس الاول طرح د. محمد علي الجزولي تلك المراجيح لمحاولة اغتيال حمدوك وانتظر الاجابات من متابعي صفحته. كتب الجزولي متسائلاً : ما هو الاحتمال الراجح عندك- الهدف من حادثة كوبري كوبر : 1 / إلهاء الناس عن الأزمة الاقتصادية الخانقة . 2 / جلب التعاطف مع حمدوك وحكومته بتحويلهم إلى ضحية. 3 / ضرب استقرار البلاد لتهيئة الأجواء لانقلاب عسكري سيساوي قمع دعاة الحكم المدني من الإسلاميين والعلمانيين على حد سواء . 4 / إيجاد غطاء لاستيعاب القحاتة في الأجهزة الأمنية او بناء جهاز أمني خاص بهم . 5 / شيطنة الإسلاميين والتضييق على الحريات وقمع معارضي قحت وتقديم الحلول الأمنية . 6 / صناعة فوضى تجعل الناس يحنون للنظام السابق ويفتح الباب لثورة مضادة . 7 / إيجاد غطاء للوصاية الدولية على السودان باعتباره دولة فاشلة وسيهدد انهيارها الامن والسلم الدولي . ما هو الاحتمال الأكثر رجحاناً من وجهة نظرك ؟. الى هنا انتهى استبيان محمد علي الجزولي– مع ان الاستبيان والاحتمالات السبعة التى طالب الجزولي بترجيح واحد منها تبدو من ناحية نظرية (مقبولة) او (منطقية)، لكنها لا تخرج من (الخبث) و (المكر) الذي يقصد به ضرب الثورة. اذا فسرنا احتمالات الجزولي تلك وتوقفنا عند الاحتمال الاول والثاني والذي يتحدث عن الهاء الناس عن الازمة الاقتصادية وجلب التعاطف لحمدوك سوف نجد ان هذا الامر لو كان حقيقة فقد وقع في شركه الاسلاميون أنفسهم– فهم وحدهم من انصرفوا عن الازمة الاقتصادية الى محاولة اغتيال حمدوك– وهم الآن من يلهون الشعب عن ازماته بسبب تفسيراتهم وانشغالهم بمحاولة الاغتيال. اما جلب التعاطف لحمدوك فاني اعتقد ان انصار النظام البائد والمنتمين له هم اكبر جالب للتعاطف لحمدوك– بسبب هذا الذي يقومون به. لا اتحدث عن محاولة الاغتيال وحدها – وإنما اتحدث عن تفسيراتهم وتصريحاتهم بعد المحاولة. في الاحتمال الثالث تحدث الجزولي عن ضرب استقرار البلاد– وهذا شيء متفق عليه ينشط فيه النظام البائد– ليس من مصلحة الحكومة الانتقالية ان تضرب استقرار بلاد هي في قمة سلطتها. الحديث عن ايجاد غطاء لاستيعاب القحاتة في اجهزة الامن– لا يحتاج الى كل هذا الجهد– هذا امر ثانوي تحقيقه ايسر مما يتخيل الجزولي. الاحتمال الخامس يتحدث عن شيطنة الاسلاميين– وهل كانت الحكومة الانتقالية في حاجة لاثبات ذلك بعد الثورة؟. المفارقة ان الجزولي وضع شيطنة الاسلاميين الى جانب قمع معارضي قحت– وهذان امران لا يمكن ان يلتقيا. ان كانت المحاولة مقصود بها شيطنة الاسلاميين وقمع معارضي قحت كان المستهدف سوف يكون البرهان او حميدتي وليس حمدوك!!. الاحتمال السادس يبدد (مسرحة) محاولة اغتيال حمدوك– اما الاحتمال السادس فلا يمكن الوصول اليه عبر هذه النتيجة. (4) بغم / لم اكن اتوقع او اتخيل ان حمدوك بكل هذا الحجم والاهمية عند الاسلاميين… فقد شغلتهم محاولة اغتيال حمدوك حتى عن (كورونا). من الصعب ان تجد اسلامياً هذه الايام لا يتحدث عن محاولة اغتيال حمدوك حتى وان كان يتحدث مع (ضله).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست