الأستاذ خالد الحاج معقبا: د. حيدر و"أصطلحوا مع اسرائيل"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 02:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-01-2020, 02:52 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ خالد الحاج معقبا: د. حيدر و"أصطلحوا مع اسرائيل"

    01:52 PM March, 01 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله عثمان-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    تعقيب على كتابة د. حيدر ابراهيم علي حول ما ما اعتبره بيان الجمهوريين حول التطبيع مع اسرائيل ..

    بقلم: خالد الحاج عبد المحمود/رفاعة

    التفاصيل

     نشر بتاريخ: 28 شباط/فبراير 2020

     الزيارات: 121

     


    بسم الله الله الرحمن الرحيم

    كتب د. حيدر ابراهيم بموقعsudanile بتاريخ 21 فبراير 2020 نقدا للفكرة الجمهورية، تحت غطاء البيان حول التطبيع مع اسرائيل.. وبعد أن تحدث د. حيدر عن صداقته للفكرة الجمهورية، وأشار إلى تاريخ علاقته بالأستاذ محمود وبعض الجمهوريين.. ذهب ليقول: "لكل ذلك كانت فجيعتي عظيمة حين قرأت بيان تأييد التطبيع مع الكيان الصهيوني وتأييد الموقف العسكري السوداني الأخير والمهرول نحو التطبيع طمعا في القبول والرضا الامريكي . وجدت نفسي في موقف لا أُحسد عليه : هل أسير في طريق : انصر أخاك ظالمأ أو مظلومأ . وأتجاوز هذه الخطيئة الكبرى أم أقف موقف الصديق الناصح كثير العشم في فكر الأصدقاء المستنيرين؟".. انظر الى عبارة التهويل هذه (فجيعتي عظيمة).. (الخطيئة الكبرى).. وهو تهويل بدأ به عنوان المقال (هل يتحول الإخوة الجمهوريون من الفكر المستنير إلى الطائفية الجديدة؟).. انظر (الطائفية الجديدة)؟؟ وأمر الطائفية، هو أمر ركز عليه د. حيدر في في كتابته.. وعبارة د. حيدر (وتأييد الموقف العسكري السوداني الأخير والمهرول نحو التطبيع طمعا في القبول والرضا الامريكي)، عبارة لا تجد لها مكانا في البيان الذي ينقده.. فالبيان لا يؤيد (الموقف العسكري السوداني الأخير) لأنه أساسا لا يوجد موقف عسكري سوداني، وإنما موقف حكومة السودان ممثلة في أحد اعضاء مجلس السيادة، وكونه عسكريا، أو غير عسكريا هذا لايغير في الامر شيء، فهو ممثل الحكومة.. أنا شخصيا لي تحفظات شديدة حول العسكريين ومواقفهم، منذ قيام الثورة، ولكن هذا لا يعطيني الحق أن أقول عن التطبيع أنه عمل يرجع (إلى الموقف العسكري السوداني) لا أقول هذا القول لأنه خطأ، يحول القضية عن مسارها.. كان البيان الذي ينقده د. حيدر واضحا في هذا الصدد، فقد اشترط لتأييده أن يكون التطبيع ليس عمل فرد وإنما عمل نظام، مؤسسة.. يقول البيان: "نعم للسلام والتطبيع مع اسرائيل، على أن ياتي من باب المؤسسة وليس الفرد".. هذا قول واضح يجعل زعم د. حيدر بتأييد الموقف العسكري السوداني الأخير، قول لا سند له، هو ضد الواقع.. ثم إن البيان الذي اتهمه د. حيدر بالهرولة للتطبيع (طمعا في القبول، والرضا الامريكي)، هو عكس ما زعم د. حيدر وقد جاء في البيان قوله: "إننا لسنا مع الانسياق والهرولة تجاه اسرائيل دون بصيرة وبدوافع الخوف من امريكا أو الطمع في رضائها".. 

    وموقف البيان من الهرولة واضح ومحدد ، هو أوضح مما يريده د. حيدر.. فلماذا ترك د. حيدر هذه النصوص الواضحة من البيان، ثم ذهب ينسب له عكس ما يقول.
    هنالك ملاحظة هامة جدا وهي، أن د. حيدر لم يورد ولا نص واحد من البيان الذي زعم انه ينقده، ومع ذلك أورد عبارات التهويل التي اشرنا اليها.

    الطائفية:
    من عنوان كتابة د. حيدر بدأ باتهام الجمهوريين أنهم يتحولون من الفكر المستنير إلى الطائفية الجديدة..وفي متن كتابته جاء قوله عن الجمهوريين (ولكنهم في حادثة البيان الأخير كشفوا عن توجه طائفي خطير)؟؟ هل في البيان ما يدل على توجه طائفي خطير؟ وما الدليل الذي أورده د. حيدر؟ يقول د. حيدر في دليله:(لأنهم تتبعوا خطوات الأستاذ وقع الحافر دون تساؤل أو شك)، فهل في البيان تتبع لخطوات الأستاذ، بالصورة التي تجعل د. حيدر يتهم أصحابه بالطائفية؟!.. بعد العبارات الأخيرة ترك د. حيدر البيان وذهب ليتحدث عن كتاب (اصطلحوا مع اسرائيل) الصادرة طبعته الأولى في 1978م ، ليقول أن الكتاب صدر في ظروف مختلفة تماما عما يحدث الآن.. ثم ترك موضوع الكتاب ليعود اليه لاحقا، وذهب ليقول: " أما الان فقد تزامن لقاء البرهان مع زعيم الكيان الصهيوني مع صفقة القرن التي شطبت كل حقوق الفلسطينيين الشرعيه والأهم من ذلك فقد اشترط الأستاذ، تطبيق قرارات مجلس الامن من1 قرار التقسيم عام 1948 م . ولكن بيان الجمهوريين لم يتطرق لهذه القرارات وكأن تأييده للقاء البرهان مجانا".. اتهم د. حيدر الجمهوريين بأنهم يتجهون إلى الطائفية، وأورد دليله على ذلك إنهم في البيان(تتبعوا خطوات الأستاذ وقع الحافر).. وبدل أن يبين كيف تتبعوا خطوات الأستاذ، ذهب ليبين كيف أنهم ناقضوا الأستاذ، فقد اشترط الأستاذ التقسيم حسب قرار مجلس الأمن 1948م (ولكن بيان الجمهوريين لم يتطرق لهذه القرارات وكأن تأييده للقاء البرهان مجانا). دليل د. حيدر على أن الجمهوريين تتبعوا خطوات الأستاذ وقع الحافر هو أنهم ناقضوا الاستاذ ولم يوردوا قرارات مجلس الأمن!! فماذا يقال عن هذا؟!!
    د. حيدر يتهم الجمهوريين بالطائفية من البيان الذي يناقشه، على اعتبار أنهم يتتبعون الأستاذ ثم لا يورد أي دليل على ذلك، والدليل الوحيد الذي يورده ينقض زعمه، فهو على عكس ما زعم.. والبيان لم يشر إلى قرار التقسيم، لأن أوانه قد فات.. ود. حيدر يذكرنا بالظروف المختلفة تماما، وبعد هذا يطالبنا بالاشارة إلى الرجوع إلى موضوع تقسيم 1948.
    الجمهوريون نبهوا منذ البداية إلى أن التسويف في الأخذ بحل التقسيم، يجعل الحل يفقد قوة المساومة.. وقد سوف العرب كثيرا ولم يعد ولا واحد يطمع في التقسيم المشار إليه.. وقد جاء في كتاب (اصطلحوا مع اسرائيل) المطبوع في يناير 1978م، والذي يشير إليه د. حيدر ، جاء ما نصه: "إن حلنا العاجل الذي اقترحناه في 1967م في كتاب مشكلة الشرق الأوسط، وطالبنا فيه بانسحاب اسرائيل من كل الأراضي التي احتلتها منذ عام 1948م لا يجد مكانه اليوم، بعد أن كان، من قبل، ممكنا، لو كان زعماء العرب في مستوى المسئوولية، وفي مستوى الاخلاص والصدق مع شعوبهم.. ولات حيث مندم ! والآن!! فإن هذا الحل بإعادة الاراضي التي احتلتها اسرائيل في عام 1967م والذي قام عليه قرار مجلس الأمن رقم 242، سيفقد قوته مع مرور الزمن، لا محالة، لو لم يتدارك زعماء العرب مغبة الابطاء في الأخذ به"..
    هذا ما قيل عام 1978م، ونحن الآن في سنة 2020، فليذكر د. حيدر نفسه بدل أن يذكر الذاكرين.. فليذكر نفسه بأن اقتراح التقسيم كان في ظروف (مختلفة تماما عما يحدث الآن).
    يقول د. حيدر (من أسباب دعوة الاستاذ للصلح أن العرب ليسوا شعوب حرب ومواجهة بسبب النظم الحاكمة حينها) وهذا قول دون مستوى قول الأستاذ بكثير..دعوة الأستاذ للصلح تقوم على أن وقتنا الحاضر يحتاج للسلام لا للحرب.. ووضع اسرائيل وحلفائها، ووضع العرب جعل (الحل العسكري غير ممكن، على الاطلاق ، وذلك لأمر بسيط ، وهو أن العرب لا يحاربون دولة اسرائيل، وإنما يحاربون من ورائها، دول امريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والمانيا الغربية.. وهم قد التزموا بالمحافظة على حدود دولة اسرائيل، حسب ما يعطيه قرار التقسيم الذي اتخذته الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر 1947م، التزم بذلك منذ عام 1950م كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا.."
    والأستاذ محمود ضد القومية العربية كدعوة عنصرية، والعرب يحاربون اسرائيل تحت راية القومية، يقول الأستاذ محمود: " إن العرب يريدون أن يقيسوا قامتهم، كعرب، إلى تحديات عصرهم الحاضر، وليس لقامتهم تلك، هاهنا،غناء، فان تحديات العصر ارتفعت إلى صراع الأفكار والمذاهب، وخلفت وراءها، بأمد بعيد، العنصريات"..هذه هي الأسباب الأساسية لدعوة الأستاذ للصلح.. فقد قال الاستاذ عن العرب إنهم يهود يحاربون يهود!! وهذا ما لا يريده لهم..
    نحن لا نحتاج لأن يذكرنا د.حيدر بألا نكون ظائفيين، فقد ظللنا طوال حياة دعوتنا نحارب الطائفية بوعي ومسؤولية.. وعملنا في الدعوة كله يقوم على الفكر، وعلى كلٍ لم يورد د. حيدر ولا نقطة واحدة تسند زعمه عن الطائفية، كما أوردنا.. فليبحث عن التوجه الظائفي في مكان آخر.. ولكن أكثر من ذلك د. حيدر يتهمنا بالسلفية، وهو إتهام أوهن من إتهام الطائفية، لأنه نقيض ما نحن عليه.. وسنرى اتهامه في هذا الصدد.
    لم يتعرض البيان الذي يتحدث عنه د. حيدر ل(صفقة القرن)، فهي موضوع آخر لا معنى أن يزج به حيدر في موضوع التطبيع.. لم يورد د. حيدر رأياً واضحاً لمعارضته التطبيع، فهو تحدث عن "تأييد التطبيع مع الكيان الصهيوني وتأييد الموقف السوداني العسكري الأخير" لكن التطبيع في حد ذاته لم يورد ولا سبباً واحداً لمعارضته له.. وحتى لو أورد، فهذا رأيه وله فيه الحق، كما للآخرين الحق في تأييد التطبيع، على أن يورد كل من الطرفين أسبابه الموضوعية.. هل السودان أول دولة تسعى للتطبيع؟! لقد قامت مصر، بالتطبيع فعلاً قبل زمن طويل.. والسودان ليس أولى من بقية الدول العربية في معاداة إسرائيل.. أعتقد أن النقطة الوجيهة التي كان يمكن أن تثار ضد تطبيع السودان مع إسرائيل، هي: هل تملك الحكومة الحالية، كنظام انتقالي هذا الحق؟

    الإتهام بالسلفية:
    لم يورد دكتور حيدر ولا نص واحد من البيان الذي يفترض أنه يرد عليه.. ثم ترك البيان وذهب ينقد الفكرة الجمهورية في أساسها.. وهذه المرة أورد نصاً مطولاً واستخرج منه اتهامات اكثر شناعة.. بدأ دكتور حيدر بقوله: "وكان تحليل الاستاذ للصراع الصهيوني _ العربي من منظور ديني سلفي، ولم يتعمق التحليل سياسيا، فهو ينطلق من الايمان بالاديان الإبراهيميه الثلاثة : اليهودية ،المسيحية ، والاسلام ".. هذا قول كله خطأ، ويقوم على مفارقات كبيرة؟؟ أولاً لا يمكن من له أبسط إلمام بالفكرة الجمهورية أن يقول ان تحليل الاستاذ "ينطلق من منظور ديني سلفي".. هذه مغالطة فجة.. فالفكرة الجمهورية مخالفة بصورة أساسية للفكر الديني السلفي.. فاذا جاء دكتور حيدر ليزعم أن في مجال ما، تنطلق من منظور ديني سلفي، فقوله هذا رد عليه، ولا يقبله من له أبسط المام بالفكرة الجمهورية.. ونحن سنناقش موضوع سلفي هذا لاحقاً.. ولكن من أين استدل دكتور حيدر على زعمه هذا الذي قال به؟! من الواضح أنه استدل على زعمه بقوله بأن الاستاذ "ينطلق من الايمان بالاديان الإبراهيمية الثلاثة".. وهذا قول خطأ بصورة أساسية.. فالاديان الإبراهيمية تقوم على التوحيد، ولكن حتى بالنسبة للتوحيد الاختلاف بينها اختلاف هائل جداً.. أما الاختلاف في مجال التشريع فهو أكبر.. حتى بالنسبة للاسلام لا يقال أن الاستاذ ينطلق منه بهذه الصورة المعممة.. فالاستاذ محمود داعي للرسالة الثانية من الاسلام، وهي تختلف بصورة جذرية عن الفكر السلفي.. والأستاذ يؤكد أن الفكر الاسلامي السلفي لا يصلح للانسانية المعاصرة، فمن خطل الرأي، والظلم الفادح، أن يُتهم هو نفسه أنه ينطلق من الفكر الاسلامي السلفي.. هذا قول لا يجد ما يبرره، بأي صورة من الصور، فهو اتهام باطل، وصرفٌ لفكر الاستاذ إلى ما هو خلافه.. الرسالة الثانية تقوم على أصول القرآن.. والفكر السلفي يقوم على فروع القرآن، على الشريعة.. وبين الاصول والفروع اختلاف هائل، لا ضرورة للتفصيل فيه هنا.. أما زعم دكتور حيدر بأن الاستاذ لم يتعمق التحليل السياسي، فهو بهتان فظ، وادعاء أجوف.. كان ينبغي أن يورد دكتور حيدر شيئاً عن التحليل السياسي للأستاذ محمود، ثم يناقشه، هذا هو الحد الأدنى من الموضوعية.. وقد كتب الأستاذ في كتاب مشكلة الشرق الأوسط، ثمانين صفحة في التحليل السياسي، ولم يتعرض د.حيدر ولا لسطر واحد من هذا التحليل، ثم ذهب يزعم ما زعمه فقط من منطلق الاستاذية، والذي زعم فيه بأنه ينطلق من الاديان الابراهيمية، وهو منطلق خاطيء كما رأينا.
    ثم يذهب دكتور حيدر ليورد نصاً من كتاب (اصطلحوا مع إسرائيل)، ليدلل على أن منطلق الاستاذ هو التوحيد.. والقول بأن منطلق الاستاذ هو التوحيد قول صحيح تماماً.. ولكن ماذا يفهم حيدر عن التوحيد؟! هل التوحيد يقوم على اساس سلفي، كما يشتم من حديث دكتور حيدر؟ ولماذا يستنكر دكتور حيدر الانطلاق من التوحيد؟! هو لم يورد أي سبب، وإنما فقط زعم من عنده أن الانطلاق من التوحيد موقف ديني سلفي.. وهذا يدل دلالة قوية على انه ليس لدكتور حيدر أبسط إلمام بالفكرة الجمهورية، وبصورة خاصة تصور التوحيد، فهو غائب عنه تماماً.. ولو كان له أبسط إلمام بموضوع التوحيد لما قال ما قال.. التوحيد جاءت به كل الأديان السماوية، وهو يقوم على كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، المبنى واحد والمعاني جدٌ مختلفة.. والتوحيد بدايته في الأرض، ونهايته في السماء، يقول تعالى: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".. فالله تعالى شهد بذاته لذاته بانه لا إله إلا هو.. وشهد الملائكة في السماوات والأرض، وشهد اولوا العلم في الارض بأن لا إله إلا الله.. فشهادة التوحيد بدايتها في الأرض، ونهايتها عند الله في ذاته، في الاطلاق، والمطلوب السير من مستوى ما عند الناس في الارض إلى ما عند الله في اطلاقه، وهذا سير سرمدي لا نهاية له.. ولا إله إلا الله تعني لا فاعل لكبير الاشياء وصغيرها إلا الله.. الله تعالى هو الفاعل الحقيقي لكل ما يحدث في الوجود، ووراء فعله دائماً هنالك حكمة.. فالاحداث السياسية او أي احداث كونية لها حكمة، لا يعرفها إلا الموحدون.. من أجل ذلك قراءة الاستاذ محمود للاحداث، قراءة تقوم على معرفة الحكمة من وراء الحدث.
    ثم إن التوحيد من الناحية السلوكية العملية، وهذا هو الاهم، يقوم على التقوى "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" والتقوى علم وعمل بمقتضى العلم، وهي تكسب المتقي نوراً في عقله يميز به بين الاشياء في أدق الامور، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا).. فرقاناً يعني نوراً في عقولكم تميزون به بين قيم الاشياء.. والتقوى تكسب السالك دقة الفكر وحياده، وذلك لأنها تخلصه من اتباع الهوى، وهو العامل الأساسي في التواء الفكر.. كما تخلصه من خداع الحواس.. والفكر المتخلص من الهوى ومن خداع الحواس، هو وحده الفكر الحر.. فالتقوى عمل في رياضة العقول يتدرج من النفس الأمارة إلى النفس الكاملة.. التوحيد بالمعنى السلوكي هو صفة الموحِد - بكسر الحاء- صفة الانسان.. وهو يعني هنا توحيد الانسان لذاته ليعرف الواحد.. وبداية هذا التوحيد هو توحيد الفكر والقول والعمل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون".. واضح جدا أنه ليس لدكتور حيدر ابسط المام بمفهوم التوحيد.. وهذا الجهل بالتوحيد يحرمه الحق في أن يتحدث عنه.. فالمرء لا يتحدث في ما لا يعلم.. وعن طريق التوحيد يملك السالك أن يزن أي فكر، بدقة وبموضوعية.. ومن أوليات التوحيد، أن كل ما دخل الوجود، دخل بإرادة الله، وإرادة الله من المستحيل أن تكون باطلة.. فالباطل المطلق لا وجود له، ولذلك لكل شيء ايجابياته وسلبياته، ونعرفها بنور التوحيد.. المهم أن الأستاذ محمود يزن كل شيء، بميزان التوحيد - ميزان الاسلام.
    أورد د. حيدر نصا مطولاً بعض الشيء من كتاب (اصطلحوا مع اسرائيل)، ثم ذهب ليخرج تخريجات من عنده، تقوم على الاتهامات الفظة، دون أي دليل .. بل هي عكس ما تقوم عليه الفكرة، وعكس ما أورده من نص، والمشكلة، كل المشكلة، أنه يتحدث عن أشياء غائبة عن علمه تماما.. وذهب د. حيدر بعد أن أورد النص إلى قوله:"هذه دعوة أصولية وسلفية في لغة جديدة يرفعها متعلمون ومثقفون يحاولون النأي بأنفسهم عن دين الطائفية ودين الأخوان المسلمين وعلمانية اليساريين".. كل هذا القول مجرد سباب ينطلق من موقف خاص، لا من فكر.. وهو فقط تقريرات يقررها د. حيدر دون مجرد المحاولة لايراد دليل عليها.. فالاتهام بالأصولية والسلفية، ليس اكثر من سباب، وقمنا بطرف من الرد عليه.. أما القول بأننا نحاول النأي بأنفسنا عن الطائفية والأخوان المسلمين وعلمانية اليسار، فهو قول أجوف يدل على المبالغة في عدم الموضوعية.. فنحن لا نحاول أن ننأى بانفسنا من الجهات التي ذكرها.. والاختلاف بيننا وبينها اختلاف كبير وجذري.. وهو اختلاف تناولته العديد من كتبنا بوضوح وبتفصيل.. وقول د. حيدر هذا، هو محض افتراء، يكذبه الواقع، ولا يجوز على من له ابسط المام بالفكرة.. ونحن إذا استبعدنا المهاترات، فقول د. حيدر لا يقوم إلا على جهله هو بالإلمام بالفكرة، بصورة عامة، والإلمام بالتوحيد بصورة خاصة..
    ويقول د. حيدر: "الأخوة الجمهوريون وهم يحاولون الانحياز إلى التنوير والفكر الجديد، يجب عليهم أن يدركوا ان الفكرة الجمهورية ليست نهاية التاريخ والآيدلوجيا، وأنها لاتمتلك الحقيقة المطلقة التي ترتكز على الحقيقة الالهية الازلية، وأنها فكرة نسبية متغيرة".. كل هذه المهاترات ليس لها أي ضرورة، وهي تتضمن اتهامات فظة، هي على عكس ما نحن عليه.. القول عن الفكرة أنها لا تملك الحقيقة المطلقة التي ترتكز على الحقيقة الأزلية، وأنها فكرة نسبية متغيرة، هو قول أكثر ضحالة من غيره، وهو الآخر ليس مبنيا على أي شيء سوى جهل الآخر بالتوحيد.. هو أخذ العبارة الواردة في النص الذي نقله، وجاء فيه أن الفكرة تقوم (على مركزية التوحيد، وهي مركزية طوعت لهذه الدعوة أن تطلع على حقائق الأشياء، حيث اطلعت على الحقيقة الإلهية الأزلية".. د. حيدر لا يعرف الحقيقة الإلهية الأزلية، ولا كيف يكون الإطلاع عليها!!.. ومن جهله هذا ذهب ليتهمنا بأننا، او فكرتنا تملك الحقيقة المطلقة..
    الحقيقة المطلقة، حسب الفكرة الجمهورية، هي الذات الإلهية المطلقة.. وهي لا تعرف بالعقول خل عنك أن تملك.. فالمتدين بداهة ينفر من هذا القول بملكية الحقيقة المطلقة.. لأن موضع العبد العبودية، ويستحيل أن يخطر بذهنه القول بملكية الحقيقة المطلقة – ملكية الذات الإلهية.. هذه هرطقة لا يقول بها أحد له علاقة بالدين .. المهم حسب الفكرة الجمهورية الذات الإلهية لا تعرف لأنها مطلقة، وفوق ادراك العقول.. هذه الحقيقة الإلهية الأزلية، مرة أخرى، مطلقة لا تدركها العقول.. هذه الذات هي الثابت الوحيد في الوجود.. ووجود الثابت الوجودي، ليس له مقابل في الأفكار الأخرى، وهذا من أكبر أسباب قصورها.. فإن وجد ثابت وجودي يا د. حيدر في غير الاسلام فقل لنا.. الذات الإلهية لكي تعرف تنزلت، فأمكن معرفتها، عن طريق خلقها، يقول تعالى، في الحديث القدسي: "كنت كنزا مخفيا، فاحببت أن أعرف، فخلقت الخلق، فتعرفت اليهم، فبي عرفوني".. الفكرة الجمهورية لأنها تعلم ان علم الله مطلق، لا تلحق بها شبهة أنها تحيط بعلم الله.. ولأنها – الفكرة الجمهورية _ تعلم أن السير هو سير إلى الله في إطلاقه، فلا تلحق بها تهمة أنها (نهاية التاريخ).. التاريخ ليست له نهاية.. وهو ليس تاريخ الأرض فحسب، وإنما تاريخ كل الوجود الحادث.. لأنه سير إلى الله المطلق في اطلاقه، فهو سير لا نهاية له على الاطلاق.. والمعرفة فيه لا نهاية لها على الاطلاق، يقول المعصوم: "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا، وتروح بطانا، ولعلمتم العلم الذي لا جهل بعده، وما علم ذلك احد! قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا!! قالوا: ما كنا نظن الأنبياء تقصر عن شيء.. قال: إن الله أجل وأخطر من أن يحيط بما عنده أحد".. ونحن يا د. حيدر نعوذ بالله من أن نزعم أننا نحيط بعلم الله.. هذا قولك أنت، وهو رد عليك.. وفي حديث آخر يقول المعصوم : "لا يزال المرء يعلم ما لم يظن أنه قد علم.. فإن ظن أنه قد علم فقد جهل".. وأمر الدين في الفكرة الجمهورية، كله يقوم على العبودية لله، العبودية تعني نفي الادعاء في أي مجال من المجالات..
    لقد صغرتنا كثيرا، وأهنتنا اهانات صارخة، قبيحة بمعايير الدين، وليس لك في ذلك أي شبهة حق، وإنما هو محض تجني.. أما النسبية عندنا فهي نسبية رأسية!! تقوم على: وفوق كل ذي علم عليم، إلى أن ينتهي العلم عند علام الغيوب في اطلاقه.. لقد قال بنهاية التاريخ، وخاتم البشر، المفكر الأمريكي فوكوياما، وقمنا بالرد عليه، فإذا بدكتور حيدر يتهمنا من عنده، بنفس ما قمنا بالرد عليه!! أليس هذا استخفاف؟
    نحن لا نتهم د. حيدر بأنه من الاخوان المسلمين، كما فعل هو معنا.. لأننا نعلم أنه ليس من الاخوان المسلمين، كما يعلم هو تماما أننا لسنا منهم.. ولكننا نتهم د. حيدر بأن اسلوبه هذا في النقد هو اسلوب اخوان مسلمين، لا يختلف عن اسلوبهم في شيء.. ثم إننا لا نحاول الانحياز إلى التنوير كما قلت انت في عبارتك(وهم يحاولون الانحياز إلى التنوير والفكر الجديد).. التنوير بالمفهوم الغربي، في جميع صوره، منذ عصر التنوير و‘لى ما بعد الحداثة، نحن لسنا معه، ولنا فيه رأي مكتوب في عدة كتب.. نقترح عليك الاطلاع على كتاب (الفكر بين الاسلام والحضارة الغربية).. نحن لسنا مجرد مستهلكين لبضاعة الغرب، وإنما نحن اصحاب تنوير بديل، فمن الخير لك ان تطلع عليه قبل أن تكيل لنا الاتهامات.. مشكلتك يا د. حيدر، أن ثقافتك الدينية، ضعيفة جدا، إذا كانت أصلا موجودة.. انت في كتابتك هذه، واضح جدا، أنك تنطوي على أمور ضد الجمهوريين وضد فكرتهم، اتخذت من التعليق على البيان فرصة لتخرجها من داخلك.. وواضح جدا أنك قليل الاهتمام بما تكتبه.. فانت في كتابتك هذه نقلت نصا من كتاب للأخوان الجمهوريين ونسبته للأستاذ محمود!! نحن لا مانع لدينا من مناقشة ما ورد في الكتاب على اعتبار أنه من فكر الأستاذ محمود، ولكن الواقع الكتاب ليس للأستاذ محمود وليس من حقك أن تنسبه له.
    تحدث د. حيدر في كتابته، وكأنه بين أمرين فقال: (هل أسير في طريق : انصر أخاك ظالمأ أو مظلومأ . وأتجاوز هذه الخطيئة الكبرى أم أقف موقف الصديق الناصح..) .. (انصر اخاك ظالما) حديث نبوي.. وقد سئل النبي: كيف ننصره وهو ظالم؟! فقال: أن تردوه عن ظلمه.. فهو طريق واحد لا طريقين.
    بقي الأمر الأخير والمحير جداً!! الجمهوريون لم يصدر لهم أي بيان عن التطبيع.. نعم يا د. حيدر، لم يصدر لهم أي بيان!! فهل وجدت في البيان الذي ترد عليه أنه صادر باسم (الاخوان الجمهوريين).. البيان صادر بصورة واضحة، لا لبس فيها باسم (الحزب الجمهوري) والحزب الجمهوري كيان يختلف عن الاخوان الجمهوريين، هو كيان منشق عن الجمهوريين ومفارق، ولا يمثل الجمهوريين بأي حالة من الحالات.. هم جماعة قليلة جداً، تتزعمهم الأستاذة أسماء محمود.. والأستاذة اسماء لم يضعها الأستاذ على رأس التنظيم، ولا على رأس قيادة الاخوات الجمهوريات.. فزعامتها هذه هي خروج على الأستاذ محمود، ونحن نرفضه رفضا تاماً.. وقد دارت حوله بعض الكتابات في المواقع المختلفة.. فلا يحق لدكتور حيدر أن ينسب ما كتبه الحزب الجمهوري، للجمهوريين.. والأمر واضح لأنه نقل عن كتاب (اصطلحوا مع اسرائيل)، والكتاب مكتوب في 1978م ، في حضرة الأستاذ محمود محمد طه، وهو قد صدر باسم (الأخوان الجمهوريين)، وليس الحزب الجمهوري.. ونحن لا نطالب د. حيدر بمتابعة ما يحدث وسط الجمهوريين، ولكن نطالبه بشدة أن يكتب مصدرالبيان الذي يتحدث عنه، كما هو وارد في البيان..هذا أقل ما تقتضيه الموضوعية.. لا تنسب قول جماعة لجماعة أخرى.
    يطالبنا د. حيدر في آخر كتابته بقبول (نقد الآخرين المختلفين)، عن الفكرة.. ونحن مما لا شك نقبل نقد الآخرين من حيث المبدأ، مهما كان هذا النقد.. ولكن قطعا إذا كان النقد يقوم على مفارقات لابد أن نرد عليها.. ولنا في هذا تجربة طويلة.. وينصحنا د. حيدر بممارسة النقد الذاتي، وفي استاذية لا ضرورة لها.. نحن يا دكتور النقد الذاتي عندنا منهاج حياة يتم بصورة يومية، ينقد فيها الفرد نفسه في ما قام به من عمل أو قول، ويعمل على اكتشاف عيوب نفسه وعيوب سلوكه، ليتخلص منها.. هذا عمل يجري مدى الحياة.. أما النقد الذاتي الجماعي، فهو يتم في الندوات والاجتماعات الرسمية.. وكما طلب منا د. حيدرأن نقبل النقد، فإنني أطلب منه قبول التصحيح بروح المفكر الحر.. وانصحه بأن يطلع على الفكرة الجمهورية.. أو حتى عن الأمور الأولية فيها، قبل أن يكتب عنها.. الصداقة وحدها لا تكفي، لابد من المعرفة.

    خالد الحاج عبد المحمود
    رفاعة في26/2/2020م

    .

     






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de