♧ علمتنا صروف القدر و نوائب الدهر £

● عاد الشيخ أدراجه إلى خيمته و الحلم الوردي
يدغدغ حلمة أذين قلبه الأيسر. ليجد مجلسه عامراً بالندماء
حضوراً. و راح يقص عليهم ما بلغه من أمر ديرة أخرى قيل
له إن بها خيراً وفيراً و جوَّاً مطيراً ، و يريد أن يُوفد إليها
نفراً من قومه لكي يأتيه من تلكم السبأِ بنبئها اليقين ؛ و قد
جعل ذاك الغريب أميراً على رأس الوفد لتلك المأمورية
التي ستيتغرغ منهم مسيرة ثلاثة أبامٍ بلياليها.
● و لمّا خلا الجو للذئب البشري و الفكي المفترس لكي
يبيضَ و يُصفِرَ ، انتظر حتى انفضَّ عنه يامر الجُلساء ثم
سار ليلاً متخفياً إلى دار ذاك الغريب لعله ينفرد بزوجته التي
وجدها نائمةً قريرة العين هانئةً في قعر خدرها.لكنها استؤقظت
فزعةً لسماعها صوت جلبةٍ قد أحدثها ارتطامه بأحدٍ أعمدة الخيمة
فصاحت المرأة : من معنا هنا بالدار ؟! قال لها أنا شيخ هذه القبيلة
التي تُؤيكم آمنين مطمئنين؛ و لقد فُتِنتٌ بسحر مفاتنك و جافى المنام
جفنَيَّ منذ رأيتك اشتهيتك لنفسي . استجمعت البدوية رباطة جأشها
و قالت له : إذن ، عندي لك لغزٌ خذه و عد إلىَّ في الليلة المقبلة؛ فإذا
أتيتني بحَل اللغز مكنتُك من نفسي بما تشتهي نفسك. قال : تأمَّري
و أملي عليَّ ما بدا لك من أوامرَ و من شروطٍ. هنا قالت البدوية
بهدوء أعصابٍ و حسن حيلةٍ تُحسد :" إذا تجيَّف اللحمُ أو تقرَّح
الجُرحُ ، رشُّوا عليه حفنة ذراتٍ من غبار المِلح لكي يندمل و
كي يُقاوم العفَن ؛ فتُرى يا شيخنا يا ملح البلد ، من ذا الذي
سوف يداوي الملحَ فيصلحَ حاله إذا ما الملحُ فسد"¿!!!
... يتبع :.......