♧ علمتنا صروف القدر و نوائب الدهر £

الروب الأسود و ما أدرانا و قصته مع القضاء المنشحط الواقف

رغم ان الجريمة التي نجن بصددها وقعت أحداثها في فرنسا وأكلت نوائب *
الدهر وشربت عليها منذ اكثر من ٢٠٠ سنة وبالتحديد عام ١٧٩١ لكنها اثرت
علينابشكل مباشر بل ومازالت اثارها ممتدة حتى الآن وسوف تستمر الى يوم الدين
* والحكاية بدأت قبل هذا التاريخ بعام أو اثنين حينما كان أحد القضاة في فرنسا يجلس
في شرفة منزله ساعة العصرية يحتسي قهوته المسائية وشاهد جريمة قتل حدثت
في الشارع أمام خائنة عينيه حيث كان شاهداً على سيناريو تنفيذ الجريمة
والآلة التي نُفِذت بهاورصد أيضا كيفية هروب القاتل
وحينما تم القبض على المتهم واقتيد الى القاضى ..*
ورغم انه اثبت بالدليل اليقينى انه كان موجودا بمكان اخر لحظة وقوع الحادث
إلا أن القاضى لم يلتفت إلى دفوعات المتهم لأنه كان متأكداً أنه رآه بأم عينه وبالتال
كان لديه يقين أن المتهم كاذب واصدر الحكم بإعدامه وبالفعل تم تنفيذ الحكم وأعدم
المتهم على المقصلة .وبعد مرور عامٍ او يزيد فوجئ القاضى بالمتهم ذاته يمثل
امامه متهماً فى جريمة قتل أخري ..
* ومع هول المفاجأة سأله القاضى كيف فعلتها و هربت وقد سبق أن شهدتُ
بنفسى تنفيذ حكم الإعدام فيكوكانت المفاجأة في إجابة المتهم حيث رد عليه قائلاً .
. يا سيادة مولانا القاضي، من تم إعدامه هو شقيقي التوأم وهو مظلوم لأن من
ارتكب الجريمة الأولى هو أنا وليس شقيقى الذى تم إعدامه ظلماً و جوراً ..

وهنا أدرك القاضى مدى الخطا الفادح الذى ارتكبه وأعلن ذلك للجميع
وكان ذلك سبباً فى إعلان المبدأ القانونى القائل بأنه يجب على القاضي أن
يحكم وفقاً لما يُطرح أمامه من ملابسات و أوراق ولما يُلدى به من إفاداتٍ
وبيناتٍ وليس استناداً إلى علمه الشخصى وهو المبدأ المعمول به إلى يومنا
هذا.وفى إحدى المحاكمات التى كان يقوم بها هذا القاضى قد وجد أحد
المحامين يدخل عليه وهو يرتدى روب اسود فسأله عن سر ارتدائه لهذا
الروب ..فكان رد المحامى هو ان هذا الروب الأسود ليس الا رمزا
لشبح المتهم البرئ الذى اعدم ظلما حتى تتذكره دائما وانت تحكم
فلا تحكم إلا بالعدل حتى لا تظلم أناساً آخرين .ومنذ ذلك
التاريخ أصبح ارتداء الروب الأسود تقليداً عرفياً عاماً
لدى أهل الغانون عامةً و المحامين خاصةً و فيه
تذكيرٌ للقضاه بزميلهم الذى أخطأ حتى
لا يقعوا فيما وقع فيه زميلهم. .