♧ ناس عايشة و ناس دايشة £

☆إ《ناس عايشة و ناس دايشة》 ☆ يا حليل أيام كان قطعان القُمَّل و الضَّفادِع تأكل أجسادنا المنهكة و نحن إذا حمت حلتنا كلها ما تطلع مننا بفنجان دم} ♧ أنا لست مجنونًا، و لكن جئتُ رغِمتْ أنفي £ (دفع الله ود الأصيل)

☆إمعاناً و تمادياً في حفاوتتا والترحاب بيك بت المشرف و بتشريفك باحتنا القفر اليباب جايينك و معاي ود النعيم ، دايناصور منقرض السُّلالة، و أوعة تقولي
بس بالغتو جنس بوليغ. و أنا جاييك يا فاطنة السمحة
بقصاصة ناكتا ليك من غياهب الماضي التليد ؛ لامن خليتني ياخي (انكرش) براي على ذكر ذاك التراث المندثر. وقد بات التفاتنا لاستدعائه من دواخلنا في زماننا هذا يعد مجازفةً أشبه بقفَزاتٍ في جُنح الظلام متهورةٍ و غير محسوبةٍ و لا موفقةٍ
لعباس بن فرناس.فإلى هناك مع اعتذاي لأية مشاهدَ مقرفةٍ(If Any)

☆ فيا إخوتى و اخواتي غنوا لنا" ولا تؤاخذونا علي الرعي حول الحمى ولا تعيبوا عليّ بكائي متكئاً علي أطلالنا وذكر
أيام طفولتى الحلوة مع ذاك الشهيد ، فإنها اعز ما أملك من ذكرى ستظل خالدة ولن انساها حتى القاه عند مليك مقتدر. حيث جاءت المدارس وفرقتنا أيادي سبأ، ثم جاءت عصا الترحال ففرقتنا كذلك؛ ثم جاءت بعدها الجندية فزادت الفرقة وصرنا لا نلتقي الا لماما، فلكم العتبي جمبعاً.
☆ أيام الطلاقات الفشنك كانت جميلة ولها في دواخلنا مراتع خصيبة، ثم يأتى نسام المصري هاباً من الشمال الشرقى ، و كان يعد بواكر الزراعة الشتوية عندما يظهر طير ( أم قيردون) .

☆ كنا نعاني الأمرين في أيام الشتاء، حيث نقضى كل زمهرير الشتاء بجلود شبه عاريةٍ عدا من خرق بالية من الدمور الذي نظل نرقع فيه الرقعة تلو الأخرى حتي يذهب الأصل و تبقى الرِّقاع، وكانت مرتعاً خصيبا للقمل الذى قطع جلودنا من شدة الكرش والحك المتواصل. وعندما يرخي الليل سدوله نأوي إلي مضاجعنا والتى في مجملها عبارةٌ عن عناقريب متهالكة تنسج من حبال الحلفا او الزعف، ونادرا ما تجد عنقريبا سالما، ، فاما تقطعت حباله او انكسرت احدى رجليه (كراع العنقريب) فتلف بجلد البقر و يسمَّى القِد، او يتم كبس علبة أو قليمة قديمة لتلم شعث الشقوق حتى لا تتفاقم و تؤدي الي خراب المرق أو الوسادة .

☆ وكنا ننام داخل البيوت ونتشارك انا والشهيد في عنقريب واحد وغطاء واحد، لا توجد مخدات فكان من يرقد تجاه الحمار (و هو لف الحبل مرات عدة حتى يصبح غليظا ويربط عليه السدا وهو الحبال الطولية، اما النسج او الوسَّير فيكون عبر السدا باتجاه عرضى ثم يشد الوسار كله بالكراب (الشنَّاط) الذي يلف حول الحُمار والوسادة، فكان من يرقد تجاه الكراب توضع له بعض من خرق القماش القديمة، ثم تبدأ المعركة الليلية مع القمل ، وصدقونى حتى الآن مستغرب ايما استغراب من تحملنا لهذه المعاناة، وعندما تشرق الشمس كنا نتحلق حول ( التاتيقة ) وهو ضرا جدار البيت ليقينا من برد الصباح القارص، وبعد ان نشرب شاي الصباح بتشارك الكبابي لانه لا توجد كبابي كثيرة لتكفي خمسة شفع علي الاقل.
☆ بعدها ترتفع الشمس وكان لا يسمح لنا بالرعي حتى تخف حدة البرد، وصدقونى كنا نملص عراريقناو نقوم بقلبها حتى يصير ظاهرها باطنها وتكون الشمس قد اشتدت حرارتها، فشر تلك العراريق والسراويل،دا إن وجدت أصلاً؛ وعندها تري قطيعاً من القمل منتفخاً بما امتصه من عروقنا من دم حارٍّ كنا نلاقط فيه تلاقيط، ترا متل دم الحجامة. كنا نرص أربعة حجارة علي أطراف العراقي ثم بعد فترة نقلبه علي جانبه الآخر حتى
يتم قتل تلك الجموع من القمل، فيها ما تقتله حرارة الشمس وهو الصغير منها ، اما التيران كما كنا نسميهاآنذاك فكنا نقتلها
اما بالصقع بين ظفري الابهمين حتى تصبح داكنة السواد، وأما نضغط عليها بالحجارة.(و لمن لا يعرف تور قمل الملابس من خرلحي الشهادات العربية ؛ أهو بنجازف نرفق منه صورة و يكمن الاستعانة بعمو جقوظ دافنشي ؛ يا عمو هل تسمعني؟ حول!). و أشد ما يثير استغرابي أين اختفى هذا القمل؟ لا تقولوا لي النظافة هى التي قضت عليه،، قد اتفق معكم تماما،
و لكن حتى في أقذر المناطق واوسخها قد اختفى!!! حتى قمل الرأس ذو اللون الاسود والذي تري بيضه معلقا وملتصقا بشعر الرأس وكان يُسمُّونه (الصُواب، و في رواية:الصُّباب) وهو أبيض اللون وتستطيع رؤيته من بعيد!!! فأين اختفي هو الآخر؟!

☆ الشاهد، بعد هذه المعمعة مع هذه الحشرات التي
شاركتنا تلك المعيشة الضنكى، يوجه كل الي واجبه ،
أما حش القش للبقر وأما الرعي . واما الي الطاحونة
(دي راحة بخيت في النجَّاض) و التي تبعد عنا قرابة
السبع كيلومتراتٍ وونيفّا. بالجد كنا وقتها كذلك و
كانت طفولتنا مستمرة علي ذاك المنوال الرتيب.
♧ وكونوا معي أحبتنا فلا بد من توثيقٍ دقيقٍ
لتلك الحِقَب حفاظاً عليها من أن يطويها غبار الاندثار. ☆ود ال ح ي ش ان ال ت ل ات ة /
مؤذنٌ محجورٌ منزلياً بجزيرة مالطا.