لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

♤ لندلف من هنا إلى سؤال آخر:أين هي الواقعية من كل هذا؟
ثم من أي قمقم يخرج لنا قرين الشعر و قبائل العباقرة الأدباء؟
أليسوا من بيئات تسوسها السياسة و يشكلها الاقتصاد و يحكمها الدين
و تسودها علاقات إنسانية هي في مدٍّ و جزرٍ دائبين مع الآخر أو ضده؟.
و لعل نتاج كل ذلك هوياتٌ أو أنصاف هوياتٍ و صنوف أعراق و شظايا مِلَلٍ و أهواءٍ.
لا شك أن محاولة التعالي بشأن الأدب إلى حد ذاك الغلو ليس إلا مثاليةٌ تدنو من الهذيان.
إذا سلمنا بأن الهوية والأدب صنوان وضدان في آن. فأين يلتقيان إذا , ثم أين يفترقان؟
إذ إن الهوية قراراً لا مفرَّ منه و هي حالةٌ من فرض "الأنا" بلون وطعم أن"تكون أو لا تكون"،
أما الشعر فهو فرار لا مقر له و حالات من"الأنا" وضدها أنت و هو , بألوان جلباب الدراويش.
فحينما تلغ الهوية في إناء الشعر و العروض و تبعثر صحو كلماته المنسية بلا رقيب و لا حسيب؛ ثم حينما يلج الشعر في سم الهويات المهزوزة ليعتنق طقوسها المهووسة ليلطخ يديه بدماء غيره ؛ حينئذ تشوه الأمور و تتماسخ الأشياء,لكون الهوية شيئاً و الإبداع أشياءً.

♤ من طبع المبدع المرهف و ديدنه أنه يضيق ذرعاً ببشاعة مجموعته و يلفظ و اقعها المرير و حالها المائل، و يدأب على الخلاص من نير هوياتها المتنازعة ؛ لكنه رغم تمرده يبقى لسان حالها الناقد و مجساً فردانياً،يلامس نبض سربها الذي- و إن |أصر على الخروج عليه؛ غير أنه ماكثٌ على مقربةٍ ليغرد بجواره و حائمٌ حول حماه. فلعمري إنها علاقة تنطوي على مفارقة و سخرية، تلك التي تتجاوز الالتحام بين الشاعر وقومه،و تبدو أعقد من مجرد تبعيةٍ آليةٍ نمطيةٍ. فكأن صوت الإبداع مشروخٌ كناي ذاك المزين التعيس الذي اكتشف لحكم مهنته أنللملك أذنا حمار و تعبيراً صامتاً أقرب إلى الإيحائي ، عن فشل قومه في الانتقال إلى حالة أمثل من أمرهم القائم ؛ حالةٍ علها تكمن فقط في و جدان و جوده الداخلي ، و تتأبط لفافاتٍ من المجهول و هي تدنو من روح جماليتها العليا ، كجنازة نعشٍ لعبدٍ
محمول على أكتاف رهطٍ متشاكسين هم فيه شىكاءُ و ليس سلماً لرجُلٍ منهم.
...........ود ال ح ي ش ا ن ال ن ل ا ت..............