لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة (Re: دفع الله ود الأصيل)



* فكي لا نجحف في حق الشاعر الكبير نزار قبياني باختزالنا إياه
في مجرد طاووس مغرور بجمال ريشه المزركش و أنه مجرد زير نساء لا
يُحسن سوى ا لتغزلبأدق تفاصيل المفاتن الحساسة لدى الأنثىعلينا أن ننصفه بأنه
شاعرٌ ثائرٌ و تجري في عروقه دماء حمية عربية تجعله يعاني كغيره منأبناء أمته
المغصوبة فيعتصر لنا من ذلك شعراً ثورياً من عيون ا لشعر الحداثي. مما يخلق أو جه
الشبه أريعين و قواسم مشتركة بينه وبين أبي الطيب المتنبي. فكان شأنه تقريباً كشأن/
المتنبي ذاك الشاعر المغتر بذاته حتى النخاع و الباحث لها عن إمارة متوهمة لا وجود لها
سوى سابحةً في خياله الخصيب ، فقد عُرف اقباني أيضاً بإيغاله الشديد في أسلوبين لا ثالث
لهما فإما المدح والثناء الجميل إذا رغب و إما الهجاء و القدح اللاذع المرير إذا غضب.

* غير أنه كان ذا عبقرية فذة في تصيد رصين الألفاظ وسكبها في قوالب استثنائية غير مبتذلة،
بحيث لا يسهل على سواه اتقانها . و هذا ليس غريباً على عبقري في مكان رجلٍ اشتراكي متحررٍ
مثله . لكن العجيب حقاً أن نتخيله عاشقاً بحيث يجعل المرأة أحياناً غرضاً من أغراض شعره أو يتخذ
النسيب أداة و سهماً من سهام عشقه مصوباً بلا هوادةٍ نحو النساء تارةً بصدورهن الطوامح و تارةً
أخرى مؤخراتهن الجوامح ، يختلسه لماماً ليخيطه في نسيج بعض قصائده النادرة المتجردة التي ربما
لا تمت بعلاقة للغزل أصلاً. و كأني به كان محباً عفيفاً. بل تكاد تأخذه العفة بالأثم و العناد الشديد.

* فنزار قباني كان بلا غرو، فحلاً متربعاً على عرش إمارة في سودان غائب و حاضر
في تهيُّآته فقط.فَلِمَ لا و هو ممن يحسنون صنع الشيء إذا أرادوه و ما من حقل يلجه إلا أجاد
و أبدع و أدهش و بز و أرهق كل من يجاري عبثاً قرين شعره جموح الذي لا يشق له غبارٌ
أبداً في مضاميره. كان ذلك شأن كل من حسدوه وكادوا له كيداً ، ولعلهم معذورون في ذلك.
هنا أكثر من أنموذج إبداعيُ لافت لدرجة أنه ظل ممنوعاً من النشر ردحاً من الزمان