لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

● لك مني العتبى حتى ترضى صديقي زهير و أنت تأخذتي معك عبر
سياحتنا الفكرية كفتى موسى حتى نبلغ (مقرن النيلين) أو نمضيَحُقُباً.
و آسف جدن لانقطاعي لموانع لوجستية هيأنني بسبب حظر (التبوُّل)
محروم من الكيبورد ؛فمضطر أكتب بالموبايل و هو متعب للغاية.

● فهنا《 خواطرُ محجورٍ منزليَّاً》أبثك إياها مبعثرةً عن حالنا مع أجواء الحظر.
● جلستً منزوياً كراهبٍ في صومعته . إلى طاولة عرجاءَإذ فقدت إحدى سيقانها إثر
عراكٍ عبثيٍّ نشب ليلاً بين ثُمالىفي حانةٍ لتجمع للصيادين. و يتربع على متنها صحنٌ فغر فاه لأفرغ فيه علبة ساردين لسد الرمق بقدر معدتي الفارغة. و هنا كسرة رغيفٍ يابس مبتسمةٌ في سكوت كعلامةٍ للرضا بأقل القليل و على أهبة الاستعداد ليوم الرحيل.

● علبة الدخان تأخذ زاويةً جانبيةً بجواري..تتهادىراقصةً علىأنغام مضغي لقرقوش
الخبز الناشف.. و الأجواءخارج المكان منتفضٌةٌ كذر رماد السجار علىالذقون مع غبار
النور يتطاير من قطعة سجادٍأعجميٍّ تنفضها سيدةٌغاضبةٌ منزوجها االمحجوز منزليَّاً
منذ أربعةَعشرَ يوماً،قابلةٍ للتمديد إلى حظر تجوالٍ لأجل غير مسمَّى..

● و القطط الأليفةالمغرورة بمناعتها ضد الطاعون، كم نغلطبها و هي تتجالس
القرفصاء تارةً ، و تاراتٍ تنطط(العيتنوبة) في شوارع و نفافيج قاع المدينة المهجورة كبيوت الأشلاح. و هيتصرخ دونما نية لدى أحدٍ لينهرها لما في صخبهامن سلوى لتشق
جدار الصمت و تكسر عنق الرتابة .وصوتٌ طاحونةأنينٍ ينبعث من بيتٍ مجاور، من
حُنجرة كهل ينهر عجوزاً مزهمرةً لكي تكف عنالثرثرة في كل فاضية و مليانة ، كي
يسمع آخر مستجدات أخبار تفشي الجرثوم المستجد.

● أفرغت جوف الصحن وأخذت بتلابيب علبة السجاربأصابعي . و (هي) بقميصها
الأحمر القاني ..مالت نحوي خجلى ففتحت فمها و أخرجت سيجارة وحنت رأسها للولاعة..الصمت عاد مرعباً و صوت النسمة يحفز الجسد لقشعريرة الملل.

● كم هو موحشٌ هذا الليل الذي لا ينجلي حتى بدون صخب أولئك الثُّمالى
المترنحين على قوارع الطرقات .. و بدون سواري الليل و هم يهزون كعوب
أرجلهم بزلة خطوةٍ واحدةٍ إلى لأمام و مثليها القهقرى .. كم هو موحشٌ حين
تتبدل ألوان إشارات المرور و لا أحد ينتظرها..فلم تعد ثمةَ خشيةٌ من سيف
الوقت ، و النجومُ ناعسةٌ و السهرُ حمَّى و الوسائد خاليةٌ و المنام سهادٌ .