لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

معذرةً أخوي زهير ، لانقطاعي
عنك مكرها أخاك لا بطل . و هاانت تعود ثانية لتكتب بلا قيودٍ
و لعلك بذلك تستفزني بل و تحضرني لمجاراتك بالحديث لمماً عن
فنونٍ كالبنيوية و المستلة كما تفضلتَ آنفاً من رحم (الهرمينوطيكا)
إنما تحرضنا مجدداً لنلتمسَ التداوي بالتي كانت هي الداءأعني الكتابة
بلا نقاط تفتيش مزروعة بين سطور صحافنا الغراء ليلها كنهارها، و بلا
(بلوفة) على فوهات أقلامنا. و كنت نصبتُ سرادقً في بطن العراء لتلقي
واجب العزاء في روح المغفور لها بإن الله الراحلة مأسوفاً على شبابها (ثقافة).

● و بما أن حديثي عادةً ما يأتي منطلقاً على عواهنه هكذا كحثان طروادة
و مدادي مندلقاً هكذا على هيئة شذرات فإنني إذ لم أجد بداً ، إذن، فلا داعيَ
أصلن لكي نراعي في طرح أفكارنا منهجية الانضباط بقواعد لعبة البحث العلمي
في تفكيك النصوص، بأن نرص محاورنا على نسقمصفوفة قضايا شائكة، كقرع
تانعل فوق اانعل و كوقع الحافر علىالحافر، ضمن خطوطٍ تماسٍّ كنتوربةٍ كفافيةٍ،
فمنحنيات و منعرجات بزوايا حادةٍ تارةً و منفرجة تارة أخرى، بقدرما آثرنا السبر
غوراً في أبعادٍ ثلاثيةٍ و أحياناً خماسيةٍ لا تحدها تخومٌ معينة، سوى كونها شذرات
عفوية تنضح من كل حياضٍ ثقافية بقدحة فكرةٍ ؛ و من كل بستانٍ بفوحة زهرةٍ .

● إذن فلتدعنا نُلْقي بظلالٌ حديثنافي غيابت النسيان من مشهد اللا-مرسَى
في محاولةٍ بائسةٍ يائسةٍ للإدلاء بأشطان دلائناكشهادة شهود زورٍ من أهلنا على
نوائب دهرنا حيث في زمن الفجائع و في حضن المنافي يطيبلنا جلوس القرفصاء
لنتشدق بنوافل القول المباح عن دهر تولَّى , و نحننبيتُ في كل ليلةٍ أضيق فهماً
لكوننا أكبر وهماً. في غمرات الهيام من عتمة الروح إلى دياجي مغبة النسيان.

●كلما هبطتُّ مصراً قادماً من جهة حيث لا أدري و إلى وجهةحيث لا أدري تحديداً،
كلما وجدت أطيافاً من الدهشة تحوم حـول تخـوم نفسيوحواكير ذاتي من مآلٍ آخرَ
مجهولٍ . إذن ، فها قد عدنا و ها قد اتينا طائعـين .و ليت وطأة العود تكون أهون ، فلم
نعد يا صاحِ نقوى على إيجاد منفى ملائم ليُلملِمَ شعثرفاتنا فيحثو عليها حفنة ترابٍ.

● كان لدينا خياران لا ثالث لها، فإما مرافئ الغربة خلفنا و إما زنازن الروح أمامنا
و ها قد أفلحنا أخيراً بفضل جهود بعض رفقاء سوء المنافي في الصمود حتى نعود . لنكتشف بعد طول غيابٍ أن جيلنا لم يسقط بعدُ سهواً من خرم الذاكرة في طي
غياهب النسيان. ذلك لأن من جاء خلفنا لم يتقدم قيد أنملة عما كان عليه حالنا.
*****ود اللأأصيل>>>>