لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

لك ودي الذي تعلم جيداً أخوي زهير و بل أنا من وجب عليَّ
التماس لديك الأعذار والعتبى حتى تستغيث من بالرضا بقضائنا
و قدرنا و تليتك تعلم أن حال نا كلينا من بعضه و تلله الحمدو المنة.
تقول لي :

Quote: فجاءة تمرعلي خاطرة أتذكرجمال هذه البقاع والامطاروحلاوة الفاكهة هنا يتسلل الي يقين صوفي أننا في أرض الله أينما حللنا نستمتع بكل شيء فيها من تراب الارض للطيف معشر سكان هذه الديار

و أ قول لك كما قال شوقي : يا ريح أنت ابنُ السبيل .. ما عرف ما السكن
و كما قال شاعرنا المرهفصلاح أحمد إ براهيم ضل ا لدليب أررريح سكن.

# زمان الناس حونان كنَّ بشين الود وندي والود و كان أهلنا يخشون علينا من مطرقة الغربة
القساية الفراقة و نيرانا الحراقة و ها نحن اليوم بقينا نخاف عليهم من سندان حضن الوطن .على
أن اتخاذ أيا من الحالتين گبديلة للأخرى يعد أمراً بلا جدوى، و أشبه بحال من يحاول عبثا إزالة
النجاسة عن بدنه و ثوبه بي گتحة گأس خمرٍ معتق من عبقري الرباب فلا حول و لا قوة إلا بالله!!

[} راكبين طوطحانية .. تلقينا {بين غربة و وطن..تايهات قلولنا بلا سفر.. نتملًّا بي جَمْــرِك نهيـــم ..
ما صبرنا من بعدك ودر .. من بعدگ إنتي يعيش منووو .. و مين تاني يتمنى العمر }. و بات حالنا
گحال من يدافع الأخبثين؛ أو بالإحرى، كبالع شفرة (موس) على حدين ؛أو إن شئت أحرى الأحرى
گالساعي للجمع بين گلتا خفي حنين ؛ أو الأدهي و أمر و ألعن و أظرط گحال صبيٍّ غشيمٍ راح
باسطاًگفيه لهلام فقاقيع رغوة الصابون.. لگي يبلغ بها شفتيه و ما هو ببالغهما ، إلا بشقِّ الأنفس.

ععمومن، من جانبي حابب أنقل ليكم جانباً من حصائد غربتي
ممرغةً بحفناتٍمن يباب ..سواء داخل أو خارج تراب الوطن فإنَّ
الأمران سيان ، و وجهان لعملةٍ مسكوكةٍ على نار قلب إنسان عايش
بلا وجدان . فحقيقة (غربتنا ما هنتنا) أخطبوط بثماني أذرعاً ووجوهاً
عديدةً و لكن صدقوني جاهدت نفسي كثيراً كي أراها بوجه مريح و لم
أفلح بعد في رؤيتها بسوى أقبح وجه. لكنها على أية حال شر لا بد
منه و محور ثر "لحوار(الكسور الدائرية) على غرار الرمال المتحركة.

# بمعني أصح : قابل لأن تتفرع به السبل فتتشابك الخطوط
و تتعمق المسابير شيئاً فشيئاً باتجاه صميم القضية ، فتأخذنا
في طريقها ربما إلى زوايا أشدَّ إحراجاً، لنضع مشارطنا
على جراح و مواضع أخرى للأذي أشد إيلاماً.
@ من هنا كان تركيزي على الغربة كنمط حياةٍ ماثلةٍ لها ما لها
وعليها ماعليها. فيها الحنين و الإحساس المرهف و معه كربة الصُّلُب
و ربما الذل والمهانة حسب ظروف الناس . و لكن العلة نجدها كامنةً
ليس في المر ، و إنما في الذي كان أمر منه و الذي دفعنا إليه. و نسأل
الله أن يردنا إليهرداً جميلاً. مضطر بكدا أحكي تجربة شخصية عمرها ثلثُ
قرنٍ و نيف.. و أنا لسة شاب متخرج حديثاً، و مستلم وظيفة على درجة (كيو)
الجامعي في أسفل عتبات السلم الوظيفي، لكنها " فوق جيد جداً " و قاعد
أساعد أبوي في تربية صغاره من رابعة زوجاته. فلما جبت ليه طاري
الغربة انتفض و نزل الخبر عليه كما الصاعقة و طوالي دنقر على
مركوبه ، يريد أن يوجه لي به صفعةً على الطاير.

# كنت مدركاً و متفهماً تماماً لدوافع تعنته في منحي عدم
ممانعته لفكرة طفشاني إذ سوف يعني انقطاع كوتة التموين التي
كانت تأتيهم شهرياً من مقر عملي ). لذلك حاولت عبثاً إقناعه بأنه
لو لم يكن خروجي ك"ضرع بقرة حلوب"، لعل ذلك أفيد من بقائي
متمسكاً بوظيفةٍ تحصيل حاصل لا تسمن و لا تغني من جوعٍ ،
بس ترا متل سماحة جمل الطين ( يعني متل شملة بت كنيزر
اللي هي تلاتية و قدها رباعي )، و كسباً للوقت في مسألة
ال"money collection"
.

المهم ، عشان أكمل ليك حكاية كيف بدأت رحلتنا بخطىً
مشيناها حفاةً عراةً (غرلا) ومن كُتِبَتْ عليه خطلىً مشاها.. و
من كانت مَنِتَّتُه بأرضٍ فليس يموتُ في أرضٍ سمواها. ف شنو،
عمومن ، حشدت لوالدي الأجاويد ممن لهم تأثير عليه حتى أقنعوه
بعدَ لَئيٍ ، ويلا ومن ديك و عيك . بقيت طافش طفشتْ حامد الغايب.

# أها جينا الليلة و الناس و كل عام يرذلون أقول لأبوي أنني :
خلاص حازمبقجتي و راجع الأباط مع النجم ..فلا غربة و لا بتيخ..
قلتُ له ذلك متردداًمن باب جس النبض؛ و لكنه أرغى و أزبد هذه
المرة كمن سقط في يده و قدتبدلت قناعاته ، هو يريد ليس ثنيي
عن الرجوع، لا بل و إرغامي على البقاء طافشاً إلى غير عودة
اللهم إلا بصندوق على آلة حدباء محمولاً(جواً) أو بحراً .

# و لو لا أن المنية وافت أبي العجوز بعلةٍ عاجلته فلم تمهله
إلا قليلاً، و كان بين عائشاً أظهرنا اليوم ، لكان سوف يرفع
نفس مركوبة مجدداًو لكن هذه المرةل أمرٍ مختلفٍ تماماً ؛
كأن يطب مني فيزة للحاق بي خارجاً إلى غير رجعة.

* ود الحيشان التلاتة ،،،

[[} و أما أنت أيها الوطن الطريح الفراش حريحاً ,
و بلا وجيعٍ . فحدث عنگ و لا حرج ؛ ألا يا جامع
متناقضات الدنيا و ما فيها بكل حذافيرها :::>>
- ناس تقرمش عيشة ناشفة.. و بى يقين قنعانة تشبع
- و ناس بتاكل شعب كااامل و لسة فاتحة خشوما تبلع
أزماتك يا بلد طارت بها الأخبار و سارت بها الرگبان.
[} فأين لنا بِهُدْهُدٍ كان سبباً في إاعتناق أمةٍ باسرها للإسلام!؟
[} و أين لنا بنملةٍ غيرتْ بِلًطْفٍ عبارتها مسارَ جيشٍ عرمرم!؟
[} ثم هَلُمَّ إلينا ببـطن حوتٍ بنبيٍّ من جُهَّال قومه گان أرحم !؟
[} لا بل ، و هلمَّ إلينا بفيل تراجع عن هــدم بيت الله فأحجم !؟
[} وهل لنا بغرابٍ علم ابن آدم گيف يواري سوءة أخيه قتيلاً!؟
[} إلهي ارزقنا بحيوانٍ ليبدل حالنــا إلى حــــالٍ!

الكتابة و ما أدرانا ما الكتابة رسالةٌ أخلاقية وكل كاتبٍ
بمثابة داع ية إما لحقٍ أ و لباطلٍ . فكلما يرفع المؤذن نداءه
لكي ]قيل الناس عند ميقات كل صلاةٍ ، فهناك داععية آخر
ينهزم مدرباً بين النفافيج و الطرقات وحتى يُسْمَع له (ضراط)

# لذلك فمحك الكتابة الأول هو الصدق مع النفس. و بخاصةٍ
حينما يجافي مقالنا لسان حالنا)سبق و لقد سبق و تطرقنا للظاهرة
و ذكرنا أن لكل منّاتجاربه في مدى ملامسة حرفه لإحساس الدواخل.
و جاء في معلقةٍ لزهير بن أبي سلمى:" لسان الفتى نصف، و نصف
فؤادهو لم يبق إلا صورة الحم و الدم ؛و مهما تكن لدى امرئ
من خليقة ، و إن خالها تخفى على الناس تعلم"

[} فما أقبحنا حين ندوزن حروفنا إسفيرياً كأبطال من ورق
و أشباح من وحي الخيال؛ و لكن بلغة ليست تشبه دواخلنا، و هي
لا تنم عما نطوي عليه سرائرنا و عند لقائنا، سرعان ما تتبدد كل الغشاوات ،
حيث تذوب المساحيق، مع أول فقعة للشمش ؛و تطير الأقنعة، مع أضعف هبة
نسمة للهبباي في عز الصيف؛ لنقف ملياًعند محكٍ عويصٍ ما بين قولٍ فصلٍ
و هزلٍ فكم من همسٍ بنفسج معسولٍ لطيفٍ ، و بوحٍ شفيفٍ، نضمخه بأريج
اصطناعي لنبثه عبقاً، في روع مخالطينا؛ و ربما خبأ خلف أستاره ملمحاً
لتجاعيد شاحبة ننطوي خلفها؟ كم يبدو الأمر معقداً و متشابك الخطوط
بعض الشيء و لكن ، هذا مجرد مدخل إلى هذه المغارة ؛ و سوف
تكون لنا عودة و حديث ذو شجون بمشيئة الله.

[} بصدق كان سؤالاً صعباً علي نفسي لنفسي و قد تراء يلي قريباً جداً ,
و كان معتركاً قاسياً و ليته كان لشيء في نفسي و لكنني لست ملاكاً و لا
أسطورياً ولكن بصدق ما أحسه أكتبه و لكن الأجمل أن نتواصل بصدق.

[} قلت لك يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك:فإنك تلامسين في قرارة
نفسي عصباً شديد الرهافةفي بدن شديد النحافة ؛ اعذريني في الكلمة يا طالبة لبن
الطير في الباقير ! فيا لك من أسطورية تجعلينني أقهقه ضاحكاً بطعم حشرجة البكاء،
يا باحثة عن الصدق في (كوشة)نفاق! ذاتَ حُلم ك(أحلام ظلوط). وجدتك تشعرينني ملْأ
مسام جلدي،لتضحكيني سعةَ صدري و حرقة كبدي ، على نماذجِ سلوكٍ بشريةٍ نشازٍ.

[} لقد ابتلينا بها (و ليست تقوم قائمة لبنيان طالما عشش أبو الدنان في حيطانه و ينخر
السوس في أركانه .ثم سرعان ما تهزني لتجهشني نوبةبكاءٍ صاخبةٌ فأستغربت لك كيف
تقدر تضحكني بصخبٍ شديدٍ لتُبكينيفي صمت رهيبٍ ، جراء اندياحاتنا عبر نوبة نبشٍ
عبثيٍّ و تأملٍ إيحائيٍّ في شعاب حلمنا"حلم اليقين" بأن طرقنا باباً يبدي لنا سوءات أنفسنا!

[} يفضح أُناساً أهدروا كل بصيصٍ لأملٍ ، و عتَّموا كل بؤرة لضوءٍ في قعر نفقٍ مظلمٍ
.فأحسنت صنعة حبكة طيب الكلم، وأتقنت إبانة العطب فجمعت بين حسنيين ، مؤكدة لنا
إنما الكتابة ليست ترفاً يشتهى أو حب بطيخ أو تساليلقتل أوقات الفراغ، و إنما هي وسيلة
ناجعة و عصا سحرية للنهوض بمسؤوليتنا الاجتماعية و تحسين ذوائقنا وصياغة وجدان
جيل بكامله يوشك علىالسقوط (سهواً) في لجج المواعظ و الخطب العصماء و منبريات
النبش عميقاً في تضاريس المسكوت فمتغاضى عنه إن خوفاًمنه أو خوفاً عليه .
حيث« كلما يتسع باع المعاني، كلما يضيق بها ذرعاً ماعون العبارة»

[} إذن، دعيني يا رفيق حزني القديم اجد متعتي بين ثنايا أحزاني و أحزانك
و ربما كانت لنا أسوةٌ في تشاركز ديكن حين كان يجد قمة ملذته و وهو يلعق دموع
أبطاله التُعَساء في أ لويفو ةويست و ديفد كوبر فيلد و حينما يتوخي آماله العظام من
أفواه حشوده من الرجررجة وا لدهماء في قصة مدينتين . و هنا يحضرني قول أحدهم :
فمن ظرفاء قيعان المدينة ما يضحك حتى يسيل لعابك ثم سرعان ما يُجهشك البكاء من
هول ترى!! حيث يصير للوقاروجه كالح السواد والأمير لم يعد هو الأمير حين تصبح
الرجولة مضغة بين فخذه اليمين واليسار . فقلت لنفسي و قد طارت شَعاعاً : عودي
يا صغيرتي ,,, :عودي إلي أبيك في الربوع وأنعمى في حضن أمك الحنون رغم
عوزها المرير والمريع فالملوك والأئمة الكاذبون قل ما نجا من كيدهم مهاجر
كان في حجر أمه مصون . محبتي و كفي أيها السامق يا صديقي العتيق..

و ,أما (طائشة الضفائر) لنزار قبياني فكلما قرأتها أو استمعتُ لقارئة فنجانه من
عبد عبد الحليمفلا أتمالك مشاعري حتى تغرورق عيناي في بحر ٍ لُجِِّيٍ من دموعي.

@ نزار قباني مجنون و قرين شعره شيطان ٌ ماردٌ يتبعه الغاوونن، إذ يقول عن نفسه :
إن الذين يكتبون النثر، من قصةٍ و روايةٍ ومسرحٍ ،لا يعانون من أي مشكلة.. هم يسحون
في الأرض و يمشون مشيّا طبيعياً ، ويسيرون على الأرصفة المخصّصة للمارة...أما
الشعراء فهم يؤدون رقصة متوحشة ، يتخطّى فيها الراقص جسده.. ويتجاوز الإيقاع
الموضوع ، ليصبح هو نفسه إيقاعاً. لسمفونيةٍ مشروخةٍ .

# إنني أرقصُ كالطير مذبوحاً م الالم.. ولا أعرف كيف.. وأكتب الشعر، كما لا تدري
السمكةكيف تسبح.. والأرنب كيف يقفز.. والنهد كيف يخالف قانون الجاذبيّة الأرضية.

# إن زعانفي ترتعش.. و أجنحتي ترفرف لتضرب بعضها..أنا طاووس مزهوٌّ بجمال ريشي يتناثر.. وأغرق..
وأتمزق.. وتخرج القصيدة من جسدي كما يخرج السهم من رمِيَّته ، وكما تخرج لاطلق الناريّ من فوهتا ماسورته...

# الشاعر موجود في شعره بشكل إلزامي ، وجبريّ. إنه محتجز داخل الشعر، كما السمكة معتقلة في محيطها المائي ،
لا تطيق فكاكاًأو خلاصاً.. وما دام الشعر مزروعاً في الشاعر حربة من البرونز المشتعل ، فمن الصعب عليه اكتشاف
الحدود الحقيقية للحربة ، والحدود الحقيقية للطعنه.. لأن اللحم والحربة أصبحا شيئا واحداً.. إن تأمل الشاعر لما يجري في
داخله عمل عسير.. إنها ذات الصعوبة التي تعترض المرآة عندما تحاول أن ترى نفسها.. والوردة عندما تحاول أن تشمّ عطرها..

# فمن أنا؟ إنني شاعر تصادمي.. شاعر ، إذا لم يجد من يتخانق معه ، يتخانق مع ورقة الكتابة.. ومع الفعل والفاعل والمفعول به ،
ومع أخوات كان ، وتاء التأنيث.. و نون النسوة. حتى حبيبتي ، إذا حاولت أن تكتم أنفاسي بشعرها الطويل.. خرجت بمظاهرة احتجاج
ضد اللون الأسود.. إنني لا أستطيع أن أكون مريحاً لا مع المرأة.. ولا مع الوطن.. لكي أستطيع أن أكتب ، لابد أن أكون مستنفراً إلى
أقصى حالات الاستنفار.. وأن أكون متحفزاً.. ومتوتر الأعصاب كفهد إفريقي. لا يمكنني أن أصير حمامة زاجلة.. أو نباتاً داخلياً
للزينة..أو سمكة في " أكواريوم". أفضل ألف مرة أن أكون سمكة قرش في البحر الأحمر.. على أن أكون سمكة سردين تؤكل
بالزيت والليمون. هل يعني هذا أن العدوانية من طبيعة الشعر؟

# بالأساس..كلا و لكن الشاعر العربي يجد نفسه منذ ولادته حتى موته.. نافش الريش ، عصبي الصوت ، كديك موضوع في
الإقامة الجبرية يتخذ ليلا ونهاراً وضع الدفاع عن نفسه.. وعن دجاجاته. إذن كيف يمكن للشاعر العربي أن يتصالح مع واقعه؟
كيف يمكنه أن يختم فمه بالشمع الأحمر؟
كيف يمكنه أن يشعر بالطمأنينة.. وتجار الطيور من حوله يزايدون على ريشه.. وجناحيه.. وعذوبة صوته ، وقوة حنجرته؟
كيف يمكن أن يكون شاهدا على هذا الانتحار الجماعي العربي ، دون أن يبكي ، أو يصرخ ، أو يحتج.. أو يرمي نفسه من
الطابق التاسع والتسعين؟

كيف يمكن أن يبقى الشاعر مهذباً.. ولطيفاً.. ومعقولا.. وكل ما حوله مشاهد متعاقبة من مسرح اللامعقول. لذلك تبدو
الخيارات أمام الشاعر العربي محدودة جداً ، فأما أن تتحول اللغة بين يديه إلى قنبلة موقوتة.. وأما أن تتحول إلى حذاء عتيق..

# من أنا؟ أنا شاعر مزروع كالرمح في الزمن العربي. أنا أدميه.. وهو يدميني. أنا أحاول تغيير إيقاعه ، وهو
يحاول إبحاحَ صوتي.. أنا أحاول أن أفضحه ، وهو يحاول استئصال حُنجرتي. أنا أحاول تحديه.. وهو يحاول رشوتي..
#
أنا رجل يصحو ، و ينام ، و يكتب ، على ضفاف الجرح العربي منذ سقوط الدولة العباسية حتى اليوم.
الفرق بيني وبين سواي ، أنني لا أؤمن بالطب العربي .. و لا بالسحر العربي.. و لا أسمح لنفسي بالبقاء
خارج غرفة العمليات أشرب القهوة.. وأدخن السجائر.. وأدعو للمريض بطول البقاء..

# إن غريزة الصراخ هي أقوى غرائزي. لذلك أرى نفسي في حالة صدام تلقائية ، مع كل (كباريهات) السياسة العربية ،
ومع كل المطربين ، والطبالين ، والحشاشين ، والقوالين ، والقوادين ، الذين يشربون في النهار نخب الأمة العربية ويشربون
في الليل دمها. في هذا الإطار غير المريح ، وهذا الطقس غير المعتدل.. وهذه البحار التي لا سواحل لها.. أمارس السفر و الكتابة.
هناك بعض المسافرين من الكتاب والشعراء العرب ، قطعوا رحلتهم وعادوا..

# أما أنا فيبدو أن دوار البحر هو قدري.. والتصادم مع الديناصورات هو جزء من تاريخي..

# إن شعري ، هو محاولة لكسر جاذبية الأرض العربية .. ومغناطيسية الجاهلية العربية.
إن السباحة ضد جاذبية الأرض كلها عملية منهكة.. والخروج من منطقة نفوذ القبيلة، وأفكارها ،
وعاداتها ، و قناعاتها ، مهمة بالغة غالصعوبة ، ولكن من قراءة تاريخ الفكر العربي والعالمي ،
يتبين أن الأدب الكبير كان دائماً مقترناً بالشهادة."

(همـــــــــــــــــــــــــــــــــــــسٌ حزيـــــــــــــــــــــــــــــــنٌ)
[} لعمري ، گل الذين اغتربوا في البلاد، تدين لكم بالتجلة و نوفيكم
التبجيــلا. و أنتم من تغرسون فسائل الود النبيل في وجداني فتوقدون أناملكم
شموعاً لتبديد غبار العتمة من أحزاني.خسوسنإنكم توحشوني شديد، و أنا(قالع)
من حيث أنا الآن لممارسة عادتي السيئة بهواية التسگع في دروبالترحال
و لحدت ما نرسى لينا على بر للأمان ، لنعاود التواصل،إن كان للعمر بقية.

[} فإلى ذلك الحين، و قبال نتفارق فسوف أهريكم الليلة بفضفضات أو، إن شئتم ،
سميتموهاا فرفرة الروح لدى فجة الموت في لحظات تجلينا مع قرين الذات.

******(((((∆)))))*******
إذن إليكم بقبسات من (همــــسي الحزيــــــنٌ)

[}هكذا نحن، نظل نغدو و نراوح مكاننا سراً و علانية
كظلٍ أعوجَ فارق عوده ، فما يلبث أن يعود كهبوب ريحٍ
يغشى جلمود صخرٍ حطة السيل من علٍ. فما من شعورٍ أفتك
بقلب غريبٍ عائدٍ لتوه إلى أطلال كوخٍ كان يضم ذات يومٍ، رفاةً من
يباب عمره. و أنا أزرع فناء الدار جيئةً و ذهاباً،إذا بسير(طاحونة الأنين)
يلفني من كل حدَبٍ و صوبٍ. فتغرورق عيناي بدموع فرحةٍ مبتورةٍ لم
و سوف لن تتم أبداً, فلاحياة لمن أناغم و لا صدى لأذان في مالطا.

[} جئت أسترق النظر من ثقوب أبواب الذكريات.أتسلل كما اللصوص من
نافذةٍ مشرعةٍ لصفيرالرياح الهوج،تنوح فوق النخل . فلا أجد سوى بقايا
أطيافٍ باردةٍ ، كصقيع إحساسيالمتجمد . و هناك إذا ببضع حُصيَّاتٍ لمحتها
ملقاةٍ فوق كثيب رملٍ مهيلٍ .لقد هممت بالتقاطهن لأرجم بهن مارداً وقف
يذكرني بأن عقارب ساعةزماني سوف لن تعود القهقرى. و أن أقسىوطأة
إحساسٍ على قلب عاشقٍ لوطنه ، هو أن يأتيه عائداً أدراجه ليتحسسه ،
فلم يجد منه شيئاً ، كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً، أو كباسط كفيه
إلى فقاقيع رغوةٍ هُلامية يلاحقها ليبلغ بها فاه و ما هو ببالغه.
******(((((∆)))))*******
[} و هذه دياري الحزينة التي كنت أرتادها في مراتع الصبا،
إذ غدت مدن أشباحٍ تجوبها أسرابٌ من دواب الأرض تأكل منسأة
عشقٍ في حناياً صدر حطام إنسانٍ كان يعيش هناك، ثم صار أثراً
بعدعينٍ؛ و حذفت أقراص ذاكرته الخربة المفقودة مرةً و إلى الأبد من
كافةالملفات و الأضابير القديمة ، نظرً لحدوث عطبٍ ذهني كان بليغاً.

@ و في سويعاتي السوداوية تلك، رحت أطرق الأبواببإلحاحٍ هستيريٍّ
شديدٍ ، رُغم زهدي في أن يلقي أحُدُهم بالاًلوجودي فيفتح لي مصراع
نافذة.فربما تملكني شعورٌ لا إراديٍّباللاجدوى من أي شيء! ثم وقعت عيني
على فحمةٍ مدفونةٍ تحت قدمي،فخطفتها و رُحْتُ أرسم بها خطوطاً كفافيةً
على جدران هذا الزمان هنا،تشي بأن كل ما جنيته من عناء عودتي هو أني:
قد حضرت إلى هنا، ربمامتأخراً جداً، فلم أظفر بلقيا كائنٍ منكان من أهلي!
لذا، أيقنت بأن نعمة الصبر و السلوان بحد ذاتها فن راق تقتضي
إجادته تصالحاً تاماً مع الذات، مع تمرسٍ يوميٍّ
على احترام شروط فقه الأمر الواقع.

*صدر تحت توقيعي في الخميس29/108/2019
بكامل قواي العقلية المعتبرة شرعاُ و قانوناً.
∆ ود الح ي ش ان الت لا تة
∆ رافع اأذان في جزيرة مالطة

[} عمت صباحاً رباحاً صديقي و يا لك من رفيق درب
مفضال و خير نديم لي في زماني و يا لك من قارئ
نهم لخبايا فنجاني و يا لك من ناكئ لدفين أحزاني.
رغم أني بصرت ونجـمت كثـــــــــــــــــــــــــيراً لكني لم أعرف أبــــــداً
أحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز اناً تشـــــــــــــــبه أحـــــــــــــــــزانك
مقدورك أن تمضي أبــــــــــــــــــــــــدا فـي بـحر الهم بغيـر قلـــــــــــوع
وتكـــــــــــــــــون حــــــــــــياتك طـــــــول العمــــــر كتاب دمــــــــــوع
مقدورك أن تبقى مسجــــــــــــــــــــوناً بيــن المـاء وبيـن النـــــــــــــــــــار
فبرغـــــــــــــــــــــــــم الحزن الساكـــــــــــــــن فيـــــــــــــــــــــنا ليل نهار
و برغم الـريح وبـرغــــــــــــــــــــــــــم الـجو المـاطر والأعصـــــــــــــــار
سيبقــــــــى الحــــب أخيراً في بلدي أحلــــــــــــــــى الأقـــــــــــــــــــدار .

[} عمومن ، سؤالك عن عالم التصوف فعلن عايز ندوة راسا عديل. و يا
ريت لو نصطحب فيها فطاحلةاهم باع طويل و قدك معلى في هذا الكار.

[} أما بحر التصوف بمعناه الباطني العميق و جذوره الضاربة بأطنابها في
صدور المجاذيب في شتى الديانات السماوية و المعتقدات الأرضية؛ منذ
تسربه إلي ملة الإسلام مع ظهور علم الكلام و بزوغ أنجم نوابغ أعلام
من المتفلسفة ؛ كابن عربي و الحلاج و الجنيد حتى الإمام الغزالي و جهده
المقدر لإحياء علوم الدين ؛ و من ثم عبور هذا النمط السلوكي الروخاني
و بكل إيديولجيته و أدبياته ااتقليدية هذه ، إلى حدود بلادنا عن طريق
بوابة الفكر الجمهوري و مريديه؛ كل ذلك أحيلك فيه إلى الأستاذ / أحمد
مصطفى دالي. كانت لي معه و أركان حربه صولات و جولات عبر مناظرات
حافلة بالسفسطة و الأخذ و الرد ما بين الحجة و المحجة البيضاء ليلها
گنهارها ؛ و لا يزيغ عنها إلا هالك. و كان بعضها في حضرة زوجته
المصون السيدة / سمية محمود محمد طه . فلا بأس بلقائه.

[} و أما التصوف على طريقة أهالينا البلدية المعروفة و ( تحورهم)
على مشايخ و طوائف شتى گختمية أو جيلانية أو سمانية أو تيجاتية
أو برهاتية او ما شابه ، فهذه أحيلك فيها إلى من لا يفتى و مالك حي
يسعى بين ظهرانينا في البورد ، هو عمنا عادل اللمين(Adel Amin).
و إن كان رأيي شخصيا أن أصابع الإنغاز لعبت فيها كثيرا و قد أفسد
عطاروها كثيرا مما كان أصلحه الدهر من شأن «أهل السلسلة و اللوح
و التقابة».. الزينبن سراي الليل الفي الأوراد شادين الحيل.

{{{{{*}}}}}
صباحاتك و أمسيك لبن أخوي الاثير لنفسي زهير
و آه لو آه تفيد مجروح .. و المثل القديم ساير..
رهاب ما حصلوا الجاري.. و سماك ما حصلو الطاير
حليل زمن الصبا الماضي .. و حليل زهر الحياة الزاهر
حليل زمن الحبيب راضي .. و حليل زمن الهوى الطاهر
حليلو الأبلج الباسم .. حليلو الكاحــــل النايـــر
حليل قمر السماء القاسم لياليه و صبح داير.

@ و لگ مني يا (صاحب السجن) في البوح شجون و شجون..
يا سحبان الله و يا له من تواردٍ عجيب لخواطرنا. ها قد جئت
تثير هواجسي القديمة من ااتقاعد و هو سيفٌ على رقبة كي ذي
كبدٍ رطل . و گذلگ صديقي المشاكس بشير ود التهامي. ظل
يذگرني دونا بأن الصبر و السلوان: نعمة من المولى عز وجل
وهبها للانسان لكي ينسي و يعيش باقي أيامه بي(حلومرها).

© مرة قال لي : يا اخي كلامك ده بحسسني بذاتي عندما أمشي إجازة
قصيرة بي هناك ،لا أهل لا حُبَّان لا أي زول .تحس بالغفر اليباب)؟!
بيتنا القديم ساكننو ناس تانين مننا و فينا. و لكنهم أغراب؟!

قت لو : ياخوي اتا نعَلَّك بس كطعت راجع بي غادي لبحر
االمالح ولا شنو)؟! دحين ما استعجلتا شويه، ياخ ما كان تتقلشويه
حبتين؟! غايتو بس الله يسترنا بي ستره الواحد الاحد الفرد الصمد.

∆ سمخ، هبشة بجاي :لي اخ وصديق وزميل طفولة صادفته مرة في
إجازة و جلست معه طقينا حنك (أحدثه حديث المشتاق لأيامنا ديگ
( و يا النسيت أيامنا و طعامة الماضي التليد وهو يا حبة عيني يحدثنيعن
وحشة الراهن البليد) فشتان ما بين ما أنا أصبو إليه وماهو عليه؟! ثم افترقنا
كالغرباء و فيما بعد حسيت إنو مافي فايدة من ملاقاته مرة ثانية بتاتا؟!

[} ثم جاء دوري لأقول له: الحبيب بشة، ياخي قول بسم الله ،كدي أولن
خلني النضحگك معانا شوية من منظرنا الاتنين مع صحبگ دا (عاملين
گدا متل نفرين في حماملت موقف جاگسون البي القروش داك، و الرجال
مواغف، واحد برة مزنوق لامن يبدل في گرعينو گايس يدخليفضي،بينما
التاني جوة، مخنوق يشحد في ربنا ، يذهب عنو الأذي و يعافيه،يتخارج).

¶ علا و الله ياكاك إتا زولي البتجيب لي كثافتي .تكتروو تقللو تخليني أترع ليك
صفحات أثير الأسافير دي هسي أسى و دموع. ثم صبراً آلبشبوشتي ، فأن موعدكم
ربوع بلادي مع تحيات العودة و السلامة و حرارة اللقيا بإحساس عنيف.أطللتم علينا
كما المزن تأتي دوماً حبلىبماء طهور و برد و دعاش.و لأن ليس لقرين التجلي طقوس
و لا للبوح نقاط تفتيشٍ فيما بينالنفوس فقد داهمني قريني للتو بضع بأبيات حيث قلت فيها:

[} و فى خاطري همسٌ عالق إلى الأقمار أبعثه تباعاًا ثم ضاع الهمس مني ، ثم دنا
وكان القلب يسكنها لتياعاً فأينعت الدواخل إذ تنادت وعم الشوق في شعري و شاعا
ولم ندربأن بنا فيوضاً فجاءت على عواهنها سمعاً و طاعاو مازال في الخاطر
لوعة، و في جراب النظم قنديلاً و يراعاً

∆ ود الحيشان الت لا تة
مـــؤذن في مـــالطة،،،،

اتاريك يا صاحبي و أخونا صديق مهدي سبقني غلاى هنا
يتفقدك ويسأل عليك الناس. و أنت بهناك غارق بين أحضان
الطبيعة في أرخبيل جزر الملايو ربي يحفظك في غربتك ..

# أما أخوك بجاي وادٍ .. غير ذي زرع . ولكن تلاقني برضو فرحان
معاك لمجرد إنك ماخذ راحتكهناك . و رجعتي خواطر معكوسة جالت
أثناء جلسة عفوية كنت على هامشها في معية الخبير النفساني و ابن البلد
الخلوق البروف/ محمد عبد العليم، و آخرين دار حديث شيق فضلتً الاستماع
إليه فقط دون أنبس ببنت شفةٍ لاخوض في مضابطه . ذكروا فيه أن سائحاً من أهل
الشام لما زار ربوع بلادي و وجد أناساً بسطاء فقراء بحيث يصومون و يفطرون فقط
على طرقة (حلو مر خمط و تمر يابس و شيء من نبق قليل) ، أقفل الرجل عائداً و ترك
تعليقاً يدل على رثائه الشديد لحال أهالينا ( الغبش أبان مسوحاً موية). لم أجد في ذلك سوى
كلاماً فضفاضاً و قلت في نفسي: ثم ماذا لو الزول دا قام يمم صعيد : حيث الموائد يا دوبك
ناحية عصيد بملاح شرموط ( قديد)، و مالو كمان لو قبَّل شمال حيث اللواري الوحلانة في
كثبان رمال ، أو سافر محطات الغرب الحالو دُتْ ما يسر قلب، أو طاف شرقنا الحبوب لاقى
ناس أدروب ، هناك يقطعون الفيافي في الوعر مع الهبباي؟ مباريين الجبال و هم ضامرون
و كأنهم عقارب جمال! يكربون البطون على الحجار يطؤون رمضاء الصخور حفاةً بلا
نعال .. و يسعون بلا ظلال يتأبطون الخناجر و السيوف و يغرزون في قباب شعورهم
خلالات كأشطان بئر في لبان الأدهم (لدرجة أنك لو استحلبت منهم رهطاً أو قرية
كاملة ما تطلع ب(فنجان دم). أناس مسالمون لا يسألون الناس إلحافاً لأكثر من
شربة موية أو فتات بسكوت, حيث أقرب مظهر للحياة لا يقل عن300 ميل.
من هنا قفز لي سؤال: ما الذييجبر أمثال هؤلاء على عيشة في ظل طبيعة
قاسية بلا أدنى مقومات للحياة وا لجواب وجدته ببساطة أنه
عشق الوطن ، حيث ( لا شيء يعدل الوطن ..
و ضل الدليب أررريححح سگن ).
***************

و لكن لو نظرنا إلى أقدم و أعظم حضارات
سادت ثم بادت على وجه البسيطة لوجدنا بُناتها قد
تخيروا لها مواقع على مقربة من مصادر المياه وحول
مجاريها من منابعها إلى مصباتها حيث الخضرة و النبع
و الفأل الحسن ، بين حوض و سهل و وادٍ و دلتا منذ حضارة
بابلو حدائقها المعلقة ، و إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في
البلاد و ثمودالذين جابو الصخر بالواد و مروراً بفرعون ذي
الأوتاد و الذي قال مفاخراً: ( أليس لي ملك مصر و هذهالأنهار
تجري من تحتي؟!) و كذا في مملكة سبأ :(لقد كان لسبا
في مسكنهم اية ، جنتان عن يكمين و شمال)

# بالطبع لا غضاضة فيكل ذلك و لكن ما يجدر بنا الوقوف عنده
أن خالق هذا الكون لما شيَّد أول بيت وضعهللناس كان الذي ببكة ،
إذ جعله لحكمة يعلمها وحده في (وادٍ غير ذي زرع). و الأعجب من
ذلك من أن الذي كُلف برفع قواعد الكعبة مع ابنه كان سيدنا إبراهيم
(رب إني أسكنت)قال ذلك عليه السلام ربما سبيل عرض الحال
و هو يعلم أن الله أدرى منه بحاله و أنه سوف لن يضيعه.
# لذا كان دعاؤه لله بأن يرزقه أهلهمن الثمرات(إذ يأتيهم خراج الأرض
في شكل قطافاً جاهزة،من حيث لا يزرعون) ثم دعاؤه لله بأن يجعل أفئدةً
من الناس (تهوي) بمعنى: تميل إليهمإلى يوم يرث الله الأرض و من عليها
(من حيث يدرون و لا يدرون) ونبي الله إبراهيم عليه السلام بنى الكعبة
و رفع قواعدها بأرض الحجاز، و ليس في مسقط رأسه في أخصب بقعةفي
لأرض بالهلال الخصيب الواقع في بلاد ما بين النهرين/ دجلة والفرات. لقد
بنيت الكعبة المشرفة فيهذا المكان القفر لتكون مهبطاً لخاتمة رسالاته لأهل
الأرض و علي يد نبي كريم ما أرسل إلا كافة للناس و رحمة للعالمين.

ف
فيا أخوي زهير تعال ، و قبال ما تمش بعيد و قد تلاقينا على رصيف
مرافئ الغربة من غير ميعاد و اللقيا أجمل في الحقيقة بلا انتظار.و ها أنا
ذا ما رف لي طرْفٌ و لا ارتخى لي جفنٌ على باب التوهج واقفاً، أدلفت
من باب الرجاء ، عانقت أطيار النوارس في غفوةٍ مُتَّكِئاً على جبين القمر ..
و لم تزل أنت الحضور لدى غيابي،يا من تشاطرني أمنياتٍ باقياتٍ ،

تختال في سحر الدياجي أغنياتٍ. (حمولي تهد جبال الشيل و فايت في العتامِير
ليل ومتوكل عليك يا الله دافر الليل).. و كأن راحلتي سير طاحونةٍ لا ينفك راحلاً.
فقد استهوتني فكرة الاستمراء للسير حافياً تتبعني معالم الخطو على كثبان الرمال.
و لم تزل للتوق بقايا تسرى في الفواصل و تغريني باالمحال.
و لم يزل وجدي سفارةً روحانيةً إلى دفء
المشاعر مفاعلتن مفاعلتن فُعُولٍ لا فِعَالْ.
# و لعمري إن ما كنا فيه من حالٍ مايلٍ لا يسرٌ عدواً و لا صليحاً و الأقرب ما
ينطبق على مشروع لا حضاري لقرصنة (اختطاف بَلَدٍ بحالها)ثم أما بعد, و إن
كنت لا أؤمن ابداً بالطيرة و لا التشاؤم. و لكنني حين هَمَمْتُ هذه المرة بدخولها،
أعني(بلادي التي وإن جارت عليفهي برضو كريمةٌ.. و أهلي الذين و إن ضنوعلي
فهمُ الكرام،أبناءُ الماجدات و الأكارم)، فحين شهرت قلمي لزاويةٍ حرجةٍ عَقَرَتْ
حروفي و أنقبض قلبي و انعقد لساني . فكأني ببعيرٍ هائج أو بوحشٍ كاسرٍ راح
يشرع فكيه يريد التهامي بشراك نعلي ، لآ بل بتنينٍ ينفث نيرانه بجهي. فشعرت
و كأن رؤوسَ الأفاعي تُلَوِّح لي و هَمَزَاتِ الشياطين تُوَشْوِِشُ من جنباتي و
في شحمة أذني.و شممت نكهة البارود تفوح من أفواه السادة الحضور!!
ودَّ ا الحشان ال ت لا ت ة
مؤذن في جزيرة مـــــالطة

آسف جداً صيدقي يا زهير ،،ولك مني صباحاتٍ و أماسيَ رابحات و بكل خير نافحاتٍ.
و فعلاً معاك حق . بس يا ريت لو نقتنع بإنو رغم ما يعترينا مننوباتِ قلقٍ ، فلعلَّ أحلى
يومٍ يكون يوماً لم نعشه بعدُ ؛ و أوسع البحار يكون بحراً لُجياً ، و لم ترتده أشرعتنا بعدُ .

# و عشان ما أدبرس بيك. و وصلنا لما انقطع مما كان بيننا من همسٍ حززين ٍ؛ فزي ما قالو:
لو تشوف محنة غيرك تهون عليك جبالهمومك و لو كانت مثل زبد البحر. فلم أصدق الآن ، و أنا
عائدٌ أدراجي من حيث أتيت. و لكن، و يا لسخرية المفارقة: فعند فجر اليوم قابلني شاب عربي قادم
من بلاد واغ الواغ ؛ جاء يطلب اللجوء إلى بلادي كالمستجير من الرمضاء بالنار ؛ إذ لم يجد منها
بداً بعد أن ضاقت به أرض الله ذرعاً كمستجيرٍ من الرمضاء النَّار أو خلينا نقول: (كمن تعذر عليه
وجود الماء أو استخداخه ، فاضْطُر للتيمم بالتراب). أو كمن (أضطر لغسل نجاسة غربة الأبدان ببول
اغتراب الروح في بلدي). سألني الشابعن كيفية الحصول على فيزة للإقامة الحرة معنا هنا . فنسيت كل
معاناتي ، و رحت لا إرادياًأكذب أحاسيسي و أغالط ما رات أم عيني، و أبدل سبي و لعني مدحاً و ثناءً
لأوضاعٍ كأنهامن فراديس ألف ليلة وليلة ،و سكانها خلائق نورانيةٍ من وحي خيال كليلة و دمنة. و لما
سألني عن إمكانية الاستعانة بوكالةٍ للسفر و السياحة قلت له : إن بلدنا مضيافٌ طبعاً لا تطبعاً ( وحتى
الطير يجيها جعان، و تلقاه من طرف تِقِيها شِبِع) ، و إنو السواح في قاموسنا هم فقط الصُّلأاح (الياهم
ديل سراي الليل و البي الأوراد شادين الحيل) تراهم في كل وادٍ يسيحون هائمين في ملكوته الفسيح.
و الفندقة عندنا هناك في بيوت من القش يشيدهاالنفير، والونسة الدقاقة في خلوة ناس جدي و الإعاشة
ما تشيل همها: بتلقاها (ملحوتي) من(تكل) ناسحبوبة و أنه لا داعي حتى لحمل وثائقَ سفرٍ أو هويةٍ
و لا هم يحزنون .إذ يكفي يا أخ العرب أنك ضيفنا ف"يا ضيفنا إن زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف
و أنت رب المنزل" فلْنخطو معاً بلحاظ ترقب الشوق و تثير ذاكالصحو المعطن بالحفاوة ..
فنرتشف أريج كل من نضحتينابيع الذكر من فمه حديثاً ذو طلاوة دمت خالداً
و القمر يستديرترقباً لكل من أخذ نصيبه من دورة الأيام و لياليها.
.

[}مساء الخير ؛ رفيقي زهير،
أولن تقبل اعتذاري لوجع الوش
العملناه ليك في بوست (الكوزة)
و سوف لن أسأاك: أين كنت و لكن سؤالي :
إلى أي وطن تنوي الرحيل و أيدي معك على كتفك؟!
هل إلى ذاك لا يزال يصر على رفض أوراق انتسابي؟!
هل إلى ذاك إذا ما شغلت بجنة الخلد عنه نازعتي إليه
في جنان الخلد تفسي؟! فقط يبقى كل العواء في بلادي ،
و إنجارت علي عزيزة ؛ و أهلى، و إن شنو علي گرام.
∆ إذن هلم بنا الآن الآن..و ليس غداً∆
عندما تغنت بها فيروز الآن الآن و ليس غدا ....
أجراس العودة فلتقرع
رد عليها نزار قباني :
πغنت فيروز مُغـرّدة ......
و جميع الناس لها تسمع
الآنَ، الآنَ و ليس غداً .....
أجراس العَـودة فلتـُقـرَع
مِن أينَ العـودة فـيروزٌ ....
و العـودة ُ تحتاجُ إلى مدفع
و المدفعُ يلزمُه كـفٌّ .....
و الكـفّ يحتاجُ إلى إصبع ْ
و الإصبعُ مُلتـذ لاهٍ ......
في دم الشعب له مَرتع ْ؟
عـفواً فـيروزُ و معـذرة ً ....
أجراسُ العَـودة لن تـُقـرع
خازوقٌ دُقَّ بأسـفـلنا ....
من شَرَم الشيخ إلى سَعسَع ْ
و منَ الجـولان إلى يافا .....
و من الناقورةِ إلى أزرَع
خازوقٌ دُقَّ بأسـفلِنا .....
خازوقٌ دُقَّ و لن يَطلع

∆ أما تميم البرغوثي فيقول من وحي العدوان
على غزة و تهديد نتانياهو اليوم و قبل غد بضم
غور و اللحى الميت ؛ و رداً على فيروز ونزار :
πعـفواً فيروزٌ و نزارٌ .....
فالحالُ الآنَ هو الأفظع
إنْ كانَ زمانكما بَشِـعٌ ....
فزمانُ زعامتنا أبشَع
أوغادٌ تلهـو بأمَّـتِـنا .....
و بلحم الأطفالِ الرّضـَّع ْ
تـُصغي لأوامر أمريكا ....
و لغير "إهودٍ" لا تركع
زُلـمٌ قد باعـوا كرامتهم .....
و فِراشُ الذلِّ لهم مَخدع ْ
عفواً فيروزٌ و نزارٌ ....
فالحالُ الآنَ هو الأفظع
كـُنا بالأمس لنا وَطنٌ ....
أجراسُ العَـوْدِ له تـُقـرَع
ما عادَ الآنَ لنا جَرَسٌ ....
في الأرض، و لا حتى إصبع
إسـفينٌ دُقَّ بعـَوْرتـنا .....
من هَرَم الجيزَة ْ إلى سَعسَع ْ
فالآنَ، الآنَ لنا وطنٌ .....
يُصارعُ آخِرُهُ المَطـلع
عـفواً فيروزٌ و نزارٌ .....
أجراسُ العـَودةِ لن تـُقـرَع
مِن أينَ العـودة، إخـوتـنا .....
و العـودة تحتاجُ إلى إصبَع ْ
و الإصبعُ يحتاجُ إلى كـفٍّ ......
و الكـفُّ يحتاجُ إلى أذرُع
و الأذرُعُ يَلزمُها جسمٌ .....
و الجسمُ يلزمُهُ مَوقِـع ْ
و المَوقِعُ يحتاجُ ل إلى شعـْب .....
و الشعـبُ يحتاجُ إلى مَدفع ْ
و المدفعُ في أيد رجال ٍ .....
في المتعة غارقة ٌ ترتـَع
و الشعبُ الأعزلُ مِسكينٌ .....
مِن أينَ سيأتينا بمَدفع ْ؟ا
عفواً فيروزٌ... سـَيّدتي .....
لا أشرفَ منكِ و لا أرفـع
نـِزارٌ قـال مقـَولـتهُ .....
أكلـِّم نزاراً... فليسمع
إنْ كانَ زمانكَ مَهـزلة ًٌ ....
فهَوانُ اليومَ هـو الأفظع
خازوقـُكَ أصبحَ مَجلسُنا ....
"يُخـَوْزقـنا" و له نـَركع ْ
خازوقـُكَ يشرب من دمنا .....
باللحم يَغوص، و لا يَشبَع
خازوقـُكَ صغيرٌ لا يكفي ....
للعُـرْبِ و للعالم أجمَع

∆ ثم يرد الشاعر العراقي على
كم ل من فيروز و نزار و على تميم:
π عفوا فيروز ونزار ....
عفوا لمقامكما الأرفع
عفوا تميم البرغوثي ....
إن كنت سأقول لك الأفظع
لا الآن، لا، بل ليس غدا ....
أجراس تاريخنا لن تقرع
لا الآن لا، بل و ليس غدا ...
أجراس حضاراتنا لن تقرع
إن كان زمانكم أبشع ....
فزماننـــــــا أبشع وأشنع
بغداد لحقت بالقدس ...
و الكل على مرأى و مسمع
أمريكي يهودي فارسي مجوسي ...
كلُ في عروبتنا يرتع
هوان أمتنا أمسى ....
كقرون القواد تلمـــع
فما عاد هناك من ينتخي ...
و ما عاد هناك من يشرع
و الشعب العربي ذليل ...
ما عاد يبحث عن مدفع
يبحث عن دولار يدخل ....
به ملهى لبلي ولا أسرع...

∆و يرد عليهم جميعا ولدنا الشاعر
السوداني قيس عبدالرحمن عمر بقوله:
π عفواً لأدباء أمتنا
فالحال تدهور للأبشع...
فالثورة ما عادت تكفي
فالسفلة منها تستنفع..
و الوحش الكاسر سادتنا
قد أخذوا العرش لهم مرتع..
و الغيرة ما عادت تجذبنا
فالنخوة يجرفها المستنقع
لا شئ عاد ليربطنا
لا دين بات يوحدنا
لا عرق عاد فيترفع..
عفوا را ً أدباء زماني
فلا قلم قد بات يوحد أمتنا
فالحال الآن هو الأبشع....

{ استفزني حال بلادنا ؛ فسكبت لك المداد
بخواطري ساخنة هنا؛ و يندلق إبريق الرحيق}