في خضم الأزمات التي تعصف بالسودان، برزت صور مرعبة لمليشيات الجنجويد وهي تمثل بجثث وتعذب الرفاق من حركات الكفاح الذين اختاروا موقفاً محايداً. هذه المشاهد، التي تم تداولها عبر مقاطع الفيديو، تعكس واقعاً مؤلماً يعاني منه من قرروا أن يكونوا صوتاً للإنسانية في زمن الفوضى.
تجسد الأحداث الأخيرة مأساة إنسانية بحتة؛ حيث كان هؤلاء الرفاق في مهمة إنسانية تهدف إلى إيصال المساعدات إلى مدينة كبكابية. لكنهم وقعوا في كمينٍ أُعد لهم بعناية، مما أدى إلى أسر وقتل عدد منهم، فقط لأنهم تميزوا عنصرياً وأُعاقبوا على أساس عرقي. هذه الأفعال تُظهر انعدام الأخلاق والضمير لدى من يمارسونها.
على الرغم من اختلاف وجهات النظر بيني وبين بعض الرفاق حول موقفهم من معركة الكرامة، إلا أنني أؤمن بأنها معركة وطنية بامتياز. إنها معركة تدافع عن كرامة وشرف الوطن والإنسان السوداني في مواجهة الجنجويد، الذين نشروا الرعب وارتكبوا جرائم قتل وتشريد ضد المدنيين. لقد أجبرتهم أفعالهم ملايين من شعبنا على العيش في معسكرات الذل والهوان.
منذ عام 2003، شهدنا جرائم إبادة جماعية ارتكبتها هذه المليشيات، التي تدعي اليوم الوطنية وتسعى إلى إرساء مدنية الدولة. لكن علينا أن نتذكر أنهم كانوا أدوات للنظام الظلامي الذي سعى لتفتيت السودان وتغيير هويته الثقافية. أول ضحايا هذا التغيير هم المجتمعات الأصلية في إقليم دارفور والسودان بأسره.
إن حماية الوطن هي مسؤولية وطنية لا يمكن تجاهلها، ويجب على الجميع أن يدركوا أن هؤلاء الجنجويد لا يحملون أي قيم أو أخلاق. إنهم مجرد أدوات تُستخدم لأغراض إقليمية ودولية تهدف إلى تفتيت السودان وطمس ثقافته الغنية.
نسأل الله أن يرحم شهداءنا وأن يمنح الشفاء العاجل للجرحى. إن معركة الكرامة مستمرة، ويجب أن نكون جميعاً جزءاً من هذه المعركة من أجل وطننا الحبيب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة