لا إحسان في العالم الروحاني والرأسمالي كتبه د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 06:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2023, 09:11 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2510

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا إحسان في العالم الروحاني والرأسمالي كتبه د.أمل الكردفاني

    09:11 PM November, 02 2023

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    "البياض"
    يعتقد البعض أن التقدمة التي تقدم للساحر أو الفكي أو كل من يمارس الاتصال بالعلم الروحاني، يأخذها الساحر أو غيره. هذه التقدمة التي تسمى بالبياض أحياناً، وتوضع تخت فرشة الشيخ، لها فلسفتها الخاصة. ففي العالم الروحاني، لا يوجد شيء اسمه الإحسان، بل هناك تبادل "أخذ وعطاء". الإحسان هو شيء أكبر من الحق، يمنحه المحسن مما يملك للمحسن إليه بدون مقابل. فالعالم الروحاني لا يعترف بالإحسان، فإن حصلت على خدمة من جن أو خلافه، فلا بد أن تدفع مقابلاً ولو تمرة. ولا يستثنى من ذلك إلا الله تعالى: الذي استثنى نفسه، فهو يعطي بدون مقابل، ويمكن ان يعطي من يؤمن به أو لا يؤمن "كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك. وما كان عطاء ربك محظوراً". (الإسراء ٢٠).
    وإذا كان الله يحسن، فإنه لا يحسن إليه، ويخضع الوضع هنا للقاعدة العامة في العالم الروحاني، لذلك فإن الصدقات التي يقدمها الإنسان لا بد أن يقابلها عطاء من الله. وكل عمل يأتيه المرء يحصل فيه على مقابل ولا بد "لا يلتكم من أعمالكم شيئاً" (الحجرات-١٤)
    وإذا كانت القاعدة العامة في العالم الروحاني أنه لا إحسان بل الحق بالحق، والعطاء بالأخذ، والأخذ بالعطاء، فإن الإنسان، باعتباره كائناً اجتماعياً، يمكن أن يؤسس مجتمعه على الإحسان (ولا تنسوا الفضل بينكم) (البقرة- ٢٣٧). وقد قال صلى الله عليهم وسلم "ليأتين على الناس زمان عضوض، يعض المؤمن على ما في يديه وينسى الفضل". (الألباني-ضعيف).
    ولكن العالم اليوم هو عالم انتصرت فيه الرأسمالية، وقد اتجه بعض الليبراليين أمثال فريدريك باستيا وغيره إلى أن لا تؤسس الدولة إلا على الحقوق، ولا تؤسس البتة على الإحسان.
    وقد يكون تبرير ذلك أن فكرة الاحسان فكرة استعلائية، كما أنها تفضي إلى إقحام الأخلاق في مؤسسات الحكم وفي هذا خطر، لأن الأخلاق نسبية، وتختلف من زمان إلى آخر ومن مكان إلى مكان، ولكل مجموعة ساعية للسلطة قيمها الأخلاقية التي تتعارض مع قيم مجموعة أخرى، فيفضي وصول مجموعة منهما للسلطة إلى فرض تلك القيم المنتصرة قسراً ويؤدي ذلك إلى منح الحكومة أداة للبطش بخصومها.
    لذلك لا يمكن أن تتأسس الأنظمة على الأخلاق، لأن المفهوم الفضفاض للأخلاق سيفضي إلى احتكارها من قبل جماعة معينة.
    ويرفض الليبراليون الإحسان لأنه يفضي إلى التواكل، وإلى منح المنتجين بعضاً من أموالهم لغير المنتجين، سواء كانوا غير منتجين لعدم رغبتهم في الانتاج كسلاً، أو لأنهم من العاجزين عن الإنتاج، كالمعاقين والمجانين وكبار السن والأطفال..الخ. لقد ظهرت توجهات متطرفة ترى ليس فقط عدم الإحسان لغير المنتجين، بل ترى أيضاً ضرورة إستأصالهم من الوجود أو النبذ، وفي القرون الأوروبية الوسطى كان الأوروبيون يجمعون المجانين والمعاتيه ويلقونهم فوق سفينة، يطلق سراحها لتهيم في البحار سربا، وكانت تسمى بسفن الحمقى، وربما رست تلك السفن في جزر بعيدة وشكلت أسلاف مجتمعات معاصرة.
    لقد أثرت تلك التوجهات المتطرفة في السياسات الجنائية، فمنذ نشوء علم الاجرام، بل وعلم الاجتماع من قبله، كان التوجه الأخلاقي لمكافحة الجريمة عبر محاولة استئصال أسبابها بتقليل الفقر ونشر التعليم ودعم التنمية. غير أن التوجهات الليبرالية رأت أن انفاق الأشخاص المنتجين على غير المتجين لا مبرر له، وإذا كانت المجموعات الإجرامية هي التي تهدد غير المجرمين فلا يجب تضييع الأموال عليهم، بل على عمليات تحصين غير المجرمين. وذلك ببناء مدن نموذجية محصنة ضد الإجرام عبر التصميم البيئي.
    وبالتالي فالتوجه الرأسمالي لا يعترف بالإحسان، بل يرى فيه سرقة لأموال المنتجين. ويجب دفع غير المنتجين إلى الانتاج عبر حرمانهم من المساعدة لكي يضطروا للإنتاج، او يتم نبذهم أو قتلهم سواء بإفشاء الحروب أو الفيروسات القاتلة، وعندما تولى حمدوك رئاسة الوزراء رغب في تطبيق تلك السياسات اللا إنسانية على الشعب السوداني وذلك لأنه من أقل الشعوب انتاجاً بالفعل. مع ذلك فنحن لا نستطيع أن نقول بأن الإحسان فكرة جيدة باستمرار، لأن الإحسان بالفعل لديه سلبيات، وخاصة إذا كان داخل منظومات ومؤسسات صارمة وتحتاج للضبط والربط. إذ قد يفضي إلى التواكل، وتهميش فكرة الانتاج والعمل. لكن أيضاً يجب ألا ننسى الضعفاء وهذا واجب يفرضه علينا نقصنا وتقلبات حياتنا التي تجعلنا تارة أقوياء وتارة ضعفاء، ولذلك يكون الإحسان ضمانة مستقبلية لنا على الأقل.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de