كنا نريدهم ،، وكنا نفضل معيتهم ،، ومن أجل تلك الأهداف فإن الشعب السودان قد خاض حروباَ ضروسة لمدة خمسين عاماَ منذ استقلال البلاد ،، وقدم من أجل الوحدة تضحيات جسيمة في الأرواح والأموال والإمكانيات ،، ولكنهم رفضوا تلك المعية في دولة واحدة جامعة ،، وجاهروا بأنهم لا يحبوننا ولا يريدوننا ،، وقد اختاروا الانفصال عند الاستفتاء ،، وقالوا بالحرف الواحد : ( نحن لا نحبكم ولا نريدكم ! ) كما أنهم قالوا بالحرف الواحد : ( باي باي يا حرتوم يا الأفن !! ) ،، ومع الأسف الشديد لم يختاروا سياسة المفارقة الأخوية ،، وفي نفس الوقت لم يقدموا السبت حتى يحصدوا الأحد !! ،، بل جاهروا بالكراهية علناَ أمام العالم أجمع ،، ونحن سكتنا على مضض ولم نرد عليهم بالمثل ،، وقلنا لهم : ( سامحكم الله ،، وعفا الله عما سلف !! ).
العجيب في الأمر أنهم اليوم قد عادوا إلى بلادنا بكثافة غير متوقعة !!،، يتواجدون بيننا ويمارسون أعمالهم وكأن شيئاَ لم يحدث في الماضي !! ،، يتواجدون بيننا ومازالوا يعايشون نفس أحوال الماضي ،، حيث الجميع ( أبناء السودان ) !! ،، وهي تلك الصورة والواقعة التي كانت سائدة في يوم من الأيام وقد رفضوها بأنفسهم بالجملة !!
المضحك في الأمر أنهم لا يريدون منا أن نعاملهم معاملة ( الأجانب ) كالآخرين ,, ولكن شروط التعامل بين كافة دول العالم تفرض علينا أن نعامل كل من لا يحمل جنسية بلادنا بأنه من ( الأجانب ) ،، وهي شروط لا تتعامل انطلاقاَ من العواطف ،، ولا تتهادن من أجل الصلات التاريخية ،، تلك الصلات التي رفضوها في يوم من الأيام .
نحن لا نتواجد بكثافة في دولتهم الجديدة التي اختاروها ،، ولم نحتاج منهم في يوم من الأيام أن يعاملوننا معاملة الأصدقاء أو الأجانب ،، بل نحن مازلنا نلتزم بالصمت والوقار ،، ومازلنا نمارس سياسة : ( فارقوهم بالتي هي أحسن !! ) ،، ولا نعرض أنفسنا إطلاقاَ للاهانة أو التجريح في يوم من الأيام ،، وبنفس القدر نحن نريد من الآخرين أن يحسوا بعزة النفوس وأن يلبسوا ثياب الحياء والاستحياء مثلنا ،، وأن يتصرفوا بنوع من العزة والكبرياء !! ،، وأن لا يرخصوا الذات بتلك الطريقة التي نشهدها في هذه الأيام !! ،، وهم الذين قالوا في يوم من الأيام : ( باي باي يا حرتوم يا افن !! ) . فما الذي يجبرهم ليتواجدوا مــرة أخرى في حرتوم الأفن ؟؟؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست