يومياَ تتواجد في الفضائيات التلفزيونية وخاصة في قناة ( تلفزيون السودان ) أصناف وأطياف من البشر الذين يجلسون ويتحاورون ويقدمون النصائح تلو النصائح للشعب السوداني ،، وهؤلاء في الغالب الأعم يقدمون تلك النصائح للشباب الثوار الذين يتجولون في الشوارع والطرقات في مسيرات الاحتجاج ،، وهؤلاء المتحدثون في الغالب الأعم هم من الأفراد الذين ينتمون للأجيال القديمة ،، ولا يجيدون إلا تلك الثرثرة الفارغة بالألسن والكلمات الإنشائية ! ،، وبالتالي لا يملكون مثقال ذرة من تلك التوجيهات والنصائح المنطقية السليمة التي توافق العقل والمنطق السليم ،، وثرثراتهم كلها هامشية فارغة لا تلامس أوجاع وهموم الشعب السوداني الحقيقية ،، ولا تلتقي إطلاقاَ مع تطلعات وطموحات هؤلاء الشباب الثوار لا من بعيد ولا من قريب ،، وبنفس القدر لا تعالج مباشرةَ أزمات وأوجاع تلك الأسر والعائلات السودانية ،، ولكن بطريقة فطرية وغريبة متوارثة للغاية يتناولون ويتحدثون حول قضايا جانبية هامشية هي تمثل غاية المثالية !!! ،، ويتحدثون حول تلك الخطوات البلهاء لإنهاء تلك الأزمات السياسية الحادة القائمة في البلاد حالياَ ،، ولذلك فإن أفراد تلك العائلات والأسر السودانية الذين يشاهدون ويستمعون لتلك الحوارات التي تدور في الفضائيات في العادة يرددون مثل عبارات : ( ( بالله عليكم قوموا وغيرونا من تلك الخزعبلات الفارغة !! ) ،، وهي تلك الخزعبلات الفارغة التي قد شبعت منها الأسماع لكثرة التداول لأكثر من ستين عاماَ منذ استقلال البلاد !! ،، فإذا أردتم أن تقدموا النصائح للشعب وللأسر والعائلات السودانية في لحظة من اللحظات عليكم أولاَ معالجة تلك الأزمات الحادة التي تواجه الناس في هذه الأيام ،، وهي تلك الأزمات التي تلامس حياة ومعايش الناس مباشرة ،، عليكم أن تتحدثوا حول كيفية معالجة أزمة ( الكهرباء ) في البلاد ،، وعليكم أن تتحدثوا حول كيفية معالجة أزمة ( الخبز ) في البلاد ،، وعليكم أن تتحدثوا حول كيفية معالجة أزمة ( الغاز ) في البلاد ،، وعليكم أن تتحدثوا حول كيفية معالجة أزمة الصحة والعلاجات والأدوية في البلاد ،، وعليكم أن تتحدثوا حول كيفية معالجة أزمة ( المواصلات ) وغلاء تعريفة المواصلات في البلاد ،، وعليكم أن تتحدثوا عن كيفية معالجة ازمة ( التعليم ) والمدارس في البلاد ،، وعليكم أن تتحدثوا عن كيفية معالجة سلوكيات ( تجار الجشع ) في البلاد ،، وعليكم أن تتحدثوا عن كيفية معالجة العديد والعديد من تلك الأزمات الحادة التي يكابدها المواطنون في البلاد ،، تلك هي الأحاديث التي تجذب انتباه الشعب والأسر السودانية ،، وليست تلك الأحاديث الإنشائية الفارغة التي تتناول كيفية معالجة الخلافات السياسية أو معالجة الإخفاقات الحكومية المتتالية في البلاد !! ،، ويكفي أن يعلم هؤلاء المتحدثون في الفضائيات التلفزيونية أن تلك المعالجات السياسية قد تمت في هذه البلاد لمرات عديدة في السابق ،، ولم تفد البلاد والشعب في مرة من المرات ،، بل كانت دائما وأبداََ تشهد البلاد تجارب ( العسكرية ) ثم ( المدنية ) الفاشلة في كل المرات !! ،، ثم لا جديد تحت السماء ،، والشباب الثوار حالياَ لا يريدون الاستمرار في ذلك المنوال الممل الممقوت كما كان يجري في سابق السنوات ،، ولا يريدون كذلك مزاولة نفس التجارب السابقة الكالحة الكئيبة ،. وقد أصبح ذلك النوع من المعالجات الإنشائية السياسية مجرد ترهات في عرف الشباب الثوار . /B]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة