من دمانا الأرض شربت موية عذبة كل ذرة رملة شربت حبة حبة موية احمر لونها قاني فجرت ورد الاغاني تهدي بإسمك للوطن كنز المحبة تماما كما توقعنا، وقفت السلطة الانقلابية اليوم عارية من كل شيئ سوى القمع المفرط و التحايل لافقاد الحراك الجماهيري سلميته. فهي لم تكتف بوسائل قمعها التقليدية المعتادة في مواكب اليوم الثالث عشر من يناير ٢٠٢٢م ، بل أضافت إليها تكتيكات جديدة تدل على مدى الرعب و الهيستريا التي تنتابها. فبالإضافة إلى الغاز المسيل للدموع الذي يطلق بكثافة غير عادية و يوجه مباشرة لاجساد الثوار بهدف القتل، و استخدام الأسلحة الثقيلة كالدوشكا في مواجهة المتظاهرين العزل، و الضرب بالرصاص الحي و المطاطي، طورت الأجهزة الأمنية اليوم تكتيكاتها بإدخال تكتيكين جديدين، هما الطعن بالأسلحة البيضاء، و الالتحام بالثوار مباشرة و من ثم اتهامهم بإغتيال ضابط رفيع برتبة عميد لا يتصور اصلا وجوده في مواقع احتكاك مباشر مع المتظاهرين. و التكتيكين مهمين، لأنهما يدلان على أن السلطة رأت أن قتل الثوار بالقنص من بعد لم ينجح في كسر إرادتهم، كما أنه يجلب للسلطة مساءلة عاجلة عبر المنظمات الحقوقية، و آجلة في حال سقوط الانقلاب الحتمي، و لا يوفر فرصة لتحويل الحراك لحراك مسلح لإصرار الثوار على السلمية. كذلك تيقنت من أنه لا بد من الالتحام المباشر بالثوار لتفتيتهم و ادخال الرعب في أنفسهم عبر استخدام وسائل الغدر عبر الأسلحة البيضاء، مع إمكان تحميلهم مسئولية وفاة ايا من المهاجمين من قوات الانقلاب في حال اضطرارهم للدفاع عن أنفسهم في اشتباك مباشر، بل و تلفيق التهم الخطيرة لهم ، توطئة لاستخدام القوانين العقابية في مواجهتهم، و تبرير تشديد إجراءات القمع استنادا لذلك. و هذا التصور العقيم مصيره إلى الفشل أيضاً، لأن الاحتكاك المباشر بالمجاميع الثائرة، لن يمكن القوات القمعية من السيطرة على هذه المجاميع عند الاشتباك، بل العكس هو الذي سيحدث حتماً. فبقليل من الوعي بطبيعة التكتيك دون الاستهانة به، و بمزيد من التنظيم و فاعلية إجراءات التأمين في المواكب، سيصبح هذا التكتيك وبالا على السلطة عند تساقط مجرميها بتوثيق جرائمهم، و محاولاتهم المستميتة لافقاد الحراك سلميته. فالتكتيكات الجديدة تعكس عجزا واضحا لسلطة الانقلاب، و فشلا ذريعا لتكتيكاتها السابقة، و اعترافا مباشرا بأنها لم تجد مناصا من إقحام قواتها وسط الجماهير لا لممارسة الرصد والاعتقال و التخريب كالسابق، بل للاعتداء المباشر على الناشطين عسى و لعل أن تكسر شوكتهم، و لكن هيهات. و الواضح هو أن هذه التكتيكات تأتي في ظل موت عملية الأمم المتحدة المزعومة قبل أن تبدأ وفشلها في تعويم الانقلاب، و في ظل التصريحات القوية لعضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي التي أكدت موت الشراكة و و وثيقتها الدستورية و استحالة العودة إليهما، في انعطافة إيجابية للتجمع الاتحادي، و في ظل اظهار لجان المقاومة لقدرة عالية من التنظيم و السيطرة، حين تمكنت من إلغاء مليونية الامس و نفذت الإلغاء بفعالية مدهشة. و هذا يؤكد أن للشارع قيادة موحدة و فاعلة، على عكس ما كانت تتوهم السلطة الانقلابية و يتخوف بعض الحادبين على الثورة، و يتقول كثير من المتخاذلين و المتآمرين من محللي الشراكة و الاستراتيجيين المزعومين الذين يرون أن وجود العسكر في السلطة قدرا الهيا لا فكاك منه. تصعيد اليوم غير المسبوق في تكتيكات و آليات العنف، يأتي ردا مباشرا على ما أفصحت عنه لجان المقاومة من قدرة على تنظيم شارعها و التحكم به، و تأكيدا جديدا على انكشاف الانقلاب سياسيا و استحالة تعويمه، و مواجهة لاقتراب بعض قوى الحرية و التغيير من موقف الشارع في مبادرة تغلق الطريق أمام أي انفراج يبحث عنه الانقلابيون. المطلوب هو فضح هذه التكتيكات الجديدة، و وضع التكتيكات المضادة لها موضع التنفيذ، و عدم الانجرار للعنف و المحافظة على السلمية مهما كان الثمن، لأن كل ما يقوم به الانقلاب الآن من محاولات الهدف منها جر المتظاهرين للعنف، حتى يتمكن من الانتصار عليهم في ملعبه الوحيد الذي يعرف كيفية اللعب فيه. فالسلمية حتما ستهزمه و تجعله جزءا من تاريخ لن يتكرر في مستقبل بلادنا، لأن مصير هؤلاء الانقلابيين هو مزبلة التاريخ، ليغلق شعبنا بعدهم باب الانقلابات و يبني دولته المدنية الانتقالية، المؤسسة لتحول ديمقراطي مستدام. و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!! ١٣/١/٢٠٢٢
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/13/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة