مازال البحث جار عن ذلك القائد البديل القوي الذي لا ينكســــر !!
هي أزمة السودان المعهودة منذ استقلال البلاد ،، حيث أزمة القائد المغوار المفقود الذي يتحدى الأحداث والمعيقات ،، والقادة الذين حكموا البلاد من قبل قد تعودوا على مظاهر الهتافات والتصفيق في السراء والضراء في حالات الفشل والإإخفاقات ،، والبعض منهم قد بلغ به الحال أن يرقص في الحلبات برفقة الجياع !! ،، كانوا يريدون الرضا والقبول والإذعان بالإجماع من كافة مكونات الشعب السوداني !! ،، ولكن ذلك الأمر من سابع المستحيلات ،، وحتى أن الأنبياء والرسل المكلفين من قبل رب العرش العظيم لم يحظوا بالإجماع ولم ينالوا ذلك الرضا التام من كافة الناس والشعوب فوق وجه الأرض ،، وتلك هي سنة الحياة منذ نشأة الكون ،، فلا يمكن أن يلتقي الناس جميعاَ حول شخص من الأشخاص ،، فهنالك دائماَ وأبداَ من يقبل ذلك الشخص وتوجهاته ،، وهنالك من يرفض ذلك الشخص وتوجهاته ،، ورغم ذلك فإن الأنبياء والرسل كانوا لا يرفضون حمل الرسالة السماوية ،، وكانوا لا يقدمون الاستقالات لعدم القبول بالإجماع !! ،، ولا يذعنون ويخضعون لشروط ورغبات الرافضين من الناس في أي وقت من الأوقات !! وفي نفس الوقت كانوا لا يغترون بكثرة الأتباع والمؤيدين إلا بالقدر الذي يرضي رب السماء .
وتلك السنة الكونية يجب أن تسرى على هؤلاء القادة والرؤساء بدولة السودان ،، حيث الإصرار على حمل الرسالة والأمانة حتى النهاية رغم أنف المعارضين أو المؤيدين ،، والعبرة في نهاية المطاف بتلك الإنجازات في أرض الواقع ،، وليس بالضرورة فرض الواقع على الجميع بالقوة والضغوط والجبروت !! ،، وفي أيام نظام الإنقاذ البائد كانت الصورة السائدة هي إما إرضاء الناس بالغش والخداع ،، وإما إركاع الناس على الطاعة بالقوة ،، وكان شعارهم في تحقيق ذلك هو : ( إما شج الرؤوس بالعصي والأسياخ ،، وإما تكميم الأفواه بالتعذيب في بيوت الأشباح !! ) ،
لقد عاد الشعب السوداني اليوم ليقف في المربع الأول منذ استقلال البلاد ،، حيث تلك الصيحة المعهودة : ( أين القائد البديل ؟؟؟ ) ،، وكما يردد الناس منذ عشرات وعشرات السنين فإن محنة السودان تتمثل في ذلك القائد ( البديل ) المفقود ،، وهو ذلك القائد المقتدر الحصيف ،، وفي وقت من الأوقات فرح ورقص الشعب السوداني وظن أن القائد الماهر المفقود البديل سوف يتجسد في ذلك الدكتور ( عبد الله حمدوك ) ،، ولكنه مع الأسف الشديد كان لا يختلف كثيراَ عن قادة ورؤساء السودان من قبل ،، بل كان يبرم الاتفقات والهدنة مع العسكر في غفلة الشعب ،، والشعب السوداني لا يحب إطلاقاَ إجراء مثل تلك الممارسات خلف الكواليس ،، وعليه قد رفضه الشارع السوداني بشبه إجماع !!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة