|
Re: نورالدين مدني لاصوت يعلو فوق صوت الشعب (Re: نور الدين مدني)
|
مازلت اتزكر نور الدين مدني جيدا عندما كان صحفيا في جريدة الصحافة في اوائل الثمانينات من القرن الماضي عندما اتيت مكتبه وفي يدي ردا لمقال كتبه التجاني عامر وقتها عن النوبة بطريقة مستفزة وغير اخلاقية حيث كان ردنا عليه ردا عنيفا الا ان نورالدين مدني قد خفف حدة النقد كثيرا وكاد يفقد موضوعناهدفه الذي من اجله كتب، ولكن مع ذلك كنت احترمه كثيرا ومن اكثر القراء لمقالاته التي تتسم دائما بالموضوعية والتحليل العميق للاحاث في السودان.المقال اعلاه يجسد نفس الطرح الموضوعي. ولكن يجب ان نكون اكثر جرأة عندما نتحدث عن الاسباب الحقيقة والمنطقيةفي تاخر قوى الثورة الى الوصول الى مبتغاهم. لقد بدأ التشاكس بين قوى الثورة باكرا عند كتابة الوثيقة الدستورية. فبالرغممن ان كل تلك الاجسام قد كانت ممثلة في كتابة الوثيقة الدستورية الا انها لم تكن امينة مع نفسها. فالحزب الشيوعي الذيمثله في كتابة الوثيقة الدستورية احد اهم اركانه اتى في النهاية وتنكر لتلك الوثيقة واعلن رفضه لها نهارا جهارا وانسحب مما اربك المشهد السياسي واضعف قوى المعارضة وبعدها تمكنت قوى الهبوط الناعم من السيطرة على الموقف ووقفت سدا منيعا ضد تحقيق شعارات الثورة واهم تلك الشعارات السلام. كانت تلك الاحزاب والقوى السياسية تعلم جيدا ان الحركات التي هي وقعت معها السلام قد تم هزيمتها تماما على الارض بواسطة حكومة المؤتمر الوطني المباد ولم تكن هي الحركات المعنية بتوقيع السلام معها ولكن تلك القوى حاولت اللعب على الحبال لذا وجدت نفسها في شراك تلك الحركات التي كانت في اضعف حالاتها بل كانت تبحث لنفسها عن طوق نجاة لتقوي نفسها من الهزائم التي تعرضت لهاوتعيد ترتيب اوضاعها. فقد كادت تلك الحركات ان توقع اتفاقا للهبوط الناعم لولا الثورة التي اتت وقطعت الحبال من امامهم لتعطيهم فرصة ذهبية للحياة من جديد. ولكن قوى الثورة الحية بدلا من ان تتجه بكل ثقلها للحركات التي لها وجود فعليا على الارضرات ان تحتضن تلك الحركات التي تقصد الهبوط الناعم، لذا كان لا بد من ان تنضرب قوى الثورة تلك في النهاية في مقتل، وهذا ما حدثالان يا استاذنا نور الدين مدني. فان استبعاد اهم حركتين والتي لها قوى فعلية على الارض من معادلة السلام والارتهان الى تلك الحركات التي هزمت فعلا على الارض والتي اتت الخرطوم في اتفاق مخاصصة صريح. اي ان تلك الحركات لم تكن اضافة للثورة بل خصم حقيقي لها وهذا ما تبين لنا الان واقعيا.
|
|
|
|
|
|