|
Re: تجار السودان عند فوهات المدافع !! بقلم ال� (Re: عمر عيسى محمد أحمد)
|
يا هذا إذا كان أبوك تاجراَ ،، أو إذا كان أخوك تاجراَ ،، أو إذا كان أخوالك أو أعمامك تجاراَ ،، أو إذا كان أحد أقربائك تاجراَ ،، فأنا أهلي كلهم تجار في هذا البلد ،، وتلك الصلة والقرابة لا تمنعني إطلاقا من قول الحق ،، فقول الحق يدخل ضمن واجبي حين أحمل ذلك القلم ،، ولا يمكن بأي حال من الأحوال ذلك الدفاع الأعمى لهؤلاء التجار لأنهم أقربائي ،، وإذا فعلت ذلك فإن تلك الصورة سوف تدخلي في خانة وزمرة أهل النفاق !! ،، لقد تعاملت بنفسي مراراَ وتكراراً مع هؤلاء التجار في دول العالم ,, وسمعت الكثير والكثير عن أخلاقيات هؤلاء التجار في العالم ،، وبنفس القدر لقد تعاملت مع هؤلاء التجار بدولة السودان طوال حياتي ،، فلم أجد أخبث وأمكر من هؤلاء التجار بدولة السودان عند ممارسة مهنة التجارة ،، ولا توجد إطلاقاَ أوجه المشابهة والمقارنة بين أخلاقيات هؤلاء التجار في دول العالم وبين أخلاقيات هؤلاء التجار بدولة السودان .
في دول العالم وخاصة في تلك الدول العربية والإسلامية فإن ذلك التاجر يتمسك كثيراَ بأخلاقيات المهنة ،، فذلك التاجر في تلك الدول قد يساوم في الأسعار بالقدر الذي يحقق الربح القليل الممكن المتاح ،، وفي نفس الوقت يجتهد كثيراَ بالإغراءات حتى تعود إليه مرة أخرى ،، وفي مرة من المرات قد أعجبني ذلك التاجر في دولة عربية مسلمة حين كنت متعجلاَ ثم أخذت السعلة المطلوبة من فوق الميزان قبل إكمال الوزن ،، وحينها غضب ذلك التاجر المسلم وقال بالحرف الواحد : ( أنا قد أساومك في الأسعار بالزيادة أو بالنقصان ،، لأن ذلك من حقي الشرعي ،، ولكنني لا يمكن أن أقبض قيمة سلعة منقوصة الوزن لأن الله سوف يسألني عنها يوم القيامة !!! ) ،، وتلك هي الأخلاقيات المطلوبة في التجار أينما يتواجدون في العالم ،، ودائماَ وأبداَ فإن هؤلاء التجار في تلك الدول العربية والإسلامية يرددون تلك الآيات القرآنية الكريمة :
( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ 1 الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ 2 وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ 3 أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ 4 لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ) .
أما ذلك التاجر بدولة السودان فهو ذلك التاجر الجشع الطماع الذي يغش ويكذب طوال المدى والسنوات ،، وهو ذلك التاجر الذي يسأل يومياَ بالتلفونات عن الأسعار التي بلغت إليها تلك السلع حتى يقرر الزيادة الجديدة في ذلك اليوم ،، فهو لا يزيد تلك الأسعار من منطلق التكلفة الفعلية لتلك السلع ثم ذلك القليل من الأرباح ،، وتلك السلع قد تكون متواجدة في متجره منذ سنوات طويلة ،، فقط همه الأول والأخير أن يزيد في أسعار السلع لذلك اليوم المولود الجديد ،، وفي مجال الغش في الأوزان والمكاييل والمواصفات والأحجام فحدث ولا حرج ،، فهو ذلك التاجر الذي ينقي ويضع الأفضل والأجمل في الواجهة ثم يخفي تحتها تلك الأصناف الرديئة المعيبة بقصد الغش والتمويه والخداع ،، ومن تلك المشاهد المعهودة بدولة السودان ذلك التلاعب في عدة الحاويات والمواعين لتقليل المساحات ،، وخاصة تلك الظاهرة منتشرة للغاية في أسواق الخضار والأسواق الشعبية ،، والمستهلك السوداني متعود أن يشاهد ذلك التاجر الخبيث للخضروات الذي ( يفجخ إناء الصفيحة بالجوانب ) حتى يقلل من حجم المساحة التي تحتوي على السلعة ,, وتلك الصورة معروفة عند شراء سلعة ( الطماطم ) في الأسواق الشعبية ،، فتلك الصفائح ( المفجخة ) من الجوانب تتواجد بالمئات والمئات في أسواق الخضروات ،، ومن تلك الممارسات القذرة والنتنة التي يمارسها هؤلاء التجار لزوم التلاعب والغش في الأسواق الشعبية بالسودان تلك ( العلب ) التي توحي بأنها مليئة بالسلع من القاع حتى الحافة ،، ولكن عند الشراء والتفريق يتضح للمشتري أن تلك ( العلبة ) مقلوبة وأن تلك السلعة موضوعة فقط في سطح القاع المقلوب !! ،، وتلك الظاهرة هي من أكبر ظواهر الغش والخداع التي يمارسها هؤلاء التجار الخبثاء بدولة السودان ،، ورغم ذلك لا توجد في البلاد تلك الجهات الرسمية التي تراقب وتمنع مظاهر الغش والخداع من قبل هؤلاء التجار الخبثاء بدولة السودان ،، وهؤلاء التجار بدولة السودان قد بالغوا كثيراِ في تلك الممارسات المنكرة التي تغضب الله سبحانه وتعالى .
| |
|
|
|
|
|
|
|