قوش وما ادراك ما قوش؟، شخصية شغلت الناس ابان حقبة الحكم الاسلاموي وبعد الاطاحة بالرأس الكبيرة، حدثني صديق بُعيد البيان الثاني لابن عوف بأن قوش سيغادر الخرطوم ولن يعترض سبيله احد، قلت له كيف ذلك والرجل فضلاً عن تخصصه في علوم الهندسة هو كذلك المهندس البارع في ازاحة الكرسي من تحت اقدام سيّده وقائده، كيف يخرج هكذا دون ان يحظى ولو بعظم صغير من وليمة هو طابخ قدرها وشامم قتاره، رد الصديق الصدوق بأن المثل المصري (طباخ السم بدوق) في هذه الحالة لا ينطبق على هذا الطباخ الماهر، وقد كان، غادر رئيس جهاز مخابرات النظام الاسلاموي الخطير بكل هدوء للعاصمة الجارة، ومن المؤكد أنه قد نفث دخان سيجاره الكوبي بعد أن اتكأ على كرسيه بشرفة شقته الكائنة بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي، مخرجاً أول اكسيد الكربون مصحوباً الذفرات الحرّى المضمّدة لجراحات قهر رجال التنظيم الشيطاني، ذلك الغول الذي لم يرتعد من أكل ابناءه بكل وحشية وعدم رحمة وخلو من الضمير الانساني، لقد ثأر الرجل لنفسه بعد صمت دام سنين عجاف لفتها ليال كالحات متوشحات بسواد ظلم ذوي القربى. الحكومات الثيوقراطية والفاشية لا تسقط لمجرد غضب الجماهير واضمحلال ووهن وتآكل سلسلتها الفقرية، تنهار الامبراطوريات المؤسسة على قهر الشعوب وكبت حرياتهم من الداخل وبأيدي مؤسسيها، ومن ظن أن الشارع وحده يستطيع فعل ذلك لا نجد ما يناسب مثل هذا الشخص من وصف يليق به غير أنه رجل طيب، ولنا عبرة في بريستيرويكا قورباتوشف - الاتحاد السوفيتي ومهمة عمرو سليمان - مصر، في السودان لم يأت لدفة الحكم نظام ذو جرأة في تفكيك بنية الدولة دون رحمة غير نظام الجبهة الاسلامية القومية، احكم قبضته الأمنية لدرجة اعتقد معها الكثيرون أن ملكه العضود سيختتم بخاتمة مطاف دورة الحياة الدنيا، لكن وبرغم اليأس والاحباط الذي يساور الناس الا أن نبؤة زعيم الجمهوريين ظلت راسخة داخل الجماجم، وكل من يعتقد في علم الباطن اللدني يقول بذلك وهو مطمئن من حتمية انهمار الدماء بين الأشقاء الحاكمين باسم شعار (الحاكم ظل الله في الارض)، فهل حدث ذلك الصدام في المفاصلة الشهيرة؟، أم لم يحدث؟، هنالك رأي غالب يقول بأن أم المعارك لم تبدأ بعد بين الأشقاء، استناداً الى حقيقة أن رأس الافعى قد بتر ولكن مازال جسدها يتلوى. قوش هو الصندوق الاسود للنظام البائد، ولو وجد من هو على شاكلته بالبلدان المحترمة لما خرج مصطحباً حقيبته (النووية)، ولأمسك الحكوميون الجدد بمفاتيح اللعبة دون أن يسقط الصندوق الاسود في ايدي الاعداء، لكن قدر الله أن تنكب البلاد في ادق اسرارها السيادية ومن ثم تساق كالقطيع وسط زحام المصالح الدولية والاقليمية المتضاربة، البسطاء الطيبون من بنات وبني وطني يهتفون باسم الثورة الديسمبرية المجيدة ولا يدرون أن المتسنمين لهرم سلطة ثورتهم رهائن لدى اصابع الجالسين على صندوقهم الاسود، هكذا تدار حكومات العوالم الخفيّة، الجميع شاهد ترامب وهو يهرف بما لا يعرف فاعتقدوا أنه الحاكم الفعلي ثم ذهب برغم ضجيجه وضوضائه وأتي بايدن، ذات الامر يحدث في بلادنا الافريقية والشرق اوسطية منذ أن تركها الطليان والبريطان والفرنسيون والألمان، تدار عن طريق التحكم من بعد بصناعة روبوتات ودمى لا تعي لا تنطق، الوصول لقمة البرج السياسي في بلادنا يتطلب التجرد من كوابح الاخلاق، لذلك نسمع ونشاهد عنتريات كرتونية لا تسترد المال المسروق ولا تحقق القصاص للارواح التي ازهقها القوشيون. اتركوا الجافل قوش واقرعوا الموقوفين داخل السجون واولئك الذين خارجها يبرطعون (علي كرتي)، فالتحديات التي تواجه الذين تصدروا المشهد السلطوي من الذين يرغون ويزبدون ليل نهار، ثم قالوا انما نحن حماة الثورة المجيدة، عليهم عدم اثارة المشاعر العامة حتى لا يتهكم فيهم الناس ويضحكوا عليهم ويدرجوهم تحت قائمة (اللمبيات – جمع لمبي)، فبعد انكشاف الاقنعة لن تستطيع اقناع الطفل الغرير بأنك لم تكن عالماً بقوش القحتاوي عندما يمم وجهه شطر بوابة مطار الخرطوم، دعوا الناس تعيش بواقعية بعيداً عن نسج خيالاتهم بقصص اجاثا كريستي، ارحموهم بالصمت إذا فشلتم في أن تقدموا لهم ما يشفي الغليل ولا تثيروا حفيظتهم بسرد مثل هذه الترهات، ولوكان لكم جهداً وطنياً يستحق البذل وفلاحاً ثورياً مشهوداً، اقبضوا اعوان قوش المتحاومين داخل المدن والقرى والضواحي، لقد ملّت اذاننا الاصغاء للاصوات الغليظة وادمنت اعيننا النظر للمانشتات الحمراء العريضة الناشرة لمذكرات الشرطة الدولية الساعية للقبض على الهاربين من رموز المنظومة البائدة، احسموا امر الذين بين يديكم تفلحوا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة