|
Re: اقرأوا محمد نوري الأمين عن الحزب الشيوعي: (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
هذا تعليق عام ربما يساعد في فهم أفكار البروفيسور محمد نوري الأمين الذي اورد دكتور عبد الله على إبراهيم مساهمته في كتابة تاريخ الحزب الشيوعي السوداني.
استمعت للبروفيسور محمد نوري الأمين يتكلم في عدة لقاءت مذاعة وأعطاني انطباعا بان اراءه في غاية السطحية ورافضة وناقدة للماركسية من رؤى لا جديد فيها، وربما هنالك تقويما، من وجهة نظر ليبرالية- ليس صحيحا- ولكن أكثر عمقا، لمسار "الشيوعية" في السودان من اشخاص سودانيين لم تتاح لهم فرصا كبيرة في التدريب في المدارس السودانية ناهيك عن الجامعات البريطانية التي أجرى فيها البروفيسور دراساته العليا.
واراء البروفيسور التي استمعنا لها هي من ضرب أن الشيوعيين متطرفين (يقول إن عبد الخالق محجوب كان قائدا كبيرا، ولكنه مارس سياسة ستالينية!!)، ومن نوع ان "الوسطية" في الفكر والسياسة هي الحل، الخ. كما يغيب عنه تماما المغزى "العالمي" لظهور الأفكار الماركسية في السودان. فوفقه، ان كل الموضوع هو شباب سودانيين تأثروا بما يجرى في مصر عندما كانوا مبعوثين اليها آنذاك ولم يعاين مدى تطور الواقع السوداني وجدوى الفكر الماركسي في التنظير للثورة السودانية ....
وعلى الصعيد العالمي، فالبروفيسور معجب بالاشتراكية "الفابية" لجورج برنارد شو وبنشاط وأفكار الماركسي الألماني إدوارد برنشتاين الذي عاصر انجلز وعمل معه لفترة؛ فبالنسبة له ان أفكار برنشتاين التي تدعو للتدرج والسلمية في التغيير لتحقيق ما أسماه " العدالة الاجتماعية" هي البديل لأفكار كارل ماركس المظلمة والعنيفة!! كما رفض برنشتاين، على صعيد الفلسفة، الديالكتيك....
وجدير ان أفكار برنشتاين وجدت استهجانا من الماركسيين الذين يستشهدون بأقواله باعتبارها تمثل قمة النكوص عن الماركسية؛ فبرنشتاين هو صاحب مقولة " الحركة كل شيء والهدف النهائي لا يساوى شيئا".
ونقطة مهمة أخيرة، وهي أن برنشتاين، خلافا لكبار الماركسيين الأوائل الذين هجروا أو ابتعدوا عن التمسك بأسس الماركسية، لم تتضمن أفكاره أي أثر إيجابي، فمثلا بليخانوف وكاوتسكى مازالت بعض أعمالهم تمثل هاديا عظيما لفهم الماركسية في مضمار الفلسفة المادية والاقتصاد.
|
|
|
|
|
|