بالرغم من قناعتي الشخصية أن لكل إنسان ( الحق ) في أن يُخطيء ويُصيب ، لأنه في نهاية الأمر بشر ، وتظل الحياة في مراحلها المُختلفة تبديلٌ وتغييرٌ وتجريب و إقدامٌ وتراجُع ، وربما كرٌ وفر. لكن وفي هذه المرحلة الحسّٓاسة و(الحاسمة) من تاريخ بناء السودان الجديد ومصير شعبنا الباسل ، لا مجال أبداً و(بالمُطلق) للتساهُل والتغاضي عن ( شُبهة) ولوج رجل في قامة والي القضارف إلى مُستنقع التعامل ولو لدقيقةٍ واحدة مع نظام المؤتمر الوطني الفاشي في أيامٍ سابقات ، ذاك النظام البائد الذي تعدى على مدى سنوات على حقوق العباد والبلاد وتم إقتلاعه بدماء الشهداء ومواجع الجرحى ودموع أهالي المفقودين. والي القضارف طالما كانت مشاركتهُ في فعالية للمؤتمر الوطني البائد ذات صبغة تنظيمية وإحتفالية بحتة ، و لا علاقة لها (بأكل العيش) تحت قاعدة (الضرورات تُبيح المحظورات) و(مُكرهاً أخاك لا بطل) ، وجب عاجلاً وليس آجلاً إبعادهُ عن مسيرة الثورة والثوار ، ولو إلى حين ، فربما إندملت الجراح وتلاشت الغُصة وإرتاحت النفوس حين (يتقادم) الزمان على غبائن الشعب السوداني على الكيزان وكل ما يمُتُ لهم بصلة. وطالما أن هناك بيِّنة موثَّقة بالصوت والصورة أثبتت أن والي القضارف كان من (المُتماهين) أو (المُنتمين) أو (الداعمين) للمؤتمر الوطني البائد ، عبر مشاركته في إدارة وتقديم فعالية معنوَّنة ومُعرَّفه في خلفيتها بشعار الحزب البائد ، وجب عليه وإن تراجع وتاب وعاد إلى صوابه الآن ، أن يدفع ثمن ما إرتكب من إثم في حق السودان وشعبه ، فالمؤتمر الوطني ليس مًجرَّد حزب تآمر على النظام الديموقراطي بليلٍ وإستولى على سُلطة الشعب البرلمانية بإنقلاب عسكري غادر ، فلو كانت حدود جُرمهِ محصورة في مُجرد الغدر والخيانة والتآمُر على النظام الدستوري ، ربما إستطعنا أن نجد في ذلك (ثغرةً) لفتح منفذ للتسامُح عبر باب (عادية) و(طبيعية) و(نمطية) حدوث الإنقلابات العسكرية في مُحيطنا الإفريقي والعربي ، لكن ما فعلهُ المؤتمر الوطني خلال 30 عاماً في السودان وشعبه من نهبٍ وتنكيل وتقتيل وتشريد وإهدار كرامة ، لم يسبُق لهُ مثيل على مدى السجل التاريخي للديكتاتوريات التي أتت بها إلإنقلابات العسكرية في كافة البلدان التي عانت مثلنا من محنة الإنقلابات ووأد الديموقراطيات ، لذا ومن وجهة نظر شخصية أنهُ ما من إنسان (سوي نفسياً) وعاقل ذهنياً ومعقول وصادق في تعاطيه مع مبدأ المساواة والعدالة والأخلاق النبيلة والأعراف السودانية الحميدة المتوارثة منذ الأزل ، يمكنهُ (مولاة) و(دعم) و(مُساندة) مشاريع الكيزان في عهد المؤتمر الوطني ولو عبر كلمةٍ واحدة أو إتكاءةٍ عجلى ، ومهما كانت الأسباب والوقائع والمُلابسات و(المنافع) الوهمية المُعلنة في خلفياتها وشعاراتها المهرجانية. ... لو بنقبل بي كوز أو ( مُهادن كيزان) يبقى والي بعد الثور ة .. المانعنا نستوزر غازي صلاح الدين وعلي الحاج شنو ..؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة