في الآونة الاخيرة كانت هناك فعلا محاولات للاصلاح في عدة مجالات لكن وتيرتها بطيئة جدا الحكومة انشغلت بالقضايا الكبيرة التي تشكل اولوية بالطبع، وبصورة عامة حققت فيها نجاحات ملموسة مثل الرفع من قائمة الارهاب وتحسين العلاقات الخارجية وقطع شوط كبير في ملف السلام واعفاء الديون ..الخ.
ولكن مثلا في مجال اصلاح الخدمة المدنية واصلاح التعليم ومجال الخدمات عموما هناك بطء، الحكومة تأخذ احيانا قرارات تصيب وتخيب كأنها تجرب، وهذا جيد في حد ذاته ولكن يتطلب سرعة لتدارك الفشل وتدعيم النجاح.
الحكومة في مجال الخبز مثلا قررت زيادة نسبة استخلاص القمح، وبيع الخبز بالكيلو وهذا جيد لكنه لم يعمّم، كذلك قرار مراقبة الاسعار لم ينفذ حتي الآن. اما في مجال التعليم فقد سررت جدا ان الحكومة صارت تدعم المدارس بمبالغ مقدرة للتسيير، وان لم نسمع ذلك في الاعلام -وهذا تقصير- مع انه شئ مهم كنا قد تحدثنا عنه كثيرا، فالمواطن بدل ان يدفع للدولة لكي يتعلم صار يحدث العكس، فبعض التلاميذ صاروا يتلقون دعما وان قل، لكن هذا يؤكد علي الاقل سياسة الدولة واهتمامها بالتعليم، ولكن التعليم يحتاج لتغيير شامل فهو حجر الزاوية في نهضة البلاد. نحن لدينا مشاكل مستعصية عديدة: في الرعاية الصحية، الدواء، النظافة ..الخ تحتاج لجرأة وسرعة في اتخاذ القرارات، ولكن المشكلة ان الحكومة تحتاج لدعم شعبي يساعدها علي أخذ خطيً واسعة نحو الاهداف، فنحن محتاجون لشعب واعٍ يدعم ويساعد، فمثلا مشكلة النظافة تحتاج اولا لتغيير مفاهيمي وتحرك توعوي شعبي يدفعه حس وطني، وهنا نقول صراحة ان ثمة تقصير من شباب المقاومة الذي لم يتخذ حتي الآن مواقعه الطبيعية في حمل راية التغيير والبناء التي ضحي في سبيلها ودفع الثمن جراحا وارواحا، فلا يمكن لهؤلاء الشباب ان يحبسوا انفسهم في خانة المظاهرات والاحتجاجات، ولكن نعيب علي الحكومة وقيادات قحت انها لم تقم بتنشيطهم حتي الآن، فالقيادات الشبابية الثورية كان يفترض ان يكونوا اغلبية في المجالس التي تتخذ القرارات الحاسمة التي تساند الحكومة، ومن ثم يكون اولئك الشباب قد تحملوا هم انفسهم مسؤولية التغيير والبناء، وانا متأكد حينها ستكون لهم مبادرات لا حصر لها نحو النهوض والتطوير، فالذي يقود التقدم لابد له من سلطة تدعم تقدمه حتي لا ينطبق عليه قول الشاعر: متي يبلغ البنيان يوما تمامه، اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم الشباب هم الامل المرجو ولن تحدث تنمية بدونهم وانا اثق في شباب بلادي الذين انجزوا ثورة وتغيير سياسي كنا نحسبه من رابع المستحيلات. نحن نحتاج لتطوير منظومة وطنية واخلاقية جديدة بعد انهيار المنظومة القديمة لنكافح آفات مثل العنصرية والفساد التي ما تزال تكلبش في امعاء الوطن، وهذه لن ينجزها سوي الشباب، ولذلك ننصح الحكومة وحاضنتها التعويل عليهم وتمكينهم والوقوف خلفهم، فكل الدول نهضت بشبابها. معركة التغيير لم تبدأ حتي الآن، وهي اساسا معركة الشباب، لان الكبار دائما يميلون للقديم، هذا ما جبلت عليه النفوس، ولكن الشباب يميلون دائما نحو التغيير والتجديد، وهم الذين ينصرون الثورات وحركات التغيير، وحتي الدين نفسه نصره الشباب حينما تخاذل الشيوخ. === مقالات ذات صلة: - المناهج .. معركة التغيير .. (أُمّ المَعَارِكْ) https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1610205394.html
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة