ليست الخرطوم وحدها المهددة بتكدس المخلفات في شوارعها...بل معظم مدن العالم مهددة بالشيئ ذاته، حيث يتوقع البنك الدولي ان تشهد مدن العالم الكبري/ زيادة، غير مسبوقة، في كمية المخلفات بحلول العام 2030 بما يقدر بنحو 3 مليار ونصف المليار طن متري من المخلفات سنويا ، حيث تقدر حاليا بنحو 2 مليار طن متري...وتأتي الزيادة بسبب توسع المدن والزيادة السكانية بالاضافة الي عدم كفاءة وكفاية إدارة عمليات النظافة في بعض المدن ومنها المدن السودانية بطبيعة الحال.ويقدم البنك الدولي ما مقداره 5مليار دولار سنويا لأكثر من ( 340) برنامجا لإدارة النفايات الصلبة في بلدان العالم الثالث ماعدا السودان لغياب تلك البرامج المعتمدة دوليا في إدارة عمليات النظافة. وليست سؤ إدارة عمليات النظافة وعدم وجود النظم الجيدة لإدارتها ، هي السبب الرئيسي في السودان، بل انعدام برامج التوعية وعدم استجابة المواطنين للقليل المتوفر منها ، يعد أيضا مؤشرا من إخفاقات إدارة المخلفات وما سببه ذلك من تدهور الاوضاع البيئية وتشويه المنظر العام المدينة حيث تتكدس وتتراكم المخلفات لدرجة إعاقة حركة السير العادية لقد فشلت الخرطوم، خلال العقود الماضية في إدارة عمليات النظافة لدرجة الصفر ( حسب مؤشر الأداء البيئي الذي يعتمده منتدي دافوس العالمي ) بالولاية ليست لديها برامج معتمدة ...ولا خطط مرحلية.. وليست لديها آليات او معدات كافية او صالحة للعمل بشكل متواصل..وليست لديها ادارة فاعلة او متجددة الرؤي والتوقعات المستقبلية...بل ليست لديها ميزانية مقدرة تتناسب ونمو المدينة واحتياجاتها..فالمعروف ، عالميا، ان نحو ( 25% الي 50% ) من ميزانية البلدية مخصصة لخدمات النظافة...وهذا غير موجود حتي الآن في حسبة المدن السودانية عندما تتقدم بمقترحات ميزانياتها. . : ومن المؤسف حقا ان نقول، لقد أصبح مشاهدة ووجود القمامة وسط الأحياء السكنية وفي الأسواق وفي الأراضي الفضاء الغير مسورة...واحيانا حتي المسورة، منظرا مألوفا للمارة ولا يثير حفيظة أحد..بل أصبح ذلك جزءا من ثقافة المدينة وذاكرتها البصرية عندما تذهب وتعود لمكان سكنها. .. الخرطوم...العاصمة القومية. بمدنها الكبري ..مجالهة الآن بخطر بيئي لا يعرف مداه إلا من يعمل في هذا الحقل..ولا نريد إعادة التذكير بها...فالهدف من هذا المقال هو طرح حلول سريعة وفعالة لمعالجة ظاهرة تكدس القمامة .. : فالوضع الحالي، يؤشر الي وجود مخلفات كثيرة في مناطق عدة وبشكل عشوائي ليس له مثيلا في بقية مدن العالم..فليكن ، إذن، تركيزنا علي العمل الميكانيكي المباشر بإزالة هذه المخلفات كما نفعل تماما مع مخلفات المباني والمساكن الجديدة...شيول وبلدوزر وقلاب ورافعات شوكية وسيارات مراقبة... وبشكل عام فإن قيمة هذه الآليات والمعدات لن يزيد عن المائتي مليون دولار امريكي...من السهل جدا الحصول عليها من البنك الدولي...فالامر يحتاج فقط لوضع برنامج مرحلي يتوافق مع متطلبات البنك حتي يمكن الحصول علي التمويل المطلوب كما يفعل ذلك مع بقية الدول النامية ذات البرامج المعتمدة في إزالة المخلفات الصلبة.. اما إدارة عمليات النظافة علي المدي الطويل...فتلك قضية أخري ويمكن تنفيذها بشكل علمي تخصصي من خلال الشركة العالمية التي بشرنا بها في مقال سابق...ان صدقت النوايا... د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
العنوان
الكاتب
Date
عندما تصبح القمامة جزءا من ثقافة المدينة بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة