كلما تخرج علينا تنسيقية قوى اعلان الحرية والتغيير بقرار أقف حائرا ومندهشا لحجم السطحية في قراءة هذه التنسيقية للمشهد السياسي العام للسودان والواقع الكلي للولاية ومكوناتها وقضاياها المختلفة، ودائما تقودني وآخرين التحليلات الى أن هذه التنسيقية تسير بتوازي تام مع القوى التي تعمل لاجهاض اهداف الثورة وتحجيم الفترة الانتقالية، ولولا معرفتنا بالكثير من أعضاء هذه التنسيقية وتاريخ بعضهم النضالي لظننا أن هذه القرارات تأتي للتنسيقية (معلبة) من انصار النظام المحلول..!
أول (جليطة) لهذه التنسيقية كانت عند اختيارها لقائمة المرشحين ب(دون دراسة) لتعيين الوالي المدني بالولاية حيث كان التركيز فقط على لقب (دكتورة ودكتور) دون مراعاة للخبرة السياسية ودون مراعاة للتعقيدات التي تحكم هذه الولاية ومكوناتها الثقافية وموقعها المهم ومواردها المتنوعة..! وعندما تم اختيار الدكتورة (الطبيبة) آمنة أحمد المكي وجدت آمنة نفسها تسبق التنسيقية وطرق تفكير عضويتها بخطوات (فسفهتها) وعملت على صنع حاضنة خاصة بها فصارت الولاية مجموعة من (الشلليات) الحاكمة والحاكمة المعارضة، وقد وجدت آمنة المكي ضالتها في الانفراد بحكم الولاية مستفيدة من تشاكس أعضاء التنسيقية وميولهم للغنائم، مما جعل التنسيقية جثة هامدة بلا روح لا ترقى لأن تكون مجلس تخطيط واستشارة لادارة ولاية بمثل هذا التعقيد والاتساع، فإضطرت التنسيقية كرد فعل لتجاهل عضويتها اضطرت لسحب الثقة من آمنة المكي..!
وبعد صمت (محمود) لهذه التنسيقية - خلال فترة حكم مرشحتهم الأولى لمنصب الوالي آمنة المكي - ومع الاعلان عن قرارات مرتقبة بتغييرات شاملة تطال ولاة الولايات برز اتجاه في التنسيقية بأن يكون الوالي هذه المرة من ضمن أعضاء التنسيقية بتبريرات (فجة) تقول: ان القرار جاء لضمان عدم خروج المرشح عن بيت الطاعة وعدم (سفه التنسيقية كما تم سفهها من قبل)..! الا ان هذا القرار بعلاته وسطحيته لم يجد طريقه للتنفيذ بسبب الخلافات وسط اعضاء التنسيقية ووسط أعضاء الكتل السياسية نفسها، وهذا ما يؤكد فشل هذه التنسيقية حتى في ادارة خلافاتها الداخلية فكيف لها النجاح في ادارة ولاية معقدة مترامية الاطراف وغنية بمواردها الطبيعية والبشرية..؟! ولطالما ان كل هذه المكونات يتركز تفكيرها حول هذه الدائرة الضيقة وحظوة النفس، بدلا عن تركيز الجهد والعمل على انجاح الفترة الانتقالية، والعمل على تنفيذ اهداف الثورة، والاستفادة من قدرات الولاية وامكانياتها ومواردها في دعم الاقتصاد الكلي، وضمان استقرار الولاية بالبعد عن التجاذبات الحزبية أو القبلية لطالما انها كذلك فمن باب أولى أن تبحث قيادة الدولة ممثلة المجلس المركزي للحرية والتغيير عن مرشح يتناسب مع الفترة الانتقالية والاهداف العامة للدولة..
نحن نحترم كل من تم ترشيحهم ونحترم تاريخ بعضهم النضالي ونحترم أمانة بعضهم ممن نعرفهم عن قرب ولكننا بهذا النقد لجلطات التنسيقية المتكررة انما نترجم حرصنا على عدم اضاعة زمن السودان وزمن الولاية، ونحرص كذلك على عدم اغراق الناس في قضايا سطحية تفسح المجال للقوى المضادة للثورة لاستغلال الهفوات والاخفاقات الناتجة عن عدم النضج السياسي..!
عليه على مركزية قوى اعلان الحرية والتغيير ان هي أرادت السلامة لفترتها الانتقالية ولضمان نجاحها، ان تقوم بدراسة أمر تعيين والي الولاية دراسة دقيقة تستصحب فيها كل الجوانب، وان يتم التعيين بالاستفادة من الفترة السابقة ومشاهداتها السياسية وبما يفشل فرص محاولات القوى المضادة من استخدام القبلية والجهوية والمناطقية كسلاح لعرقلة الفترة الانتقالية، والاهم من ذلك كله للاستفادة من ولاية تعتبر الولاية الاقتصادية الثانية إن لم تكن الاولى على مستوى السودان لجهة انها ولاية غنية بالمعادن وخاصة الذهب ولها من المساحات الزراعية البكر ما لا يتوفر بولايات كثيرة اخرى الى جانب المحاصيل والموالح التي تحتل مساحات واسعة بهذه الولاية ما يجعل أمر التعامل معها بجدية وأفق واسع حتميا وضروريا من حيث اختيار والي عركته السياسة وصاحب كاريزما مشهودة وقوي وغير متاح لقوى الردة امكانية الطعن فيه من ناحية الانتماء او المؤهلات او التاريخ النضالي النظيف الشفيف العفيف ..
وللتدليل على فشل التنسيقية في ادارة خلافاتها وعدم احكامها لقراراتها وعدم مراعاتها للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي أورد لكم أسماء المرشحين لمنصب والي ولاية نهر النيل :
1/ هاشم خضر محمد الزاكي مرشح عن تجمع المهنيين وهو رئيس الحركة الشعبية تحرير السودان قطاع الشمال (ما علاقة الحركة الشعبية بولاية نهر النيل الآن..؟!).
2/ صلاح بابكر محمد فضل المولي - مرشح عن منظمات المجتمع المدني وتفيد مصادرنا بأنه قيادي بالمؤتمر الوطني وموظف قديم بديوان الحكم الاتحادي الذي كان يديره دكتور نافع علي نافع ومن بعده دكتور فيصل ابراهيم.
3/ الصادق محمد عثمان المقلي مرشح عن كتلة نداء السودان (حزب الامة) وتفيد معلومات وردت الينا بأنه كان من المقربين للفريق الهادي عبد الله والي نهر النيل الأسبق ومدير جهاز الامن والمخابرات الأسبق.
4/ محمد ابراهيم حاج محمد مرشح عن تيار الوسط شقيق ناظر الجعليين الذي انقسم حوله الجعليين خلال الفترة القليلة الماضية.
- شرف الدين علي عبدالله السيمت عن التجمع الاتحادي المدير العام لوزارة الثقافة والاعلام الحالي.
- مدحت عبدالمنعم حسن آغا مرشح عن قوي الاجماع الوطني وهو عضو التنسيقية الوحيد...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الوسيلة حسن مصطفي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست