قيادة الدولة ليست مجالاً للمجاملات و لا الترضيات. مصلحة الشعب حاضراً و مستقبلاً و آمان سلامة الدولة مقدمة على كل شيء فهي الأمانة لمن هم في سدَّة الحُكم. *
سبحان الله فيمن يقودون بلادنا اليوم؛ فعادة لهم أصبحنا نراها و نحسها من استسهال لأمور هامة بل هي هي أساس معيشة الناس و أمانهم هنا! و تبسيط لإشكالات متعددة محددة و مشاكل معقدة يمر بها السودان و يتعامل معها القادة لنا بأريحية و سماحة و "سطحية"! *
و مرور من معاش الناس و غلاء المعيشة لهم و أسعار الرغيف و إنعدام أصناف الدواء و قطوعات الكهرباء و المياه إلى كثرة حملة السلاح و تفلت قوات الحركات و تسيِّب الدعم السريع و عمليات السلب و النهب و التعدي على أعراض و أموال و أرواح الخلق و الترهيب و التخويف و فرض الواقع بالقوة! كل هذا و مازالت مجالس القيادة و الحكم المنتشرة بيننا و فينا كالسرطان في مسمَّياتها و مهامها تتحرك و تتكلم و تصرَّح في عقلية تدعي الفهم و نرجسية تتجاوز المحمدة و كأنهم هناك من مناصبهم و حولهم قواتهم و أحزابهم ملكوا البلاد كلها و ما فيها من عباد فحق لهم تقاسمنا فيما بينهم و تقرير مصيرنا و مستقبلنا في "لعبة" المجاملات و التنازلات و الترضيات فيما بينهم! *
ليأتي أمر حدود الدولة و حفظ حقوقها فيهتز السودان كله من مواقف متذبذبة باهتة ضعيفة متضاربة؛ كمثال ما حدث في أمر سد النهضة من"تضارب فاضخ" في تصريحات من هو في منصبه و معرفته الأولى بحفظ الحق و ذكر الحقيقة لنا و أعني وزير المياه لنا! و بينما الخارجية كانت تغرد في سفارياتها عن جانب السد المظلم كان الوزير أعلاه و ما زال "متضارب الفهم" من أثر السد الفعلي على سوداننا! *
ذاك مثال و ما قبله الأمثلة على أسلوب و طريقة "حديثة" لم نسمع بها و لم نقرأ في كيفية قيادة الدولة! و رغم كثرة تجارب سقوط الأنظمة التي مررنا بها في السودان و عايشناها في الدول حولنا لكن الجلي الواضح أن من يحكموننا اليوم في سودان ما بعد الثورة لم و لم يتعلموا الدرس جيداً و لم يستوعبوا أي نعمة من الماضي القريب فيهم و لهم! فحق عليهم الوعد أنها "ما دوامة" لأحدهم فكيف لهم؟! *
مدرسة الإخوان المسلمين كفكر و تنظيم سياسي للحكم أثبتت فشلها و عجزها و عايشت سقوطها في دول متعددة و منها مسقط الفكرة نفسها مصر إلى أحدث و آخر سقوط لها في تونس. و السودان تميز بينها بطول فترة حكم الإخوان حتى ظنّ الناس كلهم أنهم في السودان أُخلِدُو! فكان على قادة اليوم الذين في الحقيقة هم عايشوا و تعايشوا مع تلك الأنظمة أن يُتقنوا اللعبة.
*
و سقطت أنظمة و ستسقط فينا الأنظمة حتى يرث الله الأرض و من عليها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة