صباح يوم الاثنين سابع ايام عيد الاضحي وثاني يوم لبدء العمل في القطاع الحكومي وثالث يوم بالنسبة للقطاع الخاص الخبر الرئيس في التلفزيون: رئيس السيادي يتلقي تهاني العيد! والخبر الذي يليه اعفاءات وتعيينات من جانب رئيس الوزراء!
هذا محبط جدا ومخيب للآمال طيب لو احد العمال - في اي مصلحة لم ينزل عمله حتي اليوم لانه لسه لم يكمل تهاني العيد مفروض الا يحاسب ولا يسأل ومفروض الوزارات والمؤسسات ما تنزّل دفاتر الحضور والا يطالب احد ببصمة الكترونية ولا خلافه لانه الحكاية من كبارها فوق بايظة وكما قال الشاعر: اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فما شيمة اهل البيت الا الرقص والطرب
اين التغيير اذن؟ ثم انه لو كان ذلك صحيحا ان الرئيس لا زال يتلقي التهاني فليس بالضرورة ان اورد هذا كخبر رئيس في الجهاز الرسمي الاعلامي الاول للدولة ولا البقرقص ما بغتي دقنو
لا زال التلفزيون اذن يتعامل بالنهج القديم "القديم" ده والله مشكلة كبيرة لانه نحن شعب مدمن للعادات و "للقديم" ادمان ما بعده ادمان لذلك يصعب عندنا التغيير عقيدة "اسياد" التلفزيون معروفة الرئيس لابد ان يكون الخبر الاول حتي لو يقال ان الرئيس اخذ له "دُش" بارد! ثم بعد ذلك مارس رياضة خفيفة! ثم تناول وجبته الاولي ليبلع بعدها الحبوب! هذا نشاط الرئيس!
نعم نحن لا نريد للاعلام ان يكذب كما كان يفعل النظام البائد الذي ظل يكذب ويتحري الكذب حتي جاء عليه زمان اصبح يخاف فيه اظهار الحقيقة حتي لو كانت في مصلحته لانه ادمن الكذب ولكن هل فعلا الرئيس لا يفعل شئ سوي تلقي التهاني انا متأكد ان امامه الاف الملفات وانه كل مرة يطلع علي ملف هناك ملف السلام و الترتيبات وتكوين المجلس التشريعي وملف الحكم الولائي والنزاعات و الاحتقانات القبلية وملف سد النهضة والخريف والفيضانات وملفات ازمات المياه والكهرباء والخبز والدواء ...الخ .. الخ .. الخ فليخبرنا التلفزيون ان رئيس الوزراء او السيادي "اطّلع" - مجرد اطّلاع - علي الملف الفلاني! اي ملف؟
ثم انه يا جماعة العطلة الرسمية التي اعلنها مجلس الوزراء انتهت والشئ الثاني المحيّر هل الحكومات بتأخذ اجازة مثل الافراد؟ الحكومة لو اخذت اجازة مشكلة كبيرة!
كل الذي كانت تهتم له الحكومة في النظام البائد انها تريد ان تقول انها موجودة في كل لحظة حتي لا يفكر احد في انقلاب او في سلطة هذا فقط الذي كان يهمها ولذلك كانت كل تحركات الوزراء والمسؤولين وهمية من اجل اثبات ذلك الوجود وحتي تحركات الامن والجيش والشرطة الناس عرفت الآن فقط المشاكل التي تواجه الشرطة من نقص في القوة والعتاد كل ذلك كان يغطي بتحركات وهمية كل الحكومة كان هذا ديدنها واكتشف الناس الآن فقط ان وزارة الصحة مثلا لم تكن تعمل! ووزارة التربية لم تكن تعمل! ووزارة النقل والمواصلات لم تكن تعمل! ونفس الامر ينطبق علي وزارة كذا ووزارة ... الخ
ولذلك اهدرنا ساعات وايام وشهور وسنين نحن الفرق بيننا وبين بعض بلدان منطقتنا اكثر من 100 سنة والله نتمني لو مرة واحدة فقط جاءتنا الاخبار بصيغة الماضي لو مثلا فاجئتنا اي وزارة او مؤسسة بانها انجزت عمل ضخم بانها قامت بفعل كذا وانها انجزت هذا الامر في غضون كذا لو تم عمل فعلا انا متأكد ان الناس ستعرفه حتي قبل ان يعلن عنه
بالامس كان البعض في السوشل ميديا يتداولون بفرح شديد ان هناك شركة اتصالات جديدة ستبدأ الايام القادمة فقلت لهم لا يمكن متي كان الاعلان والاتفاق والاحتفال ؟ والتوقيع والاحتفال بالتوقيع و.. و.. ؟؟؟!!! يعني فجأة شركة اتصالات تجي تبدأ تشتغل؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! يعني كانوا يستعينون علي قضاء حوائجهم بالكتمان؟؟؟!!! وفعلا بعد قليل وجدنا اخبار ان مسؤولين حكوميين بالاتصالات نفوا هذا الكلام
نحن كتمنا في جوانا كتير وكنا قد آلينا علي انفسنا الا ننتقد الحكومة الحالية ولا نزال نعتقد انه من الظلم ومن العجلة ان تُحمّل الحكومة الحالية اي اخفاقات في الخدمات وخلافه فذلك مبكر جدا لاننا نؤمن كل الايمان ان ما تم تدميره في 30 عاما لا يمكن بناؤه في 3 سنوات ولكن هناك اشياء سهلة جدا يمكن للحكومة ان تفعلها
كل المطلوب هو ان تتبني الحكومة خط التغيير الثورة قامت من اجل التغيير مشكلة النظام البائد ان حكوماته كانت نائمة الحكومة لازم تتحرك اي حركة .. اي حركة الانسان الفرد العادي.. عندما يلزوه احيانا خطوات الي الوراء يجد نفسه تلقائيا جاء الي الامام خطوات ازيد من تلك التي اُرجعها وانا لا اريد ان اقول للحكومة ان تنجز التغيير ولو بسياسة افراع الملآن وملء الفارغ لانها يمكن ان تعمل افضل من هذا بكثير
العنوان
الكاتب
Date
في اليوم الثاني.. ببلد الجوع والمرض.. تعيينات وتهاني.. علي الله العوض!!! بقلم:محمد سمنّو
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة